الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الإمام الهادي (ع) في عصر المتوكل العباسي
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الإمام (عليه السلام) في السجن:
- قال الصدوق: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الموصلي، عن الصقر بن أبي دلف الكرخي قال: لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن العسكري (عليه السلام) جئت أسأل عن خبره، قال: فنظر إلى الرازقي وكان حاجبا للمتوكل فأمر أن أدخل إليه فأدخلت إليه فقال: يا صقر ما شأنك؟ فقلت: خير أيها الأستاد، فقال: اقعد فأخذني ما تقدم وما تأخر وقلت: أخطأت في المجئ قال: فوحى الناس عنه ثم قال لي: ما شأنك، وفيم جئت؟ قلت: لخبر ما، فقال: لعلك تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت له: ومن مولاي؟ مولاي أمير المؤمنين. فقال: أسكت مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك فقلت: الحمد لله. قال: أتحب أن تراه؟ قلت: نعم. قال: إجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده. قال: فجلست، فلما خرج، قال لغلام له: خذ بيد الصقر وأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخل بينه وبينه. قال: فأدخلني إلى الحجرة [التي فيها العلوي] فأومأ إلى بيت فدخلت فإذا (عليه السلام) جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور، قال: فسلمت فرد، ثم أمرني بالجلوس، ثم قال لي: يا صقر ما أتى بك؟ فقلت: يا سيدي جئت أتعرف خبرك. قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت، فنظر إلى فقال: يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء الآن. فقلت: الحمد لله، ثم قلت: يا سيدي حديث يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله) لا أعرف معناه، قال: وما هو؟ فقلت: قوله: " لا تعادوا الأيام فتعاديكم " ما معناه؟ فقال: نعم، الأيام نحن ما قامت السماوات والأرض فالسبت اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والأحد: كناية عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، والاثنين: الحسن والحسين والثلاثاء: على بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد، والأربعاء: موسى بن جعفر وعلى بن موسى ومحمد بن علي وأنا، والخميس: ابني الحسن بن على، والجمعة: ابن ابني وإليه تجتمع عصابة الحق وهو الذي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، فهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة، ثم قال (عليه السلام): ودع وأخرج فلا آمن عليك.

هدايا أم المتوكل له (عليه السلام):
- روى الكليني: عن على بن محمد، عن إبراهيم بن محمد الطاهري قال: مرض المتوكل من خراج خرج به وأشرف منه على الهلاك، فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة، فنذرت أمه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن على بن محمد مالا جليلا من مالها. وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلى هذا الرجل فسألته فإنه لا يخلو أن يكون عنده صفة يفرج بها عنك، فبعث إليه ووصف له علته، فرد إليه الرسول بأن يؤخذ كسب الشاة فيداف بماء ورد فيوضع عليه، فلما رجع الرسول فأخبرهم أقبلوا يهزؤون من قوله. فقال له الفتح: هو والله أعلم بما قال وأحضر الكسب وعمل كما قال ووضع عليه فغلبه النوم وسكن، ثم انفتح وخرج منه ما كان فيه وبشرت أمه بعافيته، فحملت إليه عشرة آلاف دينار تحت خاتمها، ثم استقل من علته. فسعى إليه البطحائي العلوي بأن أموالا تحمل إليه وسلاحا، فقال لسعيد الحاجب: اهجم عليه بالليل وخذ ما تجد عنده من الأموال والسلاح واحمله إلى، قال إبراهيم بن محمد: فقال لي سعيد الحاجب: صرت إلى داره بالليل ومعي سلم فصعدت السطح، فلما نزلت على بعض الدرج في الظلمة لم أدر كيف أصل إلى الدار، فناداني: يا سعيد مكانك حتى يأتوك بشمعة فلم ألبث أن أتوني بشمعة فنزلت فوجدته عليه جبة صوف وقلنسوة منها وسجادة على حصير بين يديه، فلم أشك أنه كان يصلى فقال لي: دونك البيوت فدخلتها وفتشتها فلم أجد فيها شيئا ووجدت البدرة في بيته مختومة بخاتم أم المتوكل وكيسا مختوما وقال لي: دونك المصلى، فرفعته فوجدت سيفا في جفن غير ملبس فأخذت ذلك وصرت إليه. فلما نظر إلى خاتم أمه على البدرة بعث إليها فخرجت إليه، فأخبرني بعض خدم الخاصة أنها قالت له: كنت قد نذرت في علتك لما آيست منك إن عوفيت حملت إليه من مالي عشرة آلاف دينار فحملتها إليه هذا خاتمي على الكيس وفتح الكيس الآخر فإذا فيه أربعمائة دينار فضم إلى البدرة بدرة أخرى وأمرني بحمل ذلك [إليه] فحملته ورددت السيف والكيسين وقلت له: يا سيدي عز على، فقال لي: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

