هو آية الله المحقق الفقيه الشيخ محمد تقى البروجردي رحمه الله، ولد في بروجرد، وتلقى مبادئ العلم في بروجرد، ثم انتقل إلى النجف الأشرف في بدايات شبابه، وتلمذ أساتذتها في السطح.
ثم حضر في أبحاث الخارج دروس المحقق العراقي والمحقق النائيني، وآية الله السيد أبو الحسن الأصفهاني رحمهم الله وكان حضوره في هذه الدروس حضور تحقيق، وكان أكثر استفادته من المحقق العراقي في الأصول وآية الله الأصفهاني في الفقه.
كان رحمه الله بحاثا، معروفا بقوة الرأي، ودقة النظر، وسلامة الفكر في مسائل الفقه والأصول.وكان كثير النقاش لاستاذيه العراقي والأصفهاني في مجالس الدرس.
حضر الأصول على المحقق العراقي رحمه الله أكثر من أربع دورات كاملة وكتب أبحاث المحقق العراقي في الأصول ثلاث دورات، كما كتب تقارير أبحاث أستاذيه الآخرين المحقق النائيني وآية الله الأصفهاني في الفقه والأصول بصورة متفرقة.
مؤلفاته
1 ـ نهاية الأفكار
وهو دورة كاملة لدروس أستاذه العراقي في الأصول، طبع منه في حياته رحمه الله المباحث العقلية ضمن الجزئين الثالث والرابع من الكتاب، وتحت الطبع الان الجزء الأول والثاني من الكتاب في مباحث الالفاظ، ويمتاز هذا الكتاب بالاستيفاء الكامل والدقيق لمطالب المحقق العراقي مع سلاسة التعبير ووضوح البيان وهو من هذه الناحية من أفضل الكتب الأصولية التي تجمع بين سلاسة وسهولة التعبير وعمق دقة المحتوى.
وهذا الكتاب منذ أن صدر منه الجزء الثالث والرابع في النجف الأشرف إلى اليوم موضع اهتمام وعناية أساتذة البحث الخارج والفضلاء والطلاب في الحوزات العلمية في الدراسات الأصولية.
2 ـ حاشية استدلالية واسعة على العروة الوثقى
صدر منه الجزء الأول في النجف الأشرف والجزء الثاني في بيروت ونسأل الله تعالى التوفيق لطبع بقية مجلداته. وهذا الكتاب يمثل خلاصة آرائه رحمه الله في الفقه.
وفى هذا الكتاب تتجلى مكانة المؤلف الفقهية وقدرته العلمية، كما يتضح للقاري من هذا الكتاب ذوق المؤلف السليم والصافي في الاستنباط والاجتهاد، وقد انهى رحمه الله هذه التعليقات إلى كتاب الحج.وتوفى فجأة اثر عارض قلبي عند اشتغاله بكتابة هذه التعليقات فسقط القلم من يده، وأسلم روحه الله تعالى. ولما زرت مكتبته الشخصية رحمه الله أحببت ان أقرأ آخر كلمة صدرت من قلمه قبل ان يسقط القلم من يده، فتصفحت التعليقة فوجدت ان الكلمة الأخيرة التي كتبها قبل ان يسقط القلم من يده، هي: "وقضى امده وانتهى "وتأتى هذه الجملة بمناسبة طبيعية ضمن الكلام، وبهذه الجملة ينتهى امده رحمه الله في هذه الدنيا ويمضى إلى ربه الغفور الرحيم.
3 ـ حاشية فتوائية، فارسية على توضيح المسائل مخطوطة
4 ـ رسالة في الرد على الفرقة البابية، مخطوطة.
5 ـ رسالة في منجزات المريض، مخطوطة.
6 ـ رسالة في الاجتهاد والتقليد، مطبوعة.
وقد قرأ المرحوم آية الله البروجردي هذه الرسالة قبل الطبع فاعجب بها كثيرا، وكان يثنى عليها في مجالسه.
7 ـ رسالة في إرث الزوجة من الأراضي والعقار، مطبوعة.
وغيرها من المؤلفات الناقصة والكاملة.
وقد عاش ردحا طويلا من عمره الشريف في النجف الأشرف طالبا، ثم محققا، وعالما، ثم مدرسا على مستوى الدراسات العليا ـ الخارج ـ ثم هاجر إلى قم، وزوال التدريس في الحوزة العلمية في قم.
وكان يحضر أبحاثه نخبة من الفضلاء ثم هاجر إلى طهران وتوفى فيها في 24 ذق 1391 ه. ق ودفن في مدينة قم بمقبرة أبو حسين.
وقد كان رحمه الله دؤوبا على الدراسة والتحقيق، قوى الحجة في المناقشة، سليم الرأي، بحاثا ثاقب النظر، عذب البيان.
كما كان معروفا بالتقوى والاعراض عن الدنيا والزهد فيها، شأنه في ذلك شأن أستاذه رحمه الله، خفيف الروح، لا يعطى من وقته ونفسه للتكلفات التي يتكلفها الناس عادة في مثل وضعه وظروفه.وكان كثير الذكر لله كثير التلاوة لكتاب الله.لا يفوته التهجد في آناء الليل، طويل الجلوس في مجالس العبادة والدعاء والذكر، غيورا على حدود الله ومعالم وأصول طريقة أهل البيت عليهم السلام، أبي النفس، مترفعا عن مغريات الحياة الدنيا، متواضعا جم التواضع.رحمه الله وتغمده برحمة، وأسكنه فسيح جنانه، ونفعنا به.