جمال الدّين الحسين بن عليّ بن محمّد بن أحمد الخزاعيّ، العالم المفسّر الإماميّ الشهير، مؤلّف تفسير روض الجنان وروح الجنان.
أنجبت هذه الأسرة علماء كثيرين، ذكرهم الأفنديّ في (رياض العلماء) كسلسلةٍ معروفة من علماء الإمامية الذي كان لكلّ واحد منهم مؤلّفات عديدة. ولمّا كان نسبه يصل إلى نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعيّ، فهو عربيّ المحتد، وليس واضحاً متى جاء أجداده إلى إيران، إلاّ أنّ المحتمل هو أنّهم نزحوا إليها في القرن الأوّل أو الثّاني الهجريّ/ السّابع أو الثّامن الميلاديّ.
والمعلومات عن حياة هذا العلم قليلة، ويُظَنّ أنّه وُلد بالريّ، وفيها نشأ، وتدلّ ترجمته على أنّه كان يُكثر من الوعظ والخطابة، وله فيهما رغبة تركت بصمات جليّة على أُسلوبه في التّفسير.
كان أستاذاً في العلوم المتداولة أيّام حياته، وتفسيره آية على تبحّره في: النّحو، والقراءات، والحديث، والفقه، وأصول الفقه، والتّاريخ. ذكره منتجب الدّين بقوله: الإمام السّعيد ترجمان كلام الله تعالى، ووصفه بأنّه عالم واعظ ومفسر، وسمّاه الكيدريّ الشّيخ الإمام.
نذكر من تلامذته البارزين: منتجب الدّين الرّازيّ، وابن شهر آشوب وكان اثنان من أبنائه في عداد العلماء، وآخر تاريخ يزوّدنا بمعلومات عن حياة صاحب الترجمة هو عام (552هـ)، وهو ما حكاهُ نصّ الإجازة الّتي أجازها أحد تلامذته لرواية تفسيره روض الجنان ...
دُفن أبو الفتوح في جوار مرقد السّيّد عبد العظيم الحسنيّ بالرّيّ، عملاً بوصيّته. وتفسيره "روض الجنان وروح الجنان" المعروف بتفسير (أبو الفتوح) تفسير كبير للقرآن الكريم باللغة الفارسيّة، وتاريخ تأليفه غامض، وقد لقي هذا التّفسير ترحيباً يليق بشأنه، وانتشر انتشاراً واسعاً. وكان لصاحبنا كتاب آخر بعنوان "رُوح الأحباب ورَوح الألباب" وهو شرح لكتاب "شهاب الأخبار" الّذي ألّفه القاضي القضاعيّ.