الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
بطلة كربلاء الخالدة الحوراء زينب عليها السلام
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

1- الولادة المباركة والتسمية:

كانت ولادة السيدة زينب عليها السلام، في اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى، في السنة الخامسة- أو السادسة للهجرة- وقيل في غرة شعبان في السنة السادسة.

2- تسميتها وألقابها:

ولما ولدت عليها السلام: جاءت بها أمها الزهراء عليها السلام إلى أبيها أمير المؤمنين عليه السلام وقالت له: سم هذه المولودة؟ فقال عليه السلام ما كنت لأسبق رسول الله صلى الله عليه وآله وكان في سفر له، ولما جاء النبي صلى الله عليه وآله وسأله عن اسمها قال: ما كنت لأسبق ربي تعالى، فهبط جبرائيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل وقال له: سم هذه المولودة (زينب) فقد اختار الله لها هذا الاسم، ثم أخبره بما يجري عليها من المصائب، فبكى النبي صلى الله عليه وآله وقال: من بكى على مصاب هذه البنت كان كمن بكى على أخويها الحسن والحسين عليه السلام، وتكنى بأم كلثوم، وأم الحسن، وتلّقب: بالصديقة الصغرى، والعقيلة، وعقيلة بني هاشم، وعقيلة الطالبيين، وهي أول بنت ولدت لفاطمة عليها السلام.

3- الزواج من عبد الله:

ولما بلغت صلوات الله عليها مبلغ النساء، خطبها عبد الله بن جعفر، وشرّفه علي عليه السلام بتزويج تلك الحوراء الإنسية إيّاه على صداق أمها فاطمة أربعمائة وثمانين درهماً، ووهبها إياه من خالص ماله. وكان عبد الله بن جعفر أوّل مولود في الإسلام بأرض الحبشة، وكان ممن صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وحفظ حديثه ثم لازم أمير المؤمنين عليه السلام والحسين عليه السلام وأخذ منهم العلم الكثير.

- في شرفها، وعلمها، وعبادتها، وزهدها:
أما شرفها عليها السلام: فهو الشرف العظيم الذي لا يفوقه شرف، فإنها من ذرية سيد الكائنات وأشرف المخلوقات محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل بني أم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم.

وعنها: أن الله عزوجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وأن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب عليه السلام. فهذا الشرف الحاصل لزينب عليها السلام شرف لا مزيد عليه، فإذا ضممنا إلى ذلك أن أباها علي المرتضى وأمها فاطمة الزهراء، وجدتها خديجة الكبرى، وعمّها جعفر الطيّار في الجنة وعمتها أم هانئ بنت أبي طالب، وأخواها سيدا شباب أهل الجنة، وأخوالها وخالاتها أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وبناته، فماذا يكون هذا الشرف وإلى أين ينتهي شأنه ويبلغ مداه.

وحدّث يحيى المازني قال: كنت في جوار أمير المؤمنين في المدينة مدة مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله تخرج ليلاً والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها وأمير المؤمنين عليه السلام أمامها، فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين عليه السلام فأخمد ضوء القناديل، فسأله الحسن عليه السلام مرة عن ذلك فقال عليه السلام: أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب.

كما أنها كانت أمينة أبيها على الهدايا الإلهية. ففي حديث مقتل أمير المؤمنين عليه السلام الذي نقله المجلسي في البحار نادى الحسن عليه السلام أخته زينب: هلمي بحنوط جدي رسول الله صلى الله عليه وآله فبادرت زينب مسرعة حتى أتت به، فلما فتحته فاحت الدار وجميع الكوفة وشوارعها لشدة رائحة ذلك الطيب، وروي عن السجاد عليه السلام أنه قال لها: يا عمة أنت بحمد الله عالمة غير معلّمة، وفهمة غير مفهمة. إن هذا الكلام حجة على أن زينب بنت أمير المؤمنين عليه السلام كانت محدثة أي ملهمة، وأن علمها كان من العلوم اللدنية والآثار الباطنية.

- وأما عبادتها:
فهي تالية أمها الزهراء عليها السلام وكانت تقضي عامّة لياليها بالتهجد وتلاوة القرآن، ففي (مثير الأحزان) للعلامة الشيخ شريف الجواهري: قالت فاطمة بنت الحسين وأما عمتي زينب فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة أي العاشر من المحرم في محرابها، تستغيث إلى ربها، فما هدأت لها عين ولا سكنت لها رنة.

وفي رواية: أن الحسين عليه السلام لما ودّع أخته زينب وداعه الأخير قال لها: يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل.

وروي عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال: رأيتها تلك الليلة تصلي من جلوس، وروى بعض المتبقين عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال: إن عمتي زينب كانت تؤدي صلواتها من الفرائض والنوافل عند سير القوم بنا من الكوفة إلى الشام من قيام، وفي بعض المنازل كانت تصلي من جلوس فسألتها عن سبب ذلك فقالت: أصلي من جلوس لشدة الجوع والضعف منذ ثلاث ليال، لأنها كانت تقسم ما يصيبها من الطعام على الأطفال لأن القوم كانوا يدفعون لكل واحد منا رغيفاً واحداً من الخبز في اليوم والليلة.

- وأما زهدها عليها السلام:
فيكفي في إثباته ما روي عن الامام السجاد عليه السلام من أنها ما أدخرت شيئا من يومها لغدها أبداً.

4- مواقفها وأهم مراحل حياتها:

إن حياة السيدة زينب عليها السلام كانت بمثابة إعداد وتهيئة للدور الأكبر الذي ينتظرها في قادم الأيام.

فالسنوات الخمس الأولى من عمرها والتي عايشت فيها جدها المصطفى صلى الله عليه وآله وهو يقود معارك الجهاد لتثبيت أركان الإسلام ويتحمل هو وعائلته ظروف العناء والخطر.
والأشهر الثلاثة التي رافقت خلالها أمها الزهراء بعد وفاة الرسولا ورأت أمها تدافع عن مقام الخلافة الشرعي، وتطالب بحقها المصادر وتعترض على ما حصل بعد الرسول من تطورات، وتصارع الحسرات والآلام التي أصابتها. والفترة الحساسة الخطيرة التي عاصرت فيها حكم أبيها علي عليه السلام وخلافته وما حدث فيها من مشاكل وحروب.

ثم مواكبتها لمحنة أخيها الحسن وما تجرّع فيها من غصص وآلام، فكل تلك المعايشة للأحداث والمعاصرة للتطورات.. كانت لإعداد السيدة زينب عليها السلام لتؤدي امتحانها الصعب ودورها الخطير في نهضة أخيها الحسين عليه السلام بكربلاء، فواقعة كربلاء تعتبر من أهم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان للسيدة زينب عليها السلام دور أساسي ورئيسي في هذه الثورة العظيمة، فهي الشخصية الثانية على مسرح الثورة بعد شخصية أخيها الحسين عليه السلام، كما أنها قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها الحسين عليه السلام وأكملت ذلك الدور العظيم بكل جدارة.

حينما حدثت الفاجعة الكبرى بمقتل أخيها الحسين عليه السلام بعد قتل كل رجالات بيتها وأنصارهم خرجت السيدة زينب تعدو نحو ساحة المعركة، تبحث عن جسد أخيها الحسين بين القتلى غير عابئة بالأعداء المدجّجين بالسلاح، فلما وقفت على جثمان أخيها الحسين عليه السلام، الكل كان يتصور أنها سوف تموت أو تنهار وتبكي وتصرخ أو يغمى عليها، لكن ما حدث هزّ أعماق الناظرين، فقد وضعت يدها تحت جسده الطاهر المقطع ترفعه نحو السماء وهي تدعو بمرارة قائلة "اللهم تقبل منا هذا القربان".

ـ ومن مواقفها:
أن ابن زياد أراد أن يتشفّ بها فقال لها: كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟.لكن العقيلة زينب أفشلت محاولته وانطلقت تجيبه بكل بسالة وصمود، فقالت: ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّ وتخاصم، فانظر لمن الفلاح يومئذٍ ثكلتك أمك يا ابن مرجانة!!.

ـ وكذالك عندما سمعت يزيد يترنّم بهذه الأبيات:
ليت أشياخي ببدر شهدو     جزع الخزرج من وقع الأسل
إلى آخر الأبيات..

وقفت وردّت عليه بكل شجاعة وإباء مستصغرة قدره، وقالت: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين صدق الله سبحانه حيث قال: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون.1

"أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله هواناً وبك عليه كرامة وأن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك.." إلى آخر الخطبة.


1- سورة الروم، آية 10.

05-12-2011 | 00-32 د | 3440 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net