أشعاره (عليه السلام) عند المتوكل:
- قال المسعودي: وحدث أبو عبد الله محمد بن عرفة النحوي قال: حدثنا محمد بن يزيد المبرد قال: قال المتوكل لأبي الحسن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد ابن على بن الحسين بن على بن أبي طالب (عليهم السلام): ما يقول ولد أبيك في العباس بن عبد المطلب؟ قال: وما يقول ولد أبي يا أمير المؤمنين في رجل افترض الله طاعة بنيه على خلقه وافترض طاعته على بنيه؟ فأمر له بمائة ألف درهم، وإنما أراد أبو الحسن طاعة الله على بنيه، فغرض. وقد كان سعى بأبى الحسن على بن محمد (عليهما السلام) إلى المتوكل، وقيل له: إن في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته، فوجه إليه ليلا من الأتراك وغيرهم من هجم عليه في منزله على غفلة ممن في داره، فوجده في بيت وحده مغلق عليه وعليه مدرعة من شعر، ولا بساط في البيت إلا الرمل والحصى، وعلى رأسه ملحفة من الصوف متوجها إلى ربه يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، فأخذ على ما وجد عليه، وحمل إلى المتوكل في جوف الليل، فمثل بين يديه والمتوكل يشرب وفى يده كأس، فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه، ولم يكن في منزله شيء مما قيل فيه، ولا حالة يتعلل عليه بها، فناوله المتوكل الكأس الذي في يده، فقال: يا أمير المؤمنين، ما خامر لحمي ودمي قط، فاعفني منه، فأعفاه، وقال: أنشدني [ شعرا أستحسنه، فقال: إني لقليل الرواية للأشعار، فقال: لابد أن تنشدني ] فأنشده: باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فما أغنتهم القلل واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم * فأودعوا حفرا، يا بئس ما نزلوا ناداهم صارخ من بعد ما قبروا * أين الأسرة والتيجان والحلل؟ أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل؟ فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم * تلك الوجوه عليها الدود يفتتل قد طالما أكلوا دهرا وما شربوا * فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا وطالما عمروا دورا لتحصنهم * ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا وطالما كنزوا الأموال وادخروا * فخلفوها على الأعداء وارتحلوا أضحت منازلهم قفرا معطلة * وساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا قال: فأشفق كل من حضر على على، وظن أن بادرة تبدر منه إليه، قال: والله لقد بكى المتوكل بكاء طويلا حتى بلت دموعه لحيته، وبكى من حضره، ثم أمر برفع الشراب، ثم قال له: يا أبا الحسن، أعليك دين؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار، فأمر بدفعها إليه، ورده إلى منزله من ساعته مكرما.

أمر المتوكل بقتله (عليه السلام):
- قال الراوندي: روى أبو سليمان، قال: حدثنا ابن أورمة [ قال ] خرجت أيام المتوكل إلى سر من رأى فدخلت على سعيد الحاجب ودفع المتوكل أبا الحسن إليه ليقتله فلما دخلت عليه، قال: تحب أن تنظر إلى إلهك؟ قلت: سبحان الله إلهي لا تدركه الأبصار. قال: هذا الذي تزعمون أنه إمامكم ! قلت: ما أكره ذلك. قال: قد أمرت بقتله، وأنا فاعله غدا - وعنده صاحب البريد - فإذا خرج فادخل إليه، فلم ألبث أن خرج، قال: أدخل. فدخلت الدار التي كان فيها محبوسا فإذا هو ذا بحياله قبر يحفر، فدخلت وسلمت وبكيت بكاء شديدا، قال: ما يبكيك؟ قلت: لما أرى. قال: لا تبك لذلك [ فإنه ] لا يتم لهم ذلك. فسكن ما كان بي. فقال: إنه لا يلبث أكثر من يومين حتى يسفك الله دمه ودم صاحبه الذي رأيته. قال: فوالله ما مضى غير يومين حتى قتل [وقتل صاحبه]، الحديث.

