السيد حسين البروجردي هو السيد حسين بن السيد علي الطباطبائي البروجردي، الشهير بالإمام البروجردي عالم دين شيعي إيراني، ولد البروجردي في صفر 1292 هـ بمدينة بروجرد في إيران.
دراسته
درس المقدّمات في مدينة بروجرد، ثم سافر إلى مدينة أصفهان عام 1310 هـ لإكمال دراسته، ثم سافر إلى النجف الأشرف عام 1320 هـ لإكمال دراسته الحوزوية، وفي عام 1328 هـ نال درجة الاجتهاد من علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ثم عاد إلى بروجرد للتدريس ، وفي عام 1364 هـ هاجر إلى قم المقدسة واستقر بها.
أساتذته: نذكر منهم ما يلي:
1- الشيخ فتح الله الأصفهاني، المعروف بشيخ الشريعة.
2- الشيخ محمد كاظم الخراساني، المعروف بالآخوند.
3- الشيخ محمد الكاشاني.
4- السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي.
5- السيد محمد تقي المدرسي. الشيخ محمد الكلباسي.
تدريسه
بدأ السيد البروجردي بالتدريس منذ كان في أصفهان، وبعد عودته إلى بروجرد من النجف الأشرف شرع بتدريس الفقه والأصول، وبناءً على طلب علماء وأهالي قم المقدسة، قدم إلى حوزة قم، وأخذ يلقي الدروس فيها، بالإضافة إلى إنشغاله بأمور المرجعية الدينية والدفاع عنها.
تلامذته: نذكر منهم ما يلي:
1- الشهيد السيد محمد حسين الحسيني البهشتي.
2- الشيخ إسماعيل الصالحي المازندراني.
3- الشيخ أبو الفضل النجفي الخونساري.
4- السيد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي.
5- السيد محمّد علي العلوي الجرجاني.
6- الشهيد الشيخ علي أصغر الأحمدي.
7- الشيخ محمد رضا المهدوي الكني.
8- الشهيد الشيخ مرتضى المطهري.
9- الشيخ محمد تقي بهجت الفومني.
10- الشيخ مرتضى الحائري اليزدي.
11- الشيخ محمد الفاضل اللنكراني.
12- الشيخ عبد الله الجوادي الآملي.
13- السيّد علي الحسيني السيستاني.
14- السيّد علي الحسيني الخامنئي.
15- الشيخ محمد تقي الجعفري.
16- السيّد علي المحقق الداماد.
17- الشيخ جعفر السبحاني.
18- الشيخ جواد التبريزي.
19- السيد محمد الوحيدي
20- السيد روح الله الموسوي الخميني.
أقوال العلماء فيه
قال الشهيد الشيخ المطهري:
{كان للسيد اطلاع واسع في تاريخ الفقه، ونهج الفقهاء القدماء والمتأخرين وآرائهم، بالإضافة إلى تخصصه في علمي الحديث والرجال من أهل الفريقين الخاصة والعامة، أما عن القرآن الكريم، فقد كان شغوفاً به، وبحفظه وتلاوته، والعلم بتفاسيره وعلومه، مضافاً إلى ذلك إحاطته بدقائق التاريخ الإسلامي}.
مشاريعه: نذكر منها ما يلي:
إرسال المبلغين إلى الخارج بعنوان ممثلين له للقيام بدور التبليغ الإسلامي في دول العالم، وكان لهذا المشروع الناجح الأثر البالغ في التصدي لموجات التبشير المسيحي، التي كانت تعمل ليل نهار على تحريف الفكر الإسلامي، والثقافة الإسلامية لدى المسلمين.
قيامه بفتح المدارس الابتدائية والثانوية، ووضعها تحت إشراف أساتذة متدينين، لكي يقوموا بتخريج جيل مسلم مسلح بقواعد العلم ومقوِمات الدين، وقام بتمويل تلك المدارس من الأموال الشرعية التي كان يحصل عليها.
بناؤه مسجد الأعظم، المجاور لمرقد السيدة فاطمة المعصومة في قم المقدسة.
مؤلفاته
نذكر منها ما يلي:
1- حاشية على مبسوط الشيخ الطوسي.
2- أسانيد كتاب من لا يحضره الفقيه.
3- حاشية على نهاية الشيخ الطوسي.
4- حاشية على كفاية الأصول.
5- حاشية على العروة الوثقى.
6- أسانيد كتاب علل الشرائع.
7- أسانيد كتاب الاستبصار.
8- تجريد أسانيد التهذيب.
9- أسانيد كتاب الخصال.
10- أسانيد كتاب الخصال.
11- جامع أحاديث الشيعة.
12- أسانيد كتاب الأمالي.
13- أسانيد رجال الكشي.
14- تجريد أسانيد الكافي.
15- تقريرات ثلاثة.
16- بيوت الشيعة.
17- الطبقات.
