الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 833 - 17 جمادي الاول 1430هـ الموافق 12 أيار 2009م
شروط النصر

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسيّة:
المباني الفكرية للنصر
-الإيمان وقوة العقيدة
-التوكل على الله
-فهم قيمة الشهادة ومعناها
-البطولة والتضحية

الهدف:
التعرّف الى شروط النصر في الإسلام وقيمته.

تصدير الموضوع:
قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 1.

الثوابت الفكرية لصناعة النصر

مقدمة:

إن صناعة النصر بالتضحية والدم والشهادة، ثقافة محمدية علوية حسينية تعلمها المجاهدون من بدر وخيبر وعاشوراء حيث القوة والثبات، والعزيمة والشجاعة؛ وانتصار الدم على السيف، والعزة على الذلة، والثبات والإرادة على الهزيمة والانقياد أمام الظالمين. وتعتمد هذه الثقافة في مواجهة الظالمين والمستكبرين على مجموعة من الثوابت أهمها:

الأول: الإيمان بالله وطاعته:
لأنه يقول في كتابه العزيز:﴿إنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أقْدَامَكُمَْ 2، ويقول: ﴿ولَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عزيزٌَ 3, والإيمان ليس قولاً فقط، بل هو عقيدة وعمل وأمل وثقة، يقول الله تعالى: ﴿ وكان حقًّا علينا نصرُ المؤمنينَ 4. ويقول الله تعالى: ﴿يا أيُّها الذين آمنوا اصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا واتَّقُوا اللهَ لعلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 5.

الثاني: قوة العقيدة وسلامتها:
نلاحظ أهمية هذا العنصر في أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ظل بين قومه يبلغهم دعوته قرابة خمس عشرة سنة وكان أصحابه يلاقون الذل والهوان وأشكال العذاب وصنوف البلاء من أعدائهم طوال بقائهم في مكة، وكانوا يتحمسون لرد العدوان الواقع عليهم ولكن القرآن لم يأذن لهم في ذلك لأنها كانت فترة تربية على العقيدة وترسيخ لمبادئ الإيمان في نفوسهم، حتى إذا ما تغلغل اليقين الذي لا يخالجه شك واطمأنت نفوسهم بالإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر أذن لهم بعد ذلك بالقتال ﴿أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها أسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز 6.

وحينما ثبت الإيمان في قلوبهم وثبتت العقيدة في صدورهم رأينا الإيمان يعمل عمله حينما التقوا بأعدائهم فما ثبتت للكفر قوة أمام هذا اليقين الراسخ بل صار الكفار أمامهم كالهباء المنثور. ولقد كان الجيش الإسلامي لا يعتمد على كثرة العدد لأنه لم ينظر إلى الكم بل كانت نظرته إلى اليقين المؤمنين به والداخلين فيه إذ كانوا يندفعون إلى المعركة بدافع من إيمانهم سواء في ذلك الشباب والشيوخ والرجال والنساء لأنهم كانوا جند الله الذين تخاذلت أمامهم قوات الكفر.

الثالث: التوكل على الله والأخذ بالأسباب: التوكل على الله مع إعداد القوة من أعظم عوامل النصر لقول الله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ 7. وقال سبحانه: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ8. وقال تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ 9.وقال عز وجل: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً 10. وقال سبحانه: ولا بد في التوكل من الأخذ بالأسباب؛ لأن التوكل يقوم على ركنين عظيمين:
الركن الأول: الاعتماد على الله والثقة بوعده ونصره تعالى.
الركن الثاني: الأخذ بالأسباب الطبيعية كالتخطيط والتدريب والتجهيز ومعرفة العدو وخططه وتقنياته، والاستفادة من مختلف التقنيات العسكرية الممكنة قال الله تعالى: ﴿وأَعِدُّوا لهمْ ما استطعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ 11. والقوة هنا تشمل القوة المادية، والقوة العلمية، والقوة الروحية، والقوة الأخلاقية، حتى يكون أهل الإيمان أقوى من أعدائهم لِيُرْهِبُوا أولئك الأعداء.

