الولادة
لم يعرف تاريخ ولادة الشيخ زين الدين أبو محمّد علي بن يونس النباطي البياضي تحقيقاً، أمّا الشيخ آقا بزرگ الطهراني يذكر تاريخ ولادته حوالي عامي 804، أو805هـ.
المنزلة والشخصيّة
بناءً على تقرير كبار العلماء وتلامذته، كان النباطي عالماً فاضلاً ومحقّقاً، فقيهاً، مفسّراً وكلامياً وفي نفس الوقت كان شاعراً لبيباً بحيث يتجلّى بوضوح للمتأمّل في آثار الجوانب العلميّة المعنويّة الكثيرة.
قطع الشيخ علي النباطي أشواطاً بعيدة في المدارج المعنويّة والروحيّة حيث بلغ أعلى الدرجات ويظهر جلياً في جميع مخطوطاته تمسّكه المخلص بولاية الأئمّة عليهم السلام ولا نرى في كلمات وأقوال كبار العلماء إلاّ المدح والتمجيد بشأنه لأنّ المتصفّح لأحواله وشخصيّته لا يرى إلاّ أعلى المراتب الروحيّة والخلقيّة فيها.
منطقة جبل عامل
بلغ جبل عامل ذروة المجد في القرنين التاسع والعاشر والمتصفّح لتاريخ الإسلام في هذين القرنين يجدان كثيراً من علماء الشيعة نشأوا وبرزوا فيها.
مع ذلك إنّ منطقه جبل عامل حدث فيها أفدح المظالم والمجازر البشعة، لقد هاجم الطغاة والمجرمون جبل عامل عدّة مرّات في القرنين الحادي عشر والثاني عشر بحيث قتل في هجوم واحد أربعين ألفاً من الشيعة وسبيت نساؤهم وشرّد بقيّة السكّان من المنطقة.
في هجوم (الجزّار) على جبل عامل أضرمت النار في مكتبة الشيخ علي الخاتون آبادي التي كانت تحتوي على خمسة آلاف مخطوطة حيث احترقت الكتب ودفنت بقيّتها تحت الأنقاض. وقد نسي التاريخ أسماء وآثار العلماء الأعلام في تلك المنطقة وللأسف إنّ الأسماء التي وصلتنا قليلة جداً ومن بين الآثار المندثرة تراجم العلماء الأفاضل مثل علي بن يونس النباطي الذي لم نحصل عليه إلاّ اليسير.
مع أنّ كثيراً من العلماء عاشوا في جبل عامل والمعروف أنّ لكلّ منهم مشايخ وأساتذة كثيرين ولكنّنا لم نعرف أكثر من أستاذين اثنين للشيخ علي النباطي.
1- السيّد زين الدين علي بن دقماق.
2- الشيخ جمال الدين أحمد بن حسين بن المطهر.
التلامذة
إنّ الشيخ علي النباطي الذي قضى سبعين عاماً من حياته في مهد العلم والأدب لابدّ له أن يكون كالبحر الزاخر بالعلوم والمعارف وكان له أيضاً تلامذة كثيرين ولكن لم تبق تلك الأحداث المؤلمة والمفجعة إلينا إلاّ أسماء ثلاثة منهم:
1- الشيخ ناصر البويهيّ المتوفّى عام 853هـ.
2- الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي صاحب المصباح المتوفّى 905هـ.
3- الشيخ شرف الدين بن سليمان.
المؤلّفات
رغم أنّ الحوادث التاريخيّة المفجعة لم تسمح بالحصول على تراجم حياة العديد من كبار العلماء ولكن من سيعد القدر أنّ مؤلّفات وآثار هؤلاء هي اللسان الناطق بالفضائل والميزات العلميّة والدينيّة لهم. فلقد ترك الشيخ النباطي البياضي الجليل كتباً عديدة في العلوم المتنوّعة والمختلفة، نذكر بعضها:
1- الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم، وهو كتاب قيّم وجليل في إثبات ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام.
2- الرسالة اليونسية، وهي شرح المقالة التكليفيّة للشهيد الأوّل.
3- زبدة البيان وأنس الإنسان، منتخب مجمع البيان.
4- الباب المفتوح إلى ما قبل في النفس والروح (وقد نقله العلاّمة المجلسي بكامله في مجلّد السماء والعالم بموسوعته بحار الأنوار).
5- مختصر الصحاح في اللغة.
6- منخل الفلاح وهو مختصر "مختلف الشيعة" للعلاّمة الحلّي.
7- المقام الأسمى في تفسير أسماء الله الحسنى.
8- ديوان شعري.
9- ذخيرة الإيمان أو أرجوزة الكلام، وهي منظومة في علم الكلام.
الوفاة
إنّ تاريخ وفاة للشيخ زين الدين النباطي البياضي معلوم بكلّ وضوح؛ لأنّ الأخ الأكبر للشيخ الكفعمي الذي عاصر النباطي قد ذكر تاريخ وفاته. فقلد انتقل العلاّمة البياضي إلى جوار ربّه الكريم بعدما قضى عمره الشريف المليء بالصمود والجهاد في سنة 877هـ عن عمر ناهز السبعين.