اليوم السّابع عشر: ولادة الإمام
الصّادق عليه السّلام 83) للهجرة)
وفي السابع عشر من ربيع الأوّل، يوم الجمعة عند طلوع الفجر سنة ثلاث وثمانين للهجرة،
كانت ولادة الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام. ونصّ كثيرٌ من المؤرّخين أنّ
النبيّ صلّى الله عليه وآله هو الذي سمّاه (جعفر)، ولقّبه ب (الصّادق). كما روي
ذلك في (علل الشرائع) عن المفضّل بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين،
عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إذا وُلِدَ
ابْنِي جَعْفَر بن مُحمّد بن عليّ بن الحُسَين بن عليّ بن أبي طالب، فَسَمُّوه
الصَّادِق؛ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي ولدِهِ سَمِيٌّ لَهُ، يَدَّعِي الإمَامَةَ
بِغَيْرِ حَقِّها ويُسَمَّى كَذّاباً».
ويستحبّ زيارته عليه السّلام في هذا اليوم – بل زيارة جميع الأئمّة عليهم السلام في
جميع أوقات ولادتهم وشهادتهم - بالزيارات المسنونة، وفي طليعتها الزّيارة الجامعة،
وزيارة «أمين الله».«
عن أبي بصيرٍ قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أَبا مُحَمَّدٍ، إِنَّ
عِنْدَنا سِرّاً مِنْ سِرِّ اللهِ، وَعِلْماً مِنْ عِلْمِ اللهِ لا يَحْتَمِلُهُ
مَلَكٌ مُقَرَّبٌّ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلا مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ
للإيمانِ. وَاللهِ، ما كَلَّفَ اللهُ أَحَداً ذَلِكَ الحِمْلَ غَيْرَنا، وَلا
اسْتَعْبَدَ بِذَلِكَ أَحَداً غَيْرَنا.وَإِنَّ عِنْدَنا سِرّاً مِنْ سِرِّ اللهِ،
وَعِلْماً مِنْ عِلْمِ اللهِ؛ أَمَرَنا اللهُ بِتَبْليغِهِ، فَبَلَّغْنا عَنِ
اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، ما أَمَرَنا بِتَبْليغِهِ: فَلَمْ نَجِدْ لَهُ مَوْضِعاً
وَلا أَهْلاً وَلا حَمَّالَةً يَحْتَمِلونَهُ، حَتّى خَلَقَ اللهُ لِذَلِكَ
أَقْواماً خُلِقوا مِنْ طينَةٍ خُلِقَ مِنْها مُحَمَّدٌ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ، وَذُرِّيَّتُهُ، وَمِنْ نورٍ خَلَقَ اللهُ مِنْهُ مُحَمَّداً
وَذُرِّيَّتَهُ، وَصَنَعَهُمْ بِفَضْلِ صُنْعِ رَحْمَتِهِ الّتي صَنَعَ مِنْها
مُحَمَّداً، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَبَلَّغْناهُمْ عَنِ اللهِ، عَزَّ
وَجَلَّ، ما أَمَرَنا بِتَبْليغِهِ، فَقَبِلوهُ وَاحْتَمَلُوا ذَلِكَ، وَبَلَغَهُمْ
ذلكَ عَنّا فَقَبِلوهُ وَاحْتَمَلوهُ، وَبَلَغَهُمْ ذِكْرُنا فَمالَتْ قُلوبُهُمْ
إِلى مَعْرِفَتِنا وَحَديثِنا، فَلَوْلا أَنَّهُمْ خُلِقُوا مِنْ هَذا لَما كَانوا
كَذَلِكَ، وَلا واللهِ، ما احْتَمَلوهُ، ".."قال (أبو بصير): ثمّ رفع (الإمام) يده
وبكى، وقال: اللَّهُمَّ ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ﴾[الشّعراء:54]
فَاجْعَلْ مَحْياهُمْ مَحْيانا، وَمَماتَهُمْ مَماتَنا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْهِمْ
عَدُوّاً لَكَ فَتَفْجَعَنا بِهِمْ، فَإِنَّكَ إِنْ فَجَعْتَنا بِهِمْ لَمْ
تُعْبَدْ أَبَداً في أَرْضِكَ».
(الكافي، الكلينيّ)