ذاك أجرُ الحُسين عليه السّلام، لا أجرُ دَمعَتِكَ
أعمال شهر محرّم الحرام
شهر محرّم، هو آخرُ الأشهُر الحُرُم الأربعة. قال السّيّد ابن طاوس في (إقبال
الأعمال): «شهر المحرّم كان في الجاهليّة من جملة الزّمان المعظّم، وجاء الإسلام
شاهداً لهذا الشّهر بالتّعظيم، ودلّ فيه على العبادات الدّالّة على ما يليق به من
التّكريم.
فجرى فيه من انتهاك محارم الله جلّ جلاله والرّسول الّذي هداهم اللهُ جلّ جلاله به
إليه ودلّهم عليه، من سفك دماء ذرّيّته العزيزين عليه، ما لم يجرِ مثلُه في شيءٍ من
الأزمان، وبالغ آلُ حرب وبنو أمّيّة في الاستقصاء على آل محمّدٍ صلوات الله عليه
وآله، وإذهاب حرمة الإسلام والإيمان».
اللّيلة الأولى
* قال الإمام الرّضا عليه السّلام: «كانَ أَبي، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ، إِذا
دَخَلَ شَهْرُ المُحَرَّمِ لا يُرى ضاحِكاً، وَكانَتِ الكآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ
حَتّى يَمْضِيَ مِنْهُ عَشَرَةُ أَيّامٍ، فَإِذا كانَ يَوْمُ العاشِرِ كانَ ذَلِكَ
اليَوْمُ يَوْمَ مُصيبَتِهِ وَحُزْنِهِ وَبُكائِهِ..».
* «ينبغي من أوّل ليلةٍ من هذا الشّهر أن يظهرَ على الوجوه والحركات والسّكنات،
شعارُ آداب أهل المصائب المعظَّمات في كلّ ما يتقلّبُ فيه الإنسان، وأن يقصدَ بذلك
إظهار موالاة أولياء الله ومعاداة أعاديه». (إقبال الأعمال)
أعمال اللّيلة الأولى
روى السّيّد ابن طاوس في (الإقبال) للّيلة الأولى عدّة صلوات:
الأولى: مائة ركعة يقرأ في كلّ ركعة (الحمد) و(التّوحيد).
الثّانية: ركعتان في الأولى منهما (الحمد) وسورة (الأنعام)، وفي الثّانية (الحمد)
وسورة (يس).
الثّالثة: ركعتان في كلٍّ منهما (الحمد) وإحدى عشرة مرّة (التّوحيد). وفي الحديث عن
النّبيّ صلّى الله عليه وآله قال: «مَنْ أَدّى هَذِهِ الصَّلاةَ في هَذِهِ
اللَّيْلَةِ وَصامَ صَبيحَتَها، وَهُوَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ، فَهُوَ
كَمَنْ يَدومُ عَلى الخَيْرِ سَنَةً (سنَتَه)، وَلا يَزالُ مَحْفوظاً مِنَ
السَّنَةِ إِلى قابِلٍ، فَإِنْ ماتَ قَبْلَ ذَلِكَ صارَ إلى الجَنَّةِ».
اليوم الأوّل
* «إذا وجدْتَ قلبَك يعتصر في هذا اليوم ويستولي عليك البكاء، من دون أن يطرقَ
سمعَك شيءٌ، فَلَكَ البُشرى إذاً، فهذه علامةُ الإيمان.
إنّ حقيقة الإيمان لا تحصلُ إلّا نادراً، وعلامةُ حصول الحقيقة هي هذا الحزن وهذا
الشّجَن. وهذه علامةٌ – إنْ وُجِدت – تدلّ على فوزنا بمرتبة «المعجونيّة» بالولاية.
ونكون عندها داخلين في تعبير:«شيعَتُنا خُلِقوا مِنْ فاضِلِ طينَتِنا، وَعُجِنوا
بِماءِ وِلايَتِنا»، ويكون قلبُك قد اتّخذَ طريقاً إلى الأئمّة عليهم السّلام، إذ
اليوم هو أوّلُ أيّام أحزانهم». (الأيّام الحسينيّة، مختصَر)
* «أوّل يوم من المحرّم هو من أيّام الصّيام، وموسمٌ من مواسم إجابة الدّعاء لأهل
الإسلام، فينبغي المبادرة إلى فتح أبواب إجابة الدّعوات، واغتنام الوقت المُعَيَّن
لقضاء الحاجات». (إقبال الأعمال)
* «قال الشّيخ الطّوسي: يُستَحبّ صيامُ الأيّام التّسعة من أوّل محرّم، وفي اليوم
العاشر يُمسِك عن الطّعام والشّراب إلى بعد العصر، ثمّ يفطر بقليلٍ من تربة الحسين
عليه السّلام. وروى السّيّد ابن طاوس فضلاً لصوم شهر المحرّم كلّه، وأنّه يعصمُ
صائمَه من كلِّ سيِّئة». (مفاتيح الجنان)
أعمال اليوم الأوّل
(مفاتيح الجنان): اعلم أنّ غرّة محرّم هو أوّل يوم السّنة، وفيه عملان:
الأوّل: الصّيام. عن الإمام الرّضا عليه السّلام أنّه قال: «مَنْ صامَ هَذا
اليَوْمَ وَدَعا اللهَ اسْتَجابَ اللهُ دُعاءَهُ كَما اسْتَجابَ لِزَكَرِيّا».
الثّاني: كان النّبيّ صلّى الله عليه وآله يصلّي أوّل يوم من محرّم ركعتَين، فإذا
فرغ رفع يدَيه ودعا بهذا الدّعاء ثلاث مرّات: «اللَّهُمَّ أَنْتَ الإِلَهُ
القَدِيمُ وَهذِهِ سَنَةٌ جَدِيدَةٌ..». [مفاتيح الجنان، أعمال شهر محرّم].