الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
ورشــــة أسس ألاطلالــــة ألاعــلاميــــة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

أسس الإطلالة الإعلامية للإنسان الملتزم ( المصدر )1

أهداف الورشة
يتوقع مع نهاية هذه الورشة أن يكون المشارك قادراً على:
تطبيق إطلالة إعلامية ناجحة ومؤثرة ضمن الأساليب والضوابط العامة والشرعية

مقدمة

إن العمليتين الاتصالية والإعلامية، تعتبران جزء، من التكوين الذاتي للانسان، وهما المعبران عن ذاته وإنسانيته، والله تعالى قد اودع فيه هذه الملكة، لما ادخره له من دور في خلافته له في الارض، ولهذا جعله محور الوجود في هذا الكون، وكان أبو البشرية وأول إنسان وجد في هذا الكون نبي، ولم يكن مجرد إنسان عادي، ثم إنه أرسل الآلاف من الأنبياء والرسل للقيام بهذه المهمة، وكان أول من مارس العملية الاتصالية والإعلامية الهادفة والواعية بعد الله عز وجل هم هؤلاء الأنبياء والرسل، وخصوصاً نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ولئن كان للاجتماع الانساني ان يفاخر بما وصل اليه علم التواصل، والاتصال، والإعلام، من تقدم ورقي اليوم، فعليه في الوقت نفسه أن لا ينسى انه مدين لله أولاً ولانبيائه ورسله ثاني، في اكتساب أصول هذه المهارات، والبناء عليه، والاستفادة منها في مجالات الحياة المختلفة، ولا يفوتني القول إن كل الحضارات التي ارتقت مدارج العلى، كان أحد اهم ركائز التقدم والرقي فيه، إجادة العملية الاتصالية والإعلامية.

لكن الذي ينبغي الوقوف عنده، هو أن الله تعالى، وأنبيائه، ورسله، استخدموا العملية الاتصالية والإعلامية بأفضل صورة، جعلت الإنسان يعيش طفرات من التقدم والرقي والمعرفة، في فترات زمنية وجيزة جد، دون سلبيات تذكر، لأنهم استخدموها في المجالات الصالحة والبناءة، بخلاف الجماعات البشرية التي ابتعدت عن مبادئهم وقيمهم، وهذا هو بيت القصيد، فنحن كمسلمين، يفترض أننا ورثة الأنبياء والرسل عبر التاريخ، وهذا يحتم علينا الاستفادة القصوى من هذه العملية، كما فعل نبينا الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وأئمتنا الأطهار، حيث لم يعدموا الوسيلة في إيصال اصواتهم، وقيمهم، ومبادئهم، وأهدافهم النبيلة والشرعية إلى الناس، بالطرق المشروعة رغم كل ما كان يعترضهم من موانع، وظروف قاهرة.

وقد اعتبر العديد من الكتّاب أن الإسلام دين إعلامي ذاتا2، حيث لا شيء في الإسلام منذ بدء الدعوة، وحتى الإعلان عن ختمها في حجة الوداع، قبيل رحيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، غير إعلامي، أو لم تكتمل فيه عناصر العمل الاعلامي الناجح. وعليه، فالمسلم الحقيقي هو المسلم الذي يجيد حرفة الاتصال الإعلامي، امرأة كان، أم رجل.

تعريف الاتصال

هناك العديد من التعريفات التي ساقها علماء التربية والسياسة والاجتماع والإعلام وغيرهم لمعنى الاتصال كونه حاجة إنسانية يحتاجها الجميع على اختلافهم، حتى أن أصحاب الفن الواحد تعددت تعريفاتهم إلا أنها بقيت تحمل معنا واحدا وهو:
العملية التي يتم بمقتضاها تكوين العلاقات بين أعضاء المجتمع بصرف النظر عن حجم هذا المجتمع وطبيعة تكوينه وتبادل المعلومات والآراء والأفكار والتجارب فيما بينهم3.
العملية الاجتماعية التي يتم بمقتضاها تبادل المعلومات والآراء والأفكار في رموز دالة بين الأفراد أو الجماعات داخل المجتمع وبين الثقافات المختلفة لتحقيق أهداف معينة4

أ‌- عناصر الاتصال

تتكون عملية الاتصال من عدة عناصر أساسية وهي:
1- المصدر source وهو ما نحن بصدد الحديث عنه.
2- الرسالة message.
3- المرسل sender أو القائم بالاتصالcommunicator أو الرسول والمبلغ بحسب الثقافة الإسلامية.
4- المرسل إليه أو المستقبل receiver.
5- الوسيلة channel.
6- التأثير effect أو الاستجابة response5.
7- التغذية الراجعة feed back 6

1- تعريف المصدر source7

يعتبر المصدر source الحلقة الأساسية في العملية الإعلامية، بل هو مصدره، ولهذا سمي بالمصدر: لان منه تنطلق الشرارة الأولى في العملية الإعلامية، ولولاه لما كان هناك عملية إعلامية بالأصل.
وقد يكون المصدر قائدا أو سياسيا أو عالما أو شاهدا على حادث أو مشاركا في صناعة حدث أو وكالة أنباء أو متحدثا باسمهم أو نائبا عنهم. وقد يكون القائم بالاتصال نفسه هو المصدر لكن لا من حيث هو، بل من حيث كونه شاهدا على حدث أو مشاركا في صنعه. إلا أن هدف هؤلاء جميعا هو الإعلام أو التأثير أو الإقناع أو الترفيه الخ...
بعبارة أخرى الجميع يسعى إلى دور قيادي في التغيير أو التأثير على الرأي العام وسلوكه، وهو ما يعبر عنه إسلاميا بالإمامة والقيادة.

فالإمام أو القائد في الرؤية الإسلامية القرآنية كما يعرفه الراغب الأصفهاني: هو الإمام المؤتم به، سواء كان إنساناً مقتدىً بقوله أو فعله، أو كتاباً أو غير ذلك، محقا كان أو مبطلا 8، فالقيادة الحقة هي﴿وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا9وأما القيادة الباطلة هي﴿وجعلناهم أئمة يهدون إلى النار10.

وقد حددت لهم الثقافة الإسلامية العديد من المواصفات سنتناولها عند الحديث عن الصفات والمهارات الخاصة بالمصدر إن شاء الله.

1- 1 خصائص الشخصية (المصدر).
وردت في الشريعة الإسلامية الكثير من الخصائص العامة - للإنسان المسلم الذي يتولى مهام قيادية ومن جوانب مختلفة - للشخصية أهمها:
الخصائص البدنية: البلوغ، العقل، سلامة الأعضاء، الصحة.
الخصائص الروحية والأخلاقية: العدالة، الشجاعة، الإرادة القوية، الحزم، الكرم، سعة الصدر، البعد عن الدني، التقوى...
الخصائص الفكرية والعلمية: الاعلمية، الوعي السياسي، الذكاء الحاد، حسن التشخيص وسرعته (الحكمة).
الخصائص العائلية: طهارة المولد، طيب العنصر. ..

وقد تم التركيز على صفات خاصة ذاتية ومكتسبة ينبغي ان تنطوي عليها شخصية القائد أو الإمام بحسب المصطلح الشرعي وفقا للرؤية الإسلامية وهذا ما سنستعرضه فيما يلي:
1- الثقافة العامة: هي المعرفة العامة التي يحملها شخص م، عن العلوم والمعارف المختلفة، والتي تعتبر أرضية راسخة وثابتة، يتحرك من خلالها بوعي وثقة.

2- التعمق بالموضوع: معرفة نوعية ومعمقة بالموضوع، بمعنى ان يكون متخصصاً في المجال العام الذي يريد ان يتناوله، ومعرفة تفصيلية بالموضوع الذي سيدور حوله الحوار. مثلاً لو كان موضوع الحوار رياضي، فينبغي أن يمتلك معرفة واسعة وعميقة بالرياضة بشكل عام. وكذلك إذا كان الموضوع الذي سيدور حوله الحوار أزمة كرة القدم في العالم العربي، أو في أحد البلدان العربية، يجب أن يكون على معرفة تفصيلية وعميقة بأدق التفاصيل في رياضة كرة القدم ومشاكله، وأنديتها وكيفية التحكيم والعوائق المادية والسياسية ومشكلات التدريب، والأجور. .. الخ. ... وهذه المعرفة تعطي ثقة بالنفس، وتمنع من تشتت الأفكار، والإجابات المبهمة.

3- الاعلمية: لا يكفي العلم والمعرفة الواسعة والعميقة التي هي من ضرورات القيادة، بل لا بد ان يكون الأعلم، لان القائد وظيفته قيادة الناس وتوجيههم إلى ما فيه صالحهم وهذا لا يتأتى إلا من الأعلم في شؤونهم ولهذا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يقول: "أن يكون اعلم الناس بحلال الله وحرامه وضروب أحكامه وأمره ونهيه، وجميع ما يحتاج إليه الناس"11.
ويقول الإمام الرضا عليه السلام: "للإمام علامات: أن يكون اعلم الناس واحكم الناس..."12

ولنا في قصة بلقيس الواردة في كتاب الله لعبرة حيث إنها بعلمها وحكمتها جنبت مملكتها الخراب والدمار بينما مستشاروها نصحوها بالقتال، قال تعالى: ﴿قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة امرا حتي تشهدون، قالوا: نحن اولو قوة واولو بأس والامر اليك فانظري ماذا تأمرين. قالت: إن الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة وكذلك يفعلون، واني مرسلة اليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون13

4- العدالة: يقول الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: "وأمرت لأعدل بينك"14. العدالة من الأسس التي تجعل الإنسان مقبول، ومحبوباً عند الناس وهي آكد في القادة، ويفسرها الإمام علي عليه السلام بقوله: العدل وضع الأمور مواضعها15.

5- الادارة: وهي شرط اساسي من شروط القيادة، عرفها ليفجستون: الإدارة هي الوظيفة التي عن طريقها يتم الوصول إلى الهدف بأفضل الطرق و أقلها تكلفة و في الوقت المناسب و ذلك باستخدام الإمكانيات المتاحة للمشروع16.

ولكون المصطلح حديث نجد في التراث الاسلامي الكثير من التعبيرات الدالة على المعنى كقول الإمام علي: ايها الناس إن احق الناس بهذا الامر اقواهم عليه.17..
وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الإمام الضعيف ملعون18.
ويقول الإمام علي عليه السلام: ادل شيء على غزارة العقل حسن التدبير19.
ويقول: حسن السياسة يستديم الرئاسة20.
ويقول أيضاً: حسن التدبير ينمي القليل من المال وسوء التدبير يفني كثيره21.
وقول الإمام الصادق عليه السلام: ما بعث الله نبيا قط حتى يسترعيه الغنم، يعلمه بذلك رعية الناس.22
وايضا يمكن الاستفادة من موقف بلقيس على انه ادارة حكيمة بحيث دفعت الخطر عن بلدها وشعبه، وكذلك طريقة ادارة النبي سليمان الناجحة للامور بحيث أوصل قومه إلى النصر من خلال ممارسته الحرب النفسية بتهديد عدوهم بالقوة دون استخدامها23.

6- الوعي السياسي: هو من اهم مواصفات القائد الناجح ويعني الفهم الدقيق وحسن التشخيص وسرعة الفهم والادراك ودقة النظر في تدبير امور الناس والحكم والدولة وهو ما تقاس به كفاءة أي قائد وقدرته وهو ما عبر عنه الإمام علي عليه السلام24:
- يحتاج الإمام إلى قلب عقول ولسان قؤول وجنان على اقامة الحق صؤول.
- الملك سياسة.
- آفة الزعماء ضعف السياسة.
- من قصر عن السياسة ضعف عن الرياسة.
- احتج بعضهم عليه أن معاوية ادهى منه فقال:... ولولا كراهية الغدر لكنت ادهى الناس...

7- معرفة الزمان: ونقصد به الخصوصيات التي تفرضها الظروف والتي تنعكس قوانين وانظمة وثقافة واتجاهات رأي وفكر اذا اخذتها القيادة بعين الاعتبار وراعتها كانت ناجحة واذا اهملتها خابت وخسرت.
ولأمير المؤمنين علي عليه السلام الكثير من الكلمات التي تشير لهذا المعنى:
- من عتب على الزمان طالت معتبته.
- من عاند الزمان ارغمه ومن استسلم اليه لم يسلم.
- من امن الزمان خانه ومن تعظم عليه اهانه ومن ترغم عليه ارغمه ومن لجأ اليه اسلمه.
- حسب المرء من عرفانه علمه بزمانه.
- العالم بالزمان لا تهجم عليه اللوابس25.

ولنا في مواقف الإمام علي عليه السلام دروسٌ وعبر. فبعد انعقاد البيعة لأبي بكر انطلق ابو سفيان جاهدا لإيقاع الفتنة بين آل البيت وبين اصحاب السلطة الجدد، مطالبا أن تبقى الخلافة في بني هاشم وقد حرض العباس عم النبي على القيام بطلب البيعة ووعده بالمساندة، ومن ابى فسنقاتله ونقضي عليه وهكذا استطاع اقناع العباس فذهبا مع جماعة إلى الإمام علي لإقناعه، فقال له ابو سفيان:
يا ابا الحسن لا تغافل عن هذا الامر متى كنا تبعا لتيم الاراذل؟!

لكن الإمام الذي كان يرى أن الخلافة حقه الشرعي لم يجد الظروف مناسبة، لأن أية مواجهة ستضعف المجتمع الاسلامي وتهدده بالسقوط والعودة إلى الجاهلية، وهذا ما يريد الوصول اليه ابو سفيان لذلك قال في جوابه:
ايها الناس شقوا امواج الفتن بسفن النجاة وعرجوا عن طريق المنافرة وضعوا تيجان المفاخرة، أفلح من نهض بجناح، او استسلم فأراح. هذا ماء آجن، ولقمة يغص بها آكله، ومجتني الثمرة لغير وقت ايناعه، كالزارع بغير ارضه. فان اقل يقولوا: حرص على الملك، وان اسكت يقولوا: جزع من الموت. هيهات بعد اللتيا والتي، والله لأبن ابي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي امه، بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الارشية في الطوي البعيدة26.

وقد تكرر الامر مع الإمام الحسن عليه السلام ، فعندما وجد أن الظروف غير مؤاتية للمواجهة اقام الصلح مع معاوية.

والإمام الخميني يعبترها شرطا اساسيا في الاجتهاد والمرجعية والقيادة: "الزمان والمكان عنصران حاسمان في الاجتهاد. .. وينبغي للمجتهد أن يلم بقضايا عصره"27.

8- معرفة الناس: معرفة الحالة النفسية للمخاطب (دراسة الجمهور) احد اهم الامور التي ينبغي على الشخصية العامة أن تعرفه حين تخاطب الجمهور، مزاج هذا الجمهور ورغباته، واتجاهاته، وميوله، والأسباب والدوافع الاجتماعية، والخلفيات الجماعية والفردية، ونقاط قوته وضعفه. هذا المستوى من المعرفة، يجعلك قادراً على فهمه، وعارفاً بما يجب قوله، وما ينتظرون سماعه، ويعطيك إمكانية أن تنظم كلامك وأفكارك بالطريقة الفضلى، لتستطيع إيصال رسالتك إليهم بشكلها الأفضل، والتي تتناسب مع حالاتهم النفسية والمعنوية، ويجعلها مقبولةً مؤثرةً في تبنيها من قبلهم، وقادرةً على تغيير قناعاتهم، أو ميولهم وعاداتهم الخ. .. لينعكس ذلك على السلوك.

