الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 872- 24 صفر 1431هـ الموافق 9 شباط 2010م
عشق الشهادة صانع الإنتصار

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- قوانين النصر وسننه.
- الشهادة سبيل النصر والحياة.
- الثورة والمقاومة وتجسيد قوانين النصر.

الهدف:
التعرّف على سنن النصر، ودور الشهادة في تحقيقه ، من خلال مسيرة الثورة في إيران، والمقاومة في لبنان.

تصدير الموضوع:
قال الله تعالى: ﴿... كَمْ من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن اللهِ واللهُ مع الصابرين .

أولاً: قوانين النصر وسننه
لقد حدّد الله تعالى في كتابه الكريم سنن النصر وقوانينه، ليَعرفها عباده المؤمنون ويتعاملوا معها على بصيرة، ويسيروا وفق هديها، وهذه السنن هي:

1- أن النصر مِن عند الله تعالى: فمَن نصره الله لن يُغلب أبدًا، ولو اجتمع عليه مَن بأقطارها، ومَن خذله فلن يُنصر أبدًا، ولو كان معه العَدد والعُدَّة، قال الله تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرُكُمْ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الذِي يَنْصُرْكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلْ المُؤْمِنُونَ .ويقول تعالى: ﴿إِذْ تستغيثون ربَّكم فاستجابَ لكم أنِّي مُمِدُّكُم بألفٍ مِن الملائكة مُرْدِفِينَ ومَا جعلَه اللهُ إِلًّا بُشْرى ولِتَطمئن بِهِ قُلُوبُكُمْ ومَا النصرُ إِلَّا مِن عندِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزيزٌ حكيمٌ .

2- النصر للمؤمنين: إن الله لا ينصر إلا من نصره، فمن نصر الله نصره الله، وقد جاء هذا القانون بصيغة الشرط والجزاء في القرآن الكريم قال تعالى: ﴿يا أيُّها الذينَ آمنوا إنْ تنصروا الله يَنصركم ويُثبِّت أقدامَكم.وجاء في صورة الخبر الثابت المؤكَّد بلام القسم ونون التوكيد: ﴿ولينصرَنَّ اللهُ مَن ينصرُه، إن اللهَ لقويٌّ عزيز .وإنَّما تتحقَّق النُّصرة لله تعالى بنُصرة دينه، وإعلاء كلمته، وتحكيم شرعه في خلقه، وبهذا جاء في وصف مَن ينصرون الله تعالى عقب الآية السابقة قوله تعالى: ﴿الذين إنْ مكَنَّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتَوا الزكاةَ وأمروا بالمعروف ونهَوا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور .

3- إن النصر بالمؤمنين: إن النصر كما لا يكون إلا للمؤمنين لا يكون إلا بِالمؤمنين فالنصر لهم، والنصر بهم، فهم غاية النصر، وعُدَّته، وفي هذا يخاطب الله رسوله الكريم بقوله: ﴿هوَ الذي أيَّدَك بنصره وبالمؤمنين وألفَّ بينَ قلوبِهم، وقد ينصر الله من يريد نصره بالملائكة ينزلهم من السماء إلى الأرض، كما في غزوة بدر والخندق وحنين: ﴿إذ يُوحِي ربُّك إلى الملائكة أني معكم فثبِّتُوا الذين آمنوا .
﴿أَرسلْنا عليهم ريحًا وجنودًا لم ترَوها . ويقول عز وجل:  ﴿ثمَّ أنزلَ اللهُ سكينَته على رسولِه وعلى المؤمنينَ وأنزلَ جنودًا لمْ ترَوها وعذَّب الذينَ كفرُوا .

وقد ينصر الله من يريد نصره بالظواهر الطبيعية يُسَخِّرُها في خدمته، أو يسلِّطها على عدوه، كما سلَّط الريح على المشركين في الخندق: ﴿فأرسلْنا عليهم ريحًا ، وكما أنزل المطر رحمةً على المسلمين في بدر: ﴿ويُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ، وقد ينصر الله من يريد نصره بأيدي أعدائه وأعداء الله أنفسهم، بما يَقذف في قلوبهم من رعب يُدمِّر معنوِيَّاتهم، ويَقتل شخصياتهم، كما حدَث ليهود بني النضير: ﴿... وقَذَفَ في قُلُوبِهُمُ الرُّعبَ، يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بأيدِيهم وأيدِي المؤمنينَ فاعتبِرُوا يا أُولِي الأبصارِ .

