اسمه وكنيته ونسبه
الشيخ أبو عبد الله، المقداد بن عبد الله بن محمّد السيوري الحلّي، المعروف بالفاضل المقداد.
وسيور هي قرية تقع في ضواحي الحلة .
ولادته
لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته، إلاّ أنّه ولد في القرن الثامن وذكر صاحب مراقد المعارف أنه كان حياً سنة 792 ه.
أساتذته:نذكر منهم ما يلي
الشهيد الشيخ محمّد بن مكّي العاملي، المعروف بالشهيد الأوّل.،
وفخر المحققين ولد العلامة الحلي ،
1-والسيد ضياء الدين عبدالله الأعرجي ،
2-ويروي عنه ولده الشيخ عبدالله المتقدم ،
3-والشيخ شرف الدين المكي،
4-والشيخ تاج الدين الحسن بن راشد" صاحب الجمانة البهية في نظم الألفية الشهيدية "وله منه إجازتان احداهما مؤرخة في الخامس والعشرين من جمادي الاولى سنة 822 والثانية كتبها له في جمادي الثانية في السنة المذكورة ،
5-ويروي عنه ايضا الشيخ حسين بن علاء الدين مظفر بن فخرالدين بن نصر الله القمي
6-والشيخ زين الدين علي بن الحسن ابن العلال
7-والشيخ محمد بن شجاع بن القطان ،
8-والسيد رضي الدين عبدالملك الواعظ القمي
9-والشيخ احمد بن فهد الحلي
10-والشيخ قاسم الدين .
تلامذته:نذكر منهم ما يلي
1ـ الشيخ محمّد بن الشجاع القطان الأنصاري الحلّي.
2ـ الشيخ عبد الملك بن إسحاق القمّي الكاشاني.
3ـ الشيخ علي بن هلال الجزائري العراقي.
4ـ الشيخ أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي.
5-الشيخ علي بن الحسن بن علالة.
6-الشيخ حسن بن راشد الحلّي.
أقوال العلماء فيه:نذكر منهم ما يلي
1ـ قال الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل:الشيخ جمال الدين المقداد ...السيوري الحلّي الأسدي، كان عالماً فاضلاً، متكلّماً محقّقاً مدقّقاً.
2ـ قال السيّد الخونساري في روضات الجنّات:هو الذي يعبّر عنه في فقهيات متأخّري أصحابنا بالفاضل السيوري، وينقل عن كتابه في آيات الأحكام كثيراً.
3ـ قال الشيخ حسن بن راشد الحلّي: وكان رجلاً جميلاً من الرجال، جهوري الصوت، ذرب اللسان، مفوّها في المقال، متفنّناً في علوم كثيرة، فقيهاً متكلّماً أصولياً، نحوياً منطقياً.
مؤلفاته:نذكر منها ما يلي
1ـ الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية.
2ـ نضد القواعد الفقهية على مذهب الإمامية.
3ـ التنقيح الرائع في شرح المختصر النافع.
4ـ تجويد البراعة في شرح تجريد البلاغة.
5-إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين.
6ـ نهاية المأمول شرح مبادئ الوصول.
7ـ اللوامع الإلهية في المسائل الكلامية.
8ـ الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد.
9ـ جامع الفوائد في تلخيص القواعد.
10ـ كنز العرفان في فقه القرآن.
11ـ تفسير مغمضات القرآن.
12ـ شرح ألفية الشهيد.
13ـ النافع يوم الحشر.
14ـ شرح سى فصل.
15ـ الأسئلة المقدادية.
16ـ الأدعية الثلاثون.
17ـ الأربعون حديثاً.
18ـ آداب الحج.
19ـ الإجازات.
آثاره
اشاد مدرسة لطلاب العلوم الدينية في النجف الاشرف معروفة بـ"مدرسة المقداد السيوري "موقعها في الشرق الشمالي للمرقد المطهر والحضرة العلوية على مقربة منها، وبمرور الزمن خربت تلك المدرسة وارتحل عنها ساكنوها وهجرت عدة سنين،ثم اشادها سليمان خان مدرسة فنسبت اليه واشتهرت بعد بـ"المدرسة السليمية "وما زالت الى يومنا هذا.
وفاته
توفّي الشيخ المقداد السيوري قدس سره عام 826 هـ. ويحتمل قويا كما ذكر صاحب الفوائد الرضوية هو ان يكون البقعة الواقعة في برية بغداد والمعروفة عند تلك الناحية بمقبرة مقداد مدفن هذا الرجل الجليل بناء على وقوع وفاته ره في هذا المكان وايصائه بان يدفن هناك لكونه على طريق القافلة الراحلة الى العتبات المقدسات.
