(المراقبات،الملكي التبريزي): "واتفق في هذا الشهر من الأمور المهمة المهيجة
للأحزان أن يوم العشرين منه هو يوم أربعين الإمام الشهيد، عليه سلام الله الملك
المجيد، ومحتمل أن يكون دفن رأسه الشريف فيه أيضاً، وكيف كان يلزم على الرجل
المراقب أن يجعل يوم الأربعين يوم حزنه، ويسعى أن يزوره صلوات الله عليه عند قبره
ولو مرة في عمره.."
الحسين بن علي شاهد لكم عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أورد الشيخ الكفعمي
في المصباح عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنَّ أيام زائري الحسين عليه السلام
لا تُعدُّ من آجالهم".
وعنه عليه السلام:"من أتى عليه حول لم يأت قبر الحسين أنقص الله من عمره حولاً ولو
قلت: إن أحدكم لَيَموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقاً، و ذلك أنكم تتركون زيارته،
فلا تدعوا زيارته يمدُّ الله في أعماركم ويزيد في أرزاقكم وإذا تركتم زيارته نقص
الله من أعماركم وأرزاقكم، فتنافسوا في زيارته ولا تدعوا ذلك، فان الحسين بن علي
شاهد لكم عند الله وعند رسوله وعند علي وفاطمة عليهم السلام.
مصافحة الرسول الأكرم لزوار سيد الشهداء عليه السلام: وأما ما ورد من مصافحة الرسول
الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لزوار سيد الشهداء فتصوره يعتمد على التصديق بأمرين:
أحدهما: استمرار حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنه يرى ويسمع
ويفعل.
وثانيهما: أن القوانين الحاكمة لرؤيته وسماعه وفعله صلى الله عليه وآله وسلم
غير القوانين الحاكمة والمنظورة لدينا،لا أقل أن بعض تلك القوانين خاملة وغير فعالة
بحقه.هذا عندما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دار الدنيا وأما الآن فقوانين
حركته لا ريب أنها غير القوانين المعلومة لدينا ونظن بل نقطع أنها ستكون أكثر
فاعلية وتحرراً من قيود وارتباطات المادة ولذا فالسرعة والنفوذ إلى أعماق الأشياء
وملامستها عن بعد وقبول التخاطر مع الآخر البعيد مكاناً وزماناً كلها إمكانيات
متوفرة وفي النصوص الدينية الكثير مما يدل على تخطي وعبور المؤمن لقوانين عديدة من
قوانين عالم الدنيا والمادة فضلا عما ورد بشأن الأنبياء وأوصيائهم، وفي بعض الأخبار
ما يعطي الإشارة الكلية إلى ذلك منها قول الإمام الباقر عليه السلام "انَّ الله
عزوجل لا يُوصف وكيف يُوصف وقال في كتابه: "وما قدروا الله حق قدره فلا يُوصف
بقَدْرٍ إلا كان أعظمَ من ذلك، وانَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم لا يُوصف
وكيف يُوصف عبدٌ احتَجَبَ الله عزّوجلّ بسبع، وجعلَ طاعتَه في الأرض كطاعتِه..
وإنَّا لا نُوصف وكيف يُوصف قومٌ رفعَ الله عنهم الرِّجس وهو الشَّكُ. والمؤمن لا
يُوصف وانَّ المؤمنَ ليلقىَ أخاهُ فيصافِحُه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب
تتحاثُّ عن وجوههما كما يتحاثُّ الورقُ عن الشجر". إذن فالمؤمن لا يقدَّر ولا
يحدَّد بحسب ما نعلم من تقدير وحساب فكيف الأمر مع خاتم الأنبياء والمرسلين وأهل
بيته مع ما لهم من الخصائص والمقامات العظيمة؟ فمصافحة الرسول صلى الله عليه وآله
وسلم لزوار الحسين عليه السلام أمر يسير جداً بحسبه صلى الله عليه وآله وسلم غايته
أننا لا نشعر بها مادياً لأنها قدر من عالم آخر.
عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: "يا معاوية لا تدع
زيارة الحسين عليه السلام لخوف، فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان
عنده، أما تحب ان يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم وعلي وفاطمة والأئمة عليهم السلام، أما تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما
مضى ويغفر لك ذنوب سبعين سنة، أما تحب أن تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب
تتبع به، أما تحب أن تكون غداً ممن يصافحه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "