بسم الله الرحمن الرحيم
انّ أفضل وأكفأ طريقة لتفسير القرآن، وهي أيضاً الطريقة التفسيريّة لأهل البيت
عليهم السلام، هو الاُسلوب الخاصّ الّذي يعرف بـ(تفسير القرآن بالقرآن). في هذا
الاُسلوب فإنّ كلّ آية من القرآن الكريم تظهر وتتفتّح معانيها بواسطة التدبّر في
سائر الآيات القرآنيّة والإستفادة منها. وتبيين الآيات الفرعيّة بواسطة الآيات
الأصليّة والمحوريّة، والاستناد إلىٰ الآيات الأقوىٰ والاستدلال بها في التفسير
يبتني علىٰ هذا الأساس وهو انّ بعض آيات القرآن الكريم تحتوي في داخلها علىٰ جميع
الموادّ اللازمة لتأسيس بنيان معرفيّ مرصوص، وبعض آياته تتحمّل فقط مسؤوليّة جزءٍ
من موادّ ذلك البناء. فآيات المجموعة الثانية يتمّ تبيينها وتفسيرها بالاستمداد من
آيات المجموعة الاُولىٰ.
إنّ أفضل طريق لفهم النصوص الدينيّة المقدّسة هو التدبّر التامّ في نفس ذلك النصّ
الإلٰهيّ المنزّه، والقرآن الكريم أيضاً لكونه نوراً فليس فيه أيّ إبهام أو عتمة
وظلمة. انّ القرآن ثقيل وعميق، ولكنّ ثقله العلميّ وعمقه النظريّ لايتنافىٰ مع
نورانيّته، لأنّ النور وكما مرّ ذكره هو في مقابل ظلمة الإبهام وليس في مقابل أنّه
نظريّ وعميق.
فكون القرآن نوراً لايعني أن يكون بديهيّاً بحيث لايحتاج الىٰ التفسير.
هناك جماعة، ونتيجة لرواسب عادات الجاهليّة من جهة، وغبار الأفكار الغربيّة
المغايرة من جهة اُخرىٰ فقد ابتلوا بمانعين أحدهما علميّ والآخر عمليّ بحيث منعاهم
من رؤية وفهم نور الوحي:
﴿كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا
كَانُوا يكْسِبُون﴾1،
﴿فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَىٰ الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَىٰ الْقُلُوبُ الَّتِي فِي
الصُّدُور﴾2
﴿وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْي عَن ضَلاَلَتِهِم﴾3 فبما انّهم ليسوا
مبصرين فهم محجوبون عن الرؤية العلميّة لنور الوحي وإدراك ضياء الإلهام الإلهيّ:
﴿وَطُبِعَ
عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَيفْقَهُون﴾4،
﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لاَيفْقَهُونَ بِهَ﴾.5
إذن عدم رؤية الشيء لاتدلّ علىٰ عدم وضوحه، لأنّ عدم رؤية الشيء يمكن أن تكون نتيجة
(لكون المرئيّ مظلماً) وقد تكون بسبب (عمىٰ الناظر)، لكنّ رؤية الشيء دليل علىٰ
أمرين: أحدهما انّ المرئيّ واضح والآخر انّ الناظر بصير. وقد بيّن الله سبحانه انّ
القرآن واضح مُبين، وانّ الفاهمين المدركين له مبصرون وسامعون:
﴿لِمَن كَانَ لَهُ
قَلْبٌ أَوْ أَلْقَىٰ السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد﴾6، وانّ المحجوبين عن فهمه عمي وصُمّ
وعلىٰ قلوبهم أكِنَّة، وطبع علىٰ قلوبهم، وختم علىٰ قلوبهم.