السيد البروجردي والتقريب بين المذاهب
كان صاحب مدرسة في الفقه وصاحب مدرسة في رجال الحديث وصاحب ابتكارات عظيمة في حقل تصنيف الحديث. والذي يهمنا هنا دوره في التقريب.
يظهر أن الرجل قد انفتح في وقت مبكر من حياته على هموم الأمة الإسلامية، ولذلك اتجه في مواقفه العلمية والعملية نحو تأليف الأمة وجمعها على كلمة سواء.
نقتصر هنا على منهجه العملي في التقريب وعنه يحدثنا تلميذه الشيخ واعظ زاده الخراساني الامين العام السابق للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية اذ يقول:
1- كانت للسيد البروجردي مساع عملية في التقريب. أتذكر قوله يومًا في أحد دروسه: "أمر التقريب ــ والحمد لله ــ في تقدم، وأشكر الله أن كان لي سهم فيه".
وفهمنا بعد ذلك أن استبشار السيد في تقدم أمر التقريب كان نتيجة رسائل وصلته من شيوخ الأزهر الشريف في هذا المجال وإجابته عليها.
كتب إليه الشيخ محمود شلتوت مرة يقول:
"أثمن جهودكم، وأسال الله القادر العليم أن يحقق آمالكم الإسلامية وبُشراكم فإن خطواتكم على طريق التقريب كانت مدعاة للصلاح والسير نحو الله".
كما كتب إليه الشيخ عبد المجيد سليم رسالة في مرضه وأجابه السيد عليها.
كان السيد الأستاذ يعقد الأمل الكبير على "دار التقريب" في القاهرة، ويرعى أمينها الشيخ محمد تقي القمي.
وحين كنت أراجع السيد البروجردي في بيته إكمالا لمشروع "جامع أحاديث الشيعة" رأيت الشيخ القمي مرارًا في البيت منتظرًا لقاء السيد.
2- ومن الظواهر الهامة في نشاط السيد البروجردي على الصعيد العلمي تغيير مسير الحوار بين أهل السنة والشيعة، نحو ما يمكن أن يتفقوا عليه، وإبعاد الحوار عن المسار الذي لا يمكن أن يتفقوا عليه.
على سبيل المثال لم أر السيد الأستاذ يطرح مسألة "الخلافة" على الإطلاق في جلساته العامة والخاصة، في الدروس وفي خارج الدروس. بل سمعته في جلساته الخاصة يقول: "مسألة الخلافة لا جدوى فيها اليوم لحال المسلمين، ولا داعي إلى إثارتها وإثارة النزاع حولها. ما الفائدة للمسلمين اليوم أن نطرح مسألة من هو الخليفة الأول ؟ ما هو مفيد لحال المسلمين اليوم هو أن نعرف المصادر التي يجب أن نأخذ منها أحكام ديننا".
من هنا كان السيد يؤكد على حديث الثقلين: "إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا: كتاب الله وعترتي. وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض".
ولا يكاد يمر شهر على دروسه دون أن يذكر في مناسبة هذا الحديث. وكان هذا أسلوب السيد المرحوم عبد الحسين شرف الدين أيضاً. فقد كان يؤكد في حواره مع شيخ الأزهر الفقيد الشيخ سليم البشري أن دليلنا على أخذ السنة من طريق أهل البيت هو حديث الثقلين.
3- سمعت أن السيد البروجردي أهدى شيخ الأزهر الراحل عبد المجيد سليم كتاب "المبسوط" للشيخ الطوسي، وكان لهذا الكتاب أثر كبير على الشيخ عبد المجيد، وروي عنه في أواخر حياته قوله:
"سواء حين كنت مفتيًا لمصر، أو حين أصبحت بعد ذلك عضوًا في لجنة إفتاء الأزهر، متى ما تصديت لمعالجة مسألة للإفتاء كنت أراجع كتاب "المبسوط". وكان هذا الشيخ المبجل من مؤسسي "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية" وعضوًا في جماعة التقريب.
وكان السيد الأستاذ يتحدث عن شيوخ الأزهر ويتحدث عن الشيخ محمد عبده وغيرهم من علماء أهل السنة بتقدير وإجلال، كما أنه كان يراجع دائما كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" لابن رشد الأندلسي باعتباره من أحسن الكتب في الفقه المقارن. وطالما رأيت الكتاب مفتوحًا أمامه على منضدته. وتعرّف طلابه على هذا الكتاب عن طريقه.
إذن على المجال العلمي كان منهجه يتلخّص بما يلي:
1- دعمه لدار التقريب في القاهرة والتواصل معها.
2- الاتفاق على ما هو نافع لواقعنا من التراث.
3- التبادل العلمي بين أهل السنة والشيعة.
وفاته
توفي السيد البروجردي في الثالث عشر من شوّال 1380 هـ، ودفن بالمسجد الأعظم، في قم المقدسة.