منها المحتوم ومنها المشروط
جمع الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان (ت: 413 هـ) ما تفرّق في الأخبار
المرويّة عن المعصومين عليهم السلام، حول علامات ظهور الإمام المهديّ عجل الله
تعالى فرجه الشريف، ضمن نصٍّ واحد أورده في كتاب الإرشاد (ج 2، ص 368 – 370، ط 2،
1993م، دار المفيد، بيروت)، فقال:
«..جاءت الأخبار بذكر علاماتٍ لزمان قيام القائم المهديّ عليه السلام، وحوادث تكون
أمام قيامه، وآيات ودلالات، فمنها:
- خروجُ السفيانيّ، وقتلُ الحَسنيّ.
- واختلافُ بني العباس في المُلك الدنيويّ.
- وكسوفُ الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوفُ القمر في آخره على خلاف العادات.
- وخَسفٌ بالبيداء، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بالمشرق.
- وركودُ الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر، وطلوعُها من المغرب. (ركود
الشمس هو استقرارها وانعدام حركتها)
- وقتلُ نفسٍ زكيّةٍ بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين.
- وذبحُ رجلٍ هاشميّ بين الركن والمقام. وهدمُ سُور الكوفة.
- وإقبالُ راياتٍ سودٍ من قِبل خراسان. وخروجُ اليمانيّ.
- وظهورُ المغربيّ بمصر وتملّكه للشامات. ونزول التُّرك الجزيرةَ (إقليم يمتدّ عبر
سوريا والعراق وتركيا)، ونزولُ الروم الرملةَ. (الرملة موضعان: مدينة فلسطينية شمال
غرب القدس تقع ضمن الأراضي المحتلة عام 48. والرملة: محلّة على شاطئ دجلة مقابل
الكرخ ببغداد)
- وطلوعُ نجمٍ بالمشرق يُضيء كما يضيء القمر، ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه،
وحُمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها.
- ونارٌ تظهر بالمشرق طولاً، وتبقى في الجوّ ثلاثة أيام أو سبعة أيام.
- وخَلْعُ العرب أَعِنَّتَها وتملّكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم.
- وقتلُ أهل مصر أميرهم، وخرابُ الشام، واختلافُ ثلاث راياتٍ فيه، ودخول رايات قيس
والعرب إلى مصر، ورايات كِندة إلى خراسان، وورود خَيلٍ من قِبل المغرب حتى تربَط
بفناء الحيرة (تبعد أطلال هذه المدينة بضع كيلومترات جنوب النجف الأشرف)، وإقبالُ
راياتٍ سودٍ من المشرق نحوها.
- وبَثْقٌ في الفرات حتى يدخل الماء أزقّة الكوفة. (البَثق: انفجار الماء وجريانه)
- وخروجُ ستين كذّاباً كلهم يدّعي النبوة، وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم
يدّعي الإمامة لنفسه.
- وإحراقُ رجلٍ عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين (مدينتان في
محافظة ديالى بالعراق). وعقد الجسر ممّا يلي الكرخ بمدينة السلام (بغداد)، وارتفاعُ
ريحٍ سوداء بها في أول النهار، وزلزلة حتى ينخسف كثيرٌ منها.
- وخوفٌ يشمل أهل العراق، وموتٌ ذريعٌ فيه، ونقصٌ من الأنفُس والأموال والثمرات.
- وجرادٌ يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتى يأتي على الزرع والغلّات، وقلّة ريع لِما
يزرعه الناس.
- واختلافُ صنفَين من العجم، وسفكُ دماء كثيرة فيما بينهم.
- وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم، ومسخٌ لقوم من أهل البدع حتى
يصيروا قردةً وخنازير. وغلَبة العبيد على بلاد السادات.
- ونداءٌ من السماء حتّى يسمعه أهلُ الأرض، كلّ أهل لغةٍ بلغتهم، ووجهٌ وصدرٌ
يظهران من السماء للناس في عين الشمس. (تتعدّد النداءات المرتبطة بالظهور، فمنها ما
رواه الشيخ الصدوق في كمال الدين: «.. يُنادي منادٍ من السماء يسمعه جميع أهل الأرض
بالدعاء إليه، يقول: ألا إنّ حجّة الله قد ظهرَ عندَ بيت الله فاتّبِعوه، فإنّ
الحقّ معه وفيه، وهو قولُ الله عزّ وجلّ: ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ
السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ﴾..». (الشعراء:4)
ومنها ما أورده الشيخ المفيد في الإرشاد: «يُنادي منادٍ من السماء أولَ النهار: ألا
إن الحقّ مع عليٍّ وشيعته، ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض: ألا إن الحقّ مع
"فلان" وشيعته، فعند ذلك يرتابُ المبطلون»).
