الولادة
هو أحمد بن علي بن أحمد بن عبّاس بن محمّد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله النجاشي. ولد النجاشي في الكوفة عام 372هـ، وكان أبوه من كبار المحدّثين وأجلّة علماء الشيعة، كنيته متردّدة بين "أبو الحسين" و"أبو العبّاس"، ولقبه النجاشي (النجاشي بدون تشديد حرف الجيم و بكسر النون وفتحها والأوضح فتح النون).
الأسرة
جدّه عبد الله النجاشي الذي أرسل كتاباً إلى الإمام الصادق عليه السلام وقد بعث إليه الإمام عليه السلام "الرسالة الأهوازيّة" في الجواب.
وأصل النجاشي كوفيّ أسديّ، ويقول بأنّ نسبه يصل إلى عدنان، وأنّ عائلته من "آل أبي السمال" وقد كانت هذه العائلة موضع تكريم وتبجيل لدى أهل الكوفة.
الأسفار
لقد قضى أحمد بن علي النجاشي معظم حياته في بغداد، وقام بسفرات معدودة خارج بغداد وغالباً ما كانت لأجل زيارة المراقد والأعتاب المقدّسة لأئمّة الهدى عليهم السلام، ومنها سفره إلى النجف الأشرف سنة 400 هـ حيث سكن فيها لفترة بجوار أمير المؤمنين عليه السلام وآخر إلى سامراء، لزيارة العسكريّين عليهما السلام، كما سافر إلى موطنه الكوفة أحياناً وهناك أجازوه الرواية وأجاز الآخرين أيضاً.
التدقيق في الحديث
إنّ من ميزات النجاشي هو نقل الرواية والحديث عن الموثّقين والمعتمدين عليهم فقط، والكفّ عن نقل الروايات ممّن ينسب إلى الضعف وعدم الثقة والصلاح وعمّن يطعن فيه، رغم اقتنائه الكثير من الروايات لهؤلاء. ويقول في موارد عديدة بأنّ لديه روايات ضعيفة أو كتاب ضعيف يحتوي على روايات مقصودة وعن شخص مطعون فيه لذلك لم ينقل عنهم.
وكان النجاشي يحتاط إلى درجة أنّه لم يكن يستمع إلى أحاديث غير الموثّقين، وهذه الميزة من الميزات التي ترجّح الاعتماد على هكذا نخب من العلماء بارزين كالنجاشي، كما وتزيد في الاطمئنان عند الرواة والمحقّقين، خصوصاً أولئك الذين عاصروه أو كانوا قريبي العهد منه.
أعظم الانجازات
من أهمّ إنجازات النجاشي طيلة حياته هو تأليف كتاب "فهرست أسماء المصنّفين" أو المعروف بـ "رجال النجاشي"، والذي يعتبر من أكبر وأهمّ مصادر توثيق أو تضعيف رواة الأحاديث، رغم مرور ألف عام عليه - تقريباً - وتأليف المئات من كتب الرجال حتى يومنا هذا.
ويعترف أفاضل العلماء والرجاليّون والفقهاء والمحدّثون بأنّ "رجال النجاشي" هو فصل الخطاب بين جميع كتب الرجال، وعند معارضة قول النجاشي لجميع الأقوال والآراء، فإنّه الغالب والأقدم ولا يتحدّاه أيّ كتاب آخر.
الأساتذة والمشايخ
إنّ النجاشي رحمه الله قد سمع عن الكثير ونقل عنهم الروايات ويمكن الإشارة لبعض مشايخه:
1- والده عليّ بن أحمد النجاشي.
2- الشيخ المفيد (المتوفّى 413هـ).
3- أحمد بن عبد الواحد البزّاز، المعروف بابن حاشر (المتوفّى 423هـ).
4- أحمد بن عليّ السيرافي.
5. ابن الغضائري، حسين بن عبيد الله وابنه أحمد بن الحسين.
6. هارون بن موسى التلعكبري وابنه أبو جعفر بن هارون.
7. أحمد بن محمّد بن عمران، المعروف بابن الجندي.
التلامذة
نذكر منهم:
1. الشيخ أبو الحسن الصهرشتي.
2. السيّد عماد الدين بن معبد الحسني المروزي.
المؤلّفات
نذكر منها:
1. كتاب الجمعة وما ورد فيه من أعمال.
2. كتاب الكوفة وما فيها من الآثار والفضائل.
3. كتاب أنساب بني نصر بن قعين.
4. كتاب مختصر الأنواء ومواضع النجوم.
5. كتاب الرجال أو "فهرست أسماء مصنّفي الشيعة".
الوفاة
انتقل العالم السديد الجليل والنسّابة الخبير النجاشي إلى جوار ربّه الكريم بعدما ناهز الثمانين من عمره عام 450هـ، وذلك قبل وفاة الشيخ الطوسي بعشر سنين في مطير آباد من ضواحي سامراء.
وأوّل من أشار إلى تاريخ وفاته، العلاّمة الحلّي (المتوفّى 726هـ) في "الخلاصة" ولم يشر أحد غيره في أيّ من مصادر الشيعة إلى تاريخ وفاة النجاشي.