الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 849- 11 رمضان 1430هـ الموافق 1 أيلول 2009م
المزايا الأخلاقية للإمام الحسن المجتبى عليه السلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسيّة:
- مولد النور
- من مكارم أخلاقه عليه السلام
- من جوامع مواعظه

الهدف:
التعرّف على بعض مزايا الإمام الحسن عليه السلام الأخلاقية والاجتماعية.

تصدير الموضوع:
قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "الحسن والحسين ابناي من أحبّهما أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار"1.

1- مولد النور
ولد الإمام الحسن عليه السلام في السنة الثالثة للهجرة ليلة النصف من شهر رمضان المبارك في المدينة المنورة مّا بعث في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تباشير الفرح، وقام من ساعته إلى بيت الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام ونادى يا أسماء أين ولدي؟... فقدمته إلى جدّه صلى الله عليه وآله وسلم فاستقبله والبشرى تلوح على وجهه، فأخذ ابنه برفق، وضمه إليه وراح يلثمه بعطفه وحنانه، ثم أذّن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أذنه اليمنى ثم أقام في اليسرى،... وجاء الإمام علي عليه السلام إلى فاطمة وسألها عن اسم المولود، أجابته: ما كنت لأسبقك، فأردف عليّ عليه السلام قائلاً: وما كنت لأسبق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء الإمام علي عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأله عن اسم المولود، فأجاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! وما كنت لأسبق ربّي. فنزل جبرائيل من السماء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: إن الجليل يقرؤك السلام ويقول لك اسمه حسن، فكان كذلك. ثم عقّ عنه وحلق رأسه وتصدق بزنة شعره فضةً فكان وزنه درهمان وشيئاً2، وأمر فطلي رأسه طيباً، وسُنّت بذلك العقيقة والتصدّق بوزن الشعر وكنّاه (أبا محمد).

2- من مكارم أخلاقه عليه السلام
فالإمام الحسن عليه السلام حاز على صفات جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خَلقِه وخُلُقِه وقد أورد الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد أنه: كان الحسن بن علي عليه السلام يشبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من صدره إلى رأسه والحسين يشبهه صلى الله عليه وآله وسلم من صدره إلى رجليه.

وقال أيضاً: "كان الحسن عليه السلام أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خَلقاً وخُلقاً وهيأة وهدياً وسؤددا".

و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للحسن ذات مرة: "أشبهت خَلقي وخُلقي"3.

1- إن الله لا يحب المتكبرين: روى المؤرّخون عن تواضعه وكرم أخلاقه عشرات الروايات فمن ذلك انه اجتاز على جماعة من الفقراء وقد جلسوا على التراب يأكلون خبزاً كان معهم، فدعوه إلى مشاركتهم فجلس معهم وقال: "إن الله لا يحب المتكبرين، ولما فرغوا من الأكل دعاهم إلى ضيافته فأطعمهم وكساهم وأغدق عليهم من عطائه، ومرة أخرى مر على فقراء يأكلون فدعوه إلى مشاركتهم، فنزل عن راحلته وأكل معهم ثم حملهم إلى منزله فأطعمهم وأعطاهم"، وقال: "اليد لهم لأنهم لم يجدوا غير ما أطعموني ونحن نجد ما أعطيناهم".

2- ألله أعلم حيث يضع رسالته: مرّ به رجل من أهل الشام ممن غذّاهم معاوية بالحقد والكراهية لعليّ وآل عليّ فعجّل للإمام الحسن عليه السلام بالسّب والشتم والإمام ساكت لا يتكلم وهو يعلم بأن الشامي لا يعرف عليّا وآل عليّ إلا من خلال الصورة التي كان معاوية بن هند يصورهم بها وعندما انتهى الشامي من حديثه بما فيه من حلف وفظاظة ابتسم له عليه السلام إليه وتكلم معه بأسلوب هادئ ينم عن سماحة وكرم متجاهلاً كل ما سمع وما رأى، وقال: "أيها الشامي أظنك غريباً فلو أنك سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، وإن كنت جائعاً أطعمناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، أو طريداً آويناك"، ومضى يتحدث إلى الشامي بهذا الأسلوب الذي يفيض بالعطف والرحمة حتى ذهل الشامي وسيطر عليه الحياء والخجل وجعل يتململ بين يديه يطلب عفوه وصفحه ويقول: "الله أعلم حيث يجعل رسالته".

3-سخاء وكرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
رأى عليه السلام غلاماً أسود يأكل من رغيف لقمة، ويطعم كلباً هناك لقمة فقال له: "ما حملك على هذا؟" قال: "إني استحي منه أن آكل ولا أطعمه". فقال له الحسن عليه السلام: "لا تبرح مكانك حتى آتيك". فذهب إلى سيده، فاشتراه واشترى الحائط (البستان) الذي هو فيه، فأعتقه، وملّكه الحائط.

