الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة السادسة عشرة- العدد:906- 26 شوال 1431 هـ الموافق 05 تشرين1 2010م
حقوق الولد من خلال رسالة الحقوق

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسية:
- حقوق الولد في رسالة الحقوق.
- قواعد تربية الأولاد وفق رسالة الحقوق.
- مبادئ هامة في التربية.

الهدف:
ألتعرّف على حقوق الولد من خلال رسالة الحقوق.

تصدير الموضوع:
رُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لإبنه الحسن عليه السلام:"إنما قلب الحَدِث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيءٍ قبلته فبادرتُكَ بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبّك" 1.

1- رسالة الحقوق
للإمام علي بن الحسين عليه السلام رسالة معروفة بإسم رسالة الحقوق، أوردها الصدوق في خصاله بسند معتبر 2، بيَّن فيها المناهج الحية لسلوك الإنسان وتربيته، فلقد أسّس الإمام عليه السلام نظاماً متكاملاً في تربية المجتمع الإنساني، يلحظ جميع أبعاد حياته وعلاقاته مع خالقه، ونفسه، وأسرته، ومجتمعه، وحكومته، ومعلمه وغير ذلك. ويمكن – بإيجاز- تصنيف هذه الحقوق إلى ثلاثة أقسام:موزّعة بين الحقوق التي تنظّم العلاقة مع الله وأولي الأمر، و الحقوق التي تساهم في تربية النفس وتهذيب السلوك، والحقوق التي تنظم العلاقة في المجتمع.

2- حقوق الولد في رسالة الحقوق
تحدّث الإمام زين العابدين عليه السلام عن مجموعة من الأصول التي تحفظ حقوق الولد، وتحثُّ على تأديبه وتربيته، فقال عليه السلام: وأما حق ولدك فأنْ تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره و شرّه، وأنك مسؤولٌ عمّا ولّيته من حسن الأدب، والدلالة على ربه عز وجل ، والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسه، فمثاب على ذلك ومعاقب، فاعْمل في أمره عمل المتزيّن بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا، المعذور إلى ربه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه، والأخذ له منه ولا قوة إلا بالله".

3- قواعد تربية الأولاد وفق رسالة الحقوق
يمكن تقسيم ما ذكره عليه السلام إلى المحاور الآتية:
- المحور الأول: ولدك بضعةٌ منك: يؤكّد الإمام عليه السلام على أصل هام ينعكس على كل مجريات التربية بل الحياة، حيث يشبّه كون الولد جزءاً لا يتجزّأ من أبيه، فقال عليه السلام: "...أنه منك ومضاف إليك"... فالولد كما يقال قطعة من الكبد، وهو قطعة من الأب والأم، وهذا ما يجب أن ينعكس على التربية وتحمّل كل الصعوبات في سبيل الوصول بالولد إلى شاطىء الأمان،. ونفس هذا المبدأ كان قد ذكره الإمام علي عليه السلام في وصيته لولده الحسن عليه السلام: "ووجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئاً لو أصابك أصابني، وكأنّ الموت لو أتاك أتاني فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي".

- المحور الثاني: مسؤوليتك في التربية: حدّد الإمام عليه السلام المسؤولية التربوية بثلاثة أمور هي:

أ- حسن الأدب: والأدب هنا عنوانٌ عامٌ يشمل العديد من المفاهيم والقيم والمسلكيات والسُنن التي ينبغي أن يتربّى الولد عليها منذ الصغر لتنطبع في شخصيته، وتتحوّل شيئاً فشيئاً إلى سلوك طبيعي، وغالباً ما ينمو حُسن الأدب أو سوؤه مع الطفولة ويستمر مع الإنسان حتى المراحل العمرية الأخرى، وقد أشار الإمام علي عليه السلام إلى أهمية التأديب منذ الصغر بقوله عليه السلام: "إنما قلب الحدث كالأرض الخالية..."، وعن الصادق عليه السلام: أدبني أبي بثلاث: "قال لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن لا يقيد ألفاظه يندم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم" 3.

ب- الدلالة على ربه: فمن عرف ربه سلك سُبُلَ الصلاح في الدنيا، وفهم فلسفة حياته ووجوده، واستفاد من نِعمَ الدنيا بما يُرضي ربه، ويجب هنا اعتماد الأسلوب التدريجي في التربية على معرفة الله تعالى، والتركيز في المرحلة الأولى على إبراز جنبة الرحمة الإلهية، وتفصيل نعمه علينا، واهتمامه بنا، وتفضيلنا على الخلق...، والبعد عن أسلوب التخويف والتهديد بالعذاب والنار والأفاعي والعقارب.