- وأمواتٌ يُنشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا، فيتعارفون فيها ويتزاورون.
- ثم يختَم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتّصل فتحيا بها الأرض من بعد موتها و(تظهر)
بركاتها.
تزول بعد ذلك كلّ عاهة عن معتقدي الحقّ من شيعة المهديّ عليه السلام، فيعرفون عند
ذلك ظهوره بمكّة، فيتوجّهون نحوه لنُصرته. كما جاءت بذلك الأخبار.
ومن جملة هذه الأحداث محتومة ومنها مشترطة، والله أعلم بما يكون، وإنّما ذكرناها
على حسب ما ثبت في الأصول وتضمّنها الأثر المنقول، وبالله نستعين وإياه نسأل
التوفيق».
استغاثة بصاحب الزمان
في (مفاتيح الجنان) للمحدّث الجليل الشيخ عباس القمّي رضوان الله عليه:
«قال السيد علي خان في (الكَلِم الطيب): هذه استغاثة بالحجّة صاحب العصر صلوات الله
عليه: صَلِّ أينما كنت ركعتَين؛ بـ(الحمد) وما شئتَ من السوَر، ثمّ قف مستقبلَ
القبلة تحت السماء، وقل: سَلامُ الله الكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ العامُّ،
وَصَلَواتُهُ الدَّائِمَةُ وَبَرَكاتُهُ القائِمَةُ التَّامَّةُ عَلى حُجَّةِ اللهِ
وَوَلِيِّهِ فِي أَرْضِهِ وَبِلادِهِ، وَخَلِيفَتِهِ عَلى خَلْقِهِ وَعِبادِهِ،
وَسُلالَةِ النُّبوَّةِ وَبَقِيَّةِ العِتْرَةِ وَالصَّفْوَةِ، صاحِبِ الزَّمانِ
وَمُظْهِرِ الإيْمانِ وَمُلَقِّنِ أَحْكامِ القُرْآنِ، وَمُطَهِّرِ الأَرْضِ
وَناشِرِ العَدْلِ فِي الطُّولِ وَالعَرْضِ، وَالحُجَّةِ القائِم المَهْدِيَّ
الإمامِ المُنْتَظَرِ المَرْضِيِّ، وَابْنِ الأئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ الوَصِيِّ
بْنِ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ، الهادِي المَعْصُومِ ابْنِ الأئِمَّةِ الهُداةِ
المَعْصُومِينَ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُعِزَّ المُؤْمِنِينَ المُسْتَضْعَفِينَ،
السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُذِلَّ الكافِرِينَ المُتَكَبِّرِينَ الظَّالِمِينَ،
السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابنَ
رَسُولِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ
عَلَيْكَ يا ابنَ فاطِمَةَ الزَّهْراء سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ
عَلَيْكَ يا ابنَ الأئِمَّةَ الحُجَجِ المَعْصُومِينَ وَالإمام عَلى الخَلْقِ
أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ سَلامَ مُخْلِصٍ لَكَ فِي الوِلايَةَ،
أَشْهَدُ أَنَّكَ الإمامُ المَهْدِيُّ قَوْلاً وَفِعْلاً، وَأَنْتَ الَّذِي تَمْلأُ
الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً؛ فَعَجَّلَ اللهُ
فَرَجَكَ وَسَهَّلَ مَخْرَجَكَ، وَقَرَّبَ زَمانَكَ وَكَثَّرَ أَنْصارَكَ
وَأَعْوانَكَ وَأَنْجَزَ لَكَ ما وَعَدَكَ، فَهُوَ أَصْدَقُ القائِلِينَ:
﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الوارِثِينَ﴾.
يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، يا ابنَ رَسُولِ الله حاجَتِي كَذا وَكَذا (واذكر
حاجتك عوض كذا وكذا) فَاشْفَعْ لِي فِي نَجاحِها، فَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ
بِحاجَتِي لِعِلْمِي أَنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَفاعَةً مَقْبُولَةً وَمَقاماً
مَحْمُوداً، فَبِحَقِّ مَنِ اخْتَصَّكُمْ بِأَمْرِهِ وَارْتَضاكُمْ لِسِرِّهِ،
وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَ الله بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ، سَلِ اللهَ
تَعالى فِي نُجْحِ طَلِبَتِي وَإِجابَةِ دَعْوَتِي وَكَشْفِ كُرْبَتِي.
وسَلْ ما تريد، فإنه يُقضى إن شاء الله.
أقول: الأحسن أن يقرأ بعد (الحمد) في الركعة الأولى من هذه الصلاة سورة (إنّا
فتحنا)، وفي الثانية: (إذا جاء نصر الله والفتح)».