يوم الثامن عشر من ذي الحجّة هو يوم عيد الغدير الأغرّ، وفي الخبر أنّ صومه كفّارة
ستّين سنة.سُئل الإمام الصادق عليه السلام: هل للمسلمين عيدٌ غير يوم الجمعة والفطر
والأضحى؟ فقال: «نَعَمْ، اليَوْمُ الّذي نَصَّبَ فيهِ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ أَميرَ المُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ.. يَنْبَغي لَكُمْ أَنْ
تَتَقَرَّبوا [فيه] إِلى اللهِ تَعالى بِالبِرِّ وَالصَّوْمِ وَالصَّلاةِ وَصِلَةِ
الرَّحِمِ وَصِلَةِ الإِخْوانِ..«.وعن الإمام الرضا عليه السلام لبعض أصحابه: «يا
ابْنَ أَبي نَصْرٍ! أَيْنَ ما كُنْتَ فَاحْضُرْ يَوْمَ الغَديرِ عِنْدَ أَميرِ
المُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِنَّ اللهَ تَعالى يَغْفِرُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ
وَمُؤْمِنَةٍ وَمُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ ذُنوبَ سِتّينَ سَنَةً..».
ومن مستحبّات يوم الغدير، صلاة يؤتى بها قبيلَ الظهر بكيفيّة خاصّة ننقلها عن (مصباح)
الشيخ الطوسي. قال قدّس سرّه: «إذا كان يوم الغدير، وحضرتَ عند أمير المؤمنين عليه
السلام، أو في مسجد الكوفة، أو حيث كان من البلاد، فاغتسِل في صدر النهار منه، فإذا
بقيَ إلى الزوال نصف ساعة، فصلِّ ركعتَين: تقرأ في كلّ ركعة منهما (فاتحة الكتاب)
مرّة واحدة، و(قل هو الله أحد) عشر مرات، وآية (الكرسي) عشر مرّات، و(إنّا أنزلناه)
عشر مرّات، فإذا سلّمتَ عقّبتَ بعدهما بما ورد من تسبيح الزهراء عليها السلام وغير
ذلك من الدعاء.ثمّ تقول: «رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي
لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ...».
إلى آخر الدعاء، وهو أيضاً مذكور بتمامه في (المصباح)، و(البلد الأمين) للكفعمي
رضوان الله عليه.
اليوم الرابع والعشرون: المُباهلة، والتصَدُّق بالخاتم
عن الإمام الكاظم عليه السلام، قال: «يَوْمُ المُباهَلَةِ اليَوْمُ الرَّابِعُ
وَالعِشْرونَ مِنْ ذي الحِجَّةِ، تُصَلّي في ذَلِكَ اليَوْمِ ما أَرَدْتَ مِنَ
الصَّلاةِ، فَكُلَّما صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ اسْتَغْفَرْتَ اللهَ تَعالى
بِعَقِبِها سَبْعينَ مَرَّةً، ثُمَّ تَقومُ قائِماً وَتَرْمي بِطَرْفِكَ في
مَوْضِعِ سُجودِكَ وَتَقولُ وَأَنْتَ عَلى غُسْلٍ: الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ،
الحَمْدُ للهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ..». والدعاء كاملاً مذكور في (مصباح
المتهجّد) للشيخ الطوسي.
وفي هذا اليوم تصدّق أمير المؤمنين صلوات الله عليه بخاتمه وهو راكع، فنزل قوله
تعالى:
﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ المائدة:55.وفي
(كشف الغطاء) للشيخ كاشف الغطاء عند تعداده الصلوات المندوبة: «ومنها: صلاة الرابع
وعشرين من ذي الحجّة، وهو يوم التصدّق بالخاتم... وهي بهيئة صلاة الغدير، ووقتُها
وقتُها..».
اليوم الخامس والعشرون:
﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّه﴾
في (تذكرة الفقهاء) للعلامة الحلّي: «..ويُستحَبّ صومُ يوم الخامس والعشرين من ذي
الحجّة، وهو يومُ نزل في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام
﴿هَلْ أَتَى﴾».
وهي سورة (الدهر) أو (الإنسان)، نزلت فيهم عليهم السلام بعد أن تصدّقوا بطعام
إفطارهم لثلاث ليالٍ متواليات.وفي الحديث عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام:
«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقِيَهُ اللهُ شَرَّ يَوْمِ الاثْنَيْنِ فَلْيَقْرَأْ في
أَوَّلِ رَكْعَةٍ مِنْ صَلاةِ الغَداةِ:
﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ..﴾
الإنسان:1،ثمّ قرأ عليه السلام قوله تعالى:
﴿فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ
الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورً﴾الإنسان:11».