الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة السادسة عشرة- العدد:941-04رجب  1432 هـ الموافق 06 حزيران 2011م
الموعظة الحسنة واغتنام الفرص بين الإمام الهادي والمتوكّل

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

الموعظة الحسنة واغتنام الفرص بين الإمام الهادي والمتوكّل

محاور الموضوع ألرئيسة:
1 ـ الموعظة فعل العاقلين.
2 ـ مَن هم الوعّاظ.
3 ـ أفضل الواعظين.
4 ـ الإمام الهادي عليه السلام والمتوكّل.

الهدف:
نبيّن من هم المتّعظون، وما مدى تأثير الموعظة في أهلها، وأنّ كل شيء فيه موعظة، ثم ما جرى بين الإمام الهادي عليه السلام وبين المتوكّل العباسي.

تصدير الموضوع:
أمير المؤمنين عليه السلام : "إنّ في كل شيء موعظة وعبرة لذوي اللبّ والاعتبار"1.

ـ الموعظة فعل العاقلين
لا ينبغي أن يُغفل عن التأثير البالغ الذي تتركه الموعظة في قلوب أهل الإيمان، حيث يشغل نفوسهم القرب من خالقهم، ويتملّكهم الخوف من سخط الجبّار، طالبين رضاه، مقتفين آثار رحمته دون سواه، موقنين أنّ الموعظة تصوّب مسار حياتهم، وتهدّئ من روع قلوبهم، وتسكّن وجيب أفئدتهم.
قال تعالى: ﴿ يا أيها الناس، قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين2 حيث إنّ أهل الإيمان هم الذين يشغلون أنفسهم بالموعظة، لما فيها إحياء للنفوس، وجلاء للقلوب. فعن أمير المؤمنين عليه السلام :" المواعظ صقال النفوس، وجلاء القلوب"3.
وعنه عليه السلام ": المواعظ حياة القلوب"4.

ولما فيها من تنبيه من الغفلة، وإيقاظ للنفوس؛ فعنه عليه السلام :" بالموعظ تنجلي الغفلة"5.
وعنه عليه السلام : "ثمرة الوعظ الانتباه"6.
وإنّ من دأب المؤمنين العاقلين أن يطلبوا المواعظ من العلماء والأولياء، ومن أهل التجارب ومن صَقلت شخصياتهم الحياة. وقد كثرت الروايات حول طلب الموالين من أئمتهم المعاصرين لهم، القريبين منهم، وكان ذلك معلوماً زمن رسول الله . حيث تزخر كتب الحديث والسيرة وكتب الأخلاق بمثل هذه المواعظ، فمنها ما كان من الأئمة والنبي صلوات الله عليهم أجمعين ابتداءاً، ومنها ما كان استجابة لطلبٍ من موالٍ أحبّ أن يستفيد منهم هدية نافعة.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : نعم الهدية الموعظة"7.

ـ مَنْ هم الوعّاظ
قد يظنّ أحدٌ أنّ الواعظ لا بدّ أن يكون شخصاً ناطقاً، وقولاً يصدر عن جهة، إلا أنّ ما بين أيدينا يفيد أنّ أهل الموعظة يتلقّفون الموعظة من الفعل والقول، من أيّ جهة، ومن تصاريف الدهر ووقائع الأيام.

1 ـ النفس الواعظة
ر ما كان لك واعظٌ من نفسك، وما كانت المحاسبةُ من همتك، وما كان الخوف لك شعاراً، والحزن لك دثاراً، ابنَ آدم، إنك ميّت ومبعوث وموقوف بين يدي الله عزَّ وجلَّ، فأعدّ جواباً"8.

2 ـ الدهر
عن الإمام الكاظم عليه السلام :" خذ موعظتك من الدهر وأهله؛ فإنّ الدهر طويلة قصيرة. فاعمل كأنّك ترى ثواب عملك، لِتَكُنْ أطمعَ في ذلك"9.

3 ـ التجارب
عن أمير المؤمنين عليه السلام : العاقل من وعظته التجارب"10.
وعنه عليه السلام : "كفى عظة لذوي الألباب ما جرّبوا"11.
وعنه عليه السلام : "في كلّ نظر عبرة، في كلّ تجربة موعظة"12.

4 ـ الموت
عن رسول الله : كفى بالموت واعظاً"13.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : "فكفى واعظاً بموتى عاينتموهم، حُملوا إلى قبورهم غير راكبين"14.
وعنه عليه السلام : إنّ الغاية القيامة، وكفى بذلك واعظاً لمن عقل، ومعتبراً لمن جهل"15.