تنويه: انَّ تفسير القرآن بالقرآن يطرح هنا للبحث بعنوان انّه منهج واُسلوب، وكون
القرآن مصدراً دينيّاً غير كونه منهجاً تفسيريّاً ولكلٍّ حكمه الخاصّ به. وإن كان
في خلال البحث عن اسلوب تفسير القرآن بالقرآن سيتمّ الاستعانة بالقرآن كمصدر، ولاشكّ
انّ مصادر مباني أحكام الدين هي الكتاب وسنّة المعصومين عليهم السلام والعقل. أمّا
الإجماع فهو يرجع إلىٰ السنّة وليس في مقابلها.
حجّية تفسير القرآن بالقرآن:
كان السؤال الأوّل حول طريقة تفسير (القرآن بالقرآن) هو: هل انّ مثل هذا التفسير
حجّة ومعتبر أم لا؟ وفي الجواب يجب أن يقال انّ بعض الاُمور لاحجّية لها أصلاً مثل
(شهادة الفاسق) إذ ليس لها أيّةُ قيمة في محكمة القضاء الإسلاميّة، وبعض الاُمور
لها حجيّة، لكنّها لاتبلغ نصاب الحجيّة والإعتبار بمفردها، مثل شهادة (العدل الواحد)
في المحكمة، حيث انّ هذه الشهادة معتبرة وحجّة في الجملة لا بالجملة. ولذلك يقال
عنها بأنّها مؤهّلة للإعتبار ولها حجيّة شأنيّة، أي لو ضُمّت إليها شهادة عدل آخر
فإنّ ما كان مؤهّلاً للإعتبار وله الشأنيّة للإحتجاج يبلغ نصاب الفعليّة، لكنَّ
حجيّة "شهادة العدلين" وإن كانت علىٰ نحو الإستقلال، ولكنّها ليست علىٰ نحو
الإنحصار؛ لأنّ هناك حججاً اُخرىٰ موجودة في مقابل حجيّة شهادة العدلين، فمثلاً قد
تقوم أحياناً شهادة عدلين آخرين في مقابل شهادة هذين العدلين، وكلّ منهما حجّة
مستقلّة، ولكنّ أَيّاً منهما ليس حجّة منحصرة، وكذلك حجيّة اُمور اُخرىٰ في مقابل
حجيّة شهادة العدلين مثل علم القاضي ويمين المنكر.
انّ القرآن الكريم من حيث انّه كلام الله سبحانه وهو يثبت بإعجازه دعوىٰ انتسابه
الىٰ الله سبحانه فهو يعدّ من المصادر الدينيّة الّتي تكون حجيّتها ذاتيّة كحجيّة
القطع، والنتيجة الحاصلة من التدبّر فيه والجمع بين آياته المتناسبة مع بعضها حجّة
بالتأكيد، وليست هي مردودة أبداً كشهادة الفاسق حتّىٰ لاتكون حجّة أصلاً، لكنّ
مواضيع القرآن بعضها تكون نصوصاً قطعيّة وبعضها ظواهر وظنّية، والقسم الأوّل (حجّة
قطعيّة) والقسم الثاني (حجّة ظنّية). وعلىٰ كلّ حال، فإنّ القرآن الكريم هو كلام
صاحب الشريعة وهو في مجال الحجيّة ليس مديناً لأحد سواه، وحجيّته ذاتيّة.
