عبد العالي بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد العالي، الفقيه الإمامي المجتهد، تاج الدين أبو محمد الكركي.
ولد في تاسع عشر ذي القعدة سنة ست وعشرين وتسعمائة، وأخذ عن والده المحقّق علي الكركي، وغيره. وأكبّ على طلب العلم، حتى مهر في الفقه والكلام، وصار رأس الإمامية في عصره.
درّس وحدّث وأفاد بكاشان - وكان أكثر إقامته بها – وفصل في القضايا الشرعية، وعيّن وكلاء له للقيام بذلك، وراجت أقواله في الفروع والأصول، وقصده العلماء وأذعنوا لاجتهاده، وكان السلطان طهماسب الصفوي يبالغ في تعظيمه وتكريمه.
أخذ عنه جماعة وروى عنه آخرون سماعاً وإجازة، منهم: محمد بن أحمد الأردكاني، وبهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي، والقاضي معز الدين الحسين الأصفهاني، ويونس الجزائري، والقاضي حبيب اللّه ابن علي الطوسي، وابن أخته السيد محمد باقر بن محمد الحسيني الاسترآبادي الشهير بالداماد، وأبو الحسن الشريف القايني، ونور الدين محمد الأصفهاني النسابة. قرأ عليه السيد حسين بن حيدر بن قمر الكركي في الفقه، وأثنى عليه كثيراً، وقال: كان أعلم أهل زمانه، ذا فطنة وقادة، ونفس قدسية، سريعة الانتقال من المبادئ إلى المطالب.
لقيه السيد مصطفى الحسيني التفريشي، وقال في حقه: جليل القدر، عظيم المنزلة، رفيع الشأن، نقي الكلام، كثير الحفظ.
للكركي مؤلّفات ثمينة، منها: رسالة عملية في فقه الصلاة اليومية، شرح "الألفية" في فقه الصلاة للشهيد الأوّل، رسالة في القبلة عامة وفي قبلة خراسان خصوصاً، حاشية على رسالة "أبحاث في مسائل الطهارة" لعلي بن هلال الكركي، تعليقات على "المختصر النافع" للمحقق الحلي، والمناظرات مع الميرزا مخدوم في الإمامة، وله على احتمال شرح "إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان" للعلاّمة الحلّي.
توفّي بأصفهان سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة ودفن في الزاوية المنسوبة إلى سيد الساجدين، ثم نقل إلى مشهد الإمام الرضا عليه السلام، ودفن في دار السيادة.