الرابع: استشعار روح الجهاد والشهادة: بالاعتقاد بأن الجهاد والدفاع واجب كبقية الواجبات، بل من أهمها، و قد فرضه الله على كل قادر دفاعًا عن المقدَّسات والحرمات، وعن العقيدة والمبدأ، وعن الحِمَى والوطن، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "مَنْ قُتل دون ماله فهو شَهيدٌ، ومَنْ قُتل دون عِرْضهِ فهو شهيد، ومن قُتل دون قوْمه فهو شهيد، ومَنْ قُتل دون دينه فهو شهيد" 12 . وقد جاء في القرآن آياتٌ كثيرة تحثُّ على استشعار روح هذا الجهاد فقال: ﴿والذينَ جاهدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ 13. وقال: ﴿والذين هاجروا وجاهدوا في سبيلِ اللهِ أُولئكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللهِ 14.

ولا بد من الاعتقاد التام بأن الشهادة حياة وأن الشهداء أحياء عند ربهم: قال الله تعالى: ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون 15. وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ 16.

كما ينبغي إضافة للإيمان والاعتقاد النظري، تربية النفس وتهيئتها للشهادة، وقد صرح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين بحب الشهادة والقتل في سبيل الله, فورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "والذي نفسي بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل, ثم أغزو فأقتل, ثم أغزو فأقتل"17، وعن علي عليه السلام " فوالله إني لعلى حق وإني للشهادة لمحب".

الخامس الاعتقاد بالوعد الإلهي بالنصر: وعد الله المؤمنين بالنصر المبين على أعدائهم، وذلك بإظهار دينهم، وإهلاك عدوهم وإن طال الزمن، قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ، يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ 18. وقال سبحانه: ﴿حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين 19 . والمؤمنون الموعودون بالنصر هم الموصوفون بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ 20. وقال الله تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً 21.

السادس نصر دين الله تعالى: ومن أعظم أسباب النصر: نصر دين الله تعالى والقيام به قولاً، واعتقادًا، وعملاً، ودعوة. قال الله تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ 22. وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ 23 . وقال عز وجل: ﴿ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ 24.

السابع الشجاعة والبطولة والتضحية: من أعظم أسباب النصر: الاتصاف بالشجاعة والتضحية بالنفس والاعتقاد بأن الجهاد لا يقدم الموت ولا يؤخره، قال الله تعالى: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ 25.

قال الشاعر:
من لم يمت بالسيف مات بغيره       تعددت الأسباب والموت واحد

ولهذا كان أهل الإيمان الكامل هم أشجع الناس وأكملهم شجاعة هو إمامهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد ظهرت شجاعته في المعارك الكبرى التي قاتل فيها ومنها على سبيل المثال:
أولاً: شجاعته البطولية الفذة في معركة بدر، قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : "لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا"
وقال عليه السلام : "كنا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا يكون أحد أدنى إلى القوم منه".
ثانيًا: في معركة أحد قاتل قتالاً بطوليًّا لم يقاتله أحد من البشر.


1-النور: 55.
2-محمد: 7
3-الحج: 40
4-الروم: 47
5-آل عمران: 200.
6-الحج:39-40.
7-المائدة: 11
8-آل عمران: 160.
9-آل عمران: 159.
10-الأحزاب: 3
11-الأنفال: 60
12-أخرجه أحمد،ج1،190، وابو داوود، 5،128 -129 برقم4772
13-العنكبوت:69.
14-البقرة: 218.
15-آل عمران:169.
16-البقرة:14.
17-مسند أحمد بن حنبل، ج2،ص231.
18-غافر: 51- 52.
19-الروم: 47.
20-الأنفال: 2-4.
21-النساء: 141.
22-الحج: 40- 41.
23-محمد: 7- 8.
24-الصافات: 173.
25-النساء: 78.

12-03-2010 | 17-03 د | 3592 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net