أحمد بن محمد بن يعقوب المشهور بلقب ابن مسكويه (330 _ 421 هجري).
أبو علي الخازن هو أحمد بن محمد بن يعقوب المشهور بلقب ابن مسكويه ولقبه مسكويه نسبة إلى المسك.ويسمى أيضا في كتب التراث بمشكويه وهي مدينة بقرب الري. ولد أحمد في بلاد فارس في مدينة الري.
طلب العلم بهمة عالية ووجد غرامه في القراءة والإطلاع على كتب الأدب والتاريخ والكيمياء والفلسفة.وفي بغداد دخل قصور الوزراء فكانوا يستعينون به ويثقون فيه ويستشيرونه ثم اتصل بابن العميد وأخذ من أدبه ثم أصبح خازنا للكتب في مكتبة عضد الدولة بن بويه فزاد إطلاع ابن مسكويه وتوسعت دائرة ثقافته وتوثقت علاقاته بأركان الفكر في عصره واستقلت شخصيته. برع ابن مسكويه بالأدب والفلسفة والتاريخ والأخلاق واهتم بالكيمياء ويُقال أنه حاول أن يصنع الذهب فلم يفلح.
حياته
قرأ تاريخ الطبري على أبي بكر أحمد بن كامل القاضي الذي كان صحب الطبري فترة ودرس علوم الأوائل على يد ابن الخمار الذي كان واسع الاطلاع وبرع في الطب حتى لقب بلقب بقراط الثاني ويظهر من كلام الفيلسوف الإسلامي أبي حيان التوحيدي أن ابن مسكويه لم يكن ذا عقلية فلسفية بارعة وأنه شغل بعلم الكيمياء عن الفلسفة فقرأ كتب الكيمياء لكل من أبي الطيب الكيمائي الرازي وجابر بن حيان وأبي بكر محمد بن زكريا الرازي.
أقوال العلماء فيه
ذكر ابن سينا في القانون في الطب "مسكويه هو أبو فاضل في العلوم الحكمية متميز فيها خبير بصناعة الطب جيد في أصولها.
وقال القفطي في أخبار العلماء بأخيار الحكماء "مسكويه: أبو علي الخازن من كبار فضلاء العجم وأجلاء فارس له مشاركة حسنة في العلوم الأدبية ... وله مناظرات ومحاضرات وتصانيف في العلوم فمن تصانيفه كتاب أنس الفريد وهو أحسن كتاب صنف في الحكايات القصار والفوائد اللطاف" (ص 197، ابن العبري ص 152).
وقال أبو حيان في جملة وصفه: لطيف الألفاظ، سهل المأخذ، مشهور المعاني شديد التوقي، ضعيف الترقي، يتطاول جهده ثم يقصر، وله مآخذ وغرائب من الكذب - كذا - وهو حائل العقل لشغفه بالكيمياء.
خصائصه العلمية
كان ابن مسكويه شديد التأثر بفلاسفة اليونان مثل أفلاطون وأرسطو وبروسن وجالينوس وحاول في كتاباته الجمع والتوفيق بين الشريعة الإسلامية والفلسفة اليونانية. ثقافته هي خليط من ثقافة العرب والهند والفرس واليونان. قرأ ابن مسكويه كتب الفلاسفة وثقف الفلسفة اليونانية ونقل الكثير من آراء فلاسفتهم وتبناها في مناقشاته. شكل النموذج السياسي عند الفرس قبل الإسلام الكثير من آراء ابن مسكويه فيما يتصل بالتربية السياسية فأبرز ملامح العدل وتطبيقاته من الشواهد الإسلامية وألحقها ببعض النماذج الفارسية طبقاً للتجربة الساسانية.
نهج ابن مسكويه نهج الفلاسفة في تبني أفكاره وربطها بأدبياتهم ومناقشاتهم وآمن أن الشريعة الإسلامية وشعائرها تشمل على منهج واضح في رياضة النفس وتهذيب الخلق وأنها تعلي من شأن العقل وهي بذلك تنسجم مع معطيات الفلسفة.
مؤلفاته
كان ابن مسكويه مؤرخا وأديبا وحكيما ومبتكراً وفي كتبه دلالة على ذلك.من أهم كتب هذا العالم الجليل:
1-"تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق" وهذا الكتاب من أهم وأقدم كتب التربية الأخلاقية.
2-"تجارب الأمم وتعاقب الهمم" وهو كتاب تاريخي قال عنه العلماء "كتاب عظيم النفع" .
3-"آداب العرب والفرس".
4-"كتاب السعادة".
5-"أنس الفريد".
6-"فوز النجاة. وهو كتاب في الأخلاق.
7-"الأدوية المفردة".
