تحميل
محاور الموضوع ألرئيسة
1 - زوار الله.
2 - أجر الذهاب إلى المسجد.
3 - ماذا تحصّل وأنت في المسجد.
4 - أجر من تعلّق قلبه بالمسجد.
5 - عُمّار المساجد أمان الأرض.

الهدف:

تنبيه العباد أنّ المساجد بيوت الله، فيها كرامة العباد، وفي زيارتها وعمارتها خير الدنيا والآخرة، للفرد والمجتمع المسلم على حدٍّ سواء.

تصدير الموضوع:

عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : "في التوراة مكتوب أنّ بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبدٍ تطهّر في بيته ثم زارني في بيتي، ألا إنّ على المزور كرامة الزائر، ألا بشّر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة"¹.

زوار الله
جعل الله سبحانه تحصيل الكمال النفسي والحقيقي ملازماً لطاعته، حيث هي معيار القرب والبُعد عنه تعالى. وقد حثّ عباده على الاجتهاد والسعي في ذلك، والتزام أقرب الطرق إلى ذلك، وقد يسّرها سبحانه لعباده بما ينفي عنهم الأعذار لشدّة إتاحتها وتوفرها، وجعل أكمل مراتب العبادات فيها.
من هنا نجد أن الله تعالى حبّب إلى العباد أن يختلفوا إلى الأماكن التي هي محفوفة بأمانه، محاطة بحراسته مظللةٌ برحمته، مغمورة برضاه. وأبرز مصاديق ذلك هي المساجد، التي نسبها إلى نفسه، فسمّاها بيوته، ورصد لمن زارها كرامة خاصة، بل نسب زيارتها إلى زيارة عرشه، وجعلها بمثابة زيارته هو. عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : "في التوراة مكتوب أنّ بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبد تطهّر في بيته، ثم زارني، ألا إنّ على المزور كرامة الزائر، ألا بشّر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة"².
وعن الإمام الصادق عليه السلام : "عليكم بإتيان المساجد، فإنها بيوت الله في الأرض ومن أتاها متطهّراً طهّره الله من ذنوبه، وكتب من زواره، فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء"³.

- أجر الذهاب إلى المسجد
إنّ كلّ مكان في عالم الوجود هو لله وفي ملكه، ولكنّ الله سبحانه أراد للعباد أن يتربوا على الارتباط به، وأن يتنبهوا ويستفيقوا من غفلة الملك الاعتباري المتعامل به بين العباد، لكن مع ذلك، حيث إنّ العباد منغمسون في اعتناق هذه الاعتبارات، خصّ نفسه بأماكن خاصة وبيوت خاصة، وحبّب قصدها. في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : "منْ مشى إلى مسجد يطلب فيه جماعة، كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة، ويُرفع له من الدرجات مثل ذلك، وإن مات على ذلك، وكّل الله به سبعين ألف ملك يعودنه في قبره، ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث"⁴.

في المقابل يتوعد الله سبحانه من يسكن في جوار بيته ولا يعبأ بهذا الجوار، وإنّ المساجد لتشكوا إلى الله من هذا الجوار. في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام : "شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليها: وعزتي وجلالي، لا قبلت لهم صلاة واحدة، ولا أظهرت لهم عند الناس عدالة، ولا نالتهم رحمتي، ولا جاوروني في جنتي"⁵.