إن تجربة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مجتمع قريش المتخلف والجاهل وتحوله بسرعة فائقة على المستوى الثقافي والايماني والعقيدي، لخير دليل على ما يمتلك صلى الله عليه وآله وسلم من معرفة دقيقة لحال الناس على الصعد كافة. وهذا حال كل الانبياء والمعصومين عليه السلام وكل القادة الافذاذ في التاريخ.

قال الإمام الصادق عليه السلام: ما كلم رسول الله العباد بكنه عقله قط. قال رسول الله: إنا معاشر الانبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم28.
ومخاطبة الناس على قدر عقولهم هو فرع معرفة قدر عقولهم.

9- مداراة الناس: وهي المجاملة والمسايرة والملاطفة في القول والعمل29وحسن الخلق. داراه لاينه واتقاه30، وتكون مع اهل الحق ومع اهل الباطل شرط أن لا تخرج من الحق ولا تدخل في باطل.
والمداراة ضد المكاشفة وهي من رذائل الاخلاق31ولهذا قال الإمام علي عليه السلام لو تكاشفتم ما تدافنتم32.

أما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: مداراة الناس نصف الايمان، ورأس العقل بعد الايمان مداراة الناس في غير ترك حق33.

فمن المنظور الإسلامي تعتبر المداراة ضرورة وهي لا تتعارض مع رضا الله، بل هي في طوله - وان كان بعض الربانيين توهم ذلك وكذلك من منظار الامم، لكنها لا تستقيم من المنظور الليبرالي للديمقراطية الذي يعتبر أن مشروعية الحكم لا تقوم الا على رضا الناس وتحقيق رغباتهم.

وسنذكر نموذجين اسلاميين من حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
الأول: فيه مداراة للناس لعدم مخالفته للاسلام، كاعطائه الاموال والغنائم لبعض الذين دخلوا الاسلام كرها او نفاقا والمؤلفة قلوبهم. وقد اعترض عليه بعض اصحابه قائلا: "يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم".

فقال لأصحابه المعترضين: "اني اعطي رجالاً حديثي عهد بكفر، أتألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالاموال وترجعون إلى رجالكم برسول الله ؟! فوالله لما تنقلبون به لخير مما ينقلبون به". فقالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا34.

الثاني: تركه لمداراة الناس عند التعارض مع اهداف الاسلام، ومن ذلك ما نقله له عمه ابو طالب من عرض زعماء قريش في تأمره عليهم شرط أن يتخلى عن الدعوة إلى الله فقال: "يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الامر حتى يظهره الله او اهلك فيه ما تركته"35.

وهناك أمثلة كثيرة على ذلك تؤكد على هذا المبدأ السياسي المهم في إدارة شؤون الناس وقيادتهم نحو الأفضل. وسأختم بمقطع من عهد امير المؤمنين لمالك الاشتر: "وليكن احب الامور اليك اوسطها في الحق واعمها في العدل واجمعها لرضا الرعية، فان سخط العامة يجحف برضا الخاصة، وان سخط الخاصة يغتفر مع رضا العامة"36.

10- القدوة أو القيادة الاخلاقية: الناس بطبعها تتأثر بالشخصية النموذجية، التي تتحلى بصفات كمالية وجمالية ظاهرية وباطنية، وهي مكارم الاخلاق التي قال عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم انما بعثت لأتممها37وقال فيها الله مادحا نبيه ﴿وانك لعلى خلق عظيم38. وهذه الخاصية ليست مقصورة على امتنا بل إن كل الامم والشعوب مستعدة فطريا للانسياق خلفها والاستجابة له، قال تعالى: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة 39. وورد عن النبي والأئمة عليه السلام:" كونوا لنا دعاة بغير ألسنتكم [أو] صامتين"40.

11- السبق إلى العمل: أي أن تكون الإنسان القدوة في أفعالك قبل أقوالك، كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام: ﴿ أيها الناس، إني والله ما أحثكم على طاعة إلا وأسبقكم إليه، ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى قبلكم عنها41. وأن لا تنهى الناس عن خلق وتأتي بمثله، وان تتواضع، وتكون سيرتك هي التي تحكي عنك، حتى لا تكون كما قال الله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون42.

12- الايمان بالهدف: إن الدافع إلى العمل اياً كان هو الايمان به على المستوى النظري والمبدئي، قال تعالى واصفا نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه43، وهذا حال اصحاب العقائد الذين يمتلكون ايمانا باهدافهم ومبادئهم، ولذلك نراهم يعملون لها ويدافعون عنها ولا يتزحزحون عنها وان كانوا في بعض الاحيان لا يتوقعون حصولها او تحققها او انها بعيدة المنال، وذلك نظير ايمان المسلم بضرورة العمل على قيام الدولة العادلة الخاضعة لاحكام الله والعمل من اجلها مع علمه أن تحققها قد يكون بعيدا جدا او في بعض الظروف الزمانية والمكانية مستحيل، لكنه يبقى على ايمانه بها والدفاع عنها وان كان في مقام السعي اقل همة.

13- اليقين بالهدف: واليقين هنا على نحوين: اليقين بصوابية الهدف واليقين بتحقق الهدف، وهو اعلى درجات الايمان الذي لا يشوبه شك، وهو امر قلبي. فالانسان الموقن بهدفه يعمل بعزم وارادة لا يلينان، ويصل ليله بنهاره ويبذل الغالي والنفيس من اجل الوصول اليه وهكذا لو اراد أن يحدث الناس ليقنعهم بمشروعه تختلف قدرته على الاقناع بين الحالين، ولذلك قالوا إن الايمان ضروري على المستوى النظري واليقين ضروري على المستوى العملي، ولهذا يقول علماء الاخلاق والعقيدة إن المبلغ او القائد عليه أن يكون صاحب يقين لان ذلك ينعكس في افعاله واقواله ويصبح تأثيره النفسي على المتلقي اكبر واعظم، ولان ما يخرج من القلب يدخل إلى القلب وهذه حالة معنوية تتأثر بها النفوس من خلال الاشارات والحركات والرموز والافعال التي تصدر عن المصدر والتي تلتقطها رادارات المتلقي. ولا يقتصر الامر على هذا الحد بل يتعداه إلى ما هو ابعد حيث تصبح لدى الموقن قدرات هائلة على العمل والتحمل والصبر وتزداد لديه الشجاعة والامل والاخلاص والتوكل والثقة بالله وبالنفس والصدق وغيرها من الكمالات التي لا يقدر عليها الا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان. ولنا في إمامنا علي بن ابي طالب عليه السلام اسوة حيث قال لشدة يقينه: "لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا"44.

أو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لابي طالب جوابا على طلب قريش بالتخلي عن دعوته: "يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الامر. .. ما تركته"45.
اذاً فالجوانب النفسية والقلبية ومنها الايمان واليقين لهما دور كبير في طريقة القول والفعل. ومهما تصنع الانسان لن يكون كالمتيقن، وليست المستأجرة كالثكلى.

14- علو الهمة: الهمة في اللغة هي العزم والارادة، وعلو الهمة يعني الارادة القوية لتحقيق الاهداف الكبرى، وهذا ما عبر عنه علي بن ابي طالب عليه السلام بقوله: "خير الهمم اعلاها" . وفي دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام: "اللهم اسألك من الهمم اعلاها"46.
لذلك نرى الانبياء تحلّو بهذه الصفة، بل إن الله تعالى فضل بعضهم على بعض بها فجعل اولي العزم أفضلهم. قال تعالى: ﴿فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل﴾48.

15- الصبر: من اهم شروط الإمامة والقيادة في القرآن الصبر واليقين. وقد تقدم الحديث عن اليقين، والان سنتناول الصبر الذي اعتبره رسول الله بأنه رأس الإيمان49 لما له من انعكاس على اداء الافراد فكيف بالقادة. ولنا في قصة صبر نوح عليه السلام لعبرة، وقد أكد القران الكريم على الصبر في العشرات من آياته، وخصوصا في الإمامة والقيادة، فقال تعالى: ﴿وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون50. ومعنى الصبر هو التجلد وتحمل المصاعب والمحن والابتلاءات الفردية والاجتماعية، وهو وظيفة كل الناس فضلا عن القادة، وبالاستفادة من قصص القرآن في هذا المضمار نقف مع قصة سليمان عليه السلام وبلقيس التي قاومت ضغوط القادة العسكريين المحيطين بها وصبرت وقاومت اللغة الاستفزازية التي خاطبها بها سليمان في رسالته لها فلم تغتر بقوتها ولم تنفعل بل صبرت وكان الظفر من نصيبه، فكانت مصداقا لقول علي عليه السلام: "الصبر ظفر"51، وقوله: الصبر صبران صبر على ما تحب وصبر على ما تكره"52.

16- الاستعداد الفطري: ينبغي للمصدر أن يتمتع باستعداد فطري يعينه على مخاطبة الناس ومحاورتهم يقوم هو بتنميتها بالتدريب والممارسة. فكما انه ليس بإمكان كل منا أن يكون شاعرا أو طبيبا أو مخترعا الخ... إذا لم تتوفر لديه الموهبة الفطرية لذلك، فكذلك الحال بالنسبة للخطيب المؤثر القادر على التحكم بعواطف الناس والتأثير عليهم وتغيير مواقفهم وقناعاتهم53.

17- النباهة والفطنة: وظيفة الصحفي إطلاق الأسئلة التي تستفز الضيف، وتدفعه إلى الكلام. وقد يعتمد أسلوب التلميحات، أو الإشارات التي لها معاني مسيئة، أو مؤذية، خصوصاً إذا كان للصحفي قناعات مختلفة عن الضيف، فقد يقوم بتمرير الإشارات، أو العبارات، ليلبس الضيف معنىً، أو موقف، الخ... لا يتبناه أو لا يؤمن به. ولذلك ينبغي أن تكون الشخصية نبيهةً وفطنةً. وأن لا يدع شيئاً من ذلك يمر دون الرد عليه، خصوصاً أن بعض الصحافيين يتذاكى، فيقوم بطرح مجموعة من الاسئلة مع بعضه، يحمل بعضها اتهامات للضيف، ثم يردف هذه الاسئلة بطلبه إلى الضيف أن يجيب عن آخر سؤال. الضيف هنا إن لم يجب على كل هذه التساؤلات، خصوصاً التي فيها اتهام له فكأنه قبل التهمة.

18- ترك العادات، والحركات، والكلمات التي تشكل نوعاً من سمة لهذه الشخصية، مثل: العبث بشعر الرأس، أو اللحية، أو حك الجلد، أو فرقعة الأصابع، أو هز القدم، أو استخدام كلمة معينة، والإكثار من تكراره، أو إشارة باليد وما إلى ذلك، مما يدفع المشاهد للالتفات لهذه العادة، بحيث تصبح مع الزمن سمة تعرّف بها هذه الشخصية، ويساء إليها من خلالها.

19- الحزم: أي شخصية لا تمتلك الحزم في قراراته، ومواقفه، لا يمكن أن تكون موضع احترام وتقدير لدى الجمهور، لأن الحزم من الركائز الاساسية للشخصية القيادية. ولذلك نرى أن الزعماء والقادة المحبوبين جماهيرياً يمتلكون هذه الصفة. وهناك كثير من الشخصيات المرموقة التي ورثت القيادة والزعامة، فشلت، وانفض الجمهور من حولها بسبب تردده، وهكذا كل شخصية تريد ممارسة عمل عام، أو إقناع الجمهور بفكرة، او قضية معينة، عليها أن تكون حازمةً، لأن الحزم يجعل الموقف واضحاً بحيث يتمكن الجمهور من تبنيه والسعي إلى تطبيقه.

20- الشجاعة: الشجاعة عامل اساسي في الشخصية القيادية، أو العامة، لأن شجاعتها وقوته، تعطي الجمهور القوة، والمناعة، والثقة بالنفس. بينما الضعف، والجبن، والتردد، يجعل الجمهور ينهار ويضعف، لما لذلك من انعكاس نفسي ومعنوي، ولهذا يجب على الشخصية أن تبقى متماسكة، وان لا تنكفئ في حالات الهجوم المضاد ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون54.

21- الثقة بالنفس: إن ثقة الإنسان بنفسه في موقف عام يطل فيه على الجماهير أمر يعزز موقفه، ويبعده عن الارتباك، وبذلك يكون اقدر على مواجهة المواقف الطارئة التي قد يتعرض له، أما إذا اهتزت هذه الثقة، أو اعتراه الخجل، أو ارتج عليه، فلم يعد يدري ما يقول، وبهذا يفقد سيطرته على الموقف، وبالتالي قدرته على التأثير على الآخرين55.

22- سلامة النطق: لا يكفي للمتحدث أن يجيد فن الإلقاء بل لا بد له من أن يكون سليم النطق؛ أي ليس في أعضاء نطقه عيب أو خلل، ذلك أن أي عيب يصيبها كالتأتأة مثل، يفقد صاحبها القدرة على التأثير، ويحد من قدرته على إيصال الأفكار بشكل واضح56. بل قد يؤدي دورا سلبيا ومؤذيا في بعض الأحيان كما لو تحولت تأتأته إلى سبب للتندر والاستهزاء.

23- جهوري الصوت عذبه: وهو أمر يساعد المتحدث على التأثير في النفوس، وجلب انتباه الآخرين وارتياحهم، ويوفر لديهم الحماسة والرغبة في الاستماع، فهناك أصوات منفرة للسامع وأخرى محبوبة يقبل عليها الجمهور ويلتذ بسماعه، ولهذا نجد أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمر الناس أن يحسنوا أصواتهم عند تلاوة القرآن فقال: ﴿حسنوا القرآن بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا57، ومن مواعظ لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه كما حكاه القرآن: ﴿.. واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير58 . وقد فسر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الآية بقوله: ﴿واغضض من صوتك، انقص منه واقصر، فان أنكر الأصوات أي أوحشها وما استوحشت النفوس منه59.

24- الجاذبية أو سحر الشخصية charisma امتلاك حضور قوي: صحيح أن المعرفة، والثقافة، والفهم، كلها عناصر تساعد الشخصية على امتلاك ناصية النجاح. لكن تمتاز بعض الشخصيات تكويناً بعناصر لا يمكن تعلمها واكتسابها. ومنها سحر الشخصية، أو هذا الحضور الآسر، والأمثلة على ذلك كثيرة: السيد حسن نصرالله - جمال عبد الناصر - الإمام الخميني - السيد موسى الصدر - السيد القائد الخ... لذلك إذا خيرنا بين من يمتلك الكاريزما وغيره، فلا تتردد في تقديم صاحب الكاريزم، لأنه سيخدم قضاياك بشكل أفضل.

