الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة التاسعة عشر - العدد:964- 18 ذو الحجة 1432 هـ الموافق 15 تشرين الثاني 2011م
ولاية وبراءة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع ألرئيسة:
1- ولاية وبراءة.
2- المتصدّق الراكع هو علي عليه السلام.
3- قصة الآية.
4- الخلاصة.

الهدف:
محاولة استنطاق آية الولاية، والتعرّف إجمالاً على ظروف نزولها ودلالاتها.

تصدير الموضوع:
بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ.1

قال تعالى في سورة المائدة: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.2

يقول العلامة الطباطبائي: " إنّ المراد بما يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الولاية في القرآن هو ولاية التصرّف في شؤون الأمة في سوقها إلى الله، والحكم فيهم والقضاء عليهم في جميع شؤونهم. فله الطاعة المطلقة، إذ ترجع ولايته إلى ولاية الله سبحانه بالولاية التشريعية. وهي ولاية واحدة بوحدة سياق الآية، فهي لله بالأصالة، ولرسوله والذين آمنوا بالتبع وبإذن منه تعالى". 3

وقال الطبرسي: " إنه سبحانه قال ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ، فخاطب جميع المؤمنين ودخل في الخطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيره. ثم قال }وَرَسُولُهُ{ فأخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جملتهم لكونهم مضافين إلى ولايته. ثم قال ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ فوجب أن يكون الذي خوطب بالآية غير الذي جُعلت له الولاية، وإلاّ أدّى إلى أن يكون المضاف هو المضاف إليه بعينه، وإلى أن يكون كل واحد من المؤمنين وليّ نفسه، وذلك محال".4

ثم إنه سبحانه " أكدَّ النهي عن موالاة الكفار، من الذين أظهروا الإيمان باللسان واستبطنوا الكفر، فذلك معنى تلاعبهم بالدين، وبذلك يكون الهزء من الكتابي ومن المشرك ومن المنافق".5

المتصدّق الراكع هو الولي:
من الجائز أن يُطرح سؤال عن المقصود بـ﴿الَّذِينَ آمَنُو الذي جُعلت له الولاية، فمن يكون هذا؟ والآية نفسها تجيب بأنه هو الذي يؤتي الزكاة وهو في الصلاة راكع. عيَّنت الآية المقصود بالوصف، ولكن هذا لا يكفي، فقد ينطبق الوصف على كثيرين فما السبيل إلى اجتناب الاشتباه في الوقوع على المقصود بعينه؟.

قصة الآية:
مع تصفّح كتب التفسير وكتب الحديث، نجد أنَّ هناك وضوحاً تاماً في ما يُعرف بأسباب نزول هذه الآيات، وأنَّ الطريق إلى ذلك متاحة من الخاصة والعامة على حدّ سواء. لذلك لن نلجأ إلى استقصاء عامة الطرق إلى ذلك، إنما سنقتصر على ما يفيد في المقام ويقطع اللجاجة وينهي الخصام، ويبلغ بالباحث غاية المرام، من غير إخلال ولا إطالة في الكلام.

جاء في الدرّ المنثور عن ابن عباس، أنه قال: أتى عبد الله بن سلام ورهطٌ معه من أهل الكتاب، نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم عند الظهر، فقال: يا رسول الله، إنَّ بيوتنا قاصية (بعيدة) لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد، وإنَّ قوماً لمَّا رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم، أظهروا العداوة، وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا، فشقَّ ذلك علينا.

فبينا هم كذلك يشكون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ6، ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا بسائل، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أعطاك أحدٌ شيئاً؟ قال: نعم، قال: مَنْ؟ قال: ذاك الرجل القائم. قال: على أيِّ حال أعطاك؟ قال: وهو راكع. قال: وذاك علي بن أبي طالب، فكبّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند ذلك وهو يقول ﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ.7

وقال ابن شهرآشوب: " أجمعت الأمّة أنَّ هذه الآية نزلت في علي عليه السلام لمّا تصدّق بخاتمه وهو راكع، لا خلاف بين المفسّرين في ذلك. وأخذ يعدّد الرواة وأسانيدهم وكتبهم، ثم ذكر الرواية أعلاه، باختلافات تفصيلية لا تضرّ بالمقام".8

ونقل المجلسي في البحار عن السيد المرتضى: " أنَّ محمد بن العباس بن علي بن مروان روى الرواية ونقلها من تسعين طريقاً بأسانيد متصلة، كلّها أو جلّها، من رجال المخالفين لأهل البيت عليهم السلام.9

الخلاصة:
من خلال استنطاق الآيات ومعانيها، والظروف التي أحاطت بنزولها، واستحضار القرائن المنفصلة المختلفة، مما سبقها وما لَحِقها، من حديث المائدة إلى ما بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم من روايات الفريقين، إلى مناشدات ومحاججات ومناظرات- من كل ذلك- يمكن الخروج بأهم النتائج، ومنها:

1- أنَّ الولاية هي بالأصالة لله تعالى، ثم هي بالتبع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين من بعده.
2- أنَّ المقصود بالولاية هنا، هو ولاية التصرّف التي يقابلها وجوب الطاعة.
3- أنَّ المقصود بالذين آمنوا في الآية، هو فرد واحد بالذات، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم الأئمة من ولده عليهم السلام.
4- أنَّ ولاية التصرّف والطاعة والنصرة محصورة بمن ذكرنا، وفي المقابل، إنَّ أعداءهم من الكفار والمشركين والمنافقين والمستهزئين والمعاندين والمحاربين حظّهم البراءة منهم ومعاداتهم.


1- سورة المائدة، الآيتان: 55 – 56.
2- سورة المائدة، الآيات: 55 – 57.
3- الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي، ج‏6، ص 7، 8، 13 بتلخيص.
4- الطبرسي في " مجمع البيان في تفسير القرآن"، ج‏3، ص‏364.
5- مجمع البيان، ج‏3، ص‏365.
6- سورة المائدة، الآية: 55.
7- الدر المنثور للسيوطي، ص‏292، وشواهد التنزيل للحسكاني، ج‏1، ص‏181.
8- ابن شهرآشوب، المازندراني في " مناقب آل أبي طالب"، ج‏3، ص‏2.
9- العلامة محمد باقر المجلسي في " بحار الأنوار"، ج‏35، ص‏201.

24-11-2011 | 01-24 د | 3281 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net