الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة السادسة عشرة- العدد:918- 22 محرم 1432 هـ الموافق 28 كانون أول 2010م
الصحيفة السجادية زبور آل محمد

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع ألرئيسة:
-التعريف بالصحيفة السجادية.
-بعض مضامين الصحيفة السجادية.

الهدف:
التعرّف على جوانب من الصحيفة السجادية للإمام السجادعليه السلام.

تصدير الموضوع:

وكان من دعاء الإمام السجاد عليه السلام في الصباح والمساء: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَوَفِّقْنَا فِي يَوْمِنَا هذا ولَيْلَتِنَا هذِهِ وَفِي جَمِيعِ أيّامِنَا لاسْتِعْمَالِ الْخَيْرِ وَهِجْـرَانِ الشَرِّ وَشُكْـرِ ألنِّعَمِ...".

1- ما هي الصحيفة الكاملة: وتعرف بـ (الصحيفة السجادية)، و(الصحيفة الأولى)

الصحيفة السجّادية هي مجموعة من الأدعية المأثورة عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام وهي من المتواترات عند العلماء لاختصاصها بالإجازة والرواية في كل طبقة وعصر، يقول الشيخ الطهراني"وللأصحاب اهتمام بروايتها ويخصّونها بالذكر في إجازاتهم 1، وقد اعتنى الناس بها أتم الإعتناء بروايتها، وضبط ألفاظها ونسخها" 2.

وينتهي سندها إلى الإمام الباقرعليه السلام وزيد الشهيد رضوان الله عليه إبن الإمام زين العابدين عن أبيهما علي بن الحسين عليهما السلام وتبلغ شروحها كما يذكر الشيخ الطهراني في الذريعة أكثر من ستين شرحاً.

هذا وقد ألِّفت صحائف أخرى جمعت أدعيته وذكر في بعضها تلك الأدعية الساقطة، والصحائف هي:

* الصحيفة السجادية الثانية: باعتبار أن الصحيفة السجادية الكاملة المشهورة هي الأولى: من جمع الشيخ الحر العاملي في وسائل الشيعة.
* الصحيفة السجادية الثالثة: للميرزا عبد الله بن عيسى بن محمد صالح التبريزي المعروف بـ"صاحب رياض العلماء" وذكر فيها الأدعية الساقطة من الصحيفة الكاملة.
* الصحيفة السجادية الرابعة والخامسة والسادسة: وقد ذكر فيها جامعوها الأدعية الساقطة ممن سبقوهم في جمعها 3..

2-بعض مضامين الصحيفة السجادية

لا نبعد عن الحقيقة إذا قلنا إن مضامين أدعيته عليه السلام في الصحيفة السجّادية دون كلام الباري، وفوق ما يفوه به المخلوق، وهي" كما قيل- زبور آل محمد وإنجيل أهل البيت، وإنها فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق 4.

وإن أدعيته ذات وجوه: فمنه ما هو عبادي ذو سمة إيمانية وروحية، ومنها ما هو اجتماعي، ومنها ما هو سياسي، ومنها ما له بعد عقائدي كالإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد ..، وذلك بما ينسجم مع مسار الحركة الإصلاحية التي قادها الإمام عليه السلام في ذلك الظرف الصعب، فاستطاع بقدرته المسدّدة أن يمنح أدعيته- إلى جانب روحها التعبّدية- محتوىً إجتماعياً وسياسياً متعدّد الجوانب، وكان الإمام يُضمِّن أدعيته رسائل خفيّة موجهة إلى شيعته لا يفهمها أعوان النظام الحاكم.

"فالصحيفة السجادية تعبِّر عن عمل اجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الإمام إضافة إلى كونها تراثاً ربانياً فريداً يظل على مر الدهور مصدر إعطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب، وتظلّ الإنسانية بحاجة إلى هذا التراث المحمدي العلوي.." 5.