25- السمات الشخصية character وهي الخصائص التي تمتلكها الشخصية، وهنا لا بد من أن نقدم للجمهور الشخصية التي تمتلك خصائص محببة للجمهور. فمثلاً سمة البخل، والجبن والدناءة، والمكر، وغيرها هي من السمات المبغوضة لدى الناس. بينما سمة القوة، والشجاعة، والثقة بالنفس، والكرم، والذكاء، والجرأة، وتحمل المسؤولية، وغيرها... هي من السمات الشخصية المحببة لدى الناس. لذلك علينا أن نقدم الشخص الذي يمتلك أكبر عدد من السمات المحببة للناس.

26- العنوان أو الموقع: قد يكون الكثير من الناس تربوا على التواضع، أو نكران الذات. لكن مع الإعلام طريقة التعامل ينبغي أن تكون مختلفة، فأنت أمام المشاهد لا شيء، إن لم يكن لك عنوان او موقع: ( وظيفة مرموقة - شهادات - خبرات - شاهد على حدث تاريخي - دكتور - مهندس - محامي - قائد عسكري سابق - رئيس سابق - وزير - نائب- مقرب من شخصية عظيمة الخ. ..) هذا مهم جداً أن يعرفه الناس، وان تعرّف الشخصية من خلاله، لأنه يساعد جداً في قبول ما تقوله.

مهارات وأساليب عمل مهنية ولغوية

على المصدر أن يتحلى بالعديد من المهارات وأساليب العمل اللغوية:
1- التفاعل مع الموضوع: يعتبر التفاعل مع الموضوع المعبر عن مدى الاقتناع، والفهم العميق لدى المتكلم، ويؤدي إلى شعور الجمهور أن حرارة إلقاء المتحدث وحماسه يعبران عن صدق مشاعره، مما يساعد على تبني الجمهور للفكرة، وإحساس هذا الجمهور أن المتحدث يشعر به وكأنه معه، ويعيش أحاسيسه، مما يعطيه مصداقية اكثر.

2- الابتعاد عن القراءة عن الورق: القراءة عن الورق تضعف شخصية الضيف، وكذلك الصحفي، ولذلك ينبغي على الضيف أن يحضر نفسه، ويحدد أهم النقاط التي يود الحديث عنه، ولا مانع من كتابة رؤوس اقلام على ورق للتذكر فقط. ولا مانع من القراءة عن الورق في حالات معينة، عندما يريد أن يكشف عن وثيقة تاريخية، أو معلومة من مصدر م، الخ. .. لتأكيد وجهة نظره وتدعيمها.
لان الكلام المقروء عادةً، ليس له نفس التأثير على المشاهد، ولا يستطيع أن يتفاعل معه الضيف نفسه، ولهذا نرى التفاعل بين الضيف والمشاهد، عندما يكون الحديث منطلق من الذات والقلب.

3- لغات أجنبية: اتقان أي شخص للغة أجنبية أو أكثر يعطيه قيمة اكبر لدى الجمهور. ولهذا نرى أن الاشخاص الذين يمتلكون مهارات وكفاءات متميزة، أو براءات اختراع، أو أوسمة، أو جوائز عالمية، نرى هناك رغبة للاصغاء اليهم عند الجمهور، وهناك ثقة وقبول لافكارهم وأطروحاتهم، لذلك إذا كان لدينا شخص لديه هذا النوع من الكفاءات، وكان بإمكانه أن يقوم بإيصال رسالتنا إلى الجمهور، فهو أفضل من شخص آخر لا يمتلك تلك الكفاءات، وأقدر على ايصالها إليه، والجمهور أكثر استعداداً للقبول منه. أما إذا كان المخاطب جمهوراً غير عربي، يجب أن نخاطبهم بلغتهم ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه60.

4- الرصانة والهدوء والجدية: الانفعال يؤدي إلى نتائج عكسية على الضيف، وعلى الجمهور، وكذلك الخفة والابتذال، لذلك لا بد من التحصن بالهدوء والرزانة والجدية، والتعامل مع الصحفي وأسئلته بكل هدوء ورصانة، ومواجهة الاستفزاز واللغة المتوترة بلهجة رصينة قوية ومضمون منطقي عقلاني، وببرودة أعصاب تجعله اقرب إلى قلب وعقل المشاهد.

5- ودود قريب من القلب: ﴿ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك61. هناك الكثير من الشخصيات التي تمتلك الثقافة، والمعرفة، والتجربة، وكل المؤهلات لتكون قيادية، لكن ينقصها أن تكون قريبة من الناس، تراها تفشل في العمل العام، ولا تكون محبوبة بسبب التكبر، والفظاظة، والعنجهية التي تتصف بها. ويمكن الاستفادة هنا من بعض الامثلة:
لو وقفنا مع خطابات وكلمات سماحة السيد حسن نصر الله، أو الإمام الخميني، أو السيد القائد من جهة، ومع خطابات أخرى لشخصيات مثل: سمير جعجع - صدام حسين - جورج بوش وغيرهم. فلو قدمنا هذه الشخصيات لجمهور لا يعنيه احد منه، ثقافي، واجتماعي، وسياسي، وجغرافي، وسمعوا خطاباتهم، سيكون الموقف مختلف حول الطرفين، لأن لدى أحد الطرفين بعد انساني عاطفي، يعبر عن الود والمحبة، يتأثر به كل مستمع، بينما ليس لدى الآخر هذه السمة في خطابه وكلماته.

6- المقدرة على الارتجال: ذكرنا فيما سبق الثقافة العامة الواسعة، والتخصص في الموضوع، وكذلك ذكرنا ضرورة الابتعاد عن القراءة عن الورق. لكن بقي مهارة أخرى وهي القدرة على الارتجال، وينبغي عدم الخلط بينهم، فقد نجد شخصاً مثقف، لكنه لا يستطيع التعبير شفهياً إلا أن قدراته على التعبير الكتابي ممتازة. لذلك لابد للشخص الذي يريد أن يطل على الإعلام، أن يمتلك ناصية الارتجال. علماً انها مهارة يمكن اكتسابها من خلال التدريب والتكرار.

7- البيان: أيضاً من المهارات التي يمكن للانسان اكتسابها؛ هي البيان، بمعنى تنسيق الكلمات، واختيار الألفاظ والعبارات المنمقة التي تقدم الفكرة إلى الجمهور بسلاسة، وبساطة، ووضوح. ولذلك قيل ﴿إن من البيان سحراً62 . قال الله تعالى: ﴿بلسان عربي مبين63، وقال أيضاً: ﴿ قرآناً عربياً غير ذي عوج64.

8- الأسلوب المرن في الدعوة: ﴿ أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة65 . المرونة في الدعوة والتعامل مع الآخرين لها أثر كبير على الجمهور، وهي تعبير عن قدرة وثقة بالنفس، وقوة إيمان بالقضية التي ندعو إليه، ولذلك اعتمد الانبياء صلوات الله عليهم هذا الاسلوب في الدعوة الذي حولهم من افراد إلى امم.

9- القدرة على الحوار: ﴿وجادلهم بالتي هي أحسن66. مشكلة بعض الرساليين، وأصحاب القضايا المحقة والمشروعة، أن قدرتهم على محاورة الآخر ضعيفة، وان معرفتهم غير عميقة، وصبرهم قليل، لذلك يفشلون في الحوار مع الآخرين. والقدرة على الحوار هي كفاءة ومهارة تحتاج إلى جهد، وتعلم، وتدريب، وممارسة، حتى يتمكن الانسان من إجادته، والبراعة فيه، لهذا على الاشخاص الذين لا يمتلكون ناصية هذه الكفاءة أن لا يتصدوا للحوار.

10- مخاطبة الناس على قدر عقولهم: ذكرنا فيما سبق في المضمون مجموعة عناصر مهمة في مخاطبة الناس، وهنا سنتحدث عن إجادة مخاطبة الناس. وهذه من المهارات الهامة التي يتأثر بها الجمهور كثيراً. فمثلاً لا نجد الجمهور يتأثر كثيرا بالفلاسفة، والمفكرين، وأصحاب النظريات العلمية، رغم مقامهم الشامخ. لكنه يتأثر بشخصية سياسية، أو إعلامية، أو شعبية، لا تمتلك تلك الكفاءات العلمية والمعرفية، والسبب في ذلك أن هذه الشخصية لديها مهارة مخاطبة الناس، والتعامل معهم على قدر ما هم عليه من فهم، ولذلك يقولون في فن الخطابة إن الخطيب الناجح هو الذي يخاطب جمهوره بلغة يفهمها الجميع؛ الأمي، والمثقف، والكبير، والصغير في آن مع، وهذا يسهم في إيصال رسائله إليهم، ويعطيهم القدرة على تنفيذ ما يريده منهم، فتتحقق بذلك غايته.

11- التهذيب في الخطاب: على العاقل الابتعاد عن لغة الابتذال، واللغة السوقية في الحديث مع الناس، وفي حواره ومناقشاته مع الآخرين، وان لا ينجر إلى استخدام الفاظ بعيدة عن ثقافته وشخصيته، لأن ذلك يسيء إليه، والى مشروعه، وأهدافه. ورد عن الإمام السجاد عليه السلام: " وحق اللسان اكرامه عن الخن، وتعويده الخير، وترك الفضول التي لا فائدة لها "67. والخنا هو الفحش في الكلام.

12- المصداقية: يفضل دائماً في الأشخاص الذين يتصدون لإيصال الرسائل الإعلامية، أن يتصفوا بالصفات الكمالية المحببة لدى الناس، وهذا يعطيهم فرصة تأثير أكبر على الجمهور، وهذا ما اتصف به الأنبياء عليه السلام ، وكان لقب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة قبل البعثة الصادق الأمين. وهو ما ساعده في قبول دعوته لدى الناس آنذاك.

13- النزاهة: الناس بطبعهم حساسون للمنافع والمصالح الدنيوية، حيث إن الكثير من الأشخاص يستغل المواقع والمناصب لحسابه، بدعوى الخدمة العامة، وحماية مصالح الناس الخ. . لذلك نجد أن الأكثر تأثيراً هو الأكثر نزاهة في هذه الأمور، البعيد عن التهمة، الذي لا يميل مع هذا أو ذاك تبعاً لأهوائه، وقد ذكر القرآن أن يوسف عليه السلام إنما جعله عزيز مصر على خزائن ملكه لنزاهته ﴿.إنك لدينا مكين أمين68

14- الابتعاد عن الإطالة والاستطرادات: يهرب بعض الضيوف إلى الإطالة، أو الاستطراد، إذا كانت معرفته ضئيلة بالموضوع، أو غير متمكن منه، لذلك يفقد ثقته بنفسه، مما يضطره للهروب والتعويض. وهناك نوع آخر من الضيوف، لا يمتلك الخبرة الإعلامية، ولديه معرفة عميقة وشاملة، فيظن أن الوقت متاح له كما يشاء، أو أن الناس تستمع إليه بشغف، فيحاول أن يبرز قدراته المعرفية ومواهبه، لكن هذا النوع غالباً ما يواجه من الجمهور إما بالإهمال، أو يدهمه الوقت فيحرمه من إيصال رسالته كاملةً. لذلك يجب التركيز على الهدف الذي يفي بالغرض.

15- الإنصاف: ينبغي الاعتراف بالخط، وإنصاف الآخرين، وإعطاء كل ذي حق حقه. ومن كلام الإمام علي عليه السلام في عهده للأشتر: " أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه هوىً من رعيتك"69.

16- الموضوعية: تعتبر الموضوعية مبدأً أساسيا في العمل الإعلامي، وتزداد أهميتها لدى الشخصيات القيادية، أو المولجة بتوجيه الناس إعلامي، لأنها رأس مالها الذي يجب أن تحافظ عليه، من خلال نقل وجهات النظر والآراء دون تحوير أو تغيير.

17- قبول الآخر: القرآن الكريم تحدث على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم - عندما دعا الناس إلى عبادة الله وكانوا يدينون بعقائد شتى، قال لهم على سبيل التواضع، والدعوة إلى الله "بالحكمة والموعظة الحسنة"70 - " إنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين"71 على قاعدة ﴿وجادلهم بالتي هي أحسن72، وليس كما يفعل الجهلة الذين يدّعون احتكار الحق والحقيقة، والإيمان الخالص دون الخلق.

18- الدقة: وهي الاعتماد على معلومات غير موثقة، كالإشاعات والأكاذيب... لأنك تفقد مصداقيتك، وتفقد الثقة بدقة معلوماتك، وهذا رأسمالك الذي من خلاله تخاطب الناس للتأثير عليهم، قال تعالى ﴿إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين73.

19- البساطة: يعتقد بعض الناس أن استخدام المصطلحات والجمل المعقدة، وغير المفهومة، ترفع من شانه عند الناس، وتعطيه قيمة علمية رفيعة في نظرهم. لكن الحقيقة عكس ذلك، فالبساطة في تقديم الأفكار والآراء التي تقوله، تجعلها سهلة الفهم، قريبة من عقول الناس، وأكثر قبول، وقابلةً للتبني كقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "قولوا لا اله الا الله تفلحوا"74. هناك شخصيات - كسماحة الأمين العام- تتحول كلماتها بسبب وضوحها وسهولتها إلى شعارات أو (لغويات) يستخدمها الناس نظير قوله (وكفى. ...)، "أنت مين وشو تاريخك"، "نحن قوم لا نترك آسرانا"، " إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت"، "كما كنت أعدكم بالنصر دائماً أعدكم بالنصر مجدداً"، "إلى ما بعد ما بعد حيفا"، "اليد التي ستمتد إلى سلاح المقاومة سنقطعها".

20- الشفافية: هي عكس السرية في مجالات السياسة وعلم الأخلاق والاقتصاد والأعمال والإدارة والقانون وعلم الاجتماع... الخ. فالشخصية التي ترغب الإطلالة على الجمهور وهدفها إعلامه بشيء، أو تصحيح نظرته إلى أمر م، أو إقناعه بتغيير سلوك ما... الخ. عليها أن تكون شفافة، بل إن الشفافية أساسية في الوصول إلى الهدف المرجو، فلا يمكن تغيير سلوك، أو تعديل اتجاه في رأي عام، إلا إذا اتسمت الدعوة إلى ذلك بالشفافية المطلوبة حتى يتسنى للجماهير فهمه، وتبنيه، والاقتناع بفائدتها عليهم للسير في طريق تحقيقها.

21- الصراحة: احد أهم العوامل التي تجعل شخصاً ما محبوباً ومسموعا هو: صراحته، وتقديمه الأمور بشكل واضح دون تهويل، ولا تخفيف، وهذا النوع من الناس صراحته ووضوحه يعطيانه المقدرة على التعبير أكثر، ولا يدفعانه إلى استخدام العبارات والجمل غير المفهومة، أو يضطر لقول شيءٍ ثم التراجع عنه، مما يخدش مصداقيته لدى الجمهور. ونعود إلى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿قولوا لا إله إلا الله تفلحوا75 كمثال كونه هدفا محدد، واضحا وصريحا لا يقبل دونه ولا يساوم عليه، وبسيطا لا يحمل أكثر من معنى، وسهل يفهمه المثقف والأمي.