وسأله رجل أن يعطيه شيئاً فقال له: "إن المسألة لا تصلح إلا في غرم فادح أو فقر مدقع أو حمالة مفظعة" (16)، فقال له: ما جئتك إلا في إحداهن فأعطاه مائة دينار، ثم اتجه الرجل إلى الحسين عليه السلام فأعطاه تسعة وتسعين ديناراً وكره أن يساوي أخاه في العطاء...

ويروي المؤرّخون عن سخائه أيضاً أن جماعة من الأنصار كانوا يملكون بستاناً يتعايشون منه فاحتاجوا لبيعه فاشتراه منهم بأربعمائة ألف، ثم أصابتهم ضائقة بعد ذلك اضطرتهم لسؤال الناس، فردّ عليهم البستان حتى لا يسألوا أحداً شيئاً.

أ- أزهد الناس وأعبدهم: كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم وكان إذا حجّ حجّ ماشياً وربما مشى حافياً، ولا يمرّ في شيءٍ من أحواله إلا ذكر الله سبحانه وكان أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقاً وكان إذا بلغ المسجد رفع رأسه ويقول:"الهي ضيفك ببابك يا محسن قد أتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم"4 وكان إذا توضأ، أو إذا صلّى ارتعدت فرائصه واصفر لونه من خشية الله تعالى. وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات. وأخرج من ماله لله تعالى مرتين.

ب- أينا يحسن الوضوء: ففي الجانب الأخلاقي هناك قصة جميلة يتداولها أصحاب السير والمؤرخون وهي أن الحسنين عليهما السلام مرّا على شيخ يتوضأ ولا يحسن فأخذا عليهما السلام في التنازع وكانا صغيرين لم يتجاوزا العقد الأول من السنين يقول كلّ واحد منهما للآخر: أنت لا تحسن الوضوء. فقالا: أيها الشيخ كن حكماً بيننا يتوضأ كل واحد منّا فتوضأ، ثم قالا: أينا يحسن؟ قال: كلاكما تحسنان الوضوء. ولكن هذا الشيخ الجاهل وهو يشير إلى نفسه هو الذي لم يكن يحسن، وقد تعلم الآن منكما وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدكما5.

4- من جوامع مواعظه
أ- يا ابن آدم:
عفّ عن محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسم الله تكن غنيّاً وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك به تكن عادلاً. إنه كان بين يديكم أقوام يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، أصبح جمعهم بوراً، وعملهم غروراً، ومساكنهم قبوراً. يا ابن آدم: لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمّك، فخذ مما في يديك لما بين يديك، فانّ المؤمن يتزود والكافر يتمتّع6.

ب- المبادرة إلى العمل: اتقوا الله عباد الله، وجدّوا في الطلب وتجاه الهرب، وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات، وهادم اللذات، فانّ الدنيا لا يدوم نعيمها، ولا يؤمن فجيعها، ولا تتوقّى مساويها، غرور حائل، وسناد مائل، فاتعظوا عباد الله بالعبر، واعتبروا بأثر. وازدجروا بالنعيم. وانتفعوا بالمواعظ، فكفى بالله معصتماً ونصيراً، وكفى بالكتاب حجيجاً وخصيماً، وكفى بالجنّةِ ثواباً، وكفى بالنار عقاباً ووبالاً7.

ج- حبّ الدنيا:...الخير كله في صبر ساعةٍ واحدةٍ، تورث راحةً طويلةً وسعادةً كثيرةً. والناس طالبان: طالب يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هلك، وطالب يطلب الآخرة حتى إذا أدركها فهو ناجٍ فائز، واعلم أيها الرجل! أنه لا يضرّك ما فاتك من الدنيا، وأصابك من شدائدها إذا ظفرت بالآخرة، وما ينفعك ما أصبت من الدنيا، إذا حرمت الآخرة8.


1- مستدرك الحاكم : 3 / 166 وإعلام الورى : 1 / 432.
2- (صلح الإمام الحسن عليه السلام، راضي آل ياسين، ص25.
3- أعيان الشيعة السيد الأمين، المجلد الأول، ص563.
4- ‏في رحاب أئمة أهل البيت عليهم السلام السيد الأمين المجلد، 3، 5. ص6. عن الصدوق في الأمالي.
5- بحار الأنوار، الشيخ المجلسي، ج43، ص333.
6- أعيان الشيعة ج 4 - ق 1 - ص 45: السيد محسن الأمين العاملي.
7- تحف العقول.
8- إرشاد القلوب ص 22: للديلمي، الإمام الحسن - م.

12-03-2010 | 16-31 د | 3771 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net