دعاءه عليه السلام للإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف:
"اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدْ وآلِ مُحَمَّدٍ, وادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ
وخَلِيفَتِكَ وحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ، ولِسَانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ بِإِذْنِكَ،
النَّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ وعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ في بَرِيَّتِكَ، والشَّاهِدِ عَلَى
عِبَادِكَ الْجَحْجَاحِ الْمُجَاهِدِ المُجْتَهِد، عَبْدكَ الْعَائِذِ بِكَ. ".."اللَّهُمَّ
وقَوِّنَا عَلَى طَاعَتِه وثَبِّتْنَا عَلَى مُشَايَعَتِه وامْنُنْ عَلَيْنَا
بِمُتَابَعَتِه، واجْعَلْنَا فِي حِزْبِه الْقَوَّامِينَ بِأَمْرِه الصَّابِرِينَ
مَعَه، الطَّالِبِينَ رِضَاكَ بِمُنَاصَحَتِه، حَتَّى تَحْشُرَنَا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فِي أَنْصَارِه وأَعْوَانِه ومُقَوِّيَةِ سُلْطَانِه، اللَّهُمَّ صَلِّ
علَى مُحَمَّدْ وآلِ مُحَمَّدٍ واجْعَلْ ذَلِكَ كلّهُ منّا لَكَ خَالِصاً مِنْ كُلِّ
شَكٍّ وشُبْهَةٍ ورِيَاءٍ وسُمْعَةٍ، حَتَّى لا نَعْتَمِدَ بِه غَيْرَكَ ولا
نَطْلُبَ بِه إِلَّا وَجْهَكَ، وحَتَّى تُحِلَّنَا مَحَلَّه وتَجْعَلَنَا فِي
الْجَنَّةِ مَعَه ولا تَبْتَلِنا في أمْرِهِ بالسَّأْمَةِ والْكَسَلِ والْفَتْرَةِ
والفَشَلِ، واجْعَلْنَا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِه لِدِينِكَ وتُعِزُّ بِه نَصْرَ
وَلِيِّكَ ولا تَسْتَبْدِلْ بِنَا غَيْرَنَا، فَإِنَّ اسْتِبْدَالَكَ بِنَا
غَيْرَنَا عَلَيْكَ يَسِيرٌ وهُوَ عَلَيْنَا كَبيرٌ، إنّكَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ".
دعاءُ الإمام الرّضا عليه السلام لأوليائه
«.. عن عبد الله بن أبان الزيّات - وكان مكيناً عند الرضا، عليه السلام، - قال:
قلتُ للرضا عليه السلام: ادعُ اللهَ لي ولأهل بيتي، فقال: أَوَلَسْتُ أَفْعَلُ؟
وَاللهِ إِنَّ أَعْمالَكُمْ لَتُعْرَضُ عَلَيَّ في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.فقال [الزيّات]:
فاستعظمتُ ذلك. فقال لي: أَما تَقْرَأُ كِتابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَقُلِ
اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..﴾؟ قال: هُوَ
وَاللهِ عَلِيُّ بْنُ أَبي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ». (المجلسي الأوّل، روضة
المتّقين)
في ثواب زيارة أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال المُحدّث الشيخ عبّاس القمّي، رضوان الله عليه، في كتابه (الأنوار البهيّة)،
تحت عنوان: (فصلٌ في ثواب زيارة أبي الحسن الرضا عليه السلام): «وثواب زيارته، عليه
السلام، أكثر من أن يذكَر. * قال الشيخ الشهيد في (الدروس) عن الإمام الكاظم عليه
السلام: (مَنْ زارَ قَبْرَ وَلَدي عَلِيٍّ كانَ عِنْدَ اللهِ كَسَبْعينَ حِجَّةً
مَبْرورَةً. قال له يحيى المازني: سبعين حجّة مبرورة؟ قال: نَعَمْ، وَسَبْعينَ
أَلْفِ حِجَّةٍ).
* وقيل لأبي جعفر محمّد بن علي الجواد عليهما السلام: (زيارةُ الرضا، عليه
السلام، أفضل، أم زيارة الحسين عليه السلام؟ فقال: زَيارَةُ أَبي أَفْضَلُ،
لِأَنَّهُ لا يَزورُهُ إِلّا الخَواصُّ مِنَ الشّيعَةِ).
* وعنه، عليه السلام، إنّها: (أَفْضَلُ مِنَ الحَجِّ [غير الواجب]، وَأَفْضَلُها
في رَجَبٍ).
* وروى البِزنطيّ، قال: (قرأت كتاب أبي الحسن الرضا، عليه السلام، بخطّه:
أَبْلِغْ شِيعَتي أَنَّ زِيارَتي تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ أَلْفَ حِجَّةٍ، وَأَلْفَ
عُمْرَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ كُلّها، قال: قلتُ لأبي جعفر عليه السلام: ألف حجّة؟ قال:
إِي وَاللهِ، وَأَلْفَ أَلْفَ حِجَّةٍ لِمَنْ يَزورُهُ عارِفاً بِحَقِّهِ).
أقول: قد ظهرَ من هذه الفقرة الشريفة، أنّ الاختلاف الوارد في قدْر الفضل والثواب
محمولٌ على اختلاف الأشخاص، واختلاف مراتب الإخلاص، والمعرفة والتقوى، أو غير ذلك.
