مرتبة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام الالهية بين المعصومين: بالرجوع الى بحوث علماء المسلمين العقائدية، وبشرط التمييز
بين المسلم السنيّ أو الشيعيّ، وبين مدّعي الاسلام من الوهابيين والنواصب يتضح غاية
الوضوح ان مرتبة الصدّيقة الكبرى سلام الله عليها هي فوق مراتب جميع الانبياء ما
عدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ما هو سر هذه العظمة:
عند البحث عن محاور هذه العظمة الفاطمية المحمديّة يمكن تسجيل المحاور التالية:
اليقين: بمقتضى قوله تعالى ﴿ إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾
يتعيّن ان يكون مقياس مرتبة الموحّد هو يقينه بالله تعالى، لأنّ اليقين فوق التقوى
بدرجة،أي انّ التقوى تتعاظم فتكون يقيناً، وبما ان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم سيّد الموقنين فمن الطبيعي ان تكون بضعته صلى الله عليه واله مناليقين في
المقام الاول.
العبادة: أشْبَهَت في العبادة سيّد النبيين صلى الله عليه وآله وسلم وقد
عُرف عن الحسن البصري قوله"لم يكن في هذه الامة أعبد من فاطمة عليها السلام".
العلم: إعلم انّ مِن الخَلق من ارتضاهم الله تعالى وأظهرهم على غيبه، ومن الواضح ان
الصدّيقة الزهراء عليها السلام هي واسطة العُقَد المحمديّة في سادة المعصومين عليهم
السلام وفي ما روي عنها عليها السلام من كنوز العلم ما يَعجز كبار العلماء ادّعاء
استيعابه، بل يقفون علىأعتابه يحاولون استلهامه ولو لك يكن الا خطبتها في المسجد
النبوي بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم لكفى بها دليلاً على علم لَدُّنّي .وهو
تجليّ علم مدينة العلم ونفسه صلى الله عليه وآله وسلم .
تجلي اللانسان الكامل: تحدّث عن هذه الحقيقة المحورية المركزية الامام
الخميني المقدس مُبيّناً ما خلاصته: انّ الاربعة عشر معصوماً يُقال لكلّ
منهم"الانسان الكامل"الا انّ الثلاثة عشر معصوماً ينطبق عليهم هذا الوصف بالتبع
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي هووحده الانسان الكامل على الاطلاق أي
بدون اتّباع احد من البشر.وعليه فان المحاور المغيَّبة في معرفة عظمة الصديقة
الكبرى انّها عليها السلام الانسان الكامل بالتبعية لأبيها صلى الله عليه وآله وسلم
الذي هو الانسان الكامل على الاطلاق.
القيادة الاهية المعنوية لمسيرة البشرية عبر القرون: اوضح المعاني انّ
الزهراء عليها السلام من سادة المعصومين عليهم السلام . وانها في طليعة القادة
الالهيين الذين حملوا الهدى الالهي للاجيال، وقد تجلت هذه القيادة في الدنيا في
مظاهر عديدة منها : توسل الانبياء عليهم السلام بها حيثثبت ان جميع الانبياء توسلوا
بمحمد وال محمد .كما روي عن الامام الصادق عليه السلام "وعلى معرتها دارت القرون
الاولى" والتجلي الأعظم لقيادتها الالهية ستكون عبر شفاعتها يوم القيامة وما ادراك
ما شفاعة فاطمة سلام الله عليها.
اللهم اكتبنا من شفعائها وافطمنا عن النار يوم القيامة ببركتها، واحشرنا مع محمد
وال محمد، والعن من اذاها من الاولين والاخرين الى قيام يوم الدين .ونرفع العزاء
لمولانا صاحب الزمانعجل الله تعالى فرجه الشريف وجميع العلماء المبلغين والموالين
بهذا المصاب الجلل وعظم الله اجوركم.