الهدف: تعويد الناس على تحمّل مسؤولياتهم والمشاركة في القضايا الحسّاسة والمهمّة.
تصدير الموضوع
"وعليك يا واحدي عكفت همّتي، وفيما عندك بسطت رغبتي".
المدخل
يُربّي الإسلام المؤمن على امتلاك همّة عالية تتّجه الى الغايات السامية والأهداف الكبيرة، وعدم الركون الى صغار القضايا وسفاسفها، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله يحبّ معالي الأمور وأشرافها ويكره سفاسفها"1.
محاور الموضوع
علوّ الهمّة يتطلّب من الإنسان السعي والمثابرة والجد والسهر وعدم الإستسلام للخطأ، والإيمان القوي بما يقوم به، ولعلّ من أبرز الأمثلة والمصاديق اليوم ما استطاعت المقاومة أن تحقّقه من إنجازات وانتصارات بفضل ثبات مجاهديها وعلو همتهم واصرارهم على إلحاق الهزيمة بالعدوّ رغم كلّ التفاوت في العدّة والعتاد.
فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "ما رفع امرء كهمّته ولا وضعه كشهوته"2.
وعلوّ الهمّة سيف ذو حدّين إذ يمكن استغلالها في الطاعة والعبادة ويمكن استغلالها في المعصية والبعد عن الله، ولذلك اهتمّت النصوص الشريفة ببيان ما ينبغي طلبه بعلو الهمّة.
ما ينبغي طلبه بعلو الهمّة:
1- طاعة الله: من عبادة، ونشر للدين، وإعلاء لكلمة الحق، والجهاد في سبيل الله، ومساعدة الناس والفقراء، وسوى ذلك ممّا يندرج في دائرة الطاعة والتقرّب إلى الله.
فعن الإمام علي عليه السلام:" واصرفوا همّتكم بالتقرّب الى الله"3.
وفي دعاء للإمام السجّاد عليه السلام: "فقد انقطعت إليك همتي. وفي دعاء آخر وهب لي.......همّةً متّصلة بك"4.
2- النجاة في الآخرة: بطلب العلم ومعرفة عواقب الأمور والتوبة والإنابة، فعن الإمام الباقر عليه السلام: "ولتكن همّتك لما بعد الموت"5.
3- إصلاح النفس والمجتمع: إنّ مبدأ التغيير وإصلاح المجتمع على كافّة المستويات من أهمّ ما ينبغي تعويد النفس عليه، وحملها على المشاركة في كلّ ما يمكن فعله لخدمة الناس، وتلبية حاجاتهم، وعلى المرء أن يبدأ بنفسه أوّلاً ثمّ يتبعه بإصلاح الآخرين.
فعن الإمام علي عليه السلام: "إن سمت همّتك لإصلاح الناس فابدأ بنفسك، وإن تعاطيك إصلاح غيرك وأنت فاسد أكبر عيب"6.
ومن أهمّ مصاديق علوّ الهمّة المشاركة الفعّالة في التغيير السياسيّ والإجتماعيّ من إعلاء الصوت والإستنكار الميدانيّ ومواجهة الظلم ورفع الفساد بكافّة الوسائل المتاحة.
من آثار ضعف الهمّة
مقت الله: أي استصغار الله لهذا الإنسان عن الإمام علي عليه السلام: "أمقت العباد الى الله سبحانه من كانت همّته بطنه وفرجه"7.
عدم إدراك المعالي: فضعف الهمّة يبقي الإنسان وضيعاً هامشيّاً، يخشى عظائم الأمور فينأى بنفسه عنها، فيمضي أيّامه دون أن يقوم بأيّ دور أو يترك أيّ أثر.
عن الإمام الصادق عليه السلام:" ثلاث يحجزن المرء عن طلب المعالي: قصر الهمّة، وقلّة الحيلة، وضعف الرأي"8.
*زاد المبلغ في شهر الله، نشر جمعية المعارف الاسلامي الثقافية، ط1، 2009م-1430هـ، ص122-125.
2- عيون الحكم والمواعظ، ص484.
3- ميزان الحكمة، ج4، ص3469.
4- الصحيفة السجادية (ابطحي)، الإمام زين العابدين، ص412.
5- حاشية مجمع الفائدة والبرهان، الوحيد البهبهاني، ص24.
6- ميزان الحكمة، ج3، ص2206.
7- ميزان الحكمة، ج1، ص272.
8- ميزان الحكمة، ج4، ص3471.