- روى ابن شهر آشوب: عن الحسين بن محمد قال: لما حبس المتوكل أبا الحسن (عليه السلام) ودفعه إلى على بن كركر، قال أبو الحسن: أنا أكرم على الله من ناقة صالح (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب)، قال: فلما كان من الغد أطلقه واعتذر إليه، فلما كان في اليوم الثالث وثب عليه باغز وتامش ومعلون فقتلوا، وأقعدوا المنتصر ولده خليفة. وفي رواية أبي سالم إن المتوكل أمر الفتح بسبه فذكر الفتح له ذلك فقال: قل له: (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام) فأنهى ذلك إلى المتوكل فقال: أقتله بعد ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث قتل المتوكل والفتح.

- قال الراوندي: روى أبو سعيد سهل بن زياد [ قال:] حدثنا أبو العباس فضل بن أحمد بن إسرائيل الكاتب ونحن في داره بسامرة فجرى ذكر أبي الحسن. فقال: يا أبا سعيد إني أحدثك بشيء حدثني به أبي، قال: كنا مع المعتز وكان أبي كاتبه قال: فدخلنا الدار، وإذا المتوكل على سريره قاعد، فسلم المعتز ووقف ووقفت خلفه، وكان عهدي به إذا دخل عليه رحب به ويأمره بالقعود، فأطال القيام، وجعل يرفع قدما ويضع أخرى، وهو لا يأذن له بالقعود. ونظرت إلى وجهه يتغير ساعة بعد ساعة ويقبل على الفتح بن خاقان ويقول: هذا الذي تقول فيه ما تقول ويردد القول، والفتح مقبل عليه يسكنه، ويقول: مكذوب عليه يا أمير المؤمنين، وهو يتلظى ويشطط ويقول: والله لأقتلن هذا المرائي الزنديق وهو الذي يدعي الكذب، ويطعن في دولتي ثم قال: جئني بأربعة من الخزر جلاف لا يفهمون، فجيء بهم ودفع إليهم أربعة أسياف، وأمرهم [ أن ] يرطنوا بألسنتهم إذا دخل أبو الحسن، وأن يقبلوا عليه بأسيافهم (فيخبطوه ويعلقوه) وهو يقول: والله لأحرقنه بعد القتل وأنا منتصب قائم خلف المعتز من وراء الستر. فما علمت إلا بأبي الحسن قد دخل، وقد بادر الناس قدامه، وقالوا: [ قد ] جاء والتفت، ورأى فإذا أنا به وشفتاه تتحركان، وهو غير مكترث ولا جازع، فلما بصر به المتوكل رمى بنفسه عن السرير إليه، وهو يسبقه فانكب عليه يقبل بين عينيه ويديه وسيفه بيده وهو يقول: يا سيدي يا ابن رسول الله يا خير خلق الله يا ابن عمى يا مولاي يا أبا الحسن ! وأبو الحسن (عليه السلام) يقول: أعيذك يا أمير المؤمنين بالله [ أعفني ] من هذا. فقال: ما جاء بك يا سيدي في هذا الوقت؟ قال: جاءني رسولك فقال: المتوكل [ يدعوك. فقال: ] كذب ابن الفاعلة، إرجع يا سيدي من حيث جئت، يا فتح ! يا عبيد الله ! يا معتز شيعوا سيدكم وسيدي. فلما بصر به الخزر خروا سجدا مذعنين، فلما خرج دعاهم المتوكل (ثم أمر الترجمان أن يخبره) بما يقولون، ثم قال لهم: لم لم تفعلوا ما أمرتم؟ قالوا: شدة هيبته، ورأينا حوله أكثر من مائة سيف لم نقدر أن نتأملهم، فمنعنا ذلك عما أمرت به، وامتلأت قلوبنا من ذلك [ رعبا ].

