محدّث، فقيه، متكلّم، وعظيم من عظماء الشّيعة. ولد بالكوفة، وهاجر إلى المدينة مع أبيه، ثمّ قدم بغداد. اشتغل بادئ أمره في تجارة التوابل، ثمّ شقّ طريقه إلى البلاط العبّاسيّ فأصبح من بطانة المهديّ، ومن خاصّة ابنه هارون الرّشيد (193هـ/809م). ولا ريب في عقيدته الشّيعيّة بيد أنّه كان يُخفيها عن العبّاسيّين كأبيه، وكانت علاقته بالإمام موسى الكاظم عليه السّلام وثيقةً جداً، وله شأن كبير عنده.
يذهب كتّاب الشّيعة إلى أنّ بقاءه في البلاط العبّاسيّ كان بتوصية من الإمام الكاظم عليه السّلام لحماية المظلومين ودعم أتباع أهل البيت عليهم السّلام. من هنا وُشِي به إلى هارون مراراً وذُكر له مذهبه واتّصاله بالإمام عليه السّلام، بيد أنّه سَلِمَ من أذاه ولم يصل إليه سوء. وقد وردت روايات كثيرة حول إيمانه وزهده، منها أنّ الإمام الكاظم عليه السّلام ضمِن له الجنّة.
كان ابن يقطين من الرّواة الثّقات، ونقل حديثاً واحداً عن الإمام الصّادق عليه السّلام وأحاديث جمّة عن الإمام الكاظم عليه السّلام، وروى عنه عدد من الرّجال، وتُنسب إليه بعض الكتب.
توفّيّ ببغداد في الوقت الذي كان فيه الإمام عليه السّلام سجيناً فيها.