بسم الله الرحمن الرحيم
12 محرم: وصول موكب السبايا الى الكوفة عام61 هجري
13 محرم: دفن الامام السجاد عليه السلام شهداء كربلاء بعد ثلاثة أيام عام 61 للهجرة
وفيه: ادخال موكب السبايا على ابن زياد عام61 هـ
17 محرم: نزل العذاب على أصحاب الفيل (جيش ابرهة) وهلاكهم حينما أرادوا هدم الكعبة.
وفيه: ولد العارف البارع والأديب الشاعر الشيخ البهائي محمد بن حسين العاملي في سنة 953 للهجرة.
18 محرم: المغول يدخلون بغداد (656هـ) دون مقاومة (رواية ابن طاووس)
وفيه: ثورة زيد بن علي سنة 121هـ
بأبي المستضعف الغريب
ينبغي للموالي لآل محمد صلوات الله عليهم بحكم الولاية والوفاء والايمان بالله العليّ العظيم والرسول الكريم صلى الله عليه وآله أن يتغيّر حاله في العشر الأوُلّ من المحرّم فيُظهر في قلبه ووجهه وهيئته آثار الحزن والتفجّع من هذه المصائب الجليلة والرزايا الفجيعة ويترك لا محالة بعض لذاته في مطعمه ومشربه بل في منامه وكلامه أيضاً ويكون بمثابة من أُصيب في والداه أو ولده ولا يكون حُرْمة ناموس الله تعالى وحُرْمة رسوله العزيز,وحُرْمة إمامه أهون عنده من حُرْمة نفسه وأهله ولا يكون حبّه لنفسه ووَلَده وأهله أقلّ وأدون من حبِّه لربّه ونبيّه وإمامه صلوات الله عليهم ولكن لا يَغفل أنّ الامام الحسين عليه السلام وان كان يصيبُه في الظاهر من الصدَمات ما لم يُسمع أنّ مثلَه قد أصاب أحداً من الأنبياء والأوصياء بل أحداً من العالمين لا سيّما عطشه الذي ورد فيه ما لا تَحتمله العقول من الفاظ الأحاديث القدسيّة وغيرها,ومصيبته من جهة المستشهدين من أهله والمأسورات من حُرَمه فكأنه عاهد الحبيب على أن يتحمل في رضاه القتلَ بكلّ ما يُقتل به سائر المقتولين من الذبح والنحر والصبر والجوع والعطش والأحزان وغيرها.
ولكن كان يصل مع ذلك الى روحه الشريفة من بهجات تجليّات أنوار الجمال,وكشف سُبحات الجلال, وشوق اللقاء والوصال ما يهوّن به عليه تلك الشدائد,بل يحوِّل شدَّتها الى اللَّذة كما أخبر الامام السجاد عليه السلام: "لما أشتدَّ الامر بالحسين عليه السلام بن علي بن أبي طالب عليه السلام نظرَ اليه من كان معه فاذا هو بخلافهم لانهم كلما اشتدَّ الأمر تغيَّرت ألوانهم وارتعدت فرائصُهم ووجِلَت قلوبهم وكان الحسين عليه السلام وبعض من معه من خواصّه تُشرقُ الوانُهم وتهدأُ جوارحهم, وتَسكن نفوسهم, فقال بعضهم لبعض:انظروا لا يبالي بالموت! فقال لهم الحسين عليه السلام:صبراً بني الكرام فما الموت الا قنطرةً تعبر بكم عن البؤس والضرّاء الى الجنان الواسعة, والنِعم الدائمة,فأيّكم يَكره أن ينتقل من سجنٍ الى قصر وما هو لأعدائكم الا كمن يَنتقل من قصرٍ الى سجنٍ وعذاب ".
سبيُ العترة الطاهرة: قال سهل الشهرزوري: اقبلت في تلك السنة (61هـ) من الحجّ فدخلت الكوفة فرأيت الأسواق معطّلة والدكاكين مُقفلة والناس بين ضاحك وباكٍ,فدنوتُ الى شيخٍ منهم فقلت:ما لي أرى النّاس بين باكٍ وضاحك ألكم عيدٌ لست أعرفه؟ فأخذ بيدي وعدلَ عن الناس ثم بكى بكاءً عالياً وقال: سيدي ما لنا عيد ولكن بكاؤهم والله من أجل عسكريْن أحدهما ظافر والآخر مقتول فقلت: ومن هذان العسكران؟فقال:عسكر الحسين عليه السلام مقتول,وعسكر ابن زياد الملعون ظافر, قال فما استتمَّ كلامه حتى سمعت البوقات تُضرب,والرايات تخفق واذا بالعسكر قد دخل الكوفة وسمعت صيحة عظيمة واذا برأس الحسين عليه السلام يلوح والنور يسطع منه فخنقتني العبرة لما رأيته,ثم أقبلت السبايا يتقدّمهم علي بن الحسين عليه السلام ثم اقبلت بعده أمّ كلثوم تنادي: يا أهل الكوفة غضّوا أبصاركم عنّا,أما تَستَحون من الله ورسوله أن تنظروا الى حُرَم رسول الله صلى الله عليه وآله فوقفوا بباب بني خزيمة والرأس على قناة طويلة وهو يقرأ سورة الكهف الى ان بلغ: "أم حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من ايتنا عجبا" قال سهيل: فبكيت وقلت يابن رسول الله رأسك والله أعجب ثم وقعت مغشيَّاً عليّ 1.
وَغَدَتْ أسيرة خِدرها ابنةُ فاطمٍ لَمْ تَلْقَ غيرَ أَسيرها مَصفودا
1 - مدينة المعاجز.