في آداب شهر الله تعالى "...إذا كانَ شهرُ رمضان، لم يتكلَّم فيه إلَّا بالدّعاء"
ـــــ الحرّ العامليّ قدّس سرّه ـــــ
بعضٌ من آداب الشّهر الكريم، من تلاوةٍ، وذكرٍ، وعبادةٍ، أوردَها الشّيخ محمّد بن
الحسن الحرّ العامليّ (ت: 1104 للهجرة)، في الفصل السّادس من أحكام الصَّوم في
كتابه (هداية الأمّة إلى أحكام الأئمّة)، اخترنا منها، باختصار، العناوين الآتية:
1- كثرةُ تلاوة القرآن الكريم فيه:
* قال الإمام الباقر عليه السّلام: "لِكُلِّ شَيْءٍ رَبِيعٌ، ورَبِيعُ
الْقُرْآنِ شَهْرُ رَمَضَانَ".
* ورُوي: أنّ من قرأ آيةً في شهر رمضان ، كان كمن ختم القرآن في غيره.
* وقيلَ له عليه السّلام: أقرأُ القرآن في شهر رمضان في ليلة؟ قال: لا. قيل: ففي
ليلتَين؟ قال: لا. قيل: ففي ثلاث؟ فقال: بَلَى.
2- الدّعاء عند رؤية الهلال:
كان رسول الله صلّى الله عليه وآله إذا أهلّ هلالُ شهر رمضان، استقبل
القبلة، ورفع يديه فقال: "أللَّهمّ أَهِلَّه عَلَينا بِالأَمنِ، والإيمانِ،
والسّلامةِ، والإسلامِ، والعافيةِ المجلَّلةِ، والرّزقِ الواسعِ، ودَفْعِ الأسقامِ،
اللَّهمّ ارزُقنا صيامَهُ، وقيامَهُ، وتلاوةَ القرآنِ فيه، أللَّهمّ سلَّمه لنا،
وتسلَّمه منّا وسلَّمنا فيه" .
3- كثرة الدّعاء والاستغفار:
* قال أمير المؤمنين عليٌّ عليه السّلام: "عَلَيْكُمْ فِي شَهْرِ
رَمَضَانَ بِكَثْرَةِ الاسْتِغْفَارِ والدُّعَاءِ، فَأَمَّا الدُّعَاءُ فَيُدْفَعُ
بِه عَنْكُمُ الْبَلَاءُ، وأَمَّا الِاسْتِغْفَارُ فَتُمْحَى به ذُنُوبَكُمْ".
* وكان عليّ بن الحسين عليه السّلام: "إذا كانَ شهرُ رمضانَ لم يتكلَّم فيه
إلَّا بالدّعاء، والتّسبيح، والاستغفار، والتّكبير".
4- أنواعُ الذّكر:
قال الإمام الصّادق عليه السّلام: "رمضان شهرُ الله، استَكثِروا فيه
من التّهليل، والتّكبير، والتّحميد، والتّسبيح، وهو ربيعُ الفقراء" .
5- في ليلة القدر:
* قال الإمام الصّادق عليه السّلام: "مَن قرأَ سورةَ (العنكبوت)
و(الرّوم) في ليلةِ ثلاث وعشرين من شَهر رمضان، فهُو واللهِ من أهلِ الجنّة، لا
أَستثني فيه أبداً ولا أخافُ أن يكتبَ اللهُ عَلَيَّ في يميني إثماً، وانّ لهاتَين
السّورتين من الله مكاناً".
6- دعاء الوداع في آخر ليلة منه أو في آخر جمعة منه، فإنْ
خاف أن ينقص الشّهر، جعلَه في ليلتَين:
* كتب رجلٌ إلى الإمام المهديّ عليه السّلام، يسأله عن وداع شهر رمضان
فقد اختُلِف فيه، فقيل: يُقرَأ في آخرِ ليلةٍ منه، وقيل: في آخرِ يومٍ، فوقّعَ عليه
السّلام: "العملُ في شهرِ رمضان في لياليه، والوداعُ يقعُ في آخِر ليلةٍ منه،
فإنْ خافَ أنْ ينقصَ الشّهر، جعلَه في ليلتَين".
* ورُوي: [أنّه يقال] في آخر جمعةٍ منه: "أللَّهمّ لا تَجعله آخرَ العهدِ مِن
صيامِنا إيّاه، فإنْ جعلتَهُ فاجعَلْني مرحوماً ولا تَجعلني محروماً، فإنّه مَن قال
ذلك، ظَفَر بإحدى الحُسْنَيَين، إمّا ببلوغِ شهر رمضان مِن قابل، وإمّا بغفرانِ
الله ورحمتِه".