إخباره (عليه السلام) عن هلاك المتوكل:
- قال ابن طاووس: ومن أدعية مولانا أبي الحسن على بن محمد الهادي (عليهم السلام) ما وجدناه في نسخة عتيقة هذا لفظه: حدثنا الشريف أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن يحيى بن الرضا أدام الله تأييده يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة سنة أربع وأربعمائة بمشهد مقابر قريش على ساكنه السلام، قال: حدثني أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن صدقة يوم السبت لثلاث بقين من سنة اثنين وستين وثلاثمائة بمشهد مقابر قريش على ساكنه السلام من حفظه، قال: أخبرنا سلامة بن محمد الأزدي، قال: حدثني أبو جعفر بن عبد الله العقيلي، وحدثني أبو الحسن محمد بن تريك الرهاوي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد الموصلي إجازة، قال: حدثني أبو محمد جعفر بن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن عقيل بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: حدثنا على بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمد، حدثني أبو روح النسائي، عن أبي الحسن علي بن محمد (عليهما السلام) أنه دعا على المتوكل فقال: بعد أن حمد الله وأثنى عليه: اللهم إني وفلانا عبدان من عبيدك إلى أخر الدعاء الذي يأتي ذكره. ووجدت هذا الدعاء مذكورا بطريق آخر هذا لفظه: ذكر بإسنادنا عن زرافة حاجب المتوكل وكان شيعيا أنه قال: كان المتوكل يحظى الفتح بن خاقان عنده وقربه منه دون الناس جميعا ودون ولده وأهله أراد أن يبين موضعه عندهم فأمر جميع مملكته من الأشراف من أهله وغيرهم والوزراء والأمراء والقواد وسائر العساكر ووجوه الناس أن يزينوا با حسن التزيين ويظهروا في أفخر عددهم وذخائرهم يخرجوا مشاة بين يديه وأن لا يركب أحد إلا هو والفتح بن خاقان خاصة بسر من رأى ومشى الناس بين أيديهما على مراتبهم رجالة وكان يوما قائظا شديد الحر وأخرجوا في جملتها الأشراف أبا الحسن على بن محمد (عليهما السلام) وشق عليه ما لقيه من الحر والزحمة. قال زرافة: فأقبلت إليه وقلت له يا سيدي يعز والله على ما تلقى من هذه الطغاة، وما قد تكلفته من المشقة وأخذت بيده فتوكأ علي وقال: يا زرافة ما ناقة صالح عند الله بأكرم منى. أو قال: بأعظم قدرا منى، ولم أزل أسائله وأستفيد منه وأحادثه إلى أن نزل المتوكل من الركوب وأمر الناس بالانصراف. فقدمت إليهم دوابهم فركبوا إلى منازلهم وقدمت بغلة له فركبها فركبت معه إلى داره. فنزل وودعته وانصرفت إلى دارى ولولدي مؤدب يتشيع من أهل العلم والفضل وكانت لي عادة بإحضاره عند الطعام فحضر عند ذلك وتجارينا الحديث وما جرى من ركوب المتوكل والفتح ومشى الأشراف وذوى الاقتدار بين أيديهما وذكرت له ما شاهدته من أبي الحسن على بن محمد (عليهما السلام) وما سمعته عن قوله: ما ناقة صالح عند الله بأعظم قدرا منى. وكان المؤدب يأكل معي فرفع يده وقال: بالله إنك سمعت هذا اللفظ منه؟ فقلت له: والله سمعته يقول: فقال بي: إعلم أن المتوكل لا يبقى في مملكته أكثر من ثلاثة أيام ويهلك فانظر في أمرك واحرز ما تريد إحرازه وتأهب لأمرك لا يفجوكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث أو سبب يجرى. فقلت له: من أين لك؟ فقال: ما قرأت القرآن في قصة صالح (عليه السلام) والناقة، قوله تعالى: (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب لا يجوز أن يبطل قول الإمام. قال زرافة: فوالله ما جاء اليوم الثالث حتى هجم المنتصر ومعه بغا ووصيف والأتراك على المتوكل فقتلوه وقطعوه والفتح بن الخاقان جميعا قطعا حتى لم يعرف أحدهما من الآخر وأزال الله نعمته ومملكته فلقيت الإمام أبا الحسن (عليه السلام) بعد ذلك وعرفته ما جرى مع المؤدب وما قاله، فقال صدق إنه لما بلغ منى الجهد رجعت إلى كنوز نتوارثها من آبائنا هي أعز من الحصون والسلاح والجنن وهو دعاء المظلوم على الظالم فدعوت به عليه فأهلكه الله. فقلت له: يا سيدي إن رأيت أن تعلمنيه فعلمنيه وهو: اللهم إني وفلان بن فلان عبدان من عبيدك نواصينا بيدك تعلم مستقرنا ومستودعنا وتعلم منقلبنا ومثوانا وسرنا وعلانيتنا وتطلع... إلى آخر الدعاء.


* موسوعة شهادة المعصومين (ع)

04-04-2017 | 11-44 د | 1376 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net