الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات

المناسبة: ولادة السيدة المعصومة عليها السلام_ أول ذو القعدة
الموضوع: كريمة آل محمد فاطمة المعصومة عليها السلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

التاريخ: أول ذي القعدة سنة 173 هـ

السيدة المعصومة
ولدت في المدينة المنورة، والدها الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، وأمها السيدة نجمة خاتون، وكانت من بعد أخيها الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ثاني وآخر أبناء السيدة نجمة خاتون، توفيت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام بعد انقضاء 17 يوماً من وصولها إلى قم، في 10 ربيع الثاني سنة 201 هـ.

مكانة السيدة المعصومة عليها السلام
للسيدة المعصومة مكانة خاصة عند أهل البيت عليهم السلام، ورد عن الإمام الرضا عليه السلام: "من زار المعصومة عليها السلام بقم كمن زارني"1، وعن الإمام الصادق عليه السلام حول مقام السيدة المعصومة عليها السلام: "تقبض فيها (في قم) امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى وتُدخِل بشفاعتها شيعتي الجنة بأجمعهم"2.

وقد ذكر الإمام الصادق عليه السلام هذا الحديث في حين لم تر السيدة المعصومة عليها السلام وأباها عيناهما الدنيا، وهذه علامة في علوّ مقامها.

ومن الكرامات الخاصة للسيدة المعصومة ورود الزيارة المأثورة لها عن المعصوم عليه السلام وقد جاء في زيارتها عليها السلام: "... يا فاطمة, اشفعي لي في الجنة فإن لك عند الله شاناً من الشأن..."3.

علم السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام
عاشت السيدة المعصومة في كنف والديها الكريمين، تكتسب منهما الفضائل والمكارم، فكانت تستفيد كل يوم من والدها وأخيها المعصومين عليهما السلام وأمها التقية العالمة بحيث وصلت إلى مقام رفيع من العلم والفضيلة وصارت عارفة بالكثير من العلوم والمسائل الإسلامية في أيام صباها.

في أحد تلك الأيام أتى جمع من الشيعة إلى المدينة لكي يعرضوا بعض أسئلتهم الدينية على الإمام الكاظم عليه السلام ويأخذوا العلم من معدنه، ولكن كان الإمام الكاظم عليه السلام وكذلك الإمام الرضا عليه السلام مسافرين، ولم يكونا حاضرين في المدينة، فاغتمَّ الجمع، لأنهم لم يجدوا حجة الله ومن يقدر على جواب مسائلهم، واضطروا للتفكير بالرجوع إلى بلدهم، وعندما رأت السيدة المعصومة عليها السلام حزن هؤلاء النفر أخذت منهم أسئلتهم التي كانت مكتوبة، وأجابت عليها، وعندئذ تبدّل حزن الجماعة بفرح شديد ورجعوا إلى ديارهم راجحين مفلحين. ولكنهم في الطريق التقوا بالإمام الكاظم عليه السلام وحدثوّه بما جرى عليهم، وبعد ما رأى جواب ابنته على تلك المسائل أثنى على ابنته بعبارة مختصرة قائلاً: "فداها أبوه"4.

بداية المحنة وشهادة الإمام الكاظم عليه السلام
لاقى الإمام الكاظم عليه السلام من الحكَّام والخلفاء الظلم والأذى الكثيرين، وهذه الآلام والمحن كانت تؤلم القلب الطاهر للسيدة المعصومة عليها السلام، وكان المسلي الوحيد لها وللعائلة هو أخوها الإمام الرضا عليه السلام، فعندما ولدت السيدة المعصومة عليها السلام كانت قد مضت ثلاث سنوات من خلافة هارون العباسي، وقبل أن تكمل العشر سنوات من العمر.

وعندما أمر هارون الرشيد باعتقال الإمام الكاظم عليه السلام وسجنه، فحرمت السيدة المعصومة عليها السلام من والدها، لتفجع بعد ذلك باستشهاده عليه السلام فشعرت بالحزن على فقده، وكانت تحترق لفراقه وتطيل البكاء عليه.

إنتقال الإمام الرضا عليه السلام الى مرو
بعد استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام انتقلت الإمامة إلى ابنه علي بن موسى الرضا عليه السلام الذي كان في الخامسة والثلاثين من عمره وفي سنة 193 هـ.

مرض هارون الرشيد ومات بمرضه، ارتقى "الأمين" منصة الخلافة ولم تدم خلافته أكثر من أربع سنوات، وفي سنة 194هـ، قتل الأمين بيد أخيه وتسنَّم المأمون منصب الخلافة فأرسل المأمون "رجاء بن أبي الضحاك" إلى المدينة وذلك سنة 200هـ لكي يدعو الإمام عليه السلام من المدينة إلى "مرو" التي كانت مركز حكومته، والمأمون كان يأمل أنه يستطيع أن يحصل على موافقة الإمام عليه السلام لقبول ولاية العهد، وبعد إجبار الإمام وإكراهه على الخروج من المدينة، قام إلى زيارة قبر جده والأئمة الأربعة في البقيع عليهم السلام ثم ودّع أولاده وإخوانه وأخواته ومنهن أخته الكريمة السيدة المعصومة عليها السلام وغادر متجهاً إلى مرو.

