الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 852- 2 شوال 1430هـ الموافق 22 أيلول 2009م
عقيدة المهدوية والخلاص

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- فطرية الإيمان بالمنقذ.
- عالمية الإيمان بالمنقذ.
- الاعتقاد بالمهدوية من ضروريات الإسلام.

الهدف:

 التعرّف على أهمية عقيدة المهدوية والخلاص في الديانات السماوية وغيرها، وترسيخ عقيدة الإمامية بها.

تصدير الموضوع:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن علياً إمام أمتي من بعدي، ومن وُلده القائم المنتظر الذي إذا ظهر يملأ الأرض عدلاً وقسطاً"1.
 

1- الإيمان بالمهدي عليه السلام تجسيد لحاجة فطرية
إنّ ظهور الإيمان بفكرة حتمية ظهور المنقذ العالمي في الفكر الإنساني عموماً يكشف عن وجود أسس متينة قوية تستند إليها تنطلق من الفطرة الإنسانية، يقول الشهيد السيد محمد باقر الصدر: "ليس المهدي عليه السلام تجسيداً لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب، بل هو عنوانٌ لطموح اتجهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها، وصياغة لإلهام فطري أدرك الناس من خلاله ـ على تنوع عقائدهم ووسائلهم إلى الغيب ـ أن للإنسانية يوماً موعوداً على الأرض تحقق فيه رسالات السماء مغزاها الكبير وهدفها النهائي، وتجد فيه المسيرة المكدودة للإنسان على مرِّ التأريخ استقرارها وطمأنينتها بعد عناء طويل...."2.

2- حتمية الإيمان بالمنقذ بين الديانات السماوية
يعتبر الإيمان بحتمية ظهور المصلح الديني العالمي وإقامة الدولة الإلهية العادلة في كل الأرض من نقاط الاشتراك البارزة بين جميع الأديان3، والاختلاف فيما بينها إنّما هو في تحديد هوية هذا المصلح الديني العالمي الذي يحقق جميع أهداف الأنبياء عليهم السلام.

والملاحظ أن هذه العقيدة تمثّل أصلاً مشتركاً في دعوات الأنبياء عليهم السلام، حيث إن كل دعوة نبوية ـ وعلى الأقل الدعوات الرئيسة والكبرى ـ تُمثل خطوة على طريق التمهيد لظهور المصلح الديني العالمي الذي يحقق أهداف هذه الدعوات كافة4.

- اليهود: الإيمان بفكرة ظهور المصلح ثابت عند اليهود مدوّن في التوراة والمصادر الدينية المعتبرة عندهم، وقد فصّل الحديث عن هذه العقيدة عند اليهود كثير من الباحثين المعاصرين خاصةً في العالم الغربي مثل جورج رذرفورد في كتابه "ملايين من الذين هم أحياء اليوم لن يموتوا أبداً"، والسناتور الأميركي بول منزلي في كتابه من يجرؤ على الكلام، وغيرهم كثير5.

وبغض النظر عن مناقشة صحة ماورد من تفصيلات في هذه العقيدة عند اليهود، إلاّ أن المقدار الثابت هو أنها فكرة متأصلة في تراثهم الديني وبقوة بالغة مكّنت اليهودية من خلال تحريف تفصيلاتها ومصاديقها ـ أن تقيم على أساسها تحركاً استراتيجياً طويل المدى وطويل النفس، استقطبت له الطاقات اليهودية المتباينة الأفكار والاتجاهات، ونجحت في تجميع جهودها وتحريكها باتجاه تحقيق ما صوّره قادة اليهودية لأتباعهم بأنه مصداق التمهيد لظهور المنقذ الموعود.

- النصارى:
كما آمن النصارى بأصل هذه الفكرة استناداً إلى مجموعة من الآيات والبشارات الموجودة في الإنجيل والتوراة. ويصرح علماء الإنجيل بالإيمان بحتمية عودة عيسى المسيح في آخر الزمان ليقود البشرية في ثورة عالمية كبرى يعم بعدها الأمن والسلام كل الأرض كما يقول القس الألماني فندر في كتابه "ميزان الحق"6 وأنه يلجأ إلى القوة والسيف لإقامة الدولة العالمية العادلة. وهذا هو الاعتقاد السائد لدى مختلف فرق النصارى.

3- حتمية ظهور المصلح في المدارس الفكرية المختلفة
الملاحظ أن الإيمان بحتمية ظهور المصلح العالمي ودولته العادلة لا يختص بالأديان السماوية بل يشمل المدارس الفكرية والفلسفية غير الدينية أيضاً. فنجد في التراث الفكري الإنساني الكثير من التصريحات بهذه الحتمية، فمثلاً يقول المفكر البريطاني برتراند رسل: "إن العالم في انتظار مصلح يُوحّده تحت لواء واحد وشعار واحد"7. ويقول ألبرت اينشتاين صاحب النظرية النسبية: "إن اليوم الذي يسود العالمَ كله فيه السلام والصفاء ويكونُ الناس متحابين متآخين ليس ببعيد"8.