استقلال القرآن في الحجيّة وتبيين المعارف:
والسؤال الثاني حول تفسير القرآن بالقرآن قد كان مفاده هو انّ هذا التفسير علىٰ فرض
حجيّته، فهل انّ حجيّته (فعليّة) أم (شأنيّة). وفي الجواب يجب أن يقال: انّ القرآن
(النتيجة الحاصلة من تفسير القرآن بالقرآن) ليس جزءاً من حجّة ولا هو نصف دليل كي
يكون في أصل اعتباره وحجيّته محتاجاً إلىٰ ضميمة، وبدون إنضمام تلك الإضافة يصبح
كشهادة العَدْل الواحد الّذي تكون حجيّته مؤهّلة للإعتبار وشأنيّة وليست فعليّة،
لأنّ تلك الضميمة هي السنّة، والسنّة أوّلاً: مدينة للقرآن في أصل حجيّتها. وثانياً:
لاتكون معتبرة وحجّة إلاّ عندما يُعرض محتواها علىٰ القرآن ويثبت عدم اختلافها مع
القرآن بأيّ وجه من الوجوه (في خصوص السنّة غير القطعيّة). إذن فمن المؤكّد انّ
نتيجة البحث القرآنيّ يجب أن تكون حجّة بالفعل قبل عرض الحديث عليها وذات اعتبار
مستقلّ وغير محتاجة الىٰ ضميمة، حتّىٰ يتيسّر أن تكون ميزاناً لتقييم السنّة. إذن
فحجيّة القرآن كحجيّة شهادة العدلين الّتي تُعرف اصطلاحاً (بالبيّنة العادلة)،
فعليّة ومستقلّة وصالحة للإستدلال.
انّ القرآن الكريم مستقلّ في أصل الحجيّة، ومستقلّ في تبيين الخطوط العامّة لمعارف
الدين أيضاً، أي انّ حجيّته ذاتيّة، وهو يقبل التفسير بنفسه، وإن كانت الأفكار
والمعلومات الخارجيّة مؤثّرة في فهم القرآن علىٰ نحو المبدأ القابليّ. والمخاطَبون
بالقرآن لكي يستطيعوا استثمار ظواهر القرآن والإنتفاع بها فإنّهم لايحتاجون إلىٰ
ثروة أوسع من العلوم الأساسيّة المؤثّرة في فهم القرآن ومن القلب غير المعتم بظلمة
الذنوب.
انّ استقلال القرآن الكريم في الحجيّة وتبيين المعارف وكذلك إتقان طريقة تفسير
القرآن بالقرآن يمكن اثباتهما بعدد من الأدلّة:
1. انّ القرآن الكريم وكما مرّ في الفصل الأوّل يعرّف نفسه بأنّه نور:
﴿قَدْ
جَاءَكُم مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِين﴾7،
﴿وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي
أُنْزِلَ مَعَه﴾8 وأجلىٰ صفات النور هو أنّه واضح نيِّر بنفسه وموضّح أيضاً لغيره
أي انّه في كونه بيّناً في نفسه ومبيِّناً للأشياء الاُخرىٰ غير محتاج للغير.
انّ مقتضىٰ كون القرآن نوراً هو أنّه لايحتاج إلىٰ الغير لا في كونه نيِّراً بنفسه
ولا في إنارته لغيره، لأنّه لو كان محتاجاً إلىٰ مبيِّن آخر فإنّ ذلك المبيِّن
سيكون هو الأصل وسيكون القرآن الكريم فرعاً وتابعاً له، وكون القرآن فرعاً وتابعاً
لا يتلاءم مع كونه نوراً.
من جهةٍ اُخرىٰ فممّا لاريب فيه انّ الكثير من معارف القرآن تحصل بواسطة ضمّ آيتين
أو أكثر، ولايتيسّر الوصول إلىٰ تلك المعرفة بواسطة الآية الواحدة بمفردها. فكون
القرآن نوراً يوجب ان يتمّ البحث سويّة في جميع الآيات الّتي تبيّن الحدود والقيود
والقرائن المتعلّقة بموضوع ما كي لا يبقىٰ في القرآن موضوع معتم ومبهم في أيّ قسم
من الأقسام.