- ماذا تحصّل وأنت في المسجد؟
ما تقدّم كان ثمرة القصد إلى المسجد، وأجر تلك النوايا المعتملة في نفوس المحبين، لأنها تعبير عن طلب القرب من المحبوب. لكن ما جزاء المؤمن عندما يكون في المسجد؟

1 - الأجر الدنيوي
في الحديث عن أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : من أدمن المسجد أصاب الخصال الثماني: آية محكمة، أو فريضة مستعملة، أو سنّة قائمة، أو علم مستطرف، أو أخ مستفاد، أو كلمة تدّله على هدى أو تردّه عن ردى، وترك الذنب خشية أو حياءً"⁶.
ونقل الطوسي في التهذيب عن أمير المؤمنين عليه السلام : "من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثماني..."⁷.
هل يقتصر أجر المؤمن الزائر للمسجد وهو ماكث فيه على ما تقدّم أم لا؟

2 - الأجر الأخروي
عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : يا أبا ذر، إنّ الله يعطيك ما دمت جالساً في المسجد بكل نفسٍ تنفست درجة في الجنة، وتصلي عليك الملائكة، وتكتب لك بكل نفس، تنفست فيه عشر حسنات، وتمحى عنك عشر سيئات"⁸.
وعنه صلى الله عليه واله وسلم : "الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة عبادة، ما لم يحدث قيل: يا رسول الله وما الحدث؟ قال: الاغتياب"⁹.

- أجر من تعلّق قلبه بالمسجد:من أدمن المسجد، فقد أصاب الخصال الثماني، كما في الحديث المتقدم، ومن تعلّق قلبه بالمسجد، فإن له أجراً خاصاً ومنزلة مرصودة جعلها الله سبحانه له وحباه بها دون الآخرين.
فعن أبي عبد الله عن أبيه، قال: "قال النبي صلى الله عليه واله وسلم : "من كان القرآن حديثه والمسجد بيته، بنى الله له بيتاً في الجنة"¹⁰.
وعن النبي صلى الله عليه واله وسلم ، أنه قال: "سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه... ورجل قلبه متعلّق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه..."¹¹.

- عُمّار المساجد أمان الأرض:إنّ المنزلة التي يحظى بها عُمار المساجد ليست مقصورة على الفائدة الشخصية لهم، إنما يتعدّاها الأمر، إلى أن يحفظ الله الأرض وأهلها بهم، ويمنح العصاة المذنبين فرصة وفسحة في العمر لعلهم يتوبون إليه، ويعطي المحسنين فرصة الزيادة لأنه يؤخر عذاب الأرض وأهلها بكرامة عُمّار المساجد.
عن محمد بن علي بن الحسين (الباقر) عليهم السلام ، قال: "رُوي أنّ الله تبارك وتعالى يريد عذاب أهل الأرض جميعاً حتى لا يحاشي منهم أحداً. فإذا نظر إلى الشُّيَّب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات والولدان يتعلّمون القرآن، رحمهم الله فأخّر ذلك عنهم"¹².
وعن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام ، أنه قال: "إنّ الله إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب، قال: لولا الذين يتحابّون فيّ، ويعمرون مساجدي، ويستغفرون بالأسحار، لولاهم لأنزلت العذاب"¹³.

^{1-البحار، ج‏83، ص‏373، ح‏37.
2-بحار الأنوار، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، ج‏83، ص‏373، ح‏8.
3- الشيخ الصدوق في كتاب "الأمالي" ص‏293، ح‏8.
4- البحار، ج‏76، ص‏336، ح‏1.
5-بحار الأنوار، ج‏83، ص‏348، عن أمالي الطوسي، ج‏2، ص 307.
6- بحار الأنوار، ج‏84، ص‏3، ح‏73، نقلاً عن"المحاسن" للبرقي، ص‏48، ح‏66.
7-الحديث، التهذيب للشيخ الطوسي، ج‏3، ص‏248.
8-بحار الأنوار، ج‏77، ص‏85، ح‏3.
9- أمالي الشيخ الصدوق، ص‏342، ح‏11.
10- التهذيب، ج‏3، ص‏255، ح‏707.
11-الخصال للشيخ الصدوق، ص‏342، ح‏7.
12- من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق، ج‏1، ص‏155، ح‏723.
13- الشيخ الصدوق، في كتاب "ثواب الأعمال"، ص‏211، ح‏1، ونقله في "علل الشرائع" ص‏521، ح‏1.}