8-"كتاب في تركيب الباجات من الأطعمة".وهذا الكتاب يدل على سعة علمه وعلى سبقه التاريخي في الكتابة التفصيلية عن فنون الطبخ.
9-الأشرية.
10-طهارة النفس .
11-آداب العرب والفرس .
12-الفوز الأصغر وهو في علم النفس.والذي يعتقد العالم محمد حميد الله أنه ضم أحد أول الإشارات إلى أفكار النشوء والارتقاء في الأحياء والتي سبق بها نظرية تشارلز داروين بمئات السنين.حيث يرى مسكويه في كتابه هذا أن النباتات ارتقت حتى نشأت شجرة النخيل التي يرى أنها هي أرقى النباتات، وأن أدنى الحيوانات ظهرت بعد ذلك وارتقت حتى بلغت القرود والتي هي أرقى الحيوانات، وقد ورد ذلك أيضاً في رسائل إخوان الصفا.ورأى بعض المفكرين المسلمين أن القرود قد ارتقت إلى شكل ما من الإنسان البدائي الهمجي قبل أن يرتقي هذا بدوره إلى الإنسان العادي.
مما يجدر ذكره أن المخطوطات العربية لكتاب الفوز الأصغر مسكويه كانت موجودة في المكتبات الأوروبية في القرن التاسع عشر ويعتقد أن تشارلز دارون والذي كان دراساً للعربية قد درس تلك المخطوطات، الأمر الذي قد يكون قد أثر على تطويره للداروينية.
13-ترتيب العادات وهو في الأخلاق.
14-رسالة في ماهية العدل .
15-نديم الأحباب وجليس الأصحاب .
16-الحكمة الخالدة، جاويدان خرد ونقله إلى العربية الحسن بن سهل أخوذي الرياستين، وتممه أحمد بن مسكويه أذ أضاف إليه حكم الفرس والهند والعرب والروم) .
17-كتاب الجامع .
18-كتاب السير.
من الواضح أن ميله الكبير لفلاسفة اليونان جعله يحاول أن يصبغ أفكاره بثمار نتاجهم دون الإخلال بقواعد الأخلاق الإسلامية التي آمن أنها تدعو إلى المحبة والحكمة والخير والفضيلة والعدل.عاصر ابن مسكويه شخصيات علمية فذة مثل ابن العميد الأديب، وابن سينا الطبيب، والبيروني الجغرافي الشهير.اتسم عصر البوهيّين بالتوسع في الترجمة والتفنن بكتابة الكتب بأسلوب مسجَّع وشهد أيضاً العناية، بالكتب والمكتبات، والمحاضرات والمناظرات العلمية بين العلماء وفي قصور الأمراء، وتنوعت العلوم النقلية والعقلية.
فلسفته التربوية
من منظور فلسفي، يمكن ملاحظة الآتي من دراستنا لبعض كتابات ابن مسكويه
1-اهتم ببيان اختلاف الفلاسفة في فهم طبيعة النفس البشرية وتساءل هل هي مطبوعة على الخير أو الشر؟
2-آمن ابن مسكويه بقدرة التربية على التغيير، ويطلق على التربية اسم التأديب والتقويم والتهذيب والسياسة ويقول "والشريعة هي التي تُقوم الأحداث وتعودهم الأفعال المرضية وتعد نفوسهم لقبول الحكمة وطلب الفضائل والبلاغ إلى السعادة الإنسية بالفكر الصحيح والقياس المستقيم وعلى الوالدين أخذهم بها وبسائر الآداب الجميلة بضروب السياسات من الضروب إذا دعت إليه الحاجة أو التوبيخات إن صدتهم أو الإطماع في الكرامات أو غيرها مما يميلون إليه من الراحات أو يحذرونه من العقوبات. حتى إذا تعودوا ذلك واستمروا عليه مدة من الزمان كثيرة أمكن فيهم حينئذ أن يعلموا براهين ما أخذوه تقليدا" (تهذيب الأخلاق، ص29).
3-آمن ابن مسكويه أن هناك فروقاً فردية بين الناس ويجب أن يراعي المعلم ذلك فتحدث عن مراتب الناس في قبول الأخلاق الفاضلة.
4-الحديث عن مصاحبة الأخيار والأشرار المبثوث في كتابات ابن مسكويه فيه دلالة على فهم فلاسفة المسلمين لأهمية الدور الاجتماعي والبيئة المحيطة وخاصة جماعة الرفاق في عملية التنشئة.
5-تتسم كتابات ابن مسكويه بالأمانة العلمية والمنهجية في عرض الاختلافات العلمية والكتابة الموسعة الموثقة لدراسة وبحث قضية واحدة من عدة جوانب وبعمق. من الواضح جداً أن ابن مسكويه يعرض الآراء بأمانة علمية وتجرد ثم يقول رأيه ويرجح بين الآراء وفي هذا دليل على أن الاجتهاد لا التقليد سمة من سمات المفكر.