2. انّ احدىٰ صفات القرآن الكريم هي: (تبيان لكلّ شيء):
﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيكَ
الْكِتَابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيء﴾9 فالكتاب المبيّن لجميع العلوم والمعارف
الضروريّة والمفيدة للبشر أو المبيّن لجميع حقائق عالم الخلق لايحتاج إلىٰ الغير في
تبيين نفسه، بل هو في بيان نفسه معتمد علىٰ ذاته، وبعض آياته يبيّن البعض الآخر
ويفسّرها، وإلاّ فالكتاب الّذي لايكون تبياناً لنفسه، كيف يمكنه أن يكون تبياناً
لكلّ شيء آخر؟
وينبغي الإنتباه إلىٰ أنّ المقصود من قولنا: (إنّ القرآن من حيث انّه تبيان كلّ شيء
فهو مبيّن لنفسه أيضاً) ليس هو انّ كلّ آية بما أنّها تبيان كلّ شيء فهي مبيّنة
لنفسها أيضاً، بل المقصود من ذلك هو أنّ (مجموع القرآن) بما انّه تبيان لكلّ شيء
فهو تبيان لنفسه أيضاً. وعليه فإنّ نقص كلّ آية يكتمل حتماً بآية اُخرىٰ وعن طريق
الجمع النهائيّ لجميع الآيات المتناسبة مع بعضها في اللفظ والمعنىٰ ينبثق المعنىٰ
الواضح لتلك الآيات.
3. إنّ القرآن الكريم وإلىٰ جانب دعوته الناس إلىٰ التدبّر فهو يدّعي الإنتساب إلىٰ
الله سبحانه وانّه منزّه من أيّ نوع من أنواع الاختلاف والتناقض الداخليّ.
وإنّ لله سبحانه نحوين من البيان حول الإنسجام والتوافق الشامل الموجود في القرآن
بعضه مع البعض الآخر: أحدهما ناظر إلىٰ عدم اختلاف آيات القرآن المجيد فيما بينها،
والآخر يتعلّق بانعطاف آيات القرآن علىٰ بعضها وميل بعضها إلىٰ البعض، أمّا البيان
الأوّل فيستفاد من الآية:
﴿أَفَلاَ يتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ
عِندِ غَيرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِير﴾10 لأنّ مفاد الآية
المذكورة دعوة الجميع إلىٰ التدبّر التامّ في جميع الكتاب الّذي نزل خلال مايقرب من
ربع قرن في الظروف الصعبة والمواتية وفي الحرب والسلم وفي الغربة والوطن وفي
السرّاء والضرّاء وفي الشدّة والرخاء وفي الهزيمة والنصر، وبالنتيجة فإنّه قد نزل
منسجماً وعلىٰ نسق واحد في ظروف سياسيّة وعسكريّة واجتماعيّة مختلفة. وتحليل القياس
الاستثنائي المستفاد من هذه الآية وتقرير تلازم المقدّم والتالي وتقريب بطلان
التالي واستنتاج بطلان المقدم من ابطال التالي يكون بالاستمداد من العقل البرهانيّ
الّذي هو من المصادر الغنيّة والقويّة لتفسير القرآن الكريم وهو من داخل الدين لا
من خارجه كما سيأتي بيانه في فصل التفسير بالرأي. فالمقصود هو انّ الآية المذكورة
تحثّ علىٰ التدبّر في كلّ القرآن وتطرح دعوىٰ عدم الاختلاف علىٰ نحو السالبة
الكليّة، وتعتبر نتيجة ذلك التدبّر الشامل اثبات صحّة هذه الدعوىٰ، وترفق الادّعاء
المذكور بتلك البيّنة والشهادة الصادقة.
أمّا البيان الثاني لله سبحانه فهو مستنبط من الآية:
﴿اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ
الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِي تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ
يخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللهِ
ذٰلِكَ هُدَىٰ اللهِ يهْدِي بِهِ مَنْ يشاءُ وَمَنْ يضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ
هاد﴾11، لأنّ محتوىٰ الآية الكريمة المذكورة هو انّ جميع آيات القرآن المجيد تكون
من جهة شبيهة بعضها بالبعض ومتجانسة ومتّسقة، ومن جهة اُخرىٰ هي منثنية ومنعطفة
ومتمايلة بعضها علىٰ بعض. ومعنىٰ انثناء وانعطاف وميل مواضيع الكتاب العلميّ هو انّ
أيّ موضوع فيه يصبح مشروحاً أو أبسط شرحاً بواسطة الموضوع الآخر أو يصبح به واضحاً
أو اشدّ وضوحاً. ومثل هذا الكتاب الّذي تكون جميع آياته متمايلة بعضها مع البعض هو
بالتأكيد مُفسّر ومُبيّن بعضه لبعض، وهو المفصِّل والشارح الداخليّ لنفسه.
