الولادة
يعدّ الشيخ أبو جعفر بن محمّد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمّد بن علي البرقي من رواة الحديث ومن أجلاّء علماء الشيعة ومن أصحاب الأئمّة المعصومين عليهم السلام.
ولد أحمد في قرية "برق رود" من ضواحي مدينة قم، وهو كوفي الأصل وكان جدّه الأكبر محمّد بن علي من أصحاب زيد بن علي بن الحسين (عليهما السلام) والذي عارض الحكم الأموي الظالم الجائر، وقد استشهد في سجن يوسف بن عمر من جلاوزة الأمويّين.
لقد شرّد خالد جدّ أحمد من الكوفة ولجأ أحمد وأبوه عبد الرحمن مع جدّه إلى مدينة قم وكانت مدينة قم عندئذ ملجأ شيعة آل محمّد صلّى الله عليه وآلهوكان يقطن فيها كثيراً من الفقهاء والرواة.
درس أحمد منذ نشأته عند والده محمّد بن خالد البرقي وكان من رجال العلم البارزين ومن مشايخ الرواية وموضع ثقة الإمامين موسى الكاظم والرضا (عليهما السلام) وقد تزوّد أحمد بالكثير من العلوم عنده. وقررّ أن يصبح من رواة أحاديث الرسول وأهل البيت عليهم السلام وأن يبلغ أحاديث أهل البيت عليهم السلام إلى مختلف أرجاء العالم.
المقام والمكانة
يعدّ أحمد بن أبي عبد الله البرقي من الرواة الثقاة البارزين للقرن الثالث الهجري وتستند كثير من أحاديث الشيخ الصدوق والشيخ الكليني إليه.
وكما يقول المحدّث النوري: «لقد وثّقه الشيخ الطوسي والنجاشي وكان موضع ثقتهم» ويعتبر البرقي من أبرز رواة الشيعة وإنّ كثيراً من العلماء والفقهاء الثقاة الذين دوّنوا مجموعات روائيّة، نقلوا عنه الروايات وقد أخذ العلماء عناوين كتبهم من البرقي مثل: ثواب الأعمال، عقاب الأعمال، علل الشرايع، القرائن والخصال.
من قم المقدّسة
إنّ أحمد بن محمّد بن عيسي الأشعري من رواة الشيعة الكبار، أخرج أحمد بن محمّد بن خالد البرقي من مدينه قم، وذلك لنقله الروايات الضعيفة السند والمرسلة ولكنّه ندم على فعلته وأعاده إلى مدينة قم واعتذر منه وأكرمه، ولمّا توفّي البرقي شيّع جنازته مكشوف الرأس وحافي القدمين لتدارك إساءته إليه.
الأساتذة
تتلمذ أحمد البرقي عند عدد من أكابر الرواة وأعاظم علماء الشيعة إضافة إلى والده الجليل ومنهم:
1. معاوية بن وهب.
2. حمّاد بن عيسى.
3. محمّد بن أبي عمير.
4. هارون بن جهم.
5. محمّد بن سنان.
6. يونس بن عبد الرحمان.
7. حسن بن محبوب.
8. علي بن حكم.
9. حسين بن سعيد الأهوازي.
وآخرون..
التلامذة
تتلمذ عنده كبار العلماء والرواة بحيث أصبح كلّ منهم نجم في سماء العلم والفقاهة، منهم:
1. إبراهيم بن هاشم.
2. علي بن إبراهيم بن هاشم.
3. محمّد بن حسن الصفّار.
4. محمّد بن يحيى العطّار.
5. سعد بن عبد الله.
6. محمّد بن علي بن محبوب.
7. محمّد بن حسن بن وليد.
8. عبد الله بن جعفر الحميري.
9. سهل بن زياد.
التأليفات
لأحمد بن محمّد بن خالد البرقي مؤلّفات كثيرة منها:
1. المحاسن، الذي يشمل باب من أبواب الفقه والحكمة والآداب والعلل الشرعيّة وسائر مراتب الأصول والفروع الدينيّة، وقد وصلنا القليل منها وهذا الكتاب يعتبر موسوعة فقهيّة عظيمة للشيعة.
2. العويص.
3. التبصرة.
4. الرجال.
5. البلدان.
6. اختلاف الحديث.
الوفاة
التحق البرقي إلى الرفيق الأعلى بعدما أمضى حياته الشريفة في خدمة العلوم والمعارف الإلهيّة في سنة 274 أو 280هـ وأثرى المكتبة الإسلاميّة بآثاره القيّمة.