الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1501 29 رجب 1443 هـ - الموافق 03 آذار 2022 م

شعبانُ شهرُ الخيرِ والعبادةِ

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِير﴾[1].

أيّها الأحبّة،
إنّ للتأسّي برسول الله (صلّى الله عليه وآله) الدور الأساس في أن يضمن المرء سلوكه على طريق الحقّ والصواب؛ ذلك أنّه (صلّى الله عليه وآله) كان يمثّل النموذج الأكمل في الالتزام بأوامر الله -تعالى- وإرشاداته، في أقواله وأفعاله كلّها، وعاش على ذلك طوال عمره الشريف حتّى رحل من الدنيا، ليكون في ذاك المقام الرفيع الذي وعده به الله تعالى.

إنّ الإنسان المؤمن والحريص على سيره وسلوكه، إنّما ينظر إلى ذاك النموذج الأكمل فيتّبعه في كلّ صغيرة وكبيرة، ويخطو خطواته التي لا تتفلّت عن جادّة الحقّ قيد أنملة، وهكذا كان أمير المؤمنين (عليه السلام)، إذ كان يتّبعه في كلّ شيء، وهو القائل (عليه السلام): «ولَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُه اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّه»[2].

وهذا في الواقع مجلبة لكسب حبّ الله لعبده، فإنّ اتّباع الرسول الأكرم لا محالة تكسب المرء حبّ الله سبحانه، ويؤكّد ذلك قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾[3].

فكيف الحال بالمؤمنين يا ترى؟ خاصّة في ظلّ التخبّط الثقافيّ والفكريّ الذي يعيشه العالم اليوم، والذي تختلط فيه المفاهيم والمبادئ، حتّى أصبح الحقّ فيه منكراً والباطل معروفاً!

من هنا تنشأ أهمّيّة الالتزام بما كان عليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أخلاقه وسلوكه وسياسته، في عبادته وعشرته...

شهر شعبان في حياة رسول الله
من بين الاهتمامات الكبرى التي كان يراعيها الرسول الأكرم في حياته، اهتمامه بأشهر النور المباركة، ومنها شهر شعبان، إذ كان يعظّمه ويبجّله، حتّى نُسِب إليه (صلّى الله عليه وآله)، فعن الإمام الكاظم (عليه السلام): «قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): شعبان شهري، وشهر رمضان شهر الله تعالى»[4].

فضل شهر شعبان
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «أُعطيَت هذه الأمّة ثلاثة أشهر لم يُعطَها أحدٌ من الأمم: رجب وشعبان وشهر رمضان»[5].

وعن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «شهر شريف وهو شهري، وحملة العرش تعظّمه وتعرف حقّه، وهو شهر زاد الله فيه أرزاق المؤمنين لرمضان، وتُزيَّن فيه الجنان، وإنّما سُمّي شعبان لأنّه يتشعّب فيه أرزاق المؤمنين لرمضان، وهو شهر العمل، فيه تُضاعف الحسنة سبعين والسيّئة محطوطة والذنب مغفور والحسنة مقبولة والجبّار -جلّ جلاله- يباهي فيه بعباده، ينظر من عرشه إلى صوّامه وقوّامه، فيباهي بهم حملة عرشه»[6].

إنّ الله -تعالى- قد أجزل في هذا الشهر رحمته وبركاته لعباده، وجعل أيّامه ولياليه مليئة بالكرم الإلهيّ، ومن ذلك أنّ فيه تفتح أبواب الشفاعة لعباده، عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «وسمّي شهر شعبان شهر الشفاعة؛ لأنّ رسولكم يشفع لكلّ من يصلّي عليه فيه»[7].

فضل أوّل يوم من شعبان
عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) قال: «فوالذي بعثني بالحقّ نبيّاً، من تعاطى باباً من الخير في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة طوبى، فهو مؤدّيه إلى الجنّة[...]:
فمن تطوّع لله بصلاة في هذا اليوم، فقد تعلّق منه بغصن.
ومن تصدّق في هذا اليوم، فقد تعلّق منه بغصن.
ومن عفا عن مظلمة، فقد تعلّق منه بغصن.
ومن أصلح بين المرء وزوجه والوالد وولده والقريب وقريبه والجار وجاره والأجنبيّ والأجنبيّة، فقد تعلّق منه بغصن.
ومن خفّف عن معسر من دينه أو حطّ عنه، فقد تعلّق منه بغصن.
ومن نظر في حسابه فرأى ديناً عتيقاً قد آيس منه صاحبه فأدّاه، فقد تعلّق منه بغصن.
ومن كفل يتيماً، فقد تعلّق منه بغصن.
ومن كفّ سفيهاً عن عرض مؤمن، فقد تعلّق منه بغصن.
ومن قرأ القرآن أو شيئاً منه، فقد تعلّق منه بغصن.
ومن قعد يذكر الله ولنعمائه يشكره، فقد تعلّق منه بغصن.
ومن عاد مريضاً ومن شيّع جنازة ومن عزّى فيه مصاباً، فقد تعلّقوا منه بغصن.
ومن برّ والديه أو أحداهما في هذا اليوم، فقد تعلّق منه بغصن.
ومن كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم، فقد تعلّق منه بغصن.
وكذلك من فعل شيئاً من سائر أبواب الخير في هذا اليوم، فقد تعلّق منه بغصن»[8].

