الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 854- 16 شوال 1430هـ الموافق 6 تشرين أول 2009م
ولاية الفقيه استمرار العناية واللطف

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- ضرورة القانون والحكومة.
- الحاكميّة لله تعالى.
- قيادة النبي والأئمة.
- أدلة لزوم تشكيل الحكومة في عصر الغيبة الكبرى.

الهدف:

التعرّف على مفهوم ولاية الفقيه، ودور الفقيه في إدارة شؤون المجتمع والناس.

تصدير الموضوع:
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "إن الخلق لما وقفوا على حدٍّ محدود وأّمِروا أن لا يتعدّوا ذلك الحد، لما فيه من فسادهم، لم يكن يثبت ذلك ولا يقوم إلا بأن يجعل عليهم فيه أميناً يمنعهم من التعدِّي والدخول في خطر عليهم،... فجعل عليهم قيّماً يمنعهم من الفساد ويقيم فيهم الحدود والأحكام"1.

1- ضرورة القانون والحكومة
إنّ الإنسان لا يستغني في حياته عن المجتمع، وإن من لوازم الحياة الاجتماعيّة وجود الاختلافات بين أفراد المجتمع، والطريق لأجل الحدّ من هذا الاختلاف إنّما هو وجود قانون مدّون يُتَحاكَم إليه عند الاختلاف، وعليه فلا بدّ لأجل الحدّ من الاختلافات أو إزالتها نهائيّاً من وجود قانون للمجتمع، يضمن المصالح المعنويّة للإنسان، ولا أقل من عدم التنافي بين القانون وبين التكامل المعنوي والروحي للإنسان، وهذا يدلّنا على أن المقنِّن لا بدّ أن يتمتّع بإحاطته بجميع المصالح الفرديّة والاجتماعيّة، الجسميّة والروحيّة، الماديّة والمعنويّة للإنسان، وهذه الخصوصية لا تتوفّر إلا في الله عزّ وجلّ، قال تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى2...

ولا بد لتطبيق القانون من وجود حكومة تتشكّل من مؤسّسات متعدّدة، كالمؤسسة التشريعيّة، والمؤسسة الإجرائيّة التنفيذيّة والمؤسّسة القضائيّة، وغيرها، تكون هي المسؤولة عن حفظ الأمن والدفاع وبسط العدالة، و...، قال الإمام علي عليه السلام: "وإنه لا بدّ للناس من أمير برّ أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن ويستمتع فيها الكافر، ويبلّغ الله فيها الأجل، ويجمع به الفيء ويقاتل به العدو وتأمن به السبل ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريح بر ويستراح من فاجر"3.

2- الحاكميّة لله تعالى
في الرؤية الإسلاميّة ينحصر حقّ الحاكميّة بالله عزّ وجلّ لأن الإنسان يجب عليه إطاعة من خلقه وأعطاه الوجود، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالأَْرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ4، وإن من لوازم مملوكية الإنسان لله ومالكية الله عزّ وجلّ للإنسان أن يكون تدبير أمور المجتمع فقط بيده والجميع مطيع لأمره خاضع له.ويقول الله تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ5، وقد أمر الله تعالى بطاعة الأنبياء، وجعل طاعتهم من طاعته، قال الله تعالى: ﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ6.

و الحكومة (الولاية) بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأئمة المعصومين عليهم السلام. وأن هذا المنصب قد جعله الله عزّ وجلّ لهم، واطاعتهم واجبة بأمر من الله ورسوله ﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ7.

وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "نحن قوم فرض الله عزّ وجلّ طاعتنا"8.


3- قيادة النبي والأئمة
من المناصب التي جعلها الله عزّ وجلّ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة الولاية إضافة لبيان الأحكام والمعارف الدينيّة، الولاية والقيادة السياسيّة والاجتماعية في جميع الشؤون السياسيّة، والاجتماعية والاقتصاديّة،... وفي أمور القضاء وفصل الخصومة... وطاعتهم في هذه الأمور واجبة ومعصيتهم محرّمة وهذا الأمر تثبته الروايات والآيات: قال الله تعالى: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ9، وقال الله تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ10.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الغدير عندما عيَّن عليّاً عليه السلام لمقام الخلافة: "ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى قال: من كنت مولاه فعلي مولاه..."11. قال الله تعالى: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً12.

وعن الإمام الصادق عليه السلام: "اتقّوا الحكومة فإن الحكومة للإمام العالم بالقضاء العادل في المسلمين كنبي أو وصي نبي"13.

