محمد محسن بن المرتضى بن محمود بن علي، العلاّمة الإمامي، المتفنّن، المدعو بمحسن، والشهير بالفيض الكاشاني.
قال الحر العاملي: كان فاضلاً عالماً ماهراً حكيماً متكلماً محدثاً فقيهاً محقّقاً شاعراً أديباً، حسن التصنيف.
ولد في كاشان في الرابع عشر من شهر صفر سنة سبع وألف، ودرس الفقه والحديث والتفسير والعربية وغيرها عند والده المرتضى، وخاله نور الدين الكاشاني، وارتحل - بعد أن بلغ العشرين من عمره إلى أصفهان لإكمال دراسته، فأخذ هناك عن جمع من العلماء، واستفاد منهم شيئاً من العلوم الرياضية، وغيرها.
وقد أخذ عن حسين الأردكاني اليزدي، وروى عن محمد صالح المازندراني ثم الأصفهاني.
وتوجه إلى شيراز فتتلمذ على السيد ماجد بن هاشم البحراني، وانتفع به في الحديث، ونال حظاً من العلم بالأحكام استغنى به عن التقليد.
رجع الكاشاني إلى أصفهان، ولقي بها بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (المتوفّى 1030 هـ)، وأخذ منه إجازة رواية الحديث، وحجّ، واستفاد هناك من محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني، وحصل منه على إجازة. وعاد في سنة تسع وعشرين وألف إلى بلاده، وتنقّل فيها طلباً للعلم، ثمّ ألقى عصاه في قمّ، فأقام بها أكثر من ثماني سنوات، ملازماً للفيلسوف الكبير صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي (المتوفّى 1050 هـ)، فدرس عنده العلوم العقليّة، وتزوّج ابنته، وتأثّر بآرائه الفلسفيّة، وشُغف بعلم الأخلاق والعرفان والمعارف الإلهيّة.
ثمّ صحب أُستاذه المذكور إلى شيراز - حينما استدعي إليها - وانتفع به هناك نحواً من سنتين، ورجع إلى مسقط رأسه كاشان بعلمٍ جمّ، فأكبّ على التدريس والتأليف في شتّى العلوم، واشتهر وصار من أعيان المحدّثين والفقهاء، وأكابر الحكماء ومن أهل النظر .
تتلمذ عليه وروى عنه قراءةً وإجازة ثلّة من العلماء، منهم: محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، والسيّد نعمة اللّه بن عبد اللّه الجزائري، ومحمد سعيد بن محمد مفيد القمي المعروف بـ (قاضي سعيد)، وولده أحمد علي بن محمد بن المرتضى، وأخوه عبد الغفور بن المرتضى، وأولاد أخيه: المرتضى بن محمد مؤمن بن المرتضى، وشاه أفضل بن محمد مؤمن بن المرتضى، ومحمد مؤمن بن عبد الغفور بن المرتضى، وحفيدا أخيه محمد الهادي ونور الدين محمد الشهير بالأخباري ابنا المرتضى بن محمد مؤمن، وولده علم الهدى محمد بن الفيض مؤلف معادن الحكمة في مكاتيب الأئمّة2.
وصنّف كتباً ورسائل كثيرة - عدّ منها بعضهم (126) مؤلّفاً3 - منها: مفاتيح الشرائع في الفقه (مطبوع في 3 أجزاء)، معتصم الشيعة في أحكام الشريعة، نقد الأصول الفقهيّة، الوافي في الحديث (مطبوع)، الشافي (مطبوع) في اختصار الوافي، الشهاب الثاقب في تحقيق عينية وجوب صلاة الجمعة في زمن الغيبة (مطبوع)، الصافي (مطبوع)، المصفى، الأصفى (مطبوع) وكلّها في التفسير، عين اليقين في أُصول الدين (مطبوع)، علم اليقين في أُصول الدين (مطبوع)، بشارة الشيعة (مطبوع)، الكلمات الطريفة في ذكر منشأ اختلاف آراء الأمة المرحومة (مطبوع)، النخبة (مطبوع) في الفقه، أبواب الجنان بالفارسية في بيان وجوب صلاة الجمعة وفضيلة الجماعة،وغير ذلك...
توفّي في الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وألف.
1- جامع الرواة 2|42، أمل الآمل 2|305 برقم 925، بحار الاَنوار 107|124 برقم 101، سلافة العصر 491، رياض العلماء 5|180، لوَلوَة البحرين 121، روضات الجنات 6|79 برقم 565، هدية العارفين 2|6، إيضاح المكنون 2|45، معجم المطبوعات 2|1540، تنقيح المقال 2|54، الكنى والاَلقاب 3|39، ريحانة الاَدب 4|369، الذريعة 2|124 برقم 496، مصفى المقال 387، طبقات أعلام الشيعة 5|491، الاَعلام 5|290، معجم المفسرين 2|635، مستدرك أعيان الشيعة 2|308، معجم الموَلفين 11|175، موسوعة طبقات الفقهاء (المقدمة) القسم الثاني 397.
2- قدّم له العلاّمة شهاب الدين المرعشي النجفي.
3- انظر مقدمة مفاتيح الشرائع بقلم السيد مهدي الرجائي .