أعمال شهر شعبان
لا بدّ من إيراد بعض الأعمال التي ينبغي للمؤمن معرفتها والسعي إلى القيام بها في هذا الشهر المبارك، منها:

1. الصوم وفضله في هذا الشهر
أ. صوم النبيّين
عن الإمام الباقر (عليه السلام): «إنّ صوم شعبان صوم النبيّين وصوم أتباع النبيّين، فمن صام شعبان فقد أدركته دعوة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، لقوله (صلّى الله عليه وآله): رحم الله من أعانني على شهري»[9].

ب. الجنّة لمن صامه
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «من صام شعبان محبّة للنبيّ (صلّى الله عليه وآله) وتقرّباً إلى الله -عزّ وجلّ- أحبّه الله وقرّبه من كرامته يوم القيامة، وأوجب له الجنّة»[10].

ج. ذخر ليوم القيامة
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «صيام شعبان ذخر للعبد يوم القيامة، وما من عبد يُكثر الصيام في شعبان، إلّا أصلح الله له أمر معيشته، وكفاه شرّ عدوّه، وإنّ أدنى ما يكون لمن يصوم يوماً من شعبان أن تجب له الجنّة»[11].

د. الشفاعة للصائم
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): شعبان شهري وشهر رمضان شهر الله عزّ وجلّ؛ فمن صام يوماً من شهري كنتُ شفيعه يوم القيامة، ومن صام يومين من شهري غُفِر له ما تقدّم من ذنبه، ومن صام ثلاثة أيّام من شهري قيل له: استأنف العمل»[12].

2. الإكثار من الصلاة على محمّد وآل محمّد
عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «وأكثروا في شعبان الصلاةَ علی نبیّكم وأهله[13]«.

3. الصدقة والاستغفار
سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن صوم رجب، فقال: «أين أنتم عن صوم شعبان؟»، فقال له الراوي: يابن رسول الله، ما ثواب من صام يوماً من شعبان؟ فقال: «الجنّة والله»، فقال الراوي: يابن رسول الله، ما أفضل ما يُفعل فيه؟ قال: «الصدقة والاستغفار، ومن تصدّق بصدقة في شعبان ربّاها الله -تعالى- كما يُربّي أحدُكم فصيله، حتّى يُوافيَ يوم القيامة وقد صار مثل أُحد»[14].

مناسبات طيّبة
في الختام نبارك لصاحب الزمان (عجّل الله فرجه) وللإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) وللأمّة الإسلاميّة جمعاء، هذه الأيّام العطرة، وأيضاً ولادة ثلّة من الأطياب المطهّرين فيها، حتّى ازداد هذا الشهر زهوّاً وجلالاً، ففي هذه الأيّام المباركة ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) والإمام زين العابدين (عليه السلام) وأبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، وعلينا في هذه المناسبات أن نستذكر هؤلاء الأطهار في جلساتنا وسهراتنا، وننهل من سيرتهم العطرة، مُقتفين آثارهم ونهجهم.


[1]  سورة الأحزاب، الآية 21.
[2]  السيّد الرضيّ، نهج البلاغة (تحقيق صبحي صالح)، ص300.
[3]  سورة آل عمران، الآية 31.
[4]  الشيخ الصدوق، الأمالي، ص71.
[5]  السيّد ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج3، ص230.
[6]  الشيخ الصدوق، ثواب الأعمال، ص63.
[7]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج94، ص78.
[8]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج8، ص167.
[9]  الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، ج10، ص493.
[10]  الشيخ الصدوق، فضائل الأشهر الثلاثة، ص61.
[11]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج 93، ص68.
[12] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص71.
[13]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج 94، ص77.
[14]  السيّد ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج3، ص294.

03-03-2022 | 11-17 د | 1161 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net