5 ـ كل شيء موعظة
عن أمير المؤمنين عليه السلام : :"للكيّس في كلّ شيء اتعاظ"16.
ولما كتب هارون العباسي للإمام الكاظم عليه السلام ، طالباً منه الموعظة، كتب عليه السلام مجيباً:" ما من شيء تراه عينك إلا وفيه موعظة"17.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : "إنّ في كلّ شيء موعظة وعبرة لذوي اللبّ والاعتبار"18.

ـ أفضل الواعظين
إنّ أجلّ الواعظين العاملون بما يعظون، المؤتمرون بما يأمرون، فإنّ هؤلاء مصابيح تنير للعالمين طرق الصلاح ودروب الهداية.
فعن أمير المؤمنين عليه السلام :" استصبحوا من شعلة واعظ متّعظ، واقبلوا نصيحة ناصح متيقّظ، وقفوا عند ما أفادكم من التعليم"19.

ـ الإمام الهادي عليه السلام والمتوكل: نقل سبط ابن الجوزي عن المسعودي في مروج الذهب: سعى المتوكّل (العباسي) بعلي بن محمد الجواد (عليهما السلام) أن في منزله كتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قم، وأنه عازم على الوثوب بالدولة. فبعث إليه جماعة من الأتراك، فهجموا (على) داره ليلاً، فلم يجدوا فيها شيئاً ووجدوه في بيت غرفة مغلق عليه، وعليه مدرعة صوف، وهو جالس على الرمل والحصى وهومتوجّه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن.

فحُمل على حاله تلك إلى المتوكل وقالوا له: لم نجد شيئاً ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة. وكان المتوكل جالساً في مجلس الشرب، فدخل عليه والكأس بيد المتوكل. فلّما رآه هابه وعظّمه وأجلسه إلى جانبه، وناوله الكأس التي كانت في يديه، فقال: والله، ما يخامر لحمي ودمي قطّ، فاعفني، فأعفاه ثم قال: أنشدني شعراً. فقال عليه السلام : إني قليل الرواية للشعر، فقال: لا بدّ فأنشده عليه السلام وهو جالس عنده:
 

 الأجبال تحرسهم

 فلم تنفعهم القِلَلُ

 عزّ من معاقلهم

يا بئسما نزلوا

 من بعد دَفِنْهِمُ

 والتيجان والحللُ

 كانت منعّمة

الأستار والكللُ

 حين ساءلهم

 الدود يقتتلُ

 دهراً وما شربوا

 بعد الأكل قد أُكلوا

باتوا على قُلل

غُلْبُ الرجال

واستُنزلوا بعد

وأُنزلوا حُفَراً

ناداهم صارخ

أين الأساور

أين الوجوه التي

من دونها تُضرب

فأفصح القبر عنهم

تلك الوجوه عليها

قد طال ما أكلوا

وأصبحوا اليوم


قال المسعودي: "فبكى المتوكل حتى بلّت لحيته دموع عينه، وبكى الحاضرون"20.
قال في البحار: "روى الكراجكي في كنز الفوائد، وقال:" فضرب المتوكل بالكأس الأرض وتنغّص عيشه ذلك اليوم"21.
لكن، أسفاً على تلك الموعظة التي فعلت فعلها في تلك اللحظات، حتى إذا ما عاد المتوكّل إلى ندمائه وغلمانه وقيانه، عاد إلى سالف عادته من أيامه وزمانه.
 


1- غرر الحكم، الحكمة 3460.
2- يونس: 57.
3-غرر الحكم ودرر الكلم للقاضي الآمدي، الحكمة 1354.
4-نفس المصدر، الحكمة 321.
5-ن.م، الحكمة 4191.
6- ن.م، الحكمة 4588.
7-غرر الحكم، الحكمة 9884.
8-أمالي الشيخ الطوسي، ص15، ح176.
9- بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ج78، ص306، ح1.
10- تحف العقول لابن شعبة الحرّاني، ص85.
11-غرر الحكم، الحكمة 7059.
12-نفس المصدر، الحكمة 6460.
13- تحف العقول، ص35.
14-شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج13، ص99.
15-غرر الحكم، الحكمة 3630.
16- غرر الحكم، الحكمة 7338.
17-ميزان الحكمة، للريشهري، ج29.
18-غرر الحكم، الحكمة 3460.
19-غرر الحكم، الحكمة 2545.
20-سبط بن الجوزي في التذكرة (تذكرة الخواص)، ص203، نقلاً عن المسعودي في مروج الذهب.
21-البحار، ج5، ص212 ـ 213.

09-06-2011 | 07-22 د | 3802 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net