أهمُّ الأشياء لطالبِ القُرْبِ،
الجدُّ في تَرك المعصية
من وصايا العارف آية الله الهمداني
يتوجب على طالب القرب، بعد السعي في المراقبة:
- قيام السَّحر، لا أقل من ساعة أو ساعتين قبل طلوع الفجر والى شروق الشمس،
وليصلِّ صلاة الليل مع الآداب وحضور القلب .وإذا زاد وقته فليشتغل بالذكر، أو الفكر
أو المناجاة، لكن يجب ان ينشغل مقداراً مُعيّناً من الليل بالذكر بحضور القلب. ولا
يخلو في جميع حالاته من الحزن، وإذا لم يكن لديه فليحصّله بأسبابه، وبعد الفراغ
فليشتغل بتسبيح سيدة النساء عليها السلام . وليقرأ سورة "التوحيد" اثنتي عشرة مرة،
وعشر مرات "لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت،
ويميت ويحيي، وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" ومائة مرة "لا اله
إلا الله" .والاستغفار سبعين مرة، وليتلُ قدراً من القران الكريم، وليقرأ طبعاً
دعاء الصباح المعروف: "يا من دلع لسان الصباح"، وأن يكون دائماً على وضوء، وإذا صلىّ
بعد كل وضوء ركعتين فذلك جيد جداً، وليلتفت كثيراً أن لا يصل أذاه إلى غيره بأيّ
وجه من الوجوه، وليسع سعياً بليغاً في قضاء حوائج المسلمين لا سيما العلماء ولا
سيما أتقيائهم. وليجتنب طبعاً طبعاً طبعاً كل مجلس هو مظنة الوقوع في المعصية، بل
إن مجالسة أهل الغفلة دونما ضرورة مضرّة حتى إذا كانت خالية من المعصية، إن كثرة
الاشتغال بالمباحات والإكثار من المزاح وقول اللغو والاستماع إلى الأراجيف تميت
القلب، وإذا انشغل الإنسان بالذكر والفكر بدون مراقبة فسيكون ذلك بلا فائدة، ولا
يصح الانخداع بخديعة التوجه(الخشوع) الناشئ من الذكر غير المقترن بالمراقبة، وليقرأ
طالب القرب سورة القدر ليلة الجمعة مائة مرة، وعصر الجمعة مائة مرة كذلك، ومن جملة
الأبواب العظيمة الحبّ في الله جلّ جلاله والبغض في الله جلّ جلاله، وقد عُقد له في
الوسائل وغيرها من كتب الأخبار باب مستقل فارجع إليها لعلك تعرف عظمته، وتأخذ لنفسك
نصيباً منه، ولا شك في أنّ المحبوب الأول هو الذات الأقدس الكبريائية جلّ جلاله ثم
بعده الوجود المقدس، خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم، ثم بعده أمير المؤمنين
عليه السلام ثم الأئمة المعصومون عليهم السلام ثم الأنبياء والملائكة ثم الأوصياء
ثم العلماء والأولياء. وليرجّح طالب القرب حبَّ الأتقياء في زمانه - لا سيما إذا
كان التقي عالماً - على حب الذين بعده في الدرجة وهكذا يتنزل، ولكن ليسعَ ان يكون
صادقاً في هذه المحبة وليست هذه مرتبة سهلة، إذا فكرت فيها ستفهم انه إذا ظهرت آثار
المحبة في الحركات والسكنات فان الشخص المدعي لهذه المحبة صادق وإلا فلا. والحاصل،
لا طريق إلى القرب إلا بشرع شريف في كل كليّ وجزئيّ.