ما يُصرَف به شرّ الدنيا والآخرة
من دوام النّعمة، ودفع المرض، وكشف الغموم
في (روضة الكافي) عن الإمام الصّادق عليه السّلام: «.. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَمْ
يَذْكُرْهُ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ، إِلَّا ذَكَرَهُ بِخَيْرٍ..». ومن
ذلك «الخَير» ما تضافرتْ فيه الرّوايات من آثار الأذكار والدَّعَوات في تفريج
الهموم، ودفْع البلايا، وشفاء الأمراض..وفي ما يلي مختارات لمأثورات في هذا الباب
من كتاب (الدَّعَوات) أو (سلوة الحزين) للفقيه والمحدّث والمفسّر الكبير قطب الدين
الراوندي (ت: 573 للهجرة).
* عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيهِ السّلامُ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: مَنْ أَصْبَحَ وَلَا يَذْكُرُ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ
أَخَافُ عَلَيْهِ زَوَالَ النِّعْمَةِ:
أَوَّلُهَا: أَنْ يَقُولَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَرَّفَنِي نَفْسَهُ، وَلَمْ
يَتْرُكْنِي عَمْيَانَ الْقَلْبِ.
وَالثَّانِي: يَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ
صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ.
وَالثَّالِثُ: يَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ رِزْقِي فِي يَدَيْهِ، وَلَمْ
يَجْعَلْ رِزْقِي فِي أَيْدِي النَّاسِ.
وَالرَّابِعُ: يَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي سَتَرَ ذُنُوبِي وَعُيُوبِي، وَلَمْ
يَفْضَحْنِي بَيْنَ النَّاسِ (الخَلائِق)».
* وَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: (بِسْمِ اللهِ
الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ،
وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، لَمْ يَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ،
وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ يَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ».
* وَرُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ عَلَّمَ (قَبِيصَةَ
الْهِلَالِيَّ) أَنْ يَقُولَ دُبُرَ صَلَاةِ الْفَجْرِ: «سُبْحَانَ اللهِ
الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ
الْعَظِيمِ» عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَصْرِفُ اللهُ بِهِ عنه شَرَّ الدُّنْيَا. وَقَالَ
لَهُ: «قُلْ لِلْآخِرَةِ: اللهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ
فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ».
* وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصّادق عَلَيهِ السّلامُ: «إِذَا تَوَالَتْ عَلَيْكَ
الْهُمُومُ فَقُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ».
* وَرُوِيَ عن الكاظم عليه السلام أَنَّ: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ عِنْدَ
مَنَامِهِ، لَمْ يَخَفِ الْفَالِجَ».
* وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيهِ السّلامُ، قَالَ: «دَعَانِي رَسُولُ اللهِ
صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ! إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ
فَعَلَيْكَ بِالاسْتِغْفَارِ، وَالصَّلَاةِ عَلَيَّ، وَقُلْ: (سُبْحَانَ اللهِ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ. وَلَا حَوْلَ
وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ). وَأَكْثِرْ مِنْ قِرَاءَةِ (قُلْ
هُوَ اللهُ أَحَدٌ)، فَإِنَّهَا نُورُ الْقُرْآنِ. وَعَلَيْكَ بِقِرَاءَةِ آيَةِ
الْكُرْسِيِّ، فَإِنَّ فِي كُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا أَلْفَ بَرَكَةٍ وَأَلْفَ رَحْمَةٍ».
* وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ
وَالْحُسَيْنَ عَلَيهمَا السّلامُ، وَيَقُولُ: «أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ
التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ».
* وَقَالَ الصَّادِقُ عَلَيهِ السّلامُ: «لَا تَدَعْ أَنْ تَقُولَ فِي كُلِّ
صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ: (بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ)، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ إِصْرَافَ كُلِّ
سُوءٍ. وَتَقُولَ ثَلَاثاً عِنْدَ كُلِّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ: (اللهُمَّ إِنِّي
أَصْبَحْتُ فِي نِعْمَةٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ وَسَتْرٍ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَعَافِيَتَكَ وَسَتْرَكَ)».
* وَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ
جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً، وَمِنْ كُلِّ ضِيْقٍ مَخْرَجاً،
وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ».
* وَرُوِيَ أَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُسْتَجَابَ دُعَاؤُهُ فَلْيَقْرَأْ: ﴿ قُلِ
اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ
مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ
إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ
النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ
الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ آل
عمران:26-27.
* وَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: «يَقُولُ أَحَدُكُمْ إِذَا
فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ: (سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلَا
إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ)، فَإِنَّهُنَّ يَدْفَعْنَ مِيْتَةَ السَّوْءِ،
وَالْبَلِيَّةَ الَّتِي تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الْعَبْدِ فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ».
* المحدّث الفقيه قطب الدين الراوندي