22- الاستفادة من الحكم والأمثال: لكل جماعة بشرية ثقافة معينة وعادات وتقاليد، ولديها حكم وأمثال وأقوال مأثورة، دينية وغير دينية، من المهم جداً استخدام هذه الأمثال والحكم والأقوال المأثورة لإيصال فكرتك، لأن هذه الأمثال والحكم تحفظ بسرعة، وترسخ لدى المستمع أو المشاهد، وعليك أن تبتعد عن الحكم والأقوال المستوردة من مجتمعات أخرى، والتي تحتاج إلى شرح وتفصيل.

23- الوسيلة المستخدمة: المقصود بالوسيلة هنا؛ الوسيلة الإعلامية، حيث تختلف عن بعضها البعض، إن من حيث شخصيتها وسماته، أو من حيث كفاءة الوصول إلى الجمهور، فلو خيرت مثلاً بين جريدة، أو تلفزيون، أو إذاعة، عليك أن تبحث عن الأفضل والأكثر متابعة من الجمهور، والأكثر جدية أو مصداقية لديه، فلا مصلحة لديك بالظهور على صفحات الصحافة الصفراء، أو الشاشات الفاقدة للمصداقية، أو المعروفة بالميوعة الخ. ..

24- جودة الإلقاء: إن الإلقاء الجيد يحتاج إلى حس لغوي سليم ويحتاج إلى العناصر المكملة الآتية:
‌- "القراءة السليمة: معيارها مراعاة قواعد النحو في ضبط آخر الكلمات.
‌ب- الإلقاء المعبر: معيارها إيصال المعاني المختلفة من استفهام وتعجب واستنكار و... إلى المستمع.
‌ج- الأداء السليم: معياره نطق الحروف من مخارجها الصحيحة، وخصوصا الأحرف اللثوية ث- ذ- ظ، والنبر بالكلمات أو الأحرف، أي رفع الصوت لتنبيه السامع إليها.
‌د- مراعاة أمكنة الوقوف: معيارها حسن استخدام الوقف التام أو الوقف العارض.

25- المشاركة: أن تجعل الجمهور شريكاً لك في ذلك، من خلال انتخاب الموضوع، أو القضية المناسبة، واستخدام الكلمات والجمل، او المقولات المشهورة من حكم، وأقوال، وآيات، وروايات، أو تواريخ مجيدة الخ. .. التي تجعل الجمهور يشاركك استذكار المضمون واسترجاعه، لأنه جزء منه، أو شارك في صنعه.

2- تعريف الرسالة message

هي مجموع المعاني والافكار والاراء والمعتقدات التي يرغب المصدر بايصالها إلى المستقبل إما مباشرة او عبر المرسل من خلال اللغة المنطوقة او غير المنطوقة كالصور والاشارات والرموز وغيرها بهدف التأثير فيه.

2- 1 مضمون واساليب تقديم الرسالة الإعلامية
تقوم الرسالة الإعلامية على عدد من العناصر المرتبطة بالمضمون او الأسلوب التي تقدم به أهمها:
1- الدعوة إلى الحق: من خصائص الفكر الإسلامي الدعوة إلى الحق، ولذلك لا ينبغي أن تأخذنا في الله ﴿لومة لائم76 ، فنتخلى عن واجبنا حياءً، أو مجاراةً، أو نفاق، الخ... وكما يقول الإمام علي عليه السلام: "يجب أن نوطن أنفسنا على لزوم الحق"77، لأن الدعوة إلى غير الحق تجعل الناس تفقد الثقة بنا. فالمسلم يعلم اننا نخالف شرع الله، وغير المسلم يعلم أننا نجامله بقولنا هذ، فتكون النتيجة خسران المسلمين، وعدم ربح غيرهم، فضلاً عن خسران الآخرة.

2- الواقعية: إن أي خطاب، أو مشروع، سياسيا كان، أم اجتماعياً أم اقتصادياً الخ... إذا كان غير واقعي، وغير منطقي، ولا يحمل بنفسه قابلية للتطبيق حقيقةً، يجب حينئذ الابتعاد عنه، لأنه يصبح تكليفاً بما لا يطاق. ومن وصايا أمير المؤمنين لمالك الأشتر: "وترك استكراهه إياهم على ما ليس قبلهم"78؛ لأن هذا النوع من الخطاب الطوباوي والنظري، ليس له جمهور، ولا يتقاطع مع مصالح الناس، ولن يكون مسموعاً مهما علا شأن قائله. لذلك المطلوب أن يكون الخطاب واقعي، وان يكون الجمهور قادرا على القيام به.

3- تقديم الجديد: لا تطل على جمهورك ولا تتحدث إلى وسيلة إعلامية إن لم يكن لديك جديد، هدف - رسالة - موقف - رأي - إرشاد - الخ. .. تريد أن توصله إلى جمهورك، ولا تنجر خلف وسائل الإعلام، ولا يغرّنك كثرة ظهورك، فإن الظهور إذا لم تكن منه فائدة ترجى، ففيه خسران محتم.

4- تحديد الهدف: من أهم عوامل النجاح لأي رسالة إعلامية هو تحديد الهدف. والهدف هنا يختلف بحسب الرسائل، فقد يكون تحديد من هو العدو، أو تطمين الناس ان لا أزمة اقتصادية، أو غلاء أسعار في البلاد، او لا خوف على الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، وقد تكون الأهداف دون ذلك ؛ فمثلاً نقيب عمال الافران يريد ان يعلن عن اضراب لعماله، أو الغاء الإضراب، وهكذا. .. عليك ان تحدد الهدف بشكل واضح، لان تحديد الهدف يجعله المحور الاساسي للاطلالة الاعلامية. وقد نجد وسيلة اعلامية هدفها من اجراء مقابلة مع شخصية م، مختلفا عن هدفه هو، لذلك يجب ان تسعى الشخصية للتركيز على هدفها من خلال تحوير الاجابات بالاتجاه الذي تريده. وعليك أن لا تنتظر الصحافي حتى يسألك عما تريد قوله للناس، بل أن تقوله في طيات كلامك سألك عنه أم لا ؟! ومن الأمثلة على تحديد الهدف قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للناس في بداية الدعوة: ﴿قولوا لا اله إلا الله تفلحوا79 وطلب أمير المؤمنين عليه السلام إلى مالك الأشتر: "وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج"80 ... وقول السيد حسن نصر الله: "لو جاء العالم كله لن يعود الجنديان إلا بتفاوض غير مباشر".

5- أن يكون الموضوع منسجماً مع العادات والقيم والتقاليد: علينا أن نحرص بأن يكون الموضوع منسجماً مع عقيدتن، وثقافتن، وقيمن، وتقاليدن، وعاداتن، وان لا يكون مستنكراً ومستغرب، حتى لا نصاب بخيبة أمل كما حصل مع المبشر المسيحي الذي دخل إلى قرية اهلها مسلمون، وبعد فترة من التبشير والوعظ دون اعتراض منهم عليه، ظن أن الناس أصبحوا مسيحيين أو قريبين أن يكونوا كذلك، فقال لهم أريد اليوم أن اخبركم عن معجزة من معجزات المسيح عليه السلام ، ألا وهي: إحياء الموتى، فلما اخبرهم وأعجبوا رفعوا أصواتهم بالصلاة على محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فترك القرية خائباً ظنه.

6- التدعيم: من أهم وسائل الاقناع وتدعيم الرأي تقديم الرسالة لأدلة وشواهد والاستفادة من تجارب الآخرين، والاحصاءات ذات الصلة بالموضوع، والشهادات الصادرة عن ذوي الاختصاص، والوثائق التي تدعم النظرية، أو الرأي المراد إتباعه، ولا تستخف بذلك ثقة منك بنفسك، فكلامك لا يكفي.

7- الشمولية: يجب ان يراعى في الرسالة ان تكون مورد اهتمام اكبر عدد ممكن من الجمهور، وان يشعر الجمهور بحاجته لهذه الرسالة وانها تعالج مشاكله. والناس عموما لديها اهتمام بما يحدث في مجتمعاتها ثم ما يحدث في دولها ثم ما يحدث في الخارج عموم، فالقرب يعتبر عنصرا جوهريا في اهتمام الناس وبالتالي في نجاح الرسالة.

8- التناسب: يجب ان تكون الرسالة متناسبة مع الوسيلة التي سوف تبث من خلاله، لان لكل وسيلة خصوصياته، فالرسالة الاذاعية تختلف عن الرسالة التلفزيونية او الصحيفية او البيان.

9- الاستمالات العاطفية والمنطقية: ليس هناك من ضابطة نستطيع من خلالها تحديد أي الاستمالات أفضل، فبعض التجارب كانت نتيجتها أفضلية للاستمالات المنطيقة. فيما البعض الاخر كانت نتيجته لصالح الاستمالات العاطفية. إلا ان الغالب يميل لصالح العاطفية كونها تتناسب مع اكبر شرائح الجمهور غير المثقف. فيما كان تأثير المنطقية اكبر عند جمهور النخبة، لانه أميل إلى المنطق ويتأثر بالعلم اكثر من جمهور الناس العوام.

والاستمالات العاطفية لها شكلان اساسيان:
الأول: استمالات التخويف او التهديد او السلبية او الوعيد كما يسميها القرآن الكريم، في التسمية اشارة إلى النتائج غير المرغوبة المترتبة على عدم قبول المتلقي لتوصيات القائم بالاتصال او المصدر، شرط ان يكون التهديد معتداً به عند العقلاء، ولا يكون مبالغا به إلى الحد الذي يخرجه عن التصديق، ويكون صادرا عن مصدر موثوق.

الثاني: استمالات الاطمئنان او الايجابية التي يسميها القرآن بالوعد، تهدف إلى تحقيق نتيجة مرغوبة اذا تم قبول توصيات القائم بالاتصال اوالمصدر والعكس بالعكس، هذا النوع من الاستمالة تنطبق عليه شروط النوع السابق.
اما الاستمالات المنطقية: هي تلك التي تقوم على الدليل والحجة والبينة والتراتبية وتكون نتائجها تبعا لمقدماته، هذا النوع من الاستمالة تتاثر به اكثر الطبقة المثقفة فيما تكون استجابتها للاستمالات العاطفية اقل.

10- الوضوح والضمنية: ستكون الرسالة اكثر فاعلية اذا تم ذكر نتائجها واهدافها بوضوح بدلا من ان تكون ضمنية يترك للجمهور عبئ استخلاصها بنفسه، لانه كلما كان هدف الرسالة واضحاً اكثر كانت الاستجابة له اكبر والقدرة على نقله بنجاح اكبر. وان كان البعض يرى ان الهدف الواضح قد تقاومه الاتجاهات الموجودة بطريقة عكسية، بينما لو كان الهدف متضمن تكون قدرته اكبر على مقاومة الاتجاهات الموجودة.
نعم في المستويات الاكثر ذكاء وتعلماً يفضل ترك الهدف ضمني بينما في الاقل ذكاء وتعلما وخصوصا اذا كان الهدف يقوم استنتاجه على سلسلة من الحجج المعقدة يفضل ان يكون الهدف محددا واضحا.

11- عرض جانبي الموضوع: لا شك ان تقديم الحجج المؤيدة والمعارضة اكثر فاعلية واقدر على تغيير وتحويل الفرد المتعلم وكذلك عندما يكون الجمهور مترددا. في حين ان تقديم جانب واحد من الموضوع اكثر فاعلية في تحويل اراء الافراد الاقل تعلما او الافراد الذين يؤيدون اصلا وجهة النظر المعروضة لان تاثير الرسالة في هذه الحال سيكون تدعيمي، وهنا ينبغي على القائم بالاتصال او المصدر من خلال معرفته بموضوعه وبالجمهور الموجهة اليه الرسالة ان يحدد الطريقة الامثل لذلك. لكن اذا كان الخيار هو اما هذا او ذاك فلا شك حينئذ من اختيار عرض جانبي الموضوع لانه اكثر فاعلية على المدى الطويل، وحين يكون الجمهور غير متفق مع هدف الرسالة، ويحصن الجمهور من الدعاية المضادة، على ان تقدم الحجج المؤيدة اولا لانها اكثر تاثيرا في عملية الاقناع لدى الجمهور المؤيد او المحايد.

12- التدرج السلس: أن يرتب الأفكار التي يريد إيصالها بشكل منطقي وممنهج، حتى يتسنى له إيصالها بسهولة، ويكون فهمها أسرع من قبل المتلقي، لان تقديم الأفكار بطريقة عشوائية، قد يمنع من فهمه، وبالتالي لا يتم الاقتناع به، ولا تبنيها من قبل الشريحة المستهدفة، فتؤدي الرسالة الإعلامية عكس المطلوب منها.

13- ترتيب الحجج: بالنسبة لترتيب الحجج الاعلامية حيث هناك طريقتان الاولى: طريقة ترتيب الذروة وهي ان تقدم بداية الادلة الاضعف ثم تتدرج لتختم بالادلة الاقوى.
الثانية: طريقة ترتيب عكس الذروة والتي تبدأ بالادلة الاقوى ثم تتدرج إلى الاقل اهمية.
والطريقتان معتمدتان، لكن يفضل الطريقة الاولى في الموضوعات التي تكون مالوفة للجمهور او مورد اهتمامه لان اعطاءه الحقائق الهامة من البداية سوف يقلل من اهتمامه ومتابعته بسرعة ما لم نحافظ على حجج جذابة ومؤثرة، وتفضل الطريقة الثانية عندما لا تكون الموضوعات المثارة مورد اهتمام المتلقي لان تقديم الحجج القوية والاكثر اثارة للاهتمام في البداية سوف تدفعه للانتباه والمتابعة.

14- استخدام الاتجاهات او الاحتياجات الموجودة: تؤكد الكثير من الدراسات ان استعداد الافراد لتحقيق احتياجاتهم الموجودة اكبر من تطويرهم لاحتياجات جديدة عليهم تمام، وهذا يعني ان الرسالة الاعلامية تصبح اكثر فاعلية كلما كانت منسجمة مع احتياجاته الموجودة فعل، واما خلق احتياجات جديدة والطلب إلى الجمهور ان يتبع اساليب معينة لاشباعها فتعتبر مهمة اكثر صعوبة ومن الصعب نجاحها. لذلك يرى البعض ان اتجاهات الجماهير الموجودة يمكن توجيهها نحو اشياء جديدة باستخدام كلمات او رموز تربطها في الاذهان بالاتجاهات القائمة. وهذا النقل للرمزهو جزء من المعرفة الواعية او اللاشعورية في حرفة الاعلام. ويستغل جميع خبراء الدعاية والاعلان المهرة هذا الاسلوب لاقناع الجمهور باعتناق فكرة جديدة او الاقدام على سلوك جديد. لكن هذا لا يصح دائما في الدعاية ذلك ان الدعاية تواجه ظروفا اكثر تعقيدا. فقد تسعى الدعاية إلى لتحقيق هدف يتعارض مع الاتجاهات العميقةالموجودة، او قد تسعى لاعادة تشكيل القيم السائدة وليس استخدام تلك القيم لذلك تصبح مهمة الاعلام في هذه الحالات اصعب14.

