ولادته:
ولد السيد محمد علي القاضي عام 1331هـ في مدينة تبريز من بيت علمائي عريق. كان والده آية الله السيد محمد باقر الطباطبائي من أبرز علماء تلك المنطقة.
دراسته:
أكمل السيّد القاضي الطباطبائي دراسته الابتدائية، ثمّ دخل المدرسة الطالبية في تبريز للدراسة الحوزوية، وبدأ بالدراسة الحوزوية مبكراً على يد والده وعمّه آية الله السيد أسد الله القاضي، ثم هاجر إلى قم المقدسة في عام 1359هـ، حيث قضى عشر سنوات حضر فيها دروساً عند أبرز أساتذتها كآية الله البروجردي والگلبايگاني وحجت والكوهكمري، ودرس الفلسفة وخارج الأصول لدى الإمام الخميني (ره).
ثم رحل إلى النجف ومكث فيها ثلاث سنوات، درس خلالها على يد آية الله الحكيم وكاشف الغطاء والسيد البجنوردي، وإثر مثابرته المتواصلة بلغ مرتبة الاجتهاد وأجازه مجموعة من المراجع.
أساتذته: نذكر منهم ما يلي:
1ـ أبوه، السيّد محمّد باقر القاضي الطباطبائي.
2ـ عمّه، السيّد أسد الله القاضي الطباطبائي.
3ـ السيّد حسين الطباطبائي البروجردي.
4ـ السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي.
5ـ الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء.
6ـ السيّد حسن الموسوي البجنوردي.
7ـ السيّد محسن الطباطبائي الحكيم.
8ـ السيّد محمّد حجّت الكوهكمري.
9ـ السيّد محمّد رضا الكلبايكاني.
10ـ الشيخ عبد الحسين الرشتي.
11ـ السيّد صدر الدين الصدر.
12ـ الشيخ باقر الزنجاني.
13ـ الإمام الخميني.
مواقفه من نظام الشاه: نذكر منها ما يلي:
1ـ كان للسيّد القاضي دور بارز في قيادة الجماهير في محافظة آذربايجان، وحثِّهم على التصدِّي للنظام أيّام انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الشاه في 15 خُرداد (1342 ش ـ 1963 م).
2ـ بين عامي (1342 ش ـ 1343 ش) قامت قوات أمن الشاه (الساواك) باعتقاله ثلاث مرّات، وأخيراً تمّ إبعاده إلى العراق.
3ـ عاد إلى إيران من العراق بعد سنة ونصف، وفي سنة (1347 ش ـ 1969 م) قام بإلقاء كلمة في مدينة تبريز استنكر فيها العدوان الصهيوني الإسرائيلي، فعندها قام النظام باعتقاله، وحُكِم عليه بالإبعاد ستة أشهر إلى مدينة كرمان، وبعد انتهاء مدّة إبعاده أُبعد مرّة أُخرى إلى مدينة زنجان، وبعد انتهاء إبعاده الأخير عاد إلى موطنه في مدينة تبريز، وذلك قبيل انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
واستمرَّ على نهجه في دعم حركة الإمام الخميني حتّى أصبح منزله مقرّاً لتوزيع المنشورات والبيانات التي كان يصدرها الإمام في فرنسا، وبعد انتصار الثورة عيَّنه الإمام ممثِّلاً له في مدينة تبريز وإماماً للجمعة فيها.
مؤلفاته: نذكر منها ما يلي:
1ـ آثار تاريخي آيت الله العظمى حكيم، باللغة الفارسية.
2ـ حاشية على رسائل ومكاسب الشيخ الأنصاري.
3ـ رسالة في إثبات وجود الإمام في كل زمان.
4ـ أجوبه الشبهات الواهية، باللغة الفارسية.
5ـ رسالة در نماز جمعه، باللغة الفارسية.
6ـ فصل الخطاب في تحقيق أهل الكتاب.
7ـ خاندان عبد الوهّاب، باللغة الفارسية.
8ـ قضا در إسلام، باللغة الفارسية.
9ـ حاشية على كفاية الأُصول.
10ـ علم إمام، باللغة الفارسية.
11ـ كتاب في علم الكلام.
12ـ حديقة الصالحين.
13ـ الاجتهاد والتقليد.
14ـ الفوائد.
صفاته وأخلاقه:
اشتهر الشهيد السعيد باستقامته وعدم تراجعه عن درب الجهاد مع كل ما كان يلاقيه، وصبره العظيم أمام ضغوط النظام.. كما عرف الشهيد بصفاء قلبه وتعلقه بأهل البيت عليهم السلام.
كان الشهيد داعياً إلى مرجعية الإمام الخميني (ره) وتقليده بعد وفاة السيد الحكيم الذي كان وكيلاً عنه منذ عام 1372هـ، وتمكن الشهيد أن يرجع كثيراً من أهالي آذربيجان إلى الإمام. كما كان متواضعاً مترفعاً عن الشهرة والرئاسة؛ فكان يتعمد أن يكون آخر من يوقّع من البيانات مع أنه المنشئ لها غالباً وأول الموقعين عليها.
مؤلفاته: للشهيد السعيد مؤلفات عديدة منها:
1 - حاشية على الرسائل والمكاسب.
2- حاشية على الكفاية.
3- تقريرات أصول آية الله حجت.
4- تاريخ القضاء في الإسلام.
وهناك مؤلفات لم تطبع بعد منها:
1- فصل الخطاب في تحقيق أهل الكتاب.
2- السعادة في الاهتمام بالزيارة.
3- المباحث الأصولية.
وللشهيد تعليقات على كثير من الكتب، كما قام بالتقديم لكتب أخرى.
شهادته
كان الشهيد يدعو الله أن يرزقه الشهادة، فما أكثر أن كرّر جملة (يا ليتني أرزق الشهادة كما رزقها الشهيد المطهري).. ورزقه الله ما طلب؛ فقد استشهد يوم عيد الأضحى بعد أدائه صلاة العشاء من عام 1399هـ على يد المنافقين الذين أصابوه بثلاث طلقات نارية، ودفن في مقبرة المسجد الذي كان يؤم الجماعة فيه.
وقد نعاه الإمام الراحل (ره) بالقول: "كان المرحوم الطباطبائي من أصدقائي القدامى، وكانت لديّ معه ذكريات عديدة؛ لقد ذهب إلى السجون العديدة، حيث جاهد وأبعد".