4- ما العمل في عصر الغيبة الكبرى؟
تبتدئ الغيبة الكبرى بوفاة السفير الرابع وتنتهي بالأمر الإلهي للإمام بالخروج، وفي هذه المدّة جعل الله عزّ وجلّ مقام النيابة العامة عن الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف "للفقهاء الجامعين للشرائط" ولهم مقام الولاية والقيادة وإطاعتهم واجبة على كل الأمة، لأن ولاية الفقيه فرع من الولاية التشريعيّة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة.

5- أدلة لزوم تشكيل الحكومة الإسلاميّة في عصر الغيبة
يستدل بعدة أدلة منها

الدليل الأول: جامعيّة الإسلام وكماله...
الدليل الثاني: الإسلام دين عالمي خالد...
الدليل الثالث: ضرورة إجراء الأحكام والقوانين... الدليل الرابع: السيرة العمليّة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام...

6- وظائف الفقيه ومناصبه
للولي الفقيه مجموعة من المناصب يمكن إجمالها بالآتي

أ- المرجعيّة في الفتوى وبيان الأحكام: من المسَلَّم به ثبوت هذا المنصب للفقهاء في عصر الغيبة وهو مايدّل عليه الأمر الصريح الصادر عن الأئمة المعصومين عليهم السلام ولا يحقّ لأحد مخالفته، عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام: "فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه ومطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدّوه"14.

ب- القضاء وفصل الخصومة: إن منصب القضاء وفصل الخصومة الثابت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام قد جعل على عهدة الفقهاء في عصر الغيبة، قد ورد في رواية أبي خديجة عن الإمام الصادق عليه السلام: "إياكم إذا وقعت بينكم خصومة تدارى بينكم في شيء من الأخذ والعطاء أن تتحاكموا إلى أحدٍ من هؤلاء الفسّاق، اجعلوا بينكم رجلاً ممن قد عرف حلالنا وحرامنا فإني قد جعلته قاضياً، وإيّاكم أن يخاصم بعضكم بعضاً إلى السلطان الجائر"15.

ج- القيادة السياسيّة والاجتماعية: من المناصب الأخرى للفقيه هي الزعامة السياسيّة والاجتماعية وتشكيل الحكومة في عصر الغيبة، بمعنى أن الفقيه كالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام عليه السلام له حقُّ الولاية على الأمة والإشراف والنظر على كلِّ الأمور التي ترتبط بإدارة المجتمع الإسلاميّ، يقول الإمام الخميني في هذا المجال: "ولاية الفقيه من الموضوعات التي يكفي تصوُّرها في التصديق بها ولا تحتاج إلى مزيد استدلال، لأن كلَّ من يلاحظ عقائد الإسلام وأحكامه ولو إجمالاً ويصل إلى مبدأ ولاية الفقيه ويتصوّره فإنه سوف يصدّق بها ويراها أمراً بديهيّاً وضروريّاً"16.

فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اللهم ارحم خلفائي"، فسئل : يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال: "الذين يأتون من بعدي يروون حديثي وسنّتي فيُعلِّمونها الناس من بعدي"17.

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، قيل: يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال: إتّباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم"18.

وصلت روايات عن الأئمة عليهم السلام تحدِّد وظيفة الشيعة في زمان غيبة المعصوم ومن جملة الروايات: التوقيع المنقول عن الإمام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف في جوابه لإسحاق بن يعقوب لمسائل سألها منه عجل الله تعالى فرجه الشريف. "وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم"19.


1- بحار الأنوار: ج6، ص60.
2- يونس: 35.
3- ن.م.
4- آل عمران: 189.
5- يوسف: 40.
6- النساء:64.
7- المائدة: 55.
8- تفسير البرهان ج1، ص376.
9- النساء: 59.
10- الأحزاب: 6.
11- 1لغدير: ح1، ص14.
12- النساء: 56.
13- وسائل الشيعة: ج18، ص40.
14- وسائل الشيعة: ج18، ص94- 95
15- تهذيب الأحكام، الطوسي، ج6، ص303.
16- ولاية الفقيه: الإمام الخميني، ص6
17- وسائل الشيعة: ج18، ص101.
18- أصول الكافي: ج1، ص37.
19- وسائل الشيعة: ج18، ص101.

12-03-2010 | 16-27 د | 3580 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net