ج- الإعانة على الطاعة: وهنا تأكيد على وظيفة التوجيه الدائم للولد بشكل مباشر أحياناً، وبإيجاد البيئة الصالحة والمناسبة أحياناً أخرى، وبالتربية بالقدوة ثالثة، والنقطة المهمة التي يشير الإمام عليه السلام إليها هي إعانة الوالد ولده على طاعته، ولا يتمّ ذلك إلا بالتربية السليمة، والرعاية المركّزة، والمتابعة والحضور الدائميْن في حياة الولد، وهذا ما يساعد الولد ليكون في طاعة الله تعالى.

رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: "إننا نأمر صبياننا إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم، فإذا كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل فإذا غَلَبهم العطش والغرث أفطروا حتى يتعوّدوا الصوم، فيطيقوه، فَمُرْوا صبيانَكم إذا كانوا أبناء تسع سنين بما أطاقوا من صيام فإذا غلبهم العطش أفطروا" 4.

وسأل الإمام الرضا عليه السلام عن الرجل يجبر ولده وهو لا يصلي اليوم أو اليومين. فقال: عليه السلام وكم أتى على الغلام؟ فقلت: ثماني سنين. فقال عليه السلام: سبحان الله! يترك الصلاة! فقلت: نعم. يغيبه الوجع.
فقال عليه السلام: "يصلي على نحو ما يقدر"5 .


المحور الثالث:

نتيجة تربيتك
يؤكد الإمام في هذا المقطع على جنبة تحفيزية وإيجابية، من خلال الكلام عن نتيجة العمل، وأن التربية الصالحة للولد كمن يزيّن نفسه بالأثر لهذا الولد في الدنيا، ويضمن المعذّرية عند الله تعالى بما ربّى عليه ولده من العلاقة الصحيحة بالله تعالى، والتربية على السلوك السويّ في الحياة الدنيا.


4- مبادىء وقواعد تربوية هامة
- الحنان والعاطفة: من المهم جدا الإهتمام بإظهار الحب و الحنان لهم.
عن الإمام الصادق عليه السلام: "انّ الله ليرحمَ العبدَ لشدة حبّه لولده". وقال رجلٌ للنبي صلى الله عليه واله وسلم : ما قبّلت صبياً لي قط، فلما ولىَّ قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : هذا الرجل عندي إنّه من أهل النار.

- العدالة: أبصر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رجلاً له ولدان فقبّل أحدهما و ترك الأخر، فقال صلى الله عليه واله وسلم : فهلا واسيت بينهما.

- العفاف: روي عن النبي صلى الله عليه واله وسلم : فرّقوا بين أولادكم في المضاجع إذا بلغوا سبعَ سنين.وعن الرضا عليه السلام: اذا بلغت الجارية ست سنين فلا تقبّلها، و الغلام لا يقبل المرأة اذا جاز سبع سنين.

- مراعاة ومواكبة المرحلة العمرية: فمرحلة ما قبل البلوغ هي مرحلة تدريب يسير وجزئي للمفاهيم والقيم والعقائد في ترسيخها في عقليات الصغار من الأبناء، ولقد اهتمت التربية الدينية بالتنظيم التربوي وفق مراحل العمر المختلفة. ففي الحديث: "دع إبنك يلعب سبع سنين، ويتعلم الكتاب سبع سنين، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين" 6.

فمرحلة البلوغ –مثلاً- مرحلة مهمة وحساسة للغاية في حياة كل شاب، وشابة، وهذه المرحلة بداية (الرشد) لدى الشخصية، مودّعة بذلك مرحلة الطفولة،وفيها خصوصيتان رئيسيتان هما استقلال الشخصية، وتموّجاتها.ويُقصد بالاستقلال: إنّ الشخصية تبدأ بالتحسّس بأنّها كيانٌ مستقل عن أسرته، وأما تموّجاتها، فيُقصد من ذلك الاضطراب أو التقلّب أو التردّد في الوصول إلى الموقف الحاسم الذي تختطه الشخصية لمستقبلها، ويمكننا ملاحظة هذا الطابع بوضوح، عندما نعود الى ما ورد في النص "الولد سيّد سبع سنين، وعبد سبع سنين. ووزير سبع سنين".

إذن: نلحظ أنّ الإمام عليه السلام قد قصد من صورة (الوزير) أنّ المراهق، يتحسس باستقلاليته، إلاّ إنّه لا يملك الكلمة الأخيرة ما لم تقترن بموافقة رئيس الدولة، أي أنّ التدريب ثانية، والتأكيد عليه في مرحلة المراهقة، سيدع الشخصية تستكمل جوانب استقلالها التام، وتضع حداً للتموّج الذي يطبع تصرفاتها" 7.


1- بحار الأنوار ج 77، ص201.
2- (الشيخ الصدوق/ الخصال/ 564 – 570).
3- ميزان الحكمة: ج10، ص8.
4-ميزان الحكمة ج 10، ص722.
5- وسائل الشيعة / الباب الثالث. ج6 من كتاب الصلاة.
6- وسائل الشيعة ، باب 83 / أحكام الأولاد.
7-دراسات في علم النفس الإسلامي: ص102.

21-10-2010 | 04-36 د | 3575 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net