ومع مغادرة الإمام الرضا عليه السلام انتهت اللحظات السعيدة في حياة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام لأنها بعد استشهاد أبيها الإمام الكاظم عليه السلام وجدت الرحمة والحنان في كنف أخيها الرضا عليه السلام.

توجّه السيدة المعصومة عليها السلام من المدينة إلى مرو
وبعد سنة على سفر الإمام الرضا عليه السلام إلى مرو، أرسل الإمام عليه السلام رسالة مخاطباً أخته السيدة المعصومة عليها السلام بيد أحد خدامه إلى المدينة المنورة، وأمره أن لا يتوقف وسط الطريق كي يوصل الكتاب إلى المدينة المنورة بأقصر زمان ممكن، ولما وصل مبعوث الإمام إلى المدينة المنورة وإمتثالاً لأمر الإمام عليه السلام سلّم الكتاب إلى السيدة المعصومة، فقررت وبعض إخوة الإمام وأبناء إخوانه أن يتحركوا نحو مرو ليلتحقوا بالإمام عليه السلام، وبسرعة جهزت عدة السفر وتهيأت القافلة للسير وبعد أخذ الماء والمتاع خرجوا من المدينة قاصدين مرو.

القافلة في ساوة
ولما وصلت القافلة إلى مدينة ساوة، مرضت السيدة المعصومة مرضاً شديداً بحيث لم تقدر على إدامة المسير، فالسفر الطويل المتعب من المدينة المنورة إلى ساوة وإن كان أضعف بدنها، إلا أن شدة المرض أنحلت جسمها وأشحبت لونها. كانت قم في ذلك الوقت ملجأ الشيعة، مع أن مذهب التشيّع لم يكن شائعاً في إيران، لكن بسبب هجرة الأشعريين العرب من الكوفة إلى قم أصبحت هذه المدينة مدينة شيعية وجميع ساكنيها من محبي أهل البيت عليهم السلام ولما بلغ خبر وصول السيدة المعصومة إلى ساوة ومرضها هناك إلى أهل قم، أجمع كل أهل المدينة أن يذهبوا إلى السيدة ويطلبوا منها الإقامة في قم، وذهب "موسى بن خزرج " ممثلاً عن أهل قم إلى بنت الإمام الكاظم عليها السلام وأخبرها برغبة القميّين وفرط اشتياقهم بزيارتها، فأجابت السيد المعصومة طلبهم وأمرت بالحركة نحو قم، وأخذ ابن خزرج زمام ناقة السيدة المعصومة عليها السلام مفتخراً، وقادها إلى المدينة التي كانت تنتظر قدوم أخت الإمام الرضا عليه السلام حتى وصلت القافلة إلى بداية مدينة قم.

وفاة السيدة المعصومة عليها السلام
في 23 ربيع الأول سنة 201هـ، وصلت قافلة السيدة المعصومة إلى مدينة قم، واستقبلها الناس بحفاوة بالغة، وكانوا مسرورين لدخول السيدة ديارهم. وكان "موسى بن خزرج" ذا يسر وبيت وسيع، أنزل السيدة في داره وتكفل ضيافتها ومرافقيها، واستشعر موسى ابن خزرج فرط السعادة بخدمته لضيوف الرضا عليه السلام القادمين من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

ثم اتخذت السيدة المعصومة مصلَّى لها في منزل موسى بن خزرج لكي تبتهل إلى الله وتعبده وتناجيه وتشكو إليه آلامها وتستعينه على ما ألمَّ بها، وهذا المصلَّى باقٍ إلى الآن ويسمى بـ "بيت النور".

أقلق مرض بنت الإمام الكاظم مرافقيها وأهالي قم كثيراً، مع أنهم لم يبخلوا عليها بشيء من العلاج، إلا أن حالها كان يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حتى توفيت عليها السلام في العاشر من ربيع الثاني 201 هـ.

مراسم الدفن
تكفلت نساء الشيعة ومحبات أهل البيت عليهم السلام باحترام كبير غسل الجسد المطهر للسيدة المعصومة وكفنوها.

وكان موسى بن خزرج قد خصص بستاناً كبيراً له في منطقة يقال لها: "بابلان" عند نهر قم (مكان الحرم الحالي) حيث دفن جسدها الطاهر وأصبح مرقدها مزار المؤمنين العاشقين لأهل البيت عليهم السلام.
* زاد المناسبات - المركز الإسلامي للتبليغ، ط1: كانون الثاني 2009م - 1430هـ، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ص: 208-215.


1- المعلم – محمد علي – الفاطمة المعصومة (س) – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 66
2- العلامة المجلسي – بحار الانوار – ج 57 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 228
3- العلامة المجلسي – بحار الانوار – ج 99 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 267
4- المعلم – محمد علي – الفاطمة المعصومة (س) – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 76

 

13-03-2010 | 15-01 د | 5846 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net