وفيما يلي بعض الأفكار التي تناولها الإمام في أدعيته
- افتتاح الصحيفة بالتحميد والثناء: كان من دعائه عليه السلام إذ ابتدأ بالدعاء بالتحميد لله عز وجلّ والثناء عليه فقال: "أَلْحَمْدُ للهِ الأول بِلا أَوَّل كَانَ قَبْلَهُ، وَ الآخر بِلاَ آخِر يَكُونُ بَعْدَهُ.الَّذِي قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ، وَ عَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوهامُ اَلْوَاصِفِينَ.ابْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ اَبتِدَاعَاً، وَ اخْتَرَعَهُمْ عَلَى مَشِيَّتِهِ اخترَاعاً، ثُمَّ سَلَكَ بِهِمْ طَرِيقَ إرَادَتِهِ، وَبَعَثَهُمْ فِي سَبِيلِ مَحَبَّتِه"

-معرفة الله وتوحيده: يقول الإمام السجاد عليه السلام: "وعجزت العقول عن إدراك كنه جمالك، وانحسرت الأبصار دون النظر إلى وجهك ولم تجعل للخلق طريقاً إلى معرفتك إلا بالعجز عن معرفتك 6.

ويقول عليه السلام: "الحمد لله بلا أول كان قبله، والآخر بلا آخر يكون بعده الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين" 7.

-حب الله تعالى: مناجاة المحبين يصف الإمام علي بن الحسين عليه السلام محبته لله تعالى وإخلاصه له فيقول: "الهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتِك، فرامَ منك بدلاً، ومن ذا الذي أنس بقربك، فابتغى عنك حولاً..يا منى قلوب المشتاقين... ويا غاية آمال المحبين...أسألك حُبّك، وحبَّ من يُحبّك، وحبّ كل عمل يُوصلني إلى قُربك.. وأن تجعلَ حبّي إياك قائداً إلى رضوانك، وشوقي إليك ذائداً عن عصيانك... يا أرحم الراحيم".

-العدل الإلهي: يشير الإمام السجادعليه السلام إلى منهج العدل من خلال الدعاء بعبارات مختصرة ولكنها تحتوي على رؤية عميقة لمسألة العدل.فيقول عليه السلام: ."..وقد علمت أنه ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عجلة وإنما يعجل من يخاف الفوت، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علواً كبيراً" 8.

-النبي والأئمة عليهم سلام الله: عمل الإمام من خلال أدعيته على الإكثار من الصلاة على النبي وآله، وذكر الأئمة وذلك من أجل بيان عظمة الرسول وجهاده في سبيل الله 9: َالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ دُونَ الأمم الْمَـاضِيَةِ وَالْقُـرُونِ السَّالِفَةِ بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لاَ تَعْجِزُ عَنْ شَيْء وَإنْ عَظُمَ، وجَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ وَكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ. اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَّحْمَةِ وَقَائِدِ الْخَيْرِ وَمِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ، ...

خلاصة: يمكن القول بأن أدعية الإمام السجّاد عليه السلام ، وبالأخص الصحيفة السجادية المباركة" تعبِّر عن عمل إجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الإمام إضافة إلى كونها تراثاً ربانياً فريداً يظل على مر الدهول مصدر عطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب وتظلّ الإنسانية بحاجة إلى هذا التراث المحمدي العلوي وتزداد حاجة كلما ازداد الشيطان إغراءً والدنيا فتنة"10.


1-الشيخ الطهراني، الذريعة، ج15، ص18.
2-السيد الأمين، أعيان الشيعة، ج1، ص638.
3-راجع الذريعة للشيخ الطهراني، ومقدمة الصحيفة السجادية الجامعة، مؤسسة الإمام المهدي  قم- 1418هـ. وتاريخ التشريع الإسلامي، ص92- 93.
4-وصفها الشيخ الطنطاوي نقلاً عن مقدمة الصحيفة بقلم العلامة المرعشي، حيث قال الطنطاوي: ومن الشقاء إنا إلى الآن لم نقف على الأثر القيم الخالد في مواريث النبوة وأهل البيت، وإني كلما تأملتها رأيتها فوق كلام المخلوق دون كلام الخالق.
محمد باقر الصدر، مقدمة الصحيفة السجادية.
5-مفاتيح الجنان. ط2،
6-المصدر نفسه، ص33.
7-مفاتيح الجنان، مصدر سابق، ص60.
8-ينظر ، حاتم، فوزي، مصدر سابق، ص86.
9-الصحيفة السجادية، مقدمة السيد محمد باقر الصدر، مصدر سابق، ص15-16

30-12-2010 | 07-23 د | 4145 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net