وقد استطاعت المقاومة الإسلامية من خلال خطابها الاعلامي ان تغرس الكثير من القيم الجديدة والاحتياجات المستجدة في جمهورها وان تحدد له اسلوب اشباع تلك الاحتياجات وان تغير انماط التفكير السائدة فيما يعود للصراع مع العدو الاسرائيلي بحيث اصبح جمهورها اكثر استعدادا للعطاء بل قد يكون اكثر تقدما مما كان يرجى منه.

15- التكرار المتنوع: لا شك ان التكرار يفيد في فاعلية الدعاية الا ان الاهم تقديم الرسالة بتنوع في الشكل او الاسلوب او الاستمالة التي من خلالها تثير المتلقي او تخلق لديه الرغبة في تبني الهدف، ولهذا قيل ان التكرار بغير تنويع قد يضايق الجمهور بينما التكرار بتنويع لا يمكن الا أن يكون فعالا82.

16- تأثير رأي الغالبية: للظروف المحيطة بالمتلقي اثر كبير على موقفه بشكل عام، لهذا نجد ان الرأي السائد يزيد احتمال تأييد الاخرين له، في حين ان الآراء التي يقل مؤيدوها لا تجذب، وهو ما يعبر عنه بالرغبة بالبقاء مع القطيع وفي الثقافة الإسلامية يعبر عنه بقول الإمام علي عليه السلام "يد الله مع الجماعة83". لذلك حاذر ان تكون الرسالة التي تريد مخاطبة المتلقي بها مخالفة للرأي الشائع، واذا كان ولا بد عليك ان تعلم انها تحتاج إلى جهد كبير واساليب تعوض واستمالات منطقية وعاطفية تجعلها قابلة للتبني من قبل الجمهور.

ب- أشكال الاتصال

تقوم عملية الاتصال بين الناس أفراداً أو جماعات على أشكال أربعة وقد زاد بعضهم عليه، وهي التالية:

• الأولى - الاتصال الذاتي: Intra personal communication
وهو الإتصال الذاتي الذي يتم بين الفرد ونفسه، في محاولة لتنظيم إدراكه عن الأشخاص، والأشياء، والمواقف، والأحداث التي يتعرض لها... وهذا النوع من الاتصال يحظى باهتمام الباحثين وتحديداً في مجال علم النفس84، فهو باختصار عالم الإنسان الداخلي التي تتنازعه النفس الأمارة والنفس اللوامة، أو الصراع بين الخير والشر. لذلك على الإنسان أن يعرف نفسه حق معرفتها حتى يستطيع أن يمارس عملية الاتصال الذاتي بشكل ناجح يؤدي إلى انتصار الخير على الشر، وهو ما عبر عنه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالجهاد الأكبر لان إحياء القلب، والتحكم بهوى النفس أمران شاقان لا ينالهما إلا ذو حظ عظيم، معظم الآيات الكريمة في كتاب الله جاءت لتحاكي هذه النفس إما بالوعد أو الوعيد، وقد اعتمدت الأساليب المختلفة الوجدانية، والعقلية، والقصص الحاكية عمن سبقن، والتجارب وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليه السلام وأحاديثهم خير شاهد على ذلك ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم أرنا الحق حقاً فنتبعه والباطل باطلاً فنجتنبه. وقد مر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في هذه المرحلة حيث كان يخرج من مكة إلى غار حراء ليتفكر وليتعبد وكان لهذه المرحلة أثراً كبيراً جداً في بناء ذاته الشريفة.

• الثانية - الاتصال الوجهي (المواجهة) Face to face communication
وهو الشكل الذي يتم بين الأفراد وجهاً لوجه وينقسم إلى قسمين:
أ‌- الاتصال الشخصي Interpersonal communication
وهو الاتصال الشخصي الذي يتم بين فرد وآخر دون وسيط، نظير ما يحصل بين الأفراد من اتصال يومي في العمل، أو داخل الأسرة، أو بين الزملاء. وقد ذكر القرآن الكريم نظائر لهذا الاتصال كقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة" وقد قام بهذه العملية النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث في بداية الدعوة انطلق من بيته وزوجته خديجة ثم علي عليه السلام الخ...

ب‌- الاتصال بالجماعات الصغيرة Micro Group Communication
وهو الاتصال بين الأفراد ومجموعة من الأفراد، الاتصال بين الأستاذ وتلامذة الصف، أو الحلقات البحثية والدراسية وجلسات الاجتماعات والعمل الخ... وهو نظير ما ورد في القرآن الكريم" أنذر عشيرتك الأقربين".

• الثالثة- الاتصال الجمعي: Group- macro group Communication
وهو الاتصال الذي يتم بين شخص وجماعة محددة من الأفراد ويجمعهم مكان واحد نظير اللقاءات المباشرة للقادة والزعماء والمرشحين للانتخابات في أماكن محددة مع جمهور من الناس محدد. ولهذا النوع من الاتصال نماذج مختلفة في الإسلام منها صلاة الجماعة، والجمعة، والعيدين، والحج، ومناسبات حضور المآتم الخ...
وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعوا الناس إلى المشاركة في هذه المناسبات وكان يؤم الناس في هذه المناسبات ويلقي الخطب. وقد أمر الله بعض الناس بالتفقه لينذروا قومهم وهم أهل العلم في قوله تعالى:" فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا ".

• الرابعة - الاتصال الجماهيري Mass Communication
هو الاتصال الذي يختفي فيه عنصر المواجهة أو التلاقي المباشر، وتتجه خلاله الرسالة الإعلامية لمخاطبة أعداد غفيرة وغير متجانسة من الجمهور، وعليه فإن أي وسيلة يمكن استخدامها في توصيل رسالة معينة إلى أعضاء هذا الجمهور على اختلافهم في المستويات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية هي وسيلة جماهيرية كالراديو، والتلفزيون، والصحف، والسينم، والكتيبات، واللافتات، والملصقات الخ. ..
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قام بهذه العملية من خلال الرسل والرسائل والكتب التي أرسلها إلى الأمم والجماعات وزعماء الدول يعلمهم ببعثته ويطلب إليهم أن يسلمو، كما فعل مع كسرى وملك الحبشة وغيرهما... وكذلك الآيات والسور التي كتبت وعلقت على جدران الكعبة المشرفة، والتي كان وما زال يؤمها الجميع على مدار الأزمان من كل حدب وصوب؛ حيث كان موسم الحج أهم مؤتمر عالمي يدعو من خلاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

• الخامسة- الاتصال عبر الثقافات او بينها inter cultural communication
وهذا يتجاوز حدود الاتصال الجماهيري، وهو عابر للثقافات وقد كان التثاقف فيما مضى عملية تلقائية تحصل من خلال الرحلات التجارية والاستكشافية وعمليات الهجرة وحب المعرفة والاطلاع لدى بعض الافراد وترجمة الكتب من لغة لأخرى والحوارات بين العلماء بهدف التفاعل الثقافي intercultural والاستفادة من تجارب الاخرين، وكانت المجتمعات الاقل تطورا تبحث عن التقدم والرقي لدى المجتمعات الاكثر تقدما والاكثر رقيا تبحث عن تنمية وتطوير معارفها ولهذا نجد ان الغرب استفاد كثيرا من حركة الترجمة قبيل عصر النهضة للعلوم العربية والإسلامية ونقلها إلى لغاته حتى قيل ان الثورة الصناعية مدينة للمعرفة العربية والإسلامية التي عاشت اوج ايامها في تلك الفترة الزمنية وهكذا ايضا استفاد المسلمون من الفلسفة اليونانية والثقافة الفارسية وقاموا بترجمة الكثير من معارفها واضافوا عليها.
اما في عصرنا الحاضر، وبعد الثورة التكنولوجية في عالم الاتصال التي وفرت للمجتمع الانساني القدرة على التواصل اللحظي - من خلال الاقمار الصناعية والانترنت والهاتف النقال والشركات المتعددة الجنسيات - بحيث اصبح الكون قرية صغيرة واصبحت الحاجة إلى التثاقف ومعرفة اللغات المتعددة والعادات والتقاليد وغيره، كحاجتنا إلى التنفس. إلا أن القوى الاستكبارية المهيمنة وحفاظا على مصالحها قررت فرض نموذج من العلاقات قائم على العولمة المتوحشة الحاكمة بالقهر، وفرضت تدفق معرفي باتجاه واحد باعتبار ثقافتها علي، اما بقية الثقافات فهي ثقافات متخلفة ولا قيمة لها. ولذلك ظهرت مصطلحات ومفاهيم جديدة كالغزو الثقافي والهيمنة الثقافية والتبعية الثقافية والتغريب الثقافي وغيرها من المصطلحات البعيدة كل البعد عن القيم والاخلاق الانسانية والقواعد العلمية والموضوعية التي تحتم على الناس البحث عن الحقيقة والمعرفة الصحيحة والسليمة من اي جهة اتت وترفض الحقائق المزيفة والمعارف الهجينة.


مفهوم الإعلام وأهدافه

- تعريف الإعلام

يجتهد علماء الإعلام في العالم لوضع تعريف أمثل لهذا المصطلح الحديث . إلا أن هناك شبه اتفاق لا يختلف عليه أحد تقريبا في أساسيات العمل الإعلامي وفي المبادئ والأسس التي يقوم عليها الإعلام، وهي:

1- الحقائق التي تدعمها الأرقام والإحصاءات.
2- التجرد من الذاتية والتحلي بالموضوعية في عرض الحقائق.
3- الصدق والأمانة في جمع البيانات من مصادرها الأصلية.
4- التعبير الصادق عن الجمهور الذي يتوجه إليه الإعلام، وهذا يعني ما يلي:

‌- إن الإعلام الذي لا يقوم على أسس من الواقع ينتفي عنه مفهوم الإعلام.
‌ب- إن رجل الإعلام الذي يضفي وجهة نظره الشخصية التي تمليها عليه أهواؤه على المعلومات التي يزود بها الجمهور، ويلون هذه المعلومات حسب ما يراه يفقد صفته كرجل إعلام.

‌ج- إذا لم يكن الصدق والأمانة منهاجا في الحصول على البيانات واستقائها من مصادره، فإن الإعلام يفقد أهم دعامة له، وهي عامل الصدق.

‌د- وأخيرا إذا لم يأتِ الإعلام معبرا تعبيرا صادقا وأمينا عن تراث الأمة وعادات وتقاليد الجماهير التي يتوجه إليه، وان يناسب ثقافات وتفكير هذه الجماهير وروح هذه الأمة فإن هذا الإعلام سوف لا يلاءم جمهوره وبالتالي لا تستطيع الجماهير فهمه أو التجاوب معه.
وقد جاء التعريف الذي قدمه العلامة الألماني "اتوجروت" معبرا تعبيرا موجزا وشاملا لمعنى الإعلام قال "اتوجروت" في تعريفه للإعلام: " انه التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها في نفس الوقت "86.

ب- أهداف الإعلام ووظيفته في المجتمع

إن الهدف من الإعلام هو تزويد الناس بالإخبار الصحيحة والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات بحيث يعبر هذا الرأي تعبيراً موضوعياً عن عقلية الجماهير وميولهم واتجاهاتهم كما يقول " اوتوجروت "87.

وهذا يعني إن الغاية الوحيدة من الإعلام هي توسيع مدارك الجماهير عن طريق تزويدهم بالمعارف، وإقناعهم بأن يسلكوا سلوكاً معيناً.

ولا يتم إقناع الجمهور بالرسالة الإعلامية إلا بتزويدهم بالمعلومات والحقائق والأرقام والإحصاءات وغير ذلك. ويشترط لتقديم الأرقام والإحصاءات أن تكون كاملة غير منقوصة، أي أن التحريف أو العبث في الأرقام والإحصاءات والحقائق والمعلومات لا يخدم أهداف الإعلام، ولكنه يحقق أهداف المغرضين الذين يقومون بهذا الزيف أو العبث لغاية في نفوسهم على حين ان رجل الإعلام - بالمعنى الصحيح - يجب أن يقدم الأرقام الصحيحة والاحصاءات الدقيقة في الموضوع الذي يريد ان ينقله إلى الاخرين.

فالهدف من الاعلام إذن هو ان تكون هناك فكرة معينة نريد توصيلها إلى المرسل اليه، وهو إما فرد أو جماعة أو شعب فإذا نتج عن هذه الفكرة ان أتبع المرسل اليه السلوك الذي تريده الفكرة فإن رجل الاعلام يكون قد نجح في تحقيق غرضه، واذا لم يتبع المرسل اليه الذي تريده الفكرة يكون رجل الاعلام قد فشل في تحقيق غرضه88.

ويرى "ونبور شرام" Wilbur Schramm أن الاعلام الذي يتزايد تداوله هو الذي يقوم بأحداث التغيير في المجتمع وهو الذي يهيء المناخ لوحدة الامة، فيجعل كل اقليم يلم بشؤون الاقاليم الأخرى، اناسه وفنونه وعاداته وسياساته، ويجعل القادة الوطنيين يحدثون الشعب، كما يجعل الشعب يحدث قادته، كما يحدث نفسه، ويجعل الحوار فيما يتعلق بسياسة الدولة ميسوراً على نطاق الوطن كله، ويجعل الاهداف والمنجزات الوطنية ماثلة دائماً في أذهان العامة. ويستطيع الاعلام العصري إذن ان يساعد على توثيق عرى البلاد بجماعاتها المتباعدة وثقافتها الفرعية المتباينة، وافرادها وجماعاتها المنطوية على نفسها ذلك إذا احسن استخدامه89.

وما اشبه تدفق الاعلام في المجتمع بتدفق الدم في الشرايين، وعندما يتوقف الاعلام، أو ينعدم الاتصال، يجف الدم في شرايين المجتمع. أي ان الاعلام له دور رئيسي في دفع عجلة التنمية، والتبشير بالتحول والتغيير، ومعاونة المتعلم على اكتساب المهارات وخلق الحوافز. هذا فضلاً عن تهيئة الجو الصالح للمناقشة والحوار، وللاتصالات بين القيادات والقواعد إتصالاً متبادلاً لتكوين الرأي العام السليم، والاعلام عامل اساسي لنشر الافكار العصرية. وإشاعة المعلومات الحديثة المتصلة بنهضة الامة وخلق الشخصية الجديدة، ويتم ذلك كله حين يبنى الاعلام على تخطيط متوازن يتفاعل فيه مع التنمية الاقتصادية والزراعية والصحية وغيره، أي انه استثمار للتغيير يواكب عمليات التصنيع والتقدم الاقتصادي.
وإذا كانت الدول المتقدمة بحاجة إلى الاعلام فإن الدول النامية والمتخلفة أحوج ما تكون إليه90.


