الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة التاسعة عشر - العدد:963- 11 ذو الحجة 1432 هـ الموافق 08 تشرين الثاني 2011م
التدابير الإلهية

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع ألرئيسة:
1 ـ إشارات المرور.
2 ـ المؤازرة الإلهية.
3 ـ آية البلاغ.
4 ـ نزلت في فضل عليٍّ عليه السلام.

الهدف:
بيان الصعوبات التي واجهت انتقال الأمر الإلهي في الأمة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ارتحاله، إلى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، والتدبير الإلهي في سبيل تثبيت الحق وإقامة الحجة وإزالة العراقيل من هذا الطريق.

تصدير الموضوع:
﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
1.﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِين.2

ـ إشارات المرور:
لقد شكلّ قربُ ارتحال الروح النبوية الشريفة إلى بارئها، وبالتالي مرورها وعبورها من هذا العالم المادي، إلى عالم القرب والملكوت، شكّل ذلك هاجساً ومرحلة كان لا بدّ معها من العمل على إعداد الأمّة وتهيئتها لما بعد الرحيل، لما في ذلك من إمكانيات لتضييع هذا الدين وحرفه عن مساره، مع وجود الفئات والمجموعات المتباينة والمتفاوتة بمستويات الولاء والتشرّب بمفاهيم أصيلة لهذا الدين، وقرب الكثير منها ومن النافذين فيها من مواقع التأثير في الدولة الإسلامية الفتيّة، التي لم تمكّنها الظروف الصعبة التي مرّت بها، والفترة القصيرة في أعمار الدول التي أُتيحت لها، لم يمكّنها ذلك من بلورة تجربة كاملة وناضجة، تستوعب معها صدمة الفقد المفجع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وانتقال المرجعية والخلافة إلى أهلها الجديرين بعلم الله تعالى، بسلاسة وهدوء، ومن دون أكلاف ولا أثمان.

إنّ هذا الأمر دفع برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى القيام بمجموعة خطوات تمهيدية، بدءاً من حادثة المائدة وانتهاءاً بـ"هلمّوا أكتب لكم كتاباً"، وذلك من أجل تهيئة الأرضية لذلك الانتقال، وقطع الطريق على المشكلات المحتملة، والقاء الحجة على كل المسلمين، بحيث لا تتطاول الأعناق معترضةً على خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام وقيادته دفّة الدولة الإسلامية، فضلاً عن العمل على مصادرة هذا الدور فيما بعد.

المؤازرة الإلهية:
إنّ الله سبحانه عالم الغيب والشهادة، مطّلع على سرائر العباد وعواقب الأمور، لذلك، فإنه سبحانه لم يترك نبيّه يواجه هذا الاستحقاق الخطير من دون أن يمدّه بالتسديد والنصرة، وأن يُنزِّل في ذلك الوحي في أوامر إلهية ترفع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وزر الإنحياز، وتهمة الاستنساب في اختيار علي بن أبي طالب عليه السلام، وتدفع عنه الحرج في مواجهة المستنكرين والمُنكرين، والمُرتابين والمشكّكين.

ـ آية البلاغ:
وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، غاية تثبيت الاختيار الإلهي لعلي بن أبي طالب عليه السلام خليفة للمسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورفع الحرج والتهمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بعث الله تعالى الأمين جبرئيل عليه السلام. حيث نزل عليه السلام بالآية المعروفة بآية البلاغ، وهي: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ.3

وذلك يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام من العام العاشر للهجرة، أثناء عودة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الحجة الأخيرة، بعد مضي خمس ساعات من نهار يوم الخميس.4

ويقول الأميني{: إنّ الآية نزلت في غدير خم، حيث تتشعّب فيها طرق المدنيين (أهل المدينة) والمصريين والعراقيين، وكان اليوم يوماً هاجراً (أي شديد الحرارة)، يضع الرجل بعض ردائه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، وقد أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلف المتقدّمين وحَبسَ من معه والمتأخرين، في جمع لا يقلّ عن مائة ألف حاج.5

ينقل السيوطي عن الطبري، أنه لما نزلت الآية المذكورة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "وقد أمرني جبرئيل عن ربي أن أقوم في هذا المشهد، وأعلم كلّ أبيض وأسود: أن عليّ بن أبي طالب أخي ووصيّي وخليفتي والإمام بعدي، فسألت جبرئيل أن يستعفي لي ربي، لعلمي بقلّة المتقين، وكثرة المؤذين لي، واللآئمين لكثرة ملازمتي لعليّ وشدّة اقبالي عليه، حتى سمّوني أُذُناً، فقال تعالى: ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ6، ولو شئت أن أسمّيهم وأدلّ عليهم لفعلت، ولكني بسترهم قد تكرّمت، فلم يرضَ الله إلا بتبليغي فيه".7

ـ نزلت في فضل عليٍّ عليه السلام:
روى الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان عن الباقر عليه السلام: "أنّ معناها: بلّغ ما أُنزل إليك من ربك في فضل عليّ، فلما نزلت أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد عليّ فقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه.
وروى عن ابن عباس في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ، قال: نزلت في عليّ، أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلّغ فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد عليّ، فقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه. اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه".8

وروى أنّ الآية نزلت يوم الغدير في عليّ بن أبي طالب، يوم بُويع وليّاً للمؤمنين وخليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جمعٍ غفير غير من ذكرنا، ونذكر منهم على سبيل المثال: أبو نعيم الأصبهاني في كتاب "ما نزل من القرآن في علي".9

والحاكم الحسكاني، في "شواهد التنزيل"10، وابن عساكر في تاريخ دمشق11، وابن الصبّاغ المالكي في "الفصول المهمّة"12، والشوكاني في تفسير "فتح القدير"13 والآلوسي في "روح المعاني"14 وغيرهم، أعرضنا عن استقصائهم، تجنباً للإطالة.

وقد خلّد الشاعر حسان بن ثابت هذه الواقعة بقصيدة رائعة، منها هذه الأبيات:

يناديهم يوم الغدير نبيُّهم****بخُمّ وأسمع بالرسول مناديا
يقول: فمن مولاكم ووليّكم****فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت وليّنا ****ولم تَرَ منّا في الولاية عاصيا
فقال له قمْ يا عليّ فإنني****رضيتك من بعدي إماماً وهاديا
15


1- سورة المائدة، الآية: 67.
2- سورة المائدة، الآية: 3.
3- سورة المائدة، الآية: 67.
4- العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني، كتاب "الغدير في الكتاب والسنّة والأدب"، ج1، ص423.
5- الغدير، ج1، ص33 ـ 35 بتلخيص.
6- سورة التوبة، الآية: 61.
7- عن كتاب "الولاية في طرق حديث الغدير" لابن جرير الطبري، نقلاً عن الدر المنثور للسيوطي، ج6، ص392.
8- أبو إسحاق الثعلبي في تفسير الكشف والبيان، ص234، تفسير الآية 67 من سورة المائدة.
9- ص86.
10- ج1، ص255، ح249.
11- ج12، ص237.
12- ص42.
13- ج2، ص60.
14- ج6، ص192.
15- موسوعة الغدير للأميني، ج1، ص428.

24-11-2011 | 01-23 د | 3167 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net