المناسبة: نزول القرآن.
التاريخ: في ليلة القدر المباركة.
الهدف: التعريف بأهمّ خصائص ومميّزات القرآن الكريم كما وردت فيه، وبيان فضل تعلّم القرآن وتعليمه.
تصدير الموضوع:
﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور1﴾
المدخل
القرآن الكريم هو خاتمة الرسالات ومعجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الكتاب
الذي تفرّد بسعادة الإنسان في الدنيا ونجاته في الآخرة، فلا يمكن لكتابٍ آخر أو رسالةٍ أخرى أن تمنح الإنسان ما يمنحه إيّاه القرآن الكريم، وقد عبّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك بقوله: "جئتكم بخير الدنيا والآخرة"2.
وأشار القرآن الكريم إلى هذا التفرّد عندما ذكر الظلمات بصيغة الجمع، بينما ذكر النور بصيغة المفرد في قوله تعالى: ﴿لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾3، وفي آية أخرى يقول تعالى: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾4.
محاور الموضوع:
خصائص القرآن في القرآن
1ـ أفضل سبل الهداية: قال تعالى: ﴿إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ5﴾. وهو الأفضل كونه خاتم الرسالات الصادرة عن الله تعالى، وأمّا الكتب الوضعيّة فلا يمكن لواضعيها الإلمام بأبعاد شخصيّة الإنسان كما الله خالق الإنسان.
2ـ جامع لكافّة المعارف: قال تعالى: ﴿تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْء﴾6، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أراد علم الأوّلين والآخرين فليقرأ القرآن"7، وجامعيته تعني أنّ الله أودع كتابه الخطوط العامة التي من شأنها حلّ وعلاج أي حادثة أو إشكاليّة شرط التقيّد والإلتزام بهذه الخطوط.
3ـ مصدّقٌ ومكمّلٌ للرسالات السابقة: قال تعالى: ﴿مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ﴾8، فالقرآن ليس مستقلّاً عن حركة الأنبياء والرّسل السابقين، بل هو جزء منها والجزء المتمّم لها، وكلّ ما كان قبله إنّما هو مقدّمة وتمهيد له.
4ـ شفاء للمؤمنين وخسارة للظالمين: قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾9، وذكر الفيلسوف صدر المتألّهين أنّ صفة الشفاء من الصفات الخاصّة بالقرآن الكريم، وأنّ الله لم يصف كتاباً آخرَ بهذه الصفة.
5ـ أحسن الحديث: قال تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ10﴾، لإنّه يقدّم للإنسان سبيل خلاصه مستفيداً من تجارب الماضين وعبر الحاضر.
6ـ هدىً ورحمة: قال تعالى: ﴿.... وهدىً ورحمة للمؤمنين﴾11، فهو يفتح له آفاق الهداية والتفكّر والتدبّر في هذا الوجود ويقرّبه من الله تعالى.
7ـ حياة النفوس: قال تعالى: ﴿اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ12﴾، بمعنى يقضي على الأمراض الأخلاقيّة والنفسيّة ويجعل من الإنسان إنساناً كاملاً.
فضيلة تعلّم القرآن وتعليمه وحفظه
تعلّم كتاب الله وتعليمه من الأمور التي ينبغي الإهتمام بها سيّما على مستوى الأولاد والحياة الأسريّة ومدارسنا ومراكزنا الدينيّة والتربويّة.
عن الإمام الصادق عليه السلام: "ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلّم القرآن أو يكون في تعلّمه"13.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا من تعلّم القرآن وعلّمه وعمل بما فيه فأنا له سائق إلى الجنّة"14.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "من أعطاه الله حفظ كتابه فظنّ أنّ أحداً أعطي أفضل ممّا أعطي فقد غمط أفضل النعمة"15.
*زاد المبلغ في شهر الله، نشر جمعية المعارف الاسلامي الثقافية، ط1، 2009م-1430هـ، ص165-168.
2- الامالي، الشيخ الطوسي، ص538.
3- ابراهيم 1.
4- الانعام 153.
5- ـالاسراء 9.
6- النحل 89.
7- ميزان الحكمة، الريشهري، ج3، ص252.
8- آل عمران 3.
9- الإسراء، 57 .
10- ـالزمر 23.
11- يونس 57.
12- الانفال 24.
13- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص607.
14- كنز العمال، 2375 .
15- كنز العمال، 2317 .