العلاقة بين الاتصال والإطلالة الاعلامية

الإطلالة هي أسلوب من أساليب الاتصال، حيث لا طلة بلا اتصال، وقد تكون شخصية مواجهيه، وقد تكون جمعية، وقد تكون جماهيرية، والإسلام استخدم هذه الأساليب، وكذلك الرسل والرسالات السابقة عليه في الوصول إلى أهدافهم، وتحقيق ما تصبو إليه رسالاتهم، لكن ضمن الشروط والضوابط العلمية والموضوعية السليمة. فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مارس العمليات الاتصالية المختلفة بدءاً من نفسه ومع ذاته من خلال رحلاته المتكررة وانقطاعه عن الناس لفترات معينة في غار حراء، والتي كانت الركيزة في بناء ذاته وتهذيبها وتعميق الإيمان داخلها وحملها على التحلي بالمكارم التي اشتهر بها صلوات الله عليه قبل البعثة، ثم انتقل بعدها إلى الاتصال الشخصي المواجهي حين قام بالإفصاح لزوجته أن جبرائيل ينزل عليه ومؤازرتها له، ثم دعوته لها للدخول في دين الله، والاتصال بابن عمه علي بن أبي طالب عليه السلام للغاية نفسها وهكذا حتى قام بإنذار عشيرته الأقربين وقومه فانتقل بذلك إلى الاتصال الجمعي، إلى أن أمر بالصدح بنبوته ورسالته على الملأ فكان أن أرسل الرسل والكتب والرسائل إلى أصقاع الأرض لينذرهم ببعثته للناس كافة. وبذلك انتقل إلى الاتصال الجماهيري، ولم يتخلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحظة واحدة عن القيام بالاتصال بكل أشكاله عندما كانت تدعو الحاجة إليه، لكن المهم في الأمر أن المرحلة الأولى من الاتصال الشفهي الذي كان يقوم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن ينتدبهم عنه لذلك، كانت المرحلة التأسيسية لدعوته ولإبلاغهم الأوامر الإلهية مع ذلك نجده قد حرص كل الحرص في هذه المرحلة أن تكون طلته أو طلة من ينوب عنه قائمة على قواعد وأسس صارمة، حيث كان صلى الله عليه وآله وسلم يهتم أيما اهتمام بشخصه الشريف من حيث الشكل، وأسلوب الخطاب، ومضمون الخطاب.

• فكان في الشكل يهتم جداً بنظافته الجسدية ونظافة لباسه وأناقته، فلم يذكر مؤرخ واحد أو محدث من الصحابة أو غيرهم من كل الذين رأوه أنهم شاهدوه على صورة غير مرغوبة، وكان دائم التطيب، حسن المظهر، جميل الطلة، أنيس المجلس إلى غيرها من الصفات.

• وأما في الأسلوب: فكان صلى الله عليه وآله وسلم هيناً لين، عفواً غفوراً رحيم، كريم، وقد ملئت الكتب بصفاته الشريفة وقد ذكر بعضها القرآن الكريم كقولة "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" ثم كانت الشهادة الكاملة التامة من الله له "وإنك لعلى خلق عظيم" فهذا كان أسلوبه في تعامله مع الناس ودعوته لهم إلى الله عز وجل حتى أن القرآن الكريم خاطبه قائلاً "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"، ليس المطلوب أن تجهد نفسك وتحملها فوق طاقتها من أجل هداية الناس، وهذا المستوى من البذل والعطاء والتضحية لم يسبقه إليه أحد من الخلق حتى الأنبياء عليه السلام .

• وأما في المضمون: فقد حمل إليهم أعظم مضمون يمكن أن يحمله أحد لأحد، وهو الرسالة الخاتمة التي أخرجتهم من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى المعرفة، فحولتهم خلال بضع سنوات- من قوم يقتل بعضهم بعض، ويسرق بعضهم بعض، ويعبدون الأصنام والأوثان، ويقتلون النفس التي حرم الله، ويرتكبون الفواحش والمنكرات في الكعبة، ضعفاء مشرذمين لا دولة لهم ولا بناء حضاري، ولا كيان سياسي ولا اجتماعي متماسك تتحكم بهم أيادي السوء من اليهود والنصارى والمشركين - إلى مجتمع متماسك له دولة قوية مهابة الجانب تمتلك ثقافة عميقة وبعداً حضارياً ضارباً في عمق التاريخ الإنساني، ولهم من المخزون المعرفي والإيماني والمعنوي ما جعلها رائدة، فكانت أول من طرح مشروعاً عالمياً يقوم على نظرية تقسيم الناس إلى فئتين: الأمة الواحدة التي يجمعها الدين أو الجماعة الإنسانية الواحدة التي تجمعها إنسانيتها كما يقول علي عليه السلام: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، وإن اختلفت الألوان والأعراق واللغات، لذلك استطاعت هذه الدعوة برقي مضمونها أن تتحول إلى مشروع عالمي حمل معه إلى الإنسانية جمعاء الخير والسلام والمعرفة والعلم والتقدم.

هدف الاتصال الإعلامي أو الإطلالة الإعلامية

الطلة الإعلامية هي حاجة إنسانية فُطرنا عليها كما فُطرنا على النطق، وإنما جعل الإنسان ناطقاً للقيام بالاتصال والتواصل بأشكاله المختلفة، وأهمها الاتصال الإعلامي الذي يهدف إلى إيصال آرائه وأفكاره وقناعاته وعواطفه الخ. .. إلى الآخرين من أجل إقناعهم أو تغيير سلوكهم في إطار الأهداف والمصالح التي يسعى للوصول إليه، وعلى هذا الأساس بدأت عمليات الاتصال الإعلامي منذ الأيام الأولى لوجود الإنسان على الأرض وبالوسائل البدائية إلى أن تطورت مع الزمن بفضل عمليات الاتصال النازلة من السماء إلى الأرض والصاعدة من الأرض إلى السماء، فالأولى نازلة من السماء تولتها يد الغيب وكان هدفها مساعدة الإنسان ليكون الخليفة لله في أرضه من أجل إعمارها إعمارا صالحاً قائماً على العدل والتقى ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون91 والثانية الصاعدة من الأرض كانت تنطلق من نفس الإنسان الساعي إلى السماء أو بحثاً عن الله وصولاً إلى تحقيق ذاته بمعرفة خالقه وما يريد منه وبه ﴿يا أيها الإنسان انك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه92 ، فتلاقت فطرية الرغبة بالكمال الصاعد، مع حمل السماء لهموم الأرض النازلة فأنتجت هذين المستويين من التواصل الذي أنتج الالآف من الأنبياء والعديد من الرسالات الحنيفة، اليهودية، المسيحية والإسلام والعديد من الكتب صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل والقرآن، ثم إن الله تعالى أمر عباده عبر الأنبياء والرسل والرسالات والكتب السماوية بضرورة القيام بعمليات الاتصال الإعلامي من أجل هداية الناس وإرشادهم وصونهم عن الانحراف ولذلك كان الواجب علينا كمؤمنين بهذه الرسالات التفقه في أمور ديننا ودنيانا من أجل معرفة الحق وإتباعه بعيداً عن التبعية والتقليد هذا أولاً.

وثانياً ضرورة التصدي لأمور الدعوة والتبليغ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصولاً إلى المجتمع الصالح المؤسس لدولة العدل ولذلك ورد ان الساكت عن الحق شيطان أخرس أو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم السكوت عند الضرورة بدعة93، فضلاً عن العشرات من الآيات التي تأمر الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتفقه في الدين، كقوله تعالى ﴿فلولا نفر من كل طائفة منهم فرقة. .. 94﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر....95، وفي رواية عن الإمام الحسين عليه السلام قال لمن سأله عن الكلام والسكوت أيهما أفضل: لكل واحد منهما آفات فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت، قيل وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال: لأن الله عز وجل ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت، إنما بعثهم بالكلام، ولا استحقت الجنة بالسكوت ولا استوجب ولاية الله بالسكوت ولا توقيت النار بالسكوت ولا تجنب سخط الله بالسكوت إنما ذلك كله بالكلام، وما كنت لأعدل القمر بالشمس، انك تصف فضل السكوت بالكلام ولست تصف فضل الكلام بالسكوت96.

وثالثاً: عمارة الأرض وإقامة دولة العدل الإلهي التي تقوم على أكتاف المجتمع الصالح الذي لا يظلم فيه أحد ﴿ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين97وفي طريق تحقيق هذه العناصر الثلاثة الآنفة الذكر نحتاج إلى الكثير من العمل والجهد والتضحيات، ومنها إن لم يكن أهمها ممارسة عمليات الاتصال الإعلامي قبلها ومعها وبعده، من الإعلام، والتعليم، والتدريب، والإقناع، والتعبير عن العواطف والتحذير من الجزاء والعقاب الخ....

متى تكون الاطلالة الاعلامية ضرورية ؟

يجب ان تدرس الشخصية اطلالتها الاعلامية من نواحي عدة:
أولاً: المضمون: هل لديك هدف محدد تريد ايصاله أو رسالة جديدة تستحق الاطلالة، او اضافة ضرورية أو توضيح لا بد منه او حاجة لتكرار ما سبق ان قلته الخ. ..
إذا كان لديك شيء مما ذكر فهل انت مستعد نفسياً وذهنياً ومعلوماتك مكتملة حول الموضوع؟ فإذا كنت كذلك فهذا يعني ان الاطلالة ضرورية والعكس صحيح.
فلا يكفي ضغوط وسائل الاعلام وملاحقتها لك للظهور الاعلامي، ولا تنس ان الاطلالة غالباً ما تكون وسيلة وليس هدف، ولذلك الافراط في الاطلالات يضعف من جاذبيتك ورغبة الجمهور بك وقدرتك بالتالي على التأثير فيه.
وقد أمرنا الله على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالابتعاد عن فضول الكلام في وصيته لأبي ذر فقال يا أبا ذر":اترك فضول الكلام وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك... عليك بالصمت إلا من خير"98.

ثانياً: الزمان: عامل الزمن هام جداً في نجاح الاطلالة الاعلامية او فشلها فبعض الناس يخضعون لضغوط وسائل الاعلام او لبعض المقربين النفعيين فيصورون لهم الحقائق على خلافه، او يتعجلون بعض المعلومات الاولية التي لم تستكمل ولم تنضج مما يوقعهم في مأزق بحيث يظهرون متسرعين أو يماطلون ويتأخرون عن الوقت المناسب لاجراء الحديث الاعلامي في قضية فوتية ففي كلا الحالين ستكون الآثار السلبية كبيرة والاطلالة فاشلة وهذا ما عبر عنه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: كل معاجل يسأل الانظار وكل مؤجل يتعلل بالتسويف99.

ثالثاً:الوسيلة والقائم بالإتصال: لا ينبغي على الشخصية ان تظهر على أي وسيلة اعلامية، او مع أي صحفي، فبعض وسائل الاعلام أكثر اهمية وجماهيرية من غيره، لذلك يجب اختيار الاهم إذا كنت مخيراً وبعضها قد يكون هدفه من المقابلة مع الاستفادة من وهج شخصيتك لزيادة جمهور القناة او من محبة الناس لك كونها قناة مكروهة من جمهورك او لتحسين سمعتها كونك ذات حسنة وهي ليست كذلك، فهنا لا بد من التأني قبل اتخاذ القرار ويفضل ان لا تظهر الشخصية إلا على القنوات ذات السمعة الطيبة والمصداقية والمهنية.
وهذا يتكرر مع الكلام نفسه مع الصحافي، فقد تكون الوسيلة جيدة ولك مصلحة في الاطلالة ومن خلالها لكن الصحافي الذي سيجري المقابلة هو مكروه من الجمهور أو غير محترف ولا يملك كفاءة مهنية او انه صدامي وغير موضوعي الخ. .. فهذا النوع من الصحافيين لا مصلحة لك بالظهور معه لانه سيضعف من قوة رسالتك لدى المستقبل.
• لذلك ذُكرت مجموعة أسباب تدفع المصدر (الشخصية) عادة للموافقة على اجراء مقابلة معها100.

1- فرصة الاعتراف بالاهمية وتحقيق الشهرة.
2- فرصة لتأكيد موقف، او ترويج معلومات معينة ازاء قضية تثير خلافاً.
3- فرصة لتعريف الجمهور بمسألة تُعتبر الشخصية خبيرة فيها.
4- فرصة لتوضيح موقف، أو لإزالة غموض، أو تجاوز سوء فهم.
5- فرصة للتأثير بالآخرين.
6- تجربة جديدة للبعض، وإرضاء نزعة ذاتية لحب الظهور.
7- تعاطف مع هدف م، أو قضية معينة.
8- فرصة لإيصال رسالة، أو لطرح قضية، أو مشروع جديد.

• أما الأسباب التي تدفع المصدر (الشخصية) للاعتذار عن اجراء مقابلة:
1- عدم توفر الوقت، وخاصة بالنسبة للشخصيات الهامة.
2- عدم الرغبة في الحديث عن الموضوع الذي سيدور الحوار حوله.
3- اعتقاد الشخصية ان الموضوع ليس ناضج، أو ليس هاماً.
4- عدم معرفة الشخصية بالموضوع، أو عدم الاهتمام به.
5- موقف من الوسيلة، أو الصحافي.
6- عدم الثقة بأهداف الصحفي، أو بمقدرته على اجراء هذا الحوار حول هذا الموضوع.
7- تجنب العلنية، أو التخفيف منها.
8- عدم الاقتناع بالهدف من اجراء المقابلة.
9- التجارب السابقة السيئة مع الصحافيين.
10- استنفاد الموضوع وإشباعه حوار، بحيث لم يعد يتحمل المزيد.

بعد كل هذه النصائح إذا اقتضت الضرورة الاطلالة الإعلامية، فما هي اسس الاطلالة الناجحة على مستوى المصدر والمضمون والاساليب المهنية والمهارات اللغوية.

نصائح( للمصدر) أو الشخصية أثناء الحوار

يقدم الكثير من الباحثين نصائح مختلفة للشخصية أثناء اجراء المقابلة، أبرزها:
1- استمع إلى السؤال وفكر جيدا قبل الاجابة، واسأل عن أية كلمة قد لا تفهمها في السؤال، وانتبه أيضا إلى اللغة غير اللفظية المرافقة للسؤال.
2- كن صبوراً ولا تتصور أنك تفهم السؤال قبل أن يكتمل. أجب عن السؤال فقط بعد سماعه وفهمه، ولا تقاطع الصحفي.
3- ركز انتباهك على السؤال الذي يطرح في هذه اللحظة، ولا تحاول الاجابة عن السؤال السابق لأنه اصبح تاريخ، ولا تحاول التنبؤ بالسؤال التالي.
4- ركز انتباهك على الصحفي وعلى السؤال وانتبه دائماً إلى الإشارات غير اللفظية المرافقة للغة اللفظية، والتي تكشف مشاعر الصحفي واتجاهاته. استمع بعينيك وأذنيك.
5- لا ترفض سؤالاً بسرعة. قد يكون للصحفي سبب وجيه لطرحه.
6- تجنب ان تأخذ موقفاً دفاعي، فقد لا تتمكن من التفكير عندما تكون غاضباً.