4- الشهادة سبيل النصر والحياة: لقد زخرت آيات الكتاب العزيز ، و استفاضت نصوص السنة الشريفة في الحديث عن فضل الشهادة، وأن الشهداء أحياء ، قال الله تعالى: ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون و"ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون" ..

ونظراً لإدراك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليهم السلام قيمة الشهادة ودرجتها العالية عند الله تعالى، فقد صرّحوا عدة مرات بحب الشهادة وبطلبها في الدنيا وتمني الرجوع من الجنة إلى الدنيا للفوز بها، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "والذي نفسي بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل, ثم أغزو فأقتل, ثم أغزو فأقتل" ، وعن علي عليه السلام "... فوالله إني لعلى حق وإني للشهادة لمحب" . وفي طلب الشهادة ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "من طلب الشهادة صادقاً أعطيها ولو لم تصبه" و "من سأل الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" .

5- التوكل على الله والأخذ بالأسباب: التوكل على الله مع إعداد القوة من أعظم عوامل النصر؛ لقول الله تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ . وقال تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ. ولابد في التوكل من الأخذ بالأسباب؛ لأن التوكل يقوم على الاعتماد على الله والثقة بوعده ونصره تعالى، والأخذ بالأسباب الطبيعية كالتخطيط والتدريب والتجهيز ومعرفة العدو وخططه وتقنياته ، والاستفادة من مختلف التقنيات العسكرية الممكنة.

ثانياً: الثورة والمقاومة وتجسيد قوانين النصر
عندما نتتبّع أحداث الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني قدس سره نجد بأن الإمام قدس سره قد استند على مجموعة من الثوابت في مواجهة النظام الظالم في إيران والعمل على إسقاطه، أهمها:

- الثقة المطلقة بنصر الله، وأن النصر للمؤمنين وبالمؤمنين: فقد وعد الله المؤمنين بالنصر المبين على أعدائهم، وذلك بإظهار دينهم، وإهلاك عدوهم وإن طال الزمن، قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ... ومن أعظم أسباب النصر: نصر دين الله والقيام به قولاً،وعملاً، ودعوة. قال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، ...
- التسليم المطلق والتوكّل على الله تعالى، والرضا بقضائه وقدره.
- تكريس ثقافة حب الشهادة: وهذا واضح من خلال قافلة الشهداء الكبيرة من القادة الكبار، وسائر شرائح المجتمع التي قدمتها الثورة والمقاومة دفاعاً عن الحق، وحفظاً للكرامات، والأوطان والمقدسّات، قال الإمام الخميني قدس سره: "حقّ الشهداء الكبير علينا أن نوضّح للجميع ثقافة الشّهادة ومكانة الجهاد في سبيل الله".

- الشجاعة والثبات والقوة: من عوامل النصر الثبات عند اللقاء، وعدم الانهزام والفرار فكما ثبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جميع معاركه التي خاضها، فقد ثبتت الثورة أمام أشد القوة في هذا العالم وأقواها، المتمثّلة بالشيطان الأكبر وقوى الاستكبار الأخرى، وكذا الحال مع المقاومة الإسلامية في لبنان التي واجهت بشجاعة كل المخطّطات المحلية والعربية والعالمية، وصمدت حتى هزمت إسرائيل في الميدان، وأسقطت المشاريع السياسية والديموغرافية التي كانت مقرّرة للمقاومة وأهلها.


1- البقرة: 249.
2- آل عمران:16.
3- الأنفال:9 ـ 10
4- محمد: 7
5- الحج:40
6- الحج:41
7- الأنفال:62 ـ 63
8- الأنفال:12
9- الأحزاب:9؛
10- التوبة:26
11- الأحزاب:9
12- الأنفال:11
13- الحشر:2
14- آل عمران :169
15- البقرة/14
16- صحيح مسلم: 1876
17- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدي:6/100.
18- صحيح مسلم 1908 ،1909
19- آل عمران: 160
20- آل عمران: 159
21- غافر: 51-52.
22- الحج: 40-41.

11-03-2010 | 19-31 د | 3760 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net