اليوم السابع عشر: المولد النبويّ
الشريف
(البلد الأمين) للشيخ الكفعمي: «قال الشيخ الطوسي رحمه الله في (مصباحه): يوم
السابع عشر منه كان مولد النبيّ صلّى الله عليه وآله عند طلوع الفجر من يوم الجمعة
في عام الفيل، وهو يوم شريف عظيم البركة، وفي صومه فضل كثير وثواب جزيل وهو أحد
الأيام الأربعة؛ فروي عنهم عليهم السلام أنّهم قالوا: مَنْ صَامَ يَومَ السّابِع
عَشَر مِن شَهْرِ رَبيع الأوَّل كَتَبَ اللهُ لَهُ صِيامَ سَنَةٍ، ويستحبّ فيه
الصدقة وزيارة المشاهد. انتهى كلامه رحمه الله.فإذا أردت زيارة النبيّ صلّى الله
عليه وآله فاغتسل وكذا إذا أردت زيارة أحد من المعصومين عليهم السلام، وقل في أثناء
غسلك ما ذكره الشهيد رحمه الله في (نفليّته) وهو: اللّهُمّ طَهِّرْ قَلْبِي واشْرَحْ
لِي صَدْرِي، وأَجْرِ عَلَى لِسَانِي مِدْحَتَكَ والثَّنَاءَ عَلَيْك. اللّهُمّ
اجْعَلْهُ لِي طَهُوراً وشِفاءً ونُوراً إِنَّكَ علَى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ. وتقول
بعد الفراغ: اللّهُمّ طَهِّرْ قَلْبِي وَزَكِّ عَمَلِي واجْعَلْ مَا عِنْدَكَ
خَيْرَاً لِي، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوّابِينَ واجْعَلْنِي مِنَ
المُتَطَهِّرِين. ويستحبّ أن تدعو بهذين الدعاءين في جميع الأغسال المستحبّة».
ومن أعمال هذا اليوم الشريف أيضاً:
* زيارة رسول الله صلّى الله عليه وآله عن قُرب أو عن بُعد. [انظر: مفاتيح الجنان:
زيارة النبيّ صلّى الله عليه وآله من البُعد]
* زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام بما زاره به الإمام الصّادق عليه السلام، وهي
الثانية من زياراته المخصوصة، أوردها في (مفاتيح الجنان) - بعد زيارات يوم الغدير –
تحت عنوان: «زيارة يوم ميلاد النبيّ صلّى الله عليه وآله»، وأوّلها – بعد
التّكبيرات الثّلاث: «السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلى خِيَرَةِ اللهِ..».
* صلاة من ركعتَين يؤتى بها قبل الظّهر؛ يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد سورة (القدر)
عشر مرّات، و(التّوحيد) عشر مرّات، ثمّ يجلس في مصلّاه ويدعو بالدُّعاء: (أللّهُمَّ
أَنْتَ حَيٌّ لا تَمُوتُ..). [إقبال الأعمال: أعمال ربيع الأوّل]
* «علم المسلمون على اختلافهم في المذاهب والمشارب أنَّ الشيطان قد عَقِر بمولد
رسول الله صلّى الله عليه وآله، ودهش بمبعثه، وبرق بهجرته، وخَرِقَ بظهوره ونصرته،
وانماث كالملح في الماء بهديه وقوانينه ونظمه. وطار شعاعاً من صلاته، وذهب بما
أودعه اللهُ فيها من الحِكم والأسرار فإذا هي تنهى عن الفحشاء والمنكر.وكان، صلّى
الله عليه وآله، إذا قام إلى الصلاة تخلّى بنفسه المطمئنة، وتجرّد بروحه الروحية عن
كلّ شيءٍ سوى الله وحده، يتمحّض إقبالاً على الله، وعبوديةً خالصةً لوحدانيّتة عزّ
سلطانه... إنّ الله جلّت آلاؤه أدّب حبيبه محمّداً بآداب اختصّه بها ففضّله على
العالمين حتّى لم يبق نبيّ مرسل، ولا ملك مقرّب، ولا شيطانٌ مَريد، ولا خلقٌ فيما
بين ذلك شهيد، إلّا بخع لآدابه، وخشع لأخلاقه، فما من أمر في الذكر الحكيم إلّا
ائتمر به، وما من زجر في القرآن العظيم إلّا انزجر به، وما من حكمة إلّا أخذ بها؛
كان القرآن نصبَ عينيه، يقتفي أثره، ويتبع سُوَره».
(السّيّد عبد الحسين شرف الدين)