«اللَّهُمَّ اضْرِبْه بِسَهْمٍ
عَاجِلٍ تَشْغَلْه بِه عَنِّي»
الدّعاء لشدّة البلاء، ولهلاك العدوّ
ما يلي، ثلاثةٌ من قصار الأدعية المرويّة عن الإمام الصادق، عليه السلام، أوردها
السيّد محمّد مهديّ بحر العلوم في الجزء الأوّل من كتابه (الفوائد الرجاليّة)، ضمن
ترجمته لآل حيّان التغلبيّ، ومنهم راويا هذه الأدعية، يونسُ وإسحاق ابْنا عمّار
التغلبيّ.
في باب الدّعاء للعِلل، وشدّة ابتلاء المؤمن
«في الصّحيح: عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله عليه
السَّلام: جُعِلتُ فداك، إِنَّ هَذَا الَّذِي ظَهَرَ بِوَجْهِي، يَزْعُمُ النَّاسُ
أَنَّ اللهَ، عزَّ وجلَّ، لَمْ يَبْتَلِ بِه عَبْداً لَه فِيه حَاجَةٌ، قَالَ،
فَقَالَ لِي:
لا، لَقَدْ كَانَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ مُكَنَّعَ الأَصَابِعِ [مكنّع الأصابع -
بالتشديد - مُشنّجها ومُنقبضها من اليُبس] فَكَانَ يَقُولُ هَكَذَا، ويَمُدُّ
يَدَيْه، ويَقُولُ: ﴿..يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ يس:20.
ثُمَّ قَالَ لِي: إِذَا كَانَ الثُّلُثُ الأَخيرُ مِنَ اللَّيْلِ، فِي أَوَّلِهِ
فَتَوَضَّأْ، وقُمْ إِلَى صَلَاتِكَ الَّتِي تُصَلِّيهَا، فَإِذَا كُنْتَ فِي
السَّجْدَةِ الأَخِيرَةِ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ فَقُلْ وأَنْتَ سَاجِدٌ:
(يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ، يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ، يَا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ،
ويَا مُعْطِيَ الْخَيْرَاتِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَعْطِنِي مِنْ
خَيْرِ الدُّنْيَا والآخِرَةِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي مِنْ شَرِّ
الدُّنْيَا والآخِرَةِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، وأَذْهِبْ عَنِّي هَذَا الْوَجَعَ –
وتُسَمِّيه - فَإِنَّهُ قَدْ غَاظَنِي وأَحْزَنَنِي)، وأَلِحَّ فِي الدُّعَاءِ.
قَالَ: فَمَا وَصَلْتُ إِلَى الْكُوفَةِ حَتَّى أَذْهَبَ اللهُ، جَلَّ وَعَزَّ،
عَنِّي كُلَّه».
في باب الدّعاء على العدوّ
«في الصّحيح: عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله عليه
السّلام: إِنَّ لِي جَاراً مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ آلِ مُحْرِزٍ قَدْ نَوَّهَ بِاسْمِي
وشَهَرَنِي، كُلَّمَا مَرَرْتُ بِه قَالَ: هَذَا الرَّافِضِيُّ يَحْمِلُ الأَمْوَالَ
إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَقَالَ لِي:
ادْعُ اللهَ عَلَيْهِ إِذَا كُنْتَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ - وأَنْتَ سَاجِدٌ فِي
السَّجْدَةِ الأَخِيرَةِ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ - فَاحْمَدِ اللهَ،
عَزَّ وجَلَّ، ومَجِّدْه، وقُل: (اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ قَدْ
شَهَرَنِي ونَوَّهَ بِي وغَاظَنِي وعَرّضَنِي لِلْمَكَارِه، اللَّهُمَّ اضْرِبْهُ
بِسَهْمٍ عَاجِلٍ تَشْغَلْهُ بِهِ عَنِّي، اللَّهُمَّ وقَرِّبْ أَجَلَهُ، واقْطَعْ
أَثَرَهُ، وعَجِّلْ ذَلِكَ يَا رَبِّ السَّاعَةَ السَّاعَةَ).
قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا الْكُوفَةَ قَدِمْنَا لَيْلاً، فَسَأَلْتُ أَهْلَنَا
عَنْه، قُلْتُ: مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَقَالُوا: هُوَ مَرِيضٌ، فَمَا انْقَضَى آخِرُ
كَلَامِي حَتَّى سَمِعْتُ الصِّيَاحَ مِنْ مَنْزِلِه، وقَالُوا: قَدْ مَاتَ.
وفيه، عَنْ إِسْحَاقِ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله،
عليه السّلام، جَاراً لِي ومَا أَلْقَى مِنْه، قَالَ: فَقَالَ لِيَ: ادْعُ عَلَيْه.
قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَلَمْ أَرَ شَيْئاً، فَعُدْتُ إِلَيْه فَشَكَوْتُ إِلَيْه،
فَقَالَ لِيَ: ادْعُ عَلَيْه، قَالَ: فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ فَعَلْتُ
فَلَمْ أَرَ شَيْئاً.
فَقَالَ: كَيْفَ دَعَوْتَ عَلَيْه؟ فَقُلْتُ: إِذَا لَقِيتُه دَعَوْتُ عَلَيْهِ،
فَقَالَ: ادْعُ عَلَيْهِ إِذَا أَقْبَلَ واسْتَدْبَرَ، فَفَعَلْتُ فَلَمْ أَلْبَثْ
حَتَّى أَرَاحَ اللهُ مِنْهُ».
المراد بالعدوّ مَن ينصب العداء لأهل البيت عليهم السّلام، فقد أجمع المسلمون على
أنّه ليس مسلماً.
* السيّد بحر العلوم قدّس سرّه