الولادة
يعدّ السيّد أبو الرضا ضياء الدين، فضل الله بن عليّ بن عبيد الله الحسيني الراوندي من العلماء المشهورين ومن أعاظم مشايخ الشيعة في القرن السادس الهجريّ.
ولد الراوندي في إحدى قرى ضواحي كاشان باسم "راوند".
العائلة
كانت عائلته من أهل الفضل والتقى وقد برز من بينهم شخصيّات فذّة، نذكر منهم:
1- السيّد أبو المحاسن، أحمد بن فضل الله عالم فاضل وقاض مشهور بكاشان.
2- السيّد عز الدين أبو الحسن عليّ فضل الله الراوندي وكان الأخير شخصيّة مرموقة وعالم جليل ومن رؤساء المذهب ومن أبرز علماء عصره كما كان شاعراً أديباً حيث ترك ديوان شعر تخليداً له وهو من مشايخ ابن شهر آشوب ومنتجب الدين بن بابويه والشيخ محمّد بن حسن الطوسي، والد الخواجه نصير الدين الطوسي ومعظم علماء عصره الأفضل وقد ذكر اسمه في كتاب التراجم والرجال بتوقير وتبجيل وكانت شخصيّته محطّ احترام وتكريم الشيعة.
تقارير الشخصيات
يقول السمعاني: ذهبت ذات يوم إلى كاشان وقرّرت زيارة أبو الرضا فضل الله الراوندي وعندما وصلت إلى منزله طرقت الباب وكنت بانتظار خروجه فرأيت على باب منزله لوحة عليها: "إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهير" وعندما وقعت عيناي على محيّاه وجدته أكبر و أكرم ممّا كنت أتصوّره وقد سمعت في تلك الزيارة منه بعض الأشعار والروايات ومن ضمن أشعاره التي نسخها لي بخطّه:
هل لك يا مغرور من زاجر أو حاجز من جهلك الغامر
أمس تقضى وغد لم يجئ واليوم يمضي لمحة الباصر
فذلك العمر كما ينقضي ما أشبه الماضي بالغابر
وأمّا عماد الكاتب فيقول عنه: "السيّد فضل الله الراوندي شخصيّة فذّة ونسب شريف وسجايا كريمة ومن قدامى العلماء الفضلاء و محيّاه جذّابة وذو هيبة ووقار وكلامه عذب ولطيف وهو واعظ بليغ وخطّه رائع وله مؤلّفات كثيرة. ويحظى باحترام وتكريم الناس ورزق واسع كريم، وكنت أدرس أنا وأخي الصغير في عهد طفولتي عام 533 هـ بالمدرسة المجدية في كاشان، وكان السيّد الجليل يأتي للمدرسة ويدرّس الأخلاق فيها وكان يحضر جلسات درسه جمع غفير من الناس والعلماء الكبار، ومن ثم تصادقت مع ابنه أحمد وتعرّفت عن طريقه على مؤلّفات والده الجليل ومنزلته العلميّة السامية.
إجازة الرواية
حصل السيّد فضل الله الراوندي على إجازات روائيّة من علماء كبار أمثال:
1- الشيخ ركن الدين عليّ ابن أبو الحسن علي بن الصد بن محمّد التميمي النيشابوري والذي أجازه بالرواية عام 325 هـ.
2- أبو العباس أحمد بن يحيى بن قافة كوفي.
3- قاضي عماد الدين، أبو محمّد حسن الاسترآبادي.
4- أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسين بن مهرويه الكرمندي.
5- ذو الفقار بن محمّد بن معبد أبو الصمصام الحسني المروزي.
واستفاد أساتذته من علماء ومشايخ كثيرين منهم.
1- الإمام الشهيد عبد الواحد بن إسماعيل الروياني.
2- السيّد أبو البركات محمّد بن إسماعيل السحيني المشهدي.
3- السيّد مرتضى بن السيّد الداعي الحسيني.
4- أبو الحرب المنتهى بن السيّد الداعي الحسيني.
5- السيّد عليّ بن أبي طالب الحسني.
6- الشيخ بارع، حسين بن محمّد بن عبد الوهّاب البغدادي.
7- علي بن علي بن عبد الصمد وأخوه محمّد بن علي.
8- أبو عبد الله جعفر بن محمّد الدوريستي.
9- أبو جعفر بن علي بن حسين المقري النيشابوري.
التلامذة
نهل من معينه علماء بارزين أصبح كلّ منهم نجماً زاهراً في سماء التشيّع الزاهي، نذكر منهم:
1- ابن شهر آشوب المازندراني.
2- الشيخ منتجب الدين بن بابويه القمّي.
3- الشيخ محمّد بن حسن الطوسي والد الخواجه نصير الدين الطوسي.
4- السيّد ناصر الدين أبو المعالي محمّد بن حسين بن محمّد الحمداني.
5- الشيخ قوام الدين محمّد بن محمّد البحراني.
6- الشيخ تاج الدين محمّد بن محمّد شعيري.
المؤلّفات
لفضل الله الراوندي مؤلّفات قيّمة، نذكر منها:
1- كتاب النوادر.
2- ضوء الشهاب.
3- الأربعين في الأحاديث.
4- التفسير.
5- ديوان أشعار.
الوفاة
توفّي هذا العالم الجليل عام 570 هـ بعدما قضى حياته في خدمة الإسلام وعلوم وفضائل أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وانتقل إلى فسيح جنان ربّه الرحيم الغفور.