السّلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله، السلام عليك يا
ثأر الله وابن ثاره، السلام عليك يا وتر الله الموتور في السماوات والأرض، أشهد أن
دمك سكن في الخلد واقشعرت له أظلة العرش، وبكى له جميع الخلائق، وبكت له السماوات
السبع، والأرضون السبع، وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا
وما يرى ومالا يرى، أشهد أنك حجة الله وابن حجته،وأشهد أنك قتيل الله وابن قتيله،
وأشهد أنك ثائر الله و ابن ثائره، وأشهد أنك وِتر الله الموتور في السماوات والأرض،
وأشهد أنك قد بلغت و نصحت ووفيت وأوفيت وجاهدت في سبيل الله ومضيت للذي كنت عليه
شهيداً ومستشهداً وشاهداً ومشهوداً (الكافي).
"حسين مني.." ماذا تعني هذه الياء التي هي ضمير متصل بمِن؟، ثم جاءت ضميراً
منفصلا في أول الجملة الثانية: "..وأنا من حسين"،أيُّ ياء هي؟ وعن أيّ معنى
تحكي؟ ينبغي أن ينتبه من كان منهم متضلعاً في الاستدلالات العقلية إلى أن كلمة مني،
فالياء هنا وكذا أنا..، تعني تمام وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بدن وقِوىَ،
فالحسين عليه السلام وجود إنشعب من حقيقة الحقائق، "حسين مني" معناها: انه منشعب
ومتفرع من جوهر النبوة السامي اللطيف هذا الجوهر الذي هو فوق البدن البشري للنبي
صلى الله عليه وآله وسلم ذي الحواس المعروفة وفوق البدن المثالي للنبي صلى الله
عليه وآله وسلم الذي له حواسه أيضاً.أما "حسين مني" فهو من جوهر مرتبته أعلى من هذا
البدن المادي وذاك البدن المثالي! ما أسهل رواية الحديث فقد رواه كبارهم وصححوه
رواه الحاكم النيسابوري وصححه هو والذهبي، ورواه آخرون كالترمذي وابن ماجة والبخاري،
لكن اقتحام العقبة إنما هو بفقهه لا بروايته فماذا فعلتم في فقهه؟لو فهمتم معنى "حسين
مني" لتابعتم سيركم فالحسين من النبي صلى الله عليه وآله وسلم والنبي صلى الله عليه
وآله وسلم من ماذا؟والى أين يرجع الضمير في (مني) ومن أين تفرع النبي صلى الله عليه
وآله وسلم؟ هنا يخشع خواص المفكرين ويقولون انكسرت الأقلام وخرس البيان! فالنبي صلى
الله عليه وآله وسلم متفرع من نور العظمة الإلهي والحقيقة المحمدية هي النقطة
الأولى في بدو قوس النزول في الوجود وهي منتهى قوس الصعود في الوجود وبه يتضح أن
الحقيقة الحسينية عين الحقيقة المحمدية وما دام ذلك فان الجراحات التي أصابت بدن
الحسين عليه السلام يوم عاشوراء قد وقعت على شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وما يقع على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقع على نور عظمة الله تعالى، إن
المصيبة التي أصيبها الإسلام بالحسين عليه السلام هي المصيبة التي ثقلت في السماوات
والأرض !المصيبة التي تهدمت بها أركان الهدى وأثرت على كل الوجود،"لو ان علماء
المذاهب السنية تأملوا في كلامنا بعين الإنصاف لعظموا يوم عاشوراء ولخرجوا حفاة
حاسري الرؤوس دامعي العيون وأوصوا جميع المسلمين أن يقيموا مراسم العزاء ليوم
عاشوراء" كما ارجوا أن يقرأوا كلام ابن حجر العسقلاني وابن حجر الهيتمي وجلال
الدين السيوطي وغيرهم من علماء السنة حيث رووا كلهم ما حدث في يوم عاشوراء: "قالوا
لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى
ظننا أنها القيامة".
وأما الجملة الثانية من الحديث "أحب الله من أحب حسينا" والسر فيها أنها
جملة خبرية وإنشائية تتضمن معنى الإخبار ومعناها أن الحسين محبوب الله تعالى إلى حد
أن محبته محبة لله تعالى فما هذه العظمة وما السبب في حدوث هذا الانقلاب حتى صار حبّ
الحسين حباً لله تعالى.
يتقدّم المركز الإسلامي للتبليغ من وليِّ الله الأعظم الإمام المهدي عجل الله
تعالى فرجه الشريف ووليِّ أمر المسلمين الإمام الخامنئي والعلماء المبلّغين بأحر
آيات العزاء، بالفجيعة العظمى مصيبة شهادة سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه
السلام وأولاده وأصحابه. وسَبْيِ العترة الطاهرة.
وعظمَّ الله أجورنا وأجورَكم