وبشّر المفكر الايرلندي المشهور برناردشو، بصراحة بحتمية ظهور المصلح وبلزوم أن يكون عمره طويلاً يسبق ظهوره, بما يقترب من عقيدة الإمامية في طول عمر الإمام المهدي عليه السلام , ويرى ذلك ضرورياً لإقامة الدولة الموعودة، في وصف المصلح بأنه: "إنسانٌ حيٌ ذو بنية جسدية صحيحة وطاقة عقلية خارقة، إنسانٌ أعلى يترقى إليه هذا الإنسان الأدنى بعد جهد طويل، وأنه يطول عمُرهُ حتى ينيف على ثلاثمائة سنة ويستطيع أن ينتفع بما استجمعه من أطوار العصور وما استجمعه من أطوار حياته الطويلة"9.

4- عقيدة الإمامية بالمهدي
لقد تواترت الأخبار والروايات الصادرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام التي تبشِّر بالمهدي، وبظهوره في آخر الزمان لينشر العدل، وينصر المستضعفين في العالم، ويعتقد المسلمون بأن قضية المهدوية والإمام المهدي ضرورة من ضروريات الإسلام على مستوى كون إمامته امتداداً لنبوّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقيادة البشرية، وعالمية دولته، وكونه الإمام المفروض الطاعة، وذلك على قاعدة أن الإمامة رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا، ووظائفها مستمدّة من النبوّة، لناحية قيادة المجتمع وإدارة شؤون الأمة والدولة، ومرجعية دينية، وولاية أمر عامة للمسلمين كافة. وإن ما يعزّز عقيدة المسلمين بالمهدي مجموعة الأخبار التي أكّدت أن الأرض لا تخلو من حجة لله على الأرض.

فقد ذكر الشيخ الكليني في الكافي ثلاثة عشر رواية تتحدّث عن أن الأرض لا تخلو من حجة، قال الإمام الصادق عليه السلام: "إن الله أجلُّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عادل"10.

وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: "والله ما ترك الله أرضاً منذ قبض آدم عليه السلام إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله وهو حجته على عباده، ولا تبقى الأرض بغير إمام حجّة لله على عباده"11، وعنه أيضاً قال: "لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها، كما يموج البحر بأهله"12. وقد حدّدت الروايات المقصود بالحجّة وأنه الإمام المهدي، فعن الإمام الكاظم عليه السلام قال: "إن الحجّة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتى يعرف" وورد روايتان بنفس المضمون عن الرضا والصادق عليه السلام، وعن الصادق عليه السلام قال: "لو كان الناس رجلين لكان أحدها الإمام"13 وقال: "إن آخر من يموت الإمام لئلا يحتجّ أحدٌ على الله عزّ وجل أنه تركه بغير حجّة لله عليه". وتؤكّد الأخبار على أن انتظار الفرج أفضل العبادة، وهو في توأمة مع الجهاد، فقد سأل شخص الإمام الصادق عليه السلام: ماذا تقول فيمن مات وهو على ولاية الأئمة بانتظار ظهور حكومة الحق؟ فقال عليه السلام: هو بمنزلة من كان مع القائم في فسطاطه ثم سكت هنيئة ثم قال: هو كمن كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ونقل هذا المضمون في روايات كثيرة منها:
أنه بمنزلة المجاهد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأنه بمنزلة من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأنه بمنزلة من كان قاعداً تحت لواء القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف14.


1- شرح إحقاق الحق، السيد المرعشي،ج29.
2- بحث حول المهدي: 7 ـ 8.
3- الشيخ محمد أمين زين الدين في حديث المهدي والمهدوية: 13.
4- يراجع كتاب تأريخ الغيبة الكبرى للسيد الشهيد محمد الصدر، 251 وما بعده.
5- راجع أهل البيت في الكتاب المقدس، احمد الواسطي: 121 ـ 123.
6- بشارت عهدين: 261، نقلاً عن كتاب ميزان الحق للقس الألماني فندر: 271.
7- المهدي الموعود ودفع الشبهات عنه، للسيد عبد الرضا الشهرستاني: 6.
8- المهدي الموعود ودفع الشبهات عنه، للسيد عبد الرضا الشهرستاني: 7 .
9- الشيخ محمد حسن آل ياسين في كتابه المهدي المنتظر بين التصور والتصديق: 81.
10- الكافي، ج1،ص 178.
11- الكافي، ج1،ص 179.
12- الكافي، ج1،ص 180.
13- الكافي، ج1،ص 180.
14- يراجع بحار الأنوار،ج52، ص125.

12-03-2010 | 16-28 د | 3990 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net