قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الْخَيْرُ كُلُّه فِي السَّيْفِ
وتَحْتَ ظِلِّ السَّيْفِ ولَا يُقِيمُ النَّاسَ إِلَّا السَّيْفُ والسُّيُوفُ
مَقَالِيدُ الْجَنَّةِ والنار". وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "لِلْجَنَّةِ بَابٌ
يُقَالُ لَه بَابُ الْمُجَاهِدِينَ يَمْضُونَ إِلَيْه فَإِذَا هُوَ مَفْتُوحٌ وهُمْ
مُتَقَلِّدُونَ بِسُيُوفِهِمْ والْجَمْعُ فِي الْمَوْقِفِ، والْمَلَائِكَةُ
تُرَحِّبُ بِهِمْ ثُمَّ قَالَ فَمَنْ تَرَكَ الْجِهَادَ أَلْبَسَه الله عَزَّ وجَلَّ
ذُلاًّ وفَقْراً فِي مَعِيشَتِه ومَحْقاً فِي دِينِه، إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ
أَغْنَى أُمَّتِي بِسَنَابِكِ خَيْلِهَا ومَرَاكِزِ رماحها" وقال صلى الله عليه
وآله وسلم: "خُيُولُ الْغُزَاةِ فِي الدُّنْيَا خُيُولُهُمْ فِي الْجَنَّةِ وإِنَّ
أَرْدِيَةَ الْغُزَاةِ لَسُيُوفُهُمْ." وقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم
"أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ عليه السلام بِأَمْرٍ قَرَّتْ بِه عَيْنِي وفَرِحَ بِه
قَلْبِي قَالَ يَا مُحَمَّدُ مَنْ غَزَا مِنْ أُمَّتِكَ فِي سَبِيلِ الله
فَأَصَابَه قَطْرَةٌ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ صُدَاعٌ كَتَبَ الله عَزَّ وجَلَّ لَه
شَهَادَة".
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ الله عَلَيْه: "أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ
الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَه الله لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِه،
وسَوَّغَهُمْ كَرَامَةً مِنْه لَهُمْ ونِعْمَةٌ ذَخَرَهَا والْجِهَادُ هُوَ لِبَاسُ
التَّقْوَى ودِرْعُ الله الْحَصِينَةُ وجُنَّتُه الْوَثِيقَةُ،فَمَنْ تَرَكَه
رَغْبَةً عَنْه أَلْبَسَه الله ثَوْبَ الذُّلِّ وشَمِلَه الْبَلَاءُ، وفَارَقَ
الرِّضَا ودُيِّثَ بِالصَّغَارِ والْقَمَاءَةِ وضُرِبَ عَلَى قَلْبِه بِالأَسْدَادِ،
وأُدِيلَ الْحَقُّ مِنْه بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ،وسِيمَ الْخَسْفَ ومُنِعَ النَّصَفَ
أَلَا وإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هَؤُلَاءِ، الْقَوْمِ لَيْلاً
ونَهَاراً وسِرّاً وإِعْلَاناً وقُلْتُ لَكُمْ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ
فَوَالله مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا.. حَتَّى
لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ ولَكِنْ لَا
عِلْمَ لَه بِالْحَرْبِ لِله أَبُوهُمْ وهَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا
مِرَاساً وأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا ومَا بَلَغْتُ
الْعِشْرِينَ وهَا أَنَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ ولَكِنْ لَا رَأْيَ
لِمَنْ لَا يُطَاعُ".
عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ بَعَثَ رَسُولَه
- بِالإِسْلَامِ إِلَى النَّاسِ عَشْرَ سِنِينَ فَأَبَوْا أَنْ يَقْبَلُوا حَتَّى
أَمَرَه بِالْقِتَالِ فَالْخَيْرُ فِي السَّيْفِ وتَحْتَ السَّيْفِ والأَمْرُ
يَعُودُ كَمَا بَدَأَ. إنما كانَ الخيرُ كلُّه في السّيف وتحتَ ظلّ السيف لأنه به
يُسلم الكفّار، وبه يستقيمُ الفُجَّار، وبه ينتظمُ أمور الناس لما فيه من شدّة
البأس، وبه يُثاب الشهداء، وبه يكون الظَفَرُ على الأعداء، وبه يغنمُ المسلمون،
ويفئُ إليهم الأرضون، وبه يأمن الخائفون، وبه يَعبدُ الله المؤمنون.
"مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ اسْتَشْعِرُوا الْخَشْيَةَ - وتَجَلْبَبُوا السَّكِينَةَ
وعَضُّوا عَلَى النَّوَاجِذِ، فَإِنَّه أَنْبَى لِلسُّيُوفِ عَنِ الْهَامِ
وأَكْمِلُوا اللأْمَةَ - وقَلْقِلُوا السُّيُوفَ فِي أَغْمَادِهَا قَبْلَ سَلِّهَا
- والْحَظُوا الْخَزْرَ واطْعُنُوا الشَّزْرَ - ونَافِحُوا بِالظُّبَى وصِلُوا
السُّيُوفَ بِالْخُطَا - واعْلَمُوا أَنَّكُمْ بِعَيْنِ الله ومَعَ ابْنِ عَمِّ
رَسُولِ الله - فَعَاوِدُوا الْكَرَّ واسْتَحْيُوا مِنَ الْفَرِّ - فَإِنَّه عَارٌ
فِي الأَعْقَابِ ونَارٌ يَوْمَ الْحِسَابِ - وطِيبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ نَفْساً -
وامْشُوا إِلَى الْمَوْتِ مَشْياً سُجُحاً - وعَلَيْكُمْ بِهَذَا السَّوَادِ
الأَعْظَمِ والرِّوَاقِ الْمُطَنَّبِ - فَاضْرِبُوا ثَبَجَه فَإِنَّ الشَّيْطَانَ
كَامِنٌ فِي كِسْرِه - وقَدْ قَدَّمَ لِلْوَثْبَةِ يَداً وأَخَّرَ لِلنُّكُوصِ
رِجْلًا - فَصَمْداً صَمْداً حَتَّى يَنْجَلِيَ لَكُمْ عَمُودُ الْحَقِّ -
﴿ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ
وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
﴾."