أما بخصوص الأجوبة التي تقدمها الشخصية فثمة أيضاً نصائح واعتبارات معينة منها:
1- صمِّم الأجوبة بعناية ودقة. ويجب أن يكون الجواب محدداً ومنطقياً ومصاغاً جيداً ووثيق الصلة بالموضوع.
2- تجنب الاسراف او التقتير في الاجابة وحاول ان تقدم اجابات لا محاضرات.
3- لا تقدم اعذاراً بل قدم اسباباً وإيضاحات.
4- تأكد دائماً أن الصحفي المحاور يفهم ما تقوله.
5- وإذا كنت لا تعرف الجواب قل ذلك بصراحة ووضوح.
6- وعندما تعبر عن رأي شخصي، أوضح ذلك.
7- لا تتعجل إطلاقاً في الإجابة، خذ الوقت الكافي للتفكير، ولا تدع الصحفي يقول لك ما لم تقله.
8- أطلب من الصحفي إعادة طرح السؤال أو اعادة صياغته إذا لم يكن واضحاً واطلب إيضاح الاسئلة الطويلة والمعقدة ولا تجب اطلاقاً عن السؤال الذي لم تستطع فهمه. وقدم توضيحاً لسبب رفضك الإجابة.
9- قدم للأجوبة بعناية وذكاء. اعرف جيداً ما إذا كان السؤال رديئاً او صعباً او مراوغاً.
10- أعد صياغة السؤال للصحفي وللجمهور.
11- أجب عن سؤال نعم / لا فقط بنعم او لا إذا كان ذلك من مصلحتك وفصِّل إذا كان التفصيل يخدمك.
12- استغل اسئلة التعويض لتقديم معلومات تحب ان يسمعها الصحفي. واهتم بالاسئلة الانعكاسية وأسئلة المرآة، وقدم اجوبة كاملة، وذلك لأن هذه الاسئلة توفر أفضل فرصة لاكتشاف سوء التفسير والثغرات وعدم الدقة في ذاكرة المحاور وفي ملاحظاته.
13- ولا تسمح للصحافي ان يدفعك لتقديم جواب لا توافق عليه، لأن السؤال الذي طرحه موجه او مشحون.
14- وإذا كان السؤال مصمماً للإيقاع بك (هل ما زلت تتغيب عن التدريب اليومي للفريق ). ارفض الاجابة حتى يتم تخليص السؤال من توجيهه وانحيازه.
15- نظم أجوبتك الطويلة بشكل مخطط، وضع لها مقدمة وجسماً وخاتمة، واستخدم عبارات مثل أولاً وثانياً وثالث، حتى يفهم الصحفي والمشاهد بيسر ووضوح ماذا تقول.

ضوابط شرعية للإطلالة الإعلامية

المظهر - Look

لا تنفك في الإعلام الصورة عن المضمون، ولذلك فإن الكاميرا تعشق الطلة الجميلة المليئة بالعناصر الفنية الغنية، التي تزيد من رونق الصورة بصري، وتجعلها مبهرة. وهذا يتطلب توافر العديد من العناصر لدى المحطة؛ من قبيل نوعية الكامير، والإضاءة، والأسلوب الإخراجي المحترف، وموقع التصوير البلاتوه، أوlocation، وغيرها. وهناك عناصر أخرى ينبغي ان تتوافر لدى الضيف أيض، بعيداً عن التواضع وهي كما يلي:

1- الجمال: (الله جميل يحب الجمال) يختلف الاسلام عن غيره في النظر إلى الجمال حيث يرى ان الجمال منبثق من الكمالات التي يتصف بها الانسان التي تتجاوز الشكل إلى المضمون بمعنى ان تكون الشخصية ذات طلة جميلة من حيث مجموع العناصر المكونة لها؛ من ترتيب ونظافة واناقة ولباس واداء ومعرفة وبيان واخلاق ونزاهة وموضوعية وشكل مقبول غير قبيح ولا منفر. خلافا للنظرة العصرية القائمة على الشكل الظاهري المعتمد على مقاييس الجمال الجسدي المصطنع والآني من خلال المساحيق وعمليات التجميل. والسبب في هذا الاختلاف ان النظرة العصرية هي نظرة مادية هدفها اشباغ الرغبات والغرائز بعيدا عن القييم والاخلاق بينما النظرة الإسلامية نظرة انسانية هدفها عمارة الارض على اسس التقى والنزاهة والقيم لهذا حرم الاسلام على المرأة التجمل التزين لغير الزوج.

2- الترتيب والاناقة: في نوعية اللباس، ولونه، وتناسقه، وكذلك تسريحة الشعر، وغيرها. ..

3- النظافة: ورد في الحديث النبوي: (النظافة من الإيمان)101وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس منا الرجل القاذورة)102. فمن جملة العناصر التي تساعد في جمالية الطلة: النظافة الجسدية، ونظافة اللباس، وتسريحة الشعر، تقليم الأظافر، وتشذيب اللحية، الخ. ..

4- اللباس الجديد: يقول الله تعالى (خذوا زينتكم عند كل مسجد)103ويقصد بالزينة هنا اللباس الجديد فضلاً عن النظافة التي سبق ذكرها؛ لأن الظهور بأبهى صورة يعطي انطباع بالتحضر والرقي، ويبعد في نفس الوقت الصورة النمطية المأخوذة عن المسلمين، والمتدينين، المرادفة للفقر والتخلف والجهل. ..

في الشكل والمضمون

1- الظهور على شاشات فاسدة: لا يجوز الاطلالة على شاشات معروفة بالتهتك، والميوعة، والفساد، لأن من شأن ذلك الإساءة إلى الشخصية نفسه، والى القضية التي تحمله، والجهة التي تمثله، ويكون لها مردوداً سلبياً عند الناس.

2- الظهور على شاشات معادية: الظهور على هذا النوع من الشاشات أخطر من الظهور على وسائل فاسدة، لكون الظهور عليها ينفي حالة العداء، هو بشكل او بآخر نوع من التطبيع الاعلامي معها.

3- الكذب: لا يجوز اعتماد الكذب، والتهويل، والتضخيم، أو الترغيب المفرط الخادع في عملية ايصال الرسالة الإعلامية، لأن الله عز وجل حرم الكذب لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الكذب رأس النفاق"104، ﴿إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله واولئك هم الكاذبون105. ولأن الكذب مهما طال حبله فهو قصير، وبالتالي سيخسر الكذاب ثقة الناس.

4- الاشاعة: تعتبر الاشاعة من اقدم الاساليب الاعلامية التي اعتمدتها الأمم والشعوب البعيدة عن الدين، والارتباط بالله عز وجل، وقد حرمها الله بشكل قاطع في العديد من آياته، بل ان الشائعة الصحيحة التي فيها أذىً على المسلمين، أو على بعضهم، من قبيل كشف السرّ، أو هتك الحرمة، او اضعاف للمسلمين، وتثبيط عزائمهم أمام أعدائهم، الخ... هي محرمة أيضاً. ولذلك يقول الله تعالى ﴿وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً106.
وقد ذكر القرآن الكريم حديث الإفك كشاهد على الشائعة، ووضع لنا قواعد مواجهتها حيث قال: ﴿لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيراً وقالوا هذا افك مبين * ولولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون * ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما افضتم فيه عذاب عظيم * إذ تلقونه بالسنتكم وتقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم * ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم 107.
فعناصر مواجهة الشائعة كما نص عليها القرآن هي:
أولاً: حسن ظن المؤمن بنفسه، وبأخيه المؤمن.
وثانياً: ان تطلب الدليل والشهود على صحة ما يدعي.
ثالثاً: ينبغي مواجهة الشائعات بالامتناع عن الحديث فيها ونقلها للحد من انتشاره، ولأنه من البهتان.

5- الإغراء: يرتكز الإعلام في زماننا المعاصر على عنصر الإغراء والجذب من خلال العنصر النسائي، بحيث تحولت المرأة الإنسان إلى سلعة، بل إلى مروج للسلعة، وسلخها عن إنسانيتها من اجل كسب مادي، أو شهرة، أو كسب جمهور، أو ترويج أفكار، وبضائع، ومنتجات ما إلى ذلك. هذا النوع من الممارسة الاعلامية محرم، لأن فيه امتهان للمرأة، واستغلال لأنوثته، وتحويلها عن موقعه، ودورها الإنساني إلى دور هدام على مستوى القيم والاخلاق والمجتمع والأسرة، وسبباً في افساد الاجيال.

6- اللباس المحتشم (الشرعي) الساتر: يجب الابتعاد عن اللباس المظهر لمفاتن المرأة، والظهور باللباس المحتشم الساتر الذي يحفظ المراة كقيمة إنسانية، ويجعل الاهتمام بها من قبل المشاهد منصباً على قيمته، أو رسالته، أو هدفها التي أطلت من أجل ايصاله إلى الناس.

7- لباس الشهرة: ينبغي الابتعاد عن لباس الشهرة، ولو كان ساتراً كاللباس الخاص بالهبيين، أو الشاذين، أو ما يعتبره العرف مستهجناً ومستقبحا ومسيئاً للكرامة الإنسانية.

8- الاثارة: ولا نقصد به الإغراء إنما نقصد نوعاً آخراً من الإثارة، وهو معتمد على نطاق واسع اليوم في السياسة والاعلام، وهو اثارة الخلافات، والفتن، والعصبيات، والنعرات، وبث الإشاعات بين الجماعات، والأفراد، والأحزاب، والطوائف، والمناطق، والدول، والشعوب، والأمم الخ... من أجل ايقاع الفتنة بينهم مهما كان السبب، لأن هذا النوع من الاثارة سيؤدي إلى خراب البلاد والعباد، وهو اشد من القتل كما يعبر القرآن108.

9- استخدام ادوات الزينة:

أ‌- الماكياج: يفترض بالانسان الذي يرغب بالاطلالة الاعلامية ان لا يطل على جمهوره بصورة قبيحة، لكن أيضا لا يجوز التزين، والتجمل، الذي يجعل من المرأة انثى تلاحقها ابصار الرجال لزينته، ولذلك الاسلام حرم التزين لغير الزوج، لان فيه إثارة، وإغراء للمشاهد، بعيدا عن الهدف السامي للاسلام، وللمرأة المؤمنة، وبعيدا عن هدف الإطلالة الإعلامية لها.
نعم: إذا كان هناك أسباب تقنية، وفنية، وصحية، تفرض استخدام مستحضرات الفون دوتان109 لمنع لمعة البشرة على الكامير، أو لان هناك سواد تحت العيون، أو هناك بثور، أو حبوب مقززة، أو شكلها قبيح يتم تغطيتها من أجل تقديمه بصورة مقبولة، وغير مسيئة له، فلا مانع حينئذِ من استخدام هذه المستحضرات.

ب- أدوات الزينة الأخرى: كالخواتم، والقلائد، والساعات وغيرها. سواء كانت من معادن ثمينة كالذهب، أو الفضة، أو غيرها. وكل ما يعد زينة حتى لو كان لباس، كالشال المزين، والحجاب المرصع، أو الثوب الشرعي المطرز، والمخرز، أو الألوان الفاقعة، نعم لا بأس بالمحبس، لأنه ليس من أدوات الزينة.

10- السلوك المشين: يعتبر السلوك المشين، أو التصرف غير اللائق، كالخفة والمزاح الزائد- الخارج عن الأدب- مسيئاً لصاحبه ففي الحديث "من مزح مزحة مج من عقله مجه"110. وكذلك العلكة او غيرها من التصرفات السباب - العصبية - الدفاع عن قضية من غير وجه حق - التي تترك أثرا سلبيا مزدوجاً على الضيف كشخص وعلى الاهداف او الرسالة التي يريد ايصالها والجهة التي يمثلها وعلى مقبوليته لدى الجمهور.

11- الاختلاط: أو التحرر في العلاقات مع الآخرين، وخصوصاً الرجال الأجانب؛ لأن الشريعة الإسلامية حرمت هذا النوع من العلاقات لما يتركه من أثر اجتماعي، وأخلاقي على المجتمع عموم، لأن مجتمعنا وجمهورنا الخاص، هو مجتمع وجمهور محافظ ومتدين، يستنكر هذا التصرف ويرفضه. لذلك يجب الابتعاد عن هذا السلوك غير المقبول لأنه سيؤثر على مقبولية كلامه عند الناس.

12- التجاهر بالمعصية: لا يوجد في بني البشر معصومون غير المعصومين المعهودين، وبالتالي فإن بقية الناس خطاءون، والرسول يقول: " كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون"111. ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول أيضا: "إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا"112لأن المعصية فعل مشين لا يُجهر به، ولأن الجهر به يؤدي إلى استسهاله، وتشجيع الآخرين على انتهاكه، والوقوع فيه، ويسقط هيبة فاعله امام الناس، لذلك يحرم التجاهر بالمعصية، كحرمة المعصية نفسه، والإنسان الذي يريد ان يخاطب الناس، وان يوجههم، يفترض به ان لا يكون متجاهراً بالمعصية.

13- الالتزام بالمظهر الشرعي: ونقصد بالشكل كالحجاب بالنسبة للمراة المسلمة، أو اللحية بالنسبة للرجل، وفي بعض الأحيان قد تكون المخالفة الشكلية غير محرمة بالعنوان الأولي، لكن تحرم بعناوين أخرى. فمثلاً لا تجب النظافة على الرجل والمرأة ما لم تؤدي إلى محرم آخر، أو تمنع واجب. فلو أدت وجبت حينئذِ، كما لو أدت إلى الإضرار به صحي، أو إلى أذية الآخرين، أو إلى الإساءة إلى كرامة الشخص نفسه، او إذا أساءت إلى المسلمين، أو جماعة منهم وهكذا... كذلك الأمر بالنسبة للرجل، فيجوز له أن يربي شعره، وان يكون له ضفائر، لكن إذا كان ذلك مستنكراً وقبيحاً في نظر العرف، ويسيء إليه، أو يسيء إلى الجهة التي يمثله، فيصبح محرماً عليه، من هنا وجب على الانسان الذي يريد ان يطل على الاعلام ان يحافظ على الشكل المرغوب، والمألوف، والمحبب، المنسجم مع الشريعة شكل، حتى لا يكون سبباً للهزء والتندر وعدم القبول به.

14- السمعة والصيت الحسن: لا يصح ولا يجوز منطقياً وأخلاقيا أن يتحدث عنك وباسمك انسان غير محبوب، أو سمعته سيئة، لأنه اقل الناس قدرة على التأثير فيهم، هذا إذا لم يؤدي إلى نتائج عكسية. ولنا في الله ورسوله اسوة حسنة، حيث لم يرسل نبي، أو رسولاً إلى الناس إلا وكان من أكمل بني قومه، وأحسنهم سمعة، وكذلك رسول الله لم يبعث رسول، ولم يؤمر رجلاً على جيش، أو صلاة إلا وكان من أفضلهم، وأكملهم، وأحسنهم سمعة.

15- الكلام المحرم: ويشمل أشكالا متعددة منها:

أ - الخضوع في القول، لقول الله عز وجل: ﴿.. فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا113.

ب‌- الغناء: ويشمل كل صوت للمرأة فيه ترجيع، أو مد، حتى الأنشودة أمام الرجل الأجنبي، بل حتى تلاوة القرآن أيضا. لأن مدار الحرمة ليس خصوص الغناء المحرم القائم على ترجيع الصوت بالكلام الباطل، بل أيضا حرمة إسماع المرأة صوتها للأجنبي إذا كان جميلا ومثيرا.

ج- الكلام البذيء: وقد مر ذكره سابق، وسبب حرمته هو إكرام النفس، وتنزيه الأسماع، وإعلاميا احتراما للمشاهد وحفاظا على الذوق العام من التلوث.

د- التنابز بالألقاب: أي أن تنعت شخص، أو جماعة بصفة قبيحة، وتتحول هذه الصفة إلى لقب له. وهو ما ذكره القرآن الكريم على سبيل التقبيح والتحريم في آن بقوله: ﴿يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون114.

المصادر:

1. القرآن الكريم
2. امام دكتور ابراهيم - الاعلام الإسلامي المرحلة الشفهية ط مكتبة الانجلو المصرية عام 1980 م.
3. عبد الحميد محمد - نظريات الإعلام واتجاهات التأثير - طبع عالم الكتب القاهرة مصر عام 2004م.
4. عبد الحليم محي الدين - الاتصال بالجماهير والرأي العام - الناشر مكتبة اىنجلو المصرية 1993.
5. البر وجردي - جامع أحاديث الشيعة - مطبعة مهر- قم - إيران سنة 1409هجري.
6. الطبرسي الشيخ - مكارم الاخلاق\ منشورات الشريف الرضي قم ايران 1972م.
7. علي الإمام - نهج البلاغة \بشرح الإمام محمد عبده ط دار المعرفة بيروت لبنان.
8. الحديث التلفزيوني: الدكتور أديب خضور \ ط دمشق 2002 م.
9. الري شهري محمد - القيادة في الاسلام \ تعريب علي الاسدي ط دار الحديث \قم \ايران
10. ويكبيديا: المسوعة الحرة \اقوال في الإدارة.
11. الواسطي علي بن محمد- عيون الحكم والمواعظ - طبع دار الحديث قم ايران.
12. الري شهري محمد - العقل والجهل في الكتاب والسنة \ط دار الحديث بيروت لبنان 2000م.
13. فتح الله احمد معجم الفاظ الفقه الجعفري \مطبعة المدخويل الدمام السعودية سنة 1995م
14. و قلعجي محمد - معجم لغة الفقهاء \ ط دارالنفائس بيروت لبنان عام 1988م.
15. الزبيدي - تاج العروس \ دارالفكر بيروت 1994م.
16. المازندراني المولى محمد صالح - اصول الكافي \ ط دار احياء التراث العربي 2000م بيروت لبنان.
17. الصدوق- الامالي \ ط 1 مؤسسة البعثة قم ايران سنة 1418هـ.
18. الحراني ابن شعبة - تحف العقول \ الناشر جامعة المدرسين قم ايران سنة 1404هـ.
19. آشوب ابن شهر - مناقب ال ابي طالب \ المطبعة الحيدرية النجف الاشرف العراق 1956م.
20. المجلسي - بحارالانوار \ داراحياء التراث العربي بيروت لبنان 1983.
21. عدس محمد عبد الرحيم - فن الإلقاء \ ط دار الفكر - الأردن 2005.
22. الاردبيلي - زبده البيان \ ط المكتبة المرتضوية طهران - إيران.
23. حنبل احمد بن - مسند احمد \ دار صادر بيروت لبنان.
24. رشتي جيهان - الاسس العلمية لنظريات العلمية - ط دار النهضة العربية مصر القاهرة- 1993م.
25. الري شهري محمد - التبليغ في الكتاب والسنة \ نشر دار الحديث قم - إيران 1421هجري.
26. الفيصل سمر و جمل محمد - مهارات الاتصال في اللغة العربية- دار الكتاب الجامعي - العين- إ ع م - ط2004م.
27. القرشي باقر شريف - النظام السياسي في الاسلام \ دار التعارف للمطبوعات بيروت لبنان \ط2 \ 1978م.
28. الريشهري محمد - ميزان الحكمة - دار الحديث قم ايران 1416 هـ.
29. العجلوني - كشف الخفاء - دار الكتب العلمية بيروت لبنان 1988م.
30. الطرابيشي دكتور ميرفت و السيد دكتور عبد العزيز - نظريات الاتصال\دار النهضة العربية القاهرة مصر \ 2006م.


1- القواسم المشتركة بين الملتزم وغيره هي أكبر من الفوارق، والتزام غير الملتزم بها يعطيه قيمة وأرجحيه على غيره بسبب التصاقها بثقافتنا الشرقية.
2- امام دكتور ابراهيم - الاعلام الاسلامي المرحلة الشفهية ص 8 ط مكتبة الانجلو المصرية عام 1980م
3- نظريات الاتصال ص16
4-
عبد الحميد محمد - نظريات الإعلام واتجاهات التأثير - ص25 طبع عالم الكتب القاهرة مصر عام 2004م
5- - بعض الدراسات فرقت بين الاستجابة والتغذية الراجعة؛ لأن الإستجابة تعبر عن مدى التغيير الذي حصل لدى الرأي العام بسبب الرسالة بينما التغذية الراجعة يعبر عنه مدى متابعة الجمهور للرسالة، وان كان الأكثر جمع بينهما واعتبرها حالة واحدة.
6-
الاتصال بالجماهير والرأي العام مصدر سابق ص 129
7 - ملاحظة: سوف يقتصر حديثنا هنا عن المصدر فقط كون البحث منصب عليه في هذه الدراسة.
8- الري شهري محمد - القيادة في الاسلام- ص23 دار الحديث قم إيران.
9
- الانبياء 73
10- القصص 41
11
- الري شهري محمد - القيادة في الاسلام ص181 تعريب علي الاسدي ط دار الحديث \قم \ايران.
12- الري شهري محمد - القيادة في الاسلام ص188 تعريب علي الاسدي ط دار الحديث \قم \ايران.
13-
النمل 376
14
- القرآن الكريم - سورة الشورى - آية 15 .
15- الري شهري محمد - القيادة في الاسلام ص185 تعريب علي الاسدي ط دار الحديث \قم \ايران.او نهج البلاغة مصدر سابق حكمة 437.
16- ويكبيديا: المسوعة الحرة \اقوال في الادارة .
17- الري شهري محمد - القيادة في الاسلام193 تعريب علي الاسدي ط دار الحديث \قم \ايران.
1
8- الري شهري محمد - القيادة في الاسلام193 تعريب علي الاسدي ط دار الحديث \قم \ايران.
19
- الواسطي علي بن محمد الليثي - عيون الحكم والمواعظ ص117\ الري شهري محمد - العقل والجهل في الكتاب والسنة ص110 ط دار الحديث بيروت لبنان 2000م.
20- عيون الحكم والموعظ مصدر سابق ص229.
21
- عيون الحكم والموعظ مصدر سابق ص227.
22-
الري شهري محمد - القيادة في الاسلام196 تعريب علي الاسدي ط دار الحديث \قم \ايران
23- راجع القصة في القران الكريم سورة النمل .
24-
الري شهري محمد - القيادة في الاسلام203- 204 تعريب علي الاسدي ط دار الحديث \قم \ايران
25- القيادة في الاسلام مصدر سابق ص 215- 217 .
26- القيادة في الاسلام مصدر سابق ص218
27- القيادة في الاسلام مصدر سابق ص220- 221.
28- القيادة في الاسلام مصدر سابق ص226.
29- فتح الله احمد - معجم الفاظ الفقه الجعفري ص369- 377 مطبعة المدخويل الدمام السعودية سنة 1995م. و قلعجي محمد - معجم لغة الفقهاء ص417ط دارالنفائس بيروت لبنان عام 1988م.
30- الزبيدي - تاج العروس ج1 ص152 دارالفكر بيروت 1994م.
31- المازندراني المولى محمد صالح - اصول الكافي ج1ص257 ط دار احياء التراث العربي 2000م بيروت لبنان.
32- الصدوق- الامالي ص537 ط 1 مؤسسة البعثة قم ايران سنة 1418هـ .
33- الحراني ابن شعبة - تحف العقول ص42 الناشر جامعة المدرسين قم ايران سنة 1404هـ .
34- القيادة في الاسلام مصدر سابق ص236.
35- القيادة في الاسلام مصدر سابق ص234.
36- علي الامام - نهج البلاغة ج3ص86 من عهده لمالك الاشتر - دار المعرفة بيروت لبنان.
37- الطبرسي الشيخ - مكارم الاخلاق ص8 منشورات الشريف الرضي قم ايران 1972م.
38- القلم 4.
39- القرآن الكريم - سورة الأحزاب- آي’21
40- المغربي القاضي النعمان- شرح الأخبار- ج3 ص506
41- علي الامام - نهج البلاغة- ج2- خ 175.
42- القرآن الكريم - سورة الصف - آية 2- 3 .
43- البقرة 285
44- آشوب ابن شهر - مناقب ال ابي طالب ج1ص317 المطبعة الحيدرية النجف الاشرف العراق 1956م.
45- المجلسي - بحارالانوار ج 18 ص182داراحياء التراث العربي بيروت لبنان 1983.
46- الواسطي علي بن محمد- عيون الحكم والمواعظ ص237 طبع دار الحديث قم ايران.
47- القيادة في الاسلام مصدر سابق ص271.
48- الاحقاف 35
49- الواسطي علي بن محمد- عيون الحكم والمواعظ ص27 طبع دار الحديث قم ايران.
50- السجدة24
51- الواسطي علي بن محمد- عيون الحكم والمواعظ ص61 طبع دار الحديث قم ايران.
52- الواسطي علي بن محمد- عيون الحكم والمواعظ ص56 طبع دار الحديث قم ايران.
53- عدس محمد عبد الرحيم - فن الإلقاء ص16 ط دار الفكر - الأردن 2005.
54- القرآن الكريم - سورة آل عمران- آية 139
55- عدس محمد عبد الرحيم - فن الإلقاء ص20 ط دار الفكر - الأردن 2005.
56- عدس محمد عبد الرحيم - فن الإلقاء ص15 ط دار الفكر - الأردن 2005.
57- البر وجردي - جامع أحاديث الشيعة ج 15 ص57 مطبعة مهر- قم - إيران سنة 1409هجري.
58- القران الكريم - سورة لقمان - آية 19.
59- الاردبيلي - زبده البيان ص 358 ط المكتبة المرتضوية طهران - إيران.
60- القرآن الكريم - سورة إبراهيم- آية 4.
61- القرآن الكريم - سورة آل عمران - آية159.
62- الري شهري محمد - التبليغ في الكتاب والسنة ص 91 نشر دار الحديث قم - إيران 1421هجري.
63- القرآن الكريم - سورة الشعراء - آية 195
64- القرآن الكريم - سورة الزمر - آية 28
65- القرآن الكريم - سورة النحل - آية 125
66- القرآن الكريم - سورة النحل - آية 125
67- الصدوق الشيخ - الامالي - ص 451
68- القرآن الكريم - سورة يوسف - آية 54 .
69- علي الأمام - نهج البلاغة - ج3 - ص 85 .
70- القرآن الكريم - سورة النحل - آية 125 .
71- القرآن الكريم - سورة سبأ - آي’24 .
72- القرآن الكريم - سورة النحل - آية 125.
73- القرآن الكريم - سورة الحجرات - آية 6 .
74- حنبل احمد بن - مسند احمدج3ص492 دار صادر بيروت لبنان
75- حنبل احمد بن - مسند احمدج3ص492 دار صادر بيروت لبنان.
76- القرآن الكريم - سورة المائدة - آية 54.
77- علي الامام - نهج البلاغة - ج3 - ص85 .
78- علي الإمام - نهج البلاغة - ج3 ص89 .
79- حنبل احمد بن - مسند احمدج3ص492 دار صادر بيروت لبنان.
80- علي الإمام - نهج البلاغة - ج3 ص 96 .
81- رشتي جيهان - الاسس العلمية لنظريات العلمية - ص500- 501 ط دار النهضة العربية مصر القاهرة- 1993م.
82- رشتي جيهان - الاسس العلمية لنظريات العلمية - ص501 ط دار النهضة العربية مصر القاهرة- 1993م
83- علي الامام - نهج البلاغة خطبة 127 ج 2 ص8 بشرح الامام محمد عبده ط دار المعرفة بيروت لبنان.
84- نظريات الاتصال ص 21 .
Wells, Herman and Willis, Benjamin: Mass communication and Education: P. 12- 85. نقلا عن عبد الحليم محي الدين - الاتصال بالجماهير والرأي العام - ص73 الناشر مكتبة اىنجلو المصرية 1993.
86- عبد اللطيف حمزة . الاعلام له تاريخه ومذاهبه . ص 23 نقلا عن الاتصال بالجماهير مصدر سابق ص74.
87- عبد اللطيف حمزة: الاعلام والدعاية . ص 75 نقلا عن الاتصال بالجماهير مصدر سابق ص75.
88- عبد القادر حاتم . الاعلام والدعاية - نظريات وتجارب . ص 100 نقلا عن الاتصال بالجماهير مصدر سابق ص74.
89- شرام ولبور: أجهزة الاعلام والتنمية الوطنية . ترجمة محمد فتحي ويحي ابو بكر . ص 65 نقلا عن الاتصال بجماهير مصدر سابق ص76.
90- عبد الحليم محي الدين - الاتصال بالجماهير والرأي العام - ص 77 الناشر مكتبة اىنجلو المصرية 1993.
91- الذاريات 56.
92 - الانشقاق 6.
93- البروجوردي - جامع أحاديث الشيعة ج 13 ص 494
94- التوبة122.
95- آل عمران 110.
96- البروجوردي - جامع أحاديث الشيعة ج 13 ص 494
97- القصص 5.
98- الطبرسي - مكارم الاخلاق - ص467- 473 .
99- علي الامام - نهج البلاغة ج4 ص69 الحكم والمواعظ 285.
100- الحديث التلفزيوني: الدكتور أديب خضور ص 117 . ط دمشق 2002 م.
101- القرشي باقر شريف - النظام السياسي في الاسلام - ص 295.
102- القرشي باقر شريف - النظام السياسي في الاسلام - ص 295.
103- القرآن الكريم - سورة الأعراف - آية31.
104- المازندراني محمد صالح - شرح اصول الكافي - ج1- ص252.
105- القرآن الكريم - سورة النحل - آية 105.
106- القرآن الكريم - سورة النساء - آية 83 .
107- القرآن الكريم - سورة النور - آية 12- 16 .
108- البقرة آية 192
109- نوع من المساحيق لونه من لون البشرة وليس مادة تجميلية بل يعتبر مادة وظيفتها ستر العيوب او منع اللمعان امام الكاميرا بسبب الإضاءة المبهرة .
110- علي الإمام - نهج البلاغة - ج4ص104.
111- الريشهري محمد - ميزان الحكمة - ج1ص338.
112- العجلوني - كشف الخفاء - ج1ص84ح211.
113- القرآن الكريم - سورة الأحزاب- آية 32.
114- القرآن الكريم - سورة الحجرات - آية 11.

12-05-2010 | 15-07 د | 9373 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net