6- تدل كتابات أعاظم المفكرين في ميدان الفلسفة على أنه لا يمكن فصل التربية عن الفلسفة كما أن للتربية أساسيات نفسية (سيكولوجية) واجتماعية (سسيولوجية).
7-الفكر الإنساني المفتوح يتجاوز الحدود الجغرافية والزمانية فكل حضارة تتأثر بالأخرى وتنفتح عليها وتتمازج مع بعض أفكارها وتظل انتاجات المفكرين معالم هامة للدراسات الجادة ليتم الاستفادة من ثمارها وتجنب سلبياتها.
التربية الأخلاقية عند ابن مسكويه
كتاب "تهذيب الأخلاق" من أهم الآثار العلمية لأحمد بن مسكويه في ميدان التربية الأخلاقية. وفيما يلي جملة من الآراء التربوية التي أشار إليها أحمد بن مسكويه:
"حب الناس بعضهم للبعض الآخر واجب لأنهم أعضاء لبدن واحد وقوام الإنسان بتمام أعضاء بدنه فكل واحد يتمم الآخر".
الأخلاق تتكون من أربع فضائل وهي الحكمة والعفة والشجاعة والعدالة وهي مصدر سائر الفضائل.أضداد هذه الفضائل:الجهل والشره والجبن والجور.
ربط بين الأخلاق السيئة والأمراض النفسية كالخوف والحزن والغضب.
استخدم كلمة التهذيب وتأديب وتقويم بمعنى التربية.
إتباع اللذات البدنية الدنيئة تدمر الإنسان.يقول ابن مسكويه :"والناس مائلون بالطبع الجسداني إلى الشهوات فيكثر أتباعهم"(ص37).
فلسفته في تربية الطفل
يرى ابن مسكويه أهمية تربية الطفل وطالب بضرورة وضع المناهج المتنوعة له لأن المناهج تلعب دورا كبيرا في التأثير في شخصية المتعلم. يقول ابن مسكويه "فمن اتفق له في الصبا أن يربى على أدب الشريعة ويؤخذ بوظائفها وشرائطها حتى يتعودها ثم ينظر بعد ذلك في كتب الأخلاق حتى تتأكد تلك الآداب والمحاسن في نفسه بالبراهين. ثم ينظر في الحساب والهندسة حتى يتعود صدق القول وصحة البرهان فلا يسكن إلا إليها ثم يتدرج حتى يبلغ إلى أقصى مرتبة الإنسان فهو السعيد الكامل"(ص42 بتصرف).
عقد فصلا في تأديب الأحداث والصبيان وأكثره كما قال منقول من بروسن اليوناني ولعل تلك الآراء استفاد منها الغزالي رحمه الله في كتابه إحياء علوم الدين ومما جاء في ذلك الفصل أهمية الحياء عند الطفل وأنه أول منازل النجباء وأن النفس مستعدة للتأديب ويجب ألا تهمل.وأن نفس الصبي ساذجة لم تنتقش بعد بصورة كما يقول ابن مسكويه فإذا نقشت بصورة فقبلتها نشأ عليها واعتادها.حث ابن مسكويه على لبس الثياب البيضاء وطالب الطفل بحفظ مقطوعات أدبية من الأخبار والأشعار فمن المعلوم أن الحاسة الأدبية تثري العقل وتجعل الخيال خصباً.لقد أكد بن مسكويه على أن المعلم عليه أن يمدح المتعلم إذا ظهر منه خلق جميل وأن يتغافل عن بعض الزلات. وطالب بمنع الطفل من النوم بالنهار وأيضا يمنعه من النوم الكثير ليلاً لأنه يميت الخاطر.كما يجب أن يمنع من الفراش الوثير حتى يتصلب بدنه ويتعود الخشونة. وطالب بتعويد الطفل الحركة والمشي وركوب الخيل والرياضة.في هذا الفصل أيضا كشف عن أهمية الأخلاق والأدب وحسن التعامل مع المعلم وأكد على أهمية اللعب والاستراحة في بعض الأوقات.
قرن السعادة بالتربية وأكد على أن "الإنسان في ابتداء تكوينه محتاج إلى سياسة الوالدين ثم إلى الشريعة الإلهية والدين القيم حتى تهديه وتقومه إلى الحكمة البالغة ليتولى تدبير نفسه إلى آخر عمره" (ص85).
عاش مسكويه طويلاً حتى توفي في 9 صفر سنة 421 هـ ويفترض المحققين أنه ولد في سنة 330 هـ أو قبل ذلك بقليل أو كما ذكر بعض العلماء أنه ولد في 320 هجرية.