* وقال الرضا عليه السلام: «مَنْ زارَني عَلى بُعْد دَاري وَمَزاري، أَتَيْتُهُ
يَوْمَ القِيامَةِ في ثَلاثِ مَواطِنَ حَتَّى أُخَلِّصَهُ مِنْ أَهْوالِها: إِذا
تَطايَرَتِ الكُتُبُ يَميناً وَشِمالاً، وَعِنْدَ الصِّراطِ، وَالميزانِ».
* وروى الصدوق عن أبي الحسن الهادي، عليه السلام، يقول: (مَنْ كانَتْ لَهُ إِلى
اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، حاجَةٌ، فَلْيَزُرْ قَبْرَ جَدّي الرِّضا عَلَيْهِ السَّلامُ،
بِطوسَ، وَهُوَ عَلى غُسْلٍ، وَلْيُصَلِّ عِنْدَ رَأْسِهِ رَكْعَتَيْنِ،
وَلْيَسْأَلِ اللهَ، تَعالى، حاجَتَهُ في قُنوتِهِ، فَإِنَّهُ يَسْتَجيبُ لَهُ، ما
لَمْ يَسْأَلْ في مَأْثَمٍ أَوْ قَطيعَةِ رَحِمٍ، فَإِنَّ مَوْضِعَ قَبْرِهِ
لَبُقَعَةٌ مِنْ بِقاعِ الجَنَّةِ، لا يَزورُها مُؤْمِنٌ إِلّا أَعْتَقَهُ اللهُ،
تَعالى، مِنَ النّارِ، وَأَحَلَّهُ دارَ القَرارِ).
* قال الشيخ المفيد في (المقنعة) - باب مختصر زيارته عليه السلام: (تقف على قبره –
بعد أن تغتسل لزيارته، وتلبس أطهر ثيابك - وتقول:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا
حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْهُدى
وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ
عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطّاهِرُونَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، لَمْ
تُؤْثِرْ عَمًى عَلى هُدًى، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلى باطِل، وَأَنَّكَ
نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ، وَأَدَّيْتَ الأَمانَةَ، فَجَزاكَ اللهُ عَنِ
الإسْلامِ وَأَهْلِهِ خَيْرَ الْجَزاءِ، أَتَيْتُكَ بِأَبي [أنتَ] وَأُمّي زائِراً
عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لِأَوْلِيائِكَ، مُعادِياً لأَعْدائِكَ، فَاشْفَعْ لي
عِنْدَ رَبِّكَ.
ثمّ انكبّ على القبر [فقبّله]، وضع
خدّيك عليه، ثم تحوّل إلى عند الرأس فقُل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يَا
ابْنَ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الإمامُ
الْهَادِي، وَالْوَلِيُّ الْمُرْشِدُ، أَبْرَأُ إلَى اللهِ مِنْ أَعْدائِكَ،
وَأَتَقَرَّبُ إلَى اللهِ بِوِلايَتِكَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ
وَبَرَكاتُهُ.
ثم صلِّ ركعتَي الزيارة، وصلِّ بعدهما ما بدا لك، وتحوّل إلى عند الرِّجلين فادعُ
بما شئتَ إن شاء الله).
كرامات المشهد الرضوي في كلمات العلماء
أضاف المحدّث القمّي:
«قال شيخنا الطبرسيّ رحمه الله في (إعلام الورى) بعد ذكر جملةً من دلائل الرضا
ومعجزاته عليه السلام: ومن ذلك أنّ بنتاً من جيراننا كانت خرساء، ثمّ زارت قبر
الرضا، عليه السلام، يوماً، فرأتْ عند القبر رجلاً حسنَ الهيئة - ظنّت أنّه الرضا،
عليه السلام - فقال لها: ما لكِ لا تتكلّمين؟ تكلّمي! فنطقتْ في الحال وزالَ عنها
الخرس بالكليّة. فقلتُ فيها هذه الأبيات:
يا كليمَ الرِّضا عَلَيْهِ السَّلامُ وَعَلَيْكِ السَّلامُ وَالإِكْرامُ
كَلِّميني عَسى أَكونُ كَليماً لِكَليمِ الرِّضا عَلَيْهِ السَّلامُ).
يقول عبّاس بن محمّد رضا القمّي مؤلّف هذا الكتاب: ولقد رأيتُ وشاهدتُ في مدّة
مجاورتي لهذا المشهد المقدّس، خصوصاً في هذا التاريخ، وهو شوّال سنة 1343 ثلاث
وأربعين بعد ألف وثلاثمائة، كثيراً من ذلك وتيقّنته، وعلمتُ علماً لا يخالجُ الشكّ
والرَّيب في معناه، فلو ذهبتُ للخَوض في إيراد ذلك لخرجتُ عن الغرَض في هذا الكتاب،
ولقد صدق شيخنا [الحرّ] العامليّ في قوله:
وَمَا بَدَا مِنْ بَرَكَاتِ مَشْهَدِهْ فِيكُلِّ يَوْمٍ أَمْسُهُ مِثْلُ غَدِهْ
وَكَشِفَاءِ العُمْيِ وَالَمْرضَىبِهْ إجَابَةُ الدُّعَاءِ فِيأَعْتَابِهْ».