مما ورد عن الشيخ الصدوق في الاعتقاد بالأئمة الأطهار: اعتقادنا أن حجج الله تعالى
على خلقه بعد نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم الأئمة الاثنا عشر: أولهم أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم الحسن،ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم
محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم
الحسن بن علي، ثم محمد بن الحسن الحجة القائم صاحب الزمان، خليفة الله في أرضه
صلوات الله عليهم أجمعين، واعتقادنا فيهم أنهم أولو الأمر الذين أمر الله بطاعتهم،
وأنهم الشهداء على الناس، وأنهم أبواب الله والسبيل إليه، والأدلّاء عليه، وأنهم
عَيْبة علمه (أي مستودع) وتراجمة وَحْيه، وأركان توحيده، وأنهم معصومون عن الخطأ
والزلل، وأنهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وان لهم المعجزات
والدلائل، وأنهم أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، وان مثلهم في هذه
الأمة كسفينة نوح أو كباب حطة، وإنهم عباد الله المُكرمون الذين لا يسبقونه بالقول
وهم بأمره يعملون، ونعتقد فيهم أن حبّهم إيمان، وبغضهم كفر،وان أمرهم أمر الله
تعالى، ونهيهم نهي الله تعالى، وطاعتهم طاعة الله تعالى، ووليّهم وليّ الله تعالى،
وعدّوهم عدّو الله تعالى،ومعصيتهم معصية الله تعالى، ونعتقد أن الأرض لا تخلو من
حجة لله على خلقه، إما ظاهر مشهور، أو خائف مغمور، ونعتقد أن حجة الله في أرضه
وخليفته على عباده في زماننا هذا هو القائم المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد
بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام،
وانه هو الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله عزّوجلّ باسمه
ونسبه،وانه هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، وانه هو الذي
يظهر الله به دينه ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وانه هو الذي يفتح الله
على يديه مشارق الأرض ومغاربها حتى لا يبقى في الأرض مكان إلا نُودي فيه بالأذان،
ويكون الدين كله لله تعالى، وانه هو المهدي الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وآله
وسلم انه إذا خرج نزل عيسى بن مريم فصلّى خلفه، ويكون المصلي إذا صلّى خلفه كمن كان
مُصلّياً خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه خليفته، ونعتقد انه لا يجوز
أن يكون القائم غيره، بقي في غيبته ما بقي ولو بقي في غيبته عمر الدنيا لم يكن
القائم غيره، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام دلّوا عليه
باسمه ونسبه، وبه نصّوا،وبه بشّروا صلوات الله عليه.
اللّهم عجلّ لوليّك الفرج، وهب لنا رأفته وخيره ودعاءه، واجعلنا من أنصاره وأعوانه
والذابين عنه والمستشهدين بين يديه.