الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة التاسعة عشر - العدد:970- 02 صفر 1433هـ الموافق27 كانون الأول 2011م
آخر العام مناسبة لمحاسبة النفس قبل انقضاء العمر

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

آخر العام مناسبة لمحاسبة النفس قبل انقضاء العمر

محاور الموضوع ألرئيسة:
1- رأس السنة.
2- الزمن وفق الأولويات.
3- ساعة الحساب.
4- كيف تعمل جردة الحساب؟

الهدف:
إخطار النفوس إلى لحظة غفلة الأكثرين، وتنبيهها إلى أهمية المحاسبة قبل الحساب، وزنتها بميزان المشفق قبل أن تُوزن، والعمل على اجتناب أهوال يوم العرض الأكبر.

تصدير الموضوع:
في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر "رض": "حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فإنه أهون لحسابك غداً، وزِنْ نفسك قبل أن توزن، وتجهّز للعرض الأكبر يوم تُعرض لا يخفى على الله خافية" 1

رأس السنة:
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ.2

قال صاحب الميزان: "والسنة: شمسية تتألف من ثلاثماية وخمسة وستين يوماً وبعض يوم. وهي لا تنطبق على اثني عشر شهر قمرياً هي ثلاثماية وأربعة وخمسون يوماً تقريباً إلا برعاية الكبيسة. وينقسم الشهر إلى ما يقرب من ثلاثين يوماً، وتنقسم بذلك السنة إلى اثني عشر شهراً"3 ويكون رأس السنة مطابقاً لبداية اليوم الأول من الشهر الأول.

وهذا يعني افتتاح دورة جديدة من الزمن في الحياة، مضت مثلها اثنا عشر شهراً، أي ثلاثماية وخمسة وستون يوماً، وهي من دون شك تشكل باب أمل جديداً، وفرصة مؤاتية لاستدراك ما فات من المصالح ولجبران التقصيرات والنقائص التي شابت سير العمل وحركة النفس في السنة الفائتة. وتشكل أيضاً فرصة، ولحظة توثُّب جديدة، في مقطع زمني آخر وهبنا الله نعمة الانتفاع بما قدّر من حياة لنا.

- الزمن وفق الأولويات:
ينبغي للعاقل أن يجعل من وقته فرصة يتمكن من خلالها، من تحقيق الغايات والأهداف، وذلك من سلّم الأولويات فيما يمكن الوصول إليه في هذه الحياة. بناءً عليه، وبما أننا نعلم أن الشهر يمثل ثلاثين يوماً، وأنّ كل سبعة أيام تمثل أسبوعاً وأن اليوم هو أربع وعشرون ساعة، فالوحدة الزمنية الأقصر هي الساعة، ويمكن تقسيم دورات الحياة إلى مقاطع بحسب هذا التقسيم. فللعاقل أن يضمر في ذاته أنه يريد تحقيق المشاريع والأهداف المعينة في هذه السنة، وهو يريد تحقق هذا الجزء في هذا الشهر، ومثله في الشهر التالي، وهكذا. وكذلك يقسّم الشهر أربعة أسابيع، والأسبوع سبعة أيام، واليوم بعدد الساعات.

ولأنّ الوقت ثمين لا يعوّض، فعلى العاقل تقسيمه بحسب هذه الضابطة، لأن "أنفاس المرء خطاه إلى أجله" كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام. وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ في حكمة آل داود عبرة للعاقل اللبيب أن لا يشغل نفسه إلا في أربع ساعات: ساعة يناجي بها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يلقى فيها إخوانه الذين يناجي، والذين ينصحونه في نفسه ويخبرونه بعيوبه، وساعة يخلو بين نفسه وبين ربها فيما يحلّ ويَجْمُل، فإنّ في هذه الساعة عوناً على هذه الساعات". 4

وفي هذا المعنى ورد عن الإمام الكاظم عليه السلام: "اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن وساعة تخلون فيها للّذاتكم في غير محرّم".5

- ساعة الحساب:
من الواجب على العاقل أن يوقف نفسه ليحاسبها على ما كسبت في خلال ما مضى من السنة أو السنوات، ليوقفها على الخطل والخطأ، وعلى التقصير والإهمال، وعلى المخازي والمساوى‏ء وعلى المعاصي والذنوب وليجدّ في محاسبتها ومعاقبتها، وليستبق وقوفه بين يدي ربه، ليستوفي منها عقوبتها ويأخذ عليها عهداً وميثاقاً، وليوطن نفسه على فعل الخير وعلو الهمّة وإرادة الصلاح.

وليس رأس السنة سوى لحظة مناسبة لتلك الانطلاقة الجديدة، لتكون وثبة واعدة في طريق تحقيق الغايات والوصول إلى الأهداف وهذا أمر مطلوب في كل يوم، فليكن رأس السنة محطة من محطات جردة الحساب، عن الصادق عليه السلام: "حقٌّ على كلِّ مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه، فيكون محاسب نفسه. فإن رأى حسنة استزاد منها، وإن رأى سيئة استغفر منها، لئلاّ يُخزى يوم القيامة".6

وعن الإمام الكاظم عليه السلام: "ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل خيراً استزاد الله منه وحمد الله عليه، وإن عمل شرّاً استغفر الله وتاب إليه".7

- كيف تعمل جردة الحساب؟
يجب أن تكون هناك مجموعة من العناوين والموضوعات، يقوم على أساسها المرء بإجراء جردة الحساب، حتى لا يفوته المهمات من الأمور. وليكن متشدداً ومستفصلاً عن كل أمر مهما صغر، حتى لا يبقى ما يحاسب عليه غداً". فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة شريكه، فيعلم من أين مطعمه؟ ومن أين مشربه؟ ومن أين ملبسه؟ أمِنْ حلّ أم من حرام".8

وهذا مما يقي أهوال حساب الآخرة، ومما حثت عليه الشريعة المقدسة، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتجهّزوا للعرض الأكبر".9

وإنْ تذكر المرء لذّات الفاسقين في رأس السنة، فليقهر نفسه بذكر أهوال القيامة، وليحمها بمضمون هذا الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام: "فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإنّ أمكنة القيامة خمسون موقفاً، كل موقف مقام ألف سنة، ثم تلا هذه الآية: في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة".10


1- أمالي الطوسي، ص‏534، ح‏1163.
2- سورة التوبة، الآية: 36.
3- السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسير الميزان، ج‏9، ص‏234 (بتلخيص).
4- كنز العمال للمتقي الهندي، ح‏5381.
5- العلامة محمد باقر المجلسي في بحار الأنوار، ج‏78، ص‏321، ح‏18.
6- ابن شعبة الحراني في كتاب "تحف العقول"، ص‏301.
7- الشيخ المفيد في "الاختصاص"، ص‏26.
8- الشيخ الطبرسي في مكارم الأخلاق، ج‏2، ص‏375.
9- بحار الأنوار، ج70، ص‏73، ح‏26.
10- الشيخ المفيد في كتاب "امالي"، ص‏329، ح‏1.

27-12-2011 | 07-24 د | 3409 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net