الولادة

ولد الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي سنة 840هـ بقرية كفرعيما في منطقة جبل عامل.

النسب

ينسب الكفعمي لقرية كفرعيما على مقربة من جبشيت ولم يبق منها إلا البقايا الأثريّة وخالية من السكّان، يشير الكفعمي في نهاية كتاب المصباح إلى أنّه حارثي وينتسب إلى الحارث الهمداني من الصحابة الأبرار لأمير المؤمنين (عليه السلام).

الأسرة

إنّ عائلة الكفعمي كسائر علما‏ء جبل عامل مليئة بالشخصيّات والوجوه البارزة، فوالده الشيخ علي الكفعمي كان أستاذا‍ً لولده وقد منحه إجازة نقل الرواية وهو يعتبر من مشايخ إجازاته، وكان الوالد من العلماء العاملين العارفين بالله وقد كر‏ّّس حياته وحياة أولاده لخدمة الإسلام والشيعة وقد ربّى أولاده لهذا الهدف النبيل، ومن أولاده:

1-الشيخ تقي الدين إبراهيم الكفعمي مؤلّف الكتاب الشريف المصباح.
2-الشيخ شمس الدين محمّد الجبعي العاملي (ت:886هـ) وهو من كبار العلماء والجدّ الأعلى للشيخ البهائي (رحمه الله) وبذلك ينسب الشيخ البهائي والكفعمي إلى الحارث الهمداني.
3-أخوه الآخر الشيخ جمال الدين أحمد بن محمّد، من المؤلّفين المشهورين للشيعة وكتابه "زبدة البيان في عمل شهر رمضان" أكبر أثر خلفه بعده ويظهر أنّ الشيخ جمال الدين قد توفّي قبل إبراهيم الكفعمي وإنّ الكفعمي (الوالد) ينقل روايات من كتابه أيضاً.

الأساتذة

للكفعمي أساتذة كثيرين يشار إليهم في كتب الرجال وأشهرهم ثلاثة هم:
1-علي بن حسن الكفعمي الوالد والذي أجازه في الرواية أيضاً.
2-السيّد حسين بن مساعد الحسيني، مؤلّف كتاب"تحفة الأبرار في مناقب الأئمّة الأبرار".
3-السيّد علي بن عبد الحسين الموسوي الحسيني مؤلّف كتاب "رفع الملامة عن علي (عليه السلام)في ترك الإمامة".أمّا أسماء تلامذة الكفعمي فلم نعثر على أيّ منها.

المؤلّفات

لقد ألّف الشيخ إبراهيم الكفعمي الكتب والرسائل العلميّة العديدة فتنوّع المواضيع خير دليل علي غزير علمه وإنّ تخصيص عدد من كتبه للأدعية والزيارات هو حجّة قاطعة على زهده وتقواه والتزامه بالأسس والمباني الفكريّة والعقائديّة للأئمّة الأطهار (عليهم السلام) والسيّد محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة قد أورد كتب الكفعمي حيث فهرس منها 49 كتاباً ويبلغ حجم بعضها أكثر من ألف صفحة ونذكر فيما يلي عناوين كتبه:

1.جنّة الأمان الواقية وجنّة الإيمان الباقية أو مصباح الكفعمي، ووجه تسمية الكتاب بالمصباح هو أنّ الكتاب قد ألّف على نمط مصباح المتهجّد للشيخ الطوسي وللشبه بينهما سمّي بالمصباح ولتمييزه عن مصباح المتهجد اشتهر بالمصباح الكفعمي.

2-الجنّة الواقية، مختصر المصباح.
3-البلد الأمين والدرع الحصين من أهمّ كتب الكفعمي وأكبر حجماً من المصباح.
4-الفوائد الطريفة (الشريفة) في شرح الصحيفة السجّاديّة.
5-المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى.
6-محاسبة النفس اللوّامة وتنبيه الروح النوّامة، وقد ترجم إلى الفارسيّة.
7-نهاية الإرب في أمثال العرب.
8-قراضة النضير وهي ملخّص لتفسير مجمع البيان الشريف.وكتب كثيرة أخرى يطول بنا ذكرها..

الوفاة

كان الشيخ إبراهيم الكفعمي يقيم في كربلاء وكان قد أوصى أن يدفن فيها، وفي أواخر حياته قام بسفرة لموطنه ومسقط رأسه‏، وهناك وادع الحياة في سنّ الخامسة والستين من العمر، سنة 905 للهجرة النبويّة الشريفة بكفرعيما حيث وفد علي ربّه الكريم والتحق بالرّفيق الأعلى ليقيم بجوار ربّه الرحيم ويحلّ وافداً على أهل بيت الرسالة ويخلد فيها آمنا‍ً راضياً, وقد ووري جثمانه التراب فيها ومن ضمن أحداث ما بعد وفاة الكفعمي أنّ قرية كفرعيما حلّ بها الخراب ولم يبق من قبر الكفعمي أثر, ولكن بعد مرور عدّة أعوام أي بعد القرن الحادي عشر, عثر أحد المزارعين على حجر قبر مكتوب عليها "هذا قبر الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي (رحمه الله)" وعندما سمع الناس الخبر قاموا بإعادة بناء مرقده الشريف وصار مقصوداً للناس.