الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة السادسة عشرة- العدد:912- 09 ذو الحجة 1431 هـ الموافق 16 تشرين2 2010م
العبادة والإخلاص لله

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع ألرئيسة:
- أهمية العبادة ومفهومها
- شروط صحة العبادة: الإخلاص وحضور القلب
- آثار العبادة.

الهدف:
التعرّف على مفهوم العبادة وآثارها وأنواعها وأهمية الإخلاص فيها.

تصدير الموضوع:
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها، وأحبّها بقلّبه، وباشرها بجسده، وتفرّغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم يسر".

1- أهمية العبادة:
تنبع أهمية العبادة من كونها الغاية التي خلق الله الخلق لأجلها، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون ولأجل تحقيق هذه الغاية واقعاً في حياة الناس بعث اللهُ الرسل، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ، وبالعبادة وصف الله ملائكته وأنبياءه، فقال تعالى: ﴿وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ، وذمّ المستكبرين عنها بقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ونعت أهل جنته بالعبودية له، فقال سبحانه: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ونعت نبيه محمداً صلى الله عليه وآل وسلم بالعبودية له في أكمل أحواله، فقال عندما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً".

2- مفهوم العبادة العام:
العبادة في الإسلام اسم يطلق على كل ما يصدر عن الإنسان المسلم من أقوال وأفعال وأحاسيس استجابة لأمر الله تعالى، وقد ورد في الأحاديث الواردة عن الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام؛ ما يوضِّح هذا المفهوم الإسلامي، ويشخِّص أبعاده الواسعة الشاملة:

فمنها بل أفضلها طلب الحلال، ومنها "نظر الولد إلى والديه حبّاً لهما، ومنها عفّة البطن والفرج، ومنها العلم بالله، والتواضع له، ومنها التفكّر في أمر الله.

3- مفهوم العبادة الخاص:
أصل معنى العبادة مأخوذ من الذُلّ، يُقال طريق معبّدٌ إذا كان مذلّلاً قد وطئته الأقدام، غير أنّ العبادة في الشرع لا تقتصر على معنى الذلّ فقط، بل تشمل معنى الحب أيضاً، فهي تتضمّن غاية الذل لله وغاية المحبة له، فيجب أن يكون الله أحبَّ إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله عنده أعظم من كل شيء ، قال الإمام علي عليه السلام: "إذا أحب الله عبداً ألهمه حسن العبادة".

إلاّ أن هذه اللفظة (لفظة العبادة) لها استعمال خاص عند الفقهاء ، فأطلقوها بشكل اصطلاحي على العبادات المحددة في الفقه بصورة خاصّة، فقسّم الفقهاء مباحث الفقه الإسلامي إلى قسمين؛ قسم يحتاج إلى نيّة القربة إلى الله تعالى، وهي العبادات فأدخلت تحتها أفعال كالصّوم والصّلاة والحجّ والزّكاة والخُمس والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدُّعاء... الخ، وقسم لا يحتاج إلى نيّة القربة وهي المعاملات، وتشمل سائر أفعال الإنسان ومواقفه، في مجالات السياسة والقضاء والمواريث والمال والتجارة..

4- شروط صحة العبادة:
للعبادة العديد من الشروط فصّلها الفقهاء في مواردها إلا أن أهمها شرطان:

- الأول: الإخلاص قال الله تعالى : ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ الإخلاص تصفية العمل من كلّ شوب" وهذا أعم من أن يشوب العمل برضى نفسه، أو رضى غيره من المخلوقات الأخرى. وقيل: "هو تنزيه العمل بحيث يكون لغير الله فيه نصيب" وهذا أيضاً قريب إلى التعريف المذكور.

ولا بد من معرفة أن تخليص النية من جميع مراتب الشرك والرياء وغيرها ومراقبتها والمحافظة عليها من الأمور الصعبة والمهمة جداً، بل إن بعض مراتبها لا يتيسر إلا للخلّص من أولياء الله تعالى. لأن النية عبارة عن الإرادة الباعثة نحو العمل، وهي تتبع الغايات الأخيرة الدافعة نحو العمل، كما أن هذه الغايات تتبع الملكات النفسانية التي تشكل باطن ذات الإنسان وشاكلته. فمن له حبّ الجاه والرياسة، وغدا هذا الحب ملكة نفسانية وشاكلة روحه، كان منتهى أمله البلوغ إلى دفّة الزعامة، وكانت أفعاله الصادرة منه تابعة لتلك الغاية، وكان دافعه ومحرّكه هو مبتغاه النفسي المذكور، وصدرت عنه أعماله للوصول إلى ذلك المطلـوب. فما دام هذا الحبّ في قلبه، لا يمكن أن يصير عمله خالصاً.

- الثاني: حضور القلب أثناء العبادة لا يخفى أن العبادة روح ولبّ وعلاقة تواصل بين العبد وربه سبحانه، فإذا اقتصرت العبادة على الحركات، وتخلف عنها لبّها وجوهرها من الخشوع والخضوع لله والذلّ والانكسار بين يديه، كان العبد مؤدياً لصورة العبادة لا لحقيقتها، ولتجاوز هذا ذكر العلماء أسبابا لبعث الروح في عباداتنا منها:

- التفكّر بالله تعالى وهي من أرقى الممارسات العبادية في الاسلام، وأكثرها قدرة على ربط الانسان بخالقه وشده إليه.

- تحديث القلب وتذكيره بالتعبد لله سبحانه، وأن سعادته في إحسان عبادته لربه والقيام لله بحقه.

- التهيؤ للعبادة والاستعداد لها، ويكون التهيؤ لكل عبادة بحسبه، فالتهيؤ للصلاة بالوضوء والحضور إلى المسجد مبكراً.

- الابتعاد عما يشوش القلب أثناء العبادة كالأصوات والزخارف ونحوها.

- الإقبال على العبادة بقلب فارغ من مشاغل الدنيا وملهياتها.

5- آثار العبادة على الخلق:
لعبادة الله أعظم الأثر في صلاح الفرد والمجتمع والكون كله، فأما أثر العبادة على الكون وعلى البشرية عامة فهي سبب نظام الكون وصلاحه، وسبيل سعادة الإنسان ورفعته في الدنيا والآخرة، ومن أهم تلك الثمرات:

- كبح جماح النفس: فالعبادة هي الزمام الذي يكبح جماح النفس البشرية أن تَلِغ في شهواتها، وهي السبيل الذي يحجز البشرية عن التمرّد على شرع الله قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ.

- إستنزال الرزق والرحمة: والعبادة سبب للرخاء الاقتصادي واستنزال رحمات الله وبركاته على البلاد والعباد، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ.

- طمأنينة القلب وراحته ورضاه: قال تعالى : ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.

- تربية الروح وتغذيتها: ذلك أن الإنسان مكوّن من مادة وروح فإذا كان العنصر الجسدي فيه يجد حاجته في العناصر المادية في الكون من مأكل ومشرب وملبس.. فإن العنصر الروحي لا يجد إشباعاً لحاجته ألا بالقرب من الله تعالى إيماناً به وإتّباعاً حتى لا يتحقق إلا بالعبادة.

24-11-2010 | 07-02 د | 3770 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net