انّ الدعوة الىٰ التدبّر وادّعاء النزاهة من الاختلاف كما هو شاهد ناطق علىٰ
عموميّة فهم القرآن فإنّه من أفضل الشواهد علىٰ استقلال القرآن في الحجيّة وتبيين
المعارف وأيضاً علىٰ صحّة وكفاءة اُسلوب تفسير القرآن بالقرآن، لأنّ آيات القرآن لو
كانت منقطعة الصلة فيما بينها وكان كلّ منها ناظراً إلىٰ مطلب خاصّ ولم تكن تربط
بينها علاقات مثل الإطلاق والتقييد، التعميم والتخصيص، التأييد والتبيين والشرح
والتفصيل، لما كان ايّ منها موافقاً ولا مخالفاً للآخر، حيث لايوجد فيما بينها عامل
مشترك ولا علاقة دلاليّة كلاميّة وقوليّة، والموافقة والمخالفة فرع العلاقة
والترابط والميل المشترك، في حال انّ إدعاء كون الآيات منسجمة يشعر بوجود الارتباط
والعلاقة، كما انّ دعوىٰ نفي الاختلاف هي من قبيل عدم الملكة. فلابدّ اذاً من وجود
ترابط فيما بين الآيات. وحينئذٍ يمكن القول: انّ مثل هذا الكتاب لو كان محتاجاً في
بيان مسائله إلىٰ غيره لأصبح برهان هذه الآية الكريمة واستدلالها غير تامّ.
توضيح ذلك: هو انّ مخالفي القرآن إذا كانوا يدَّعون وجود الاختلاف فيه ولم يمكن دفع
شبهاتهم عن طريق الدلالة اللفظيّة للقرآن الكريم وباُسلوب تفسير القرآن بالقرآن،
فلن يجدي ايّ طريق آخر لحلّ هذا الاختلاف المتوهّم، كالإرجاع إلىٰ النبيّ الأكرم
صلى الله عليه وآله ونفي النبيّ هذا الاختلاف الداخليّ دون شاهد من ألفاظ القرآن،
وبيانه المراد من الآية بنحو ليس فيه تقابل بين الآيات، فالمخالفون الذين لايعتقدون
بعصمة النبيّ صلى الله عليه وآله وصدقه سوف لن يقتنعوا بذلك.
وبعبارة اُخرىٰ فإنّ رفع الاختلاف المتوهّم بواسطة مرجع كالنبيّ الأكرم صلى الله
عليه وآله انّما يقنع المعتقدين بنبوّته وعصمته فحسب. في حين انّ المحور الأصليّ
والمخاطبين الأساسيّين في خطاب هذه الآية هم المخالفون لدعوىٰ الرسول الاكرم صلى
الله عليه وآله والمنكرون لصحّة دعوته، وهم الأفراد الّذين لايؤمنون بنبوّته وعصمته
ولا يقبلون حكمه دون شاهد من القرآن.
* آية الله الشيخ جوادي آملي-بتصرّف
1- سورة المطفّفين، الآية 14.
2- سورة الحجّ، الآية 46.
3- سورة النمل، الآية 81.
4- سورة التوبة، الآية 87.
5- سورة الأعراف، الآية 179.
6- سورة ق، الآية 37.
7- سورة المائدة، الآية 15.
8- سورة الأعراف، الآية 157.
9- سورة النحل، الآية 89.
10- سورة النساء، الآية